في ساحة السادة البرهانية تنشط الحركة ليل نهارللإستعداد للحولية ويجري
العمل على قدم وساق فالتجهيز لإقامة الوفود القادمة من أنحاء العالم تحتاج إلى
المزيد من الجهد خصوصا للذين دخلوا الإسلام حديثا على يد مولانا الشيخ محمد الشيخ
إبراهيم رضي الله عنهم في جولته الأخيرة لأوروبا وتوفير وسـائل الراحـة لهم في
إقامتهم وتنقلاتهم وزياراتهم، والجدير بالذكر إن هذه الحولية هي الثانية
لمولانا الشيخ إبراهيم رضي الل عنه والثانية والعشرون لمولانا فخر الدين الشيخ محمد
عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه اللذين أنفقا حياتهما لخدمة دين جدهم الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وكما قال سيدنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله
عنه (لاتحزنوا على الدين إذا وليه أهله بل احزنوا عليه إذا وليه غير أهله) وسوف
يلقي مولانا الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني خطابه الموجه
للأمة الإسلامية الذي يطرح فيه أولويات العمل الديني في المرحلة القادمة مع سرد
الإنجازات على الساحة المحلية والدولية في العام الماضي والتي تشمل نشاطات الطريقة
في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا وغرب أوروبا مع التوجيهات اللازمة للمرحلة القادمة ،
أعاد الله هذه المناسبة على العالمين بكل خير وتواصل ، والاستعداد لهذه الحولية
أيضاً يشمل الإعداد للمولد النبوي الشريف الذي يبدأ بعد الانتهاء من الحولية بيومين
حيث تحضر الوفود الأجنبية من كل دول العالم إفتتاح المولد النبوي الشريف قبل عودتهم
إلى بلادهم .
السـادة العروسية والسـادة
العيسويـة بطرابلـس الغـرب
قامت رايات العز بزيارة الزاوية العروسية والزاوية العيسوية قرب ميناء
طرابلس الغرب بالجماهيرية الليبية العظمى والاشتراك في حضرات الذكر المقامة بعد
صلاة الجمعة وبعدذلك زيارة مقام سيدي سليمان الفيتوري والد سيدي عبد السلام الأسمر
الذي ضحى بنفسه فداء وطنه أثناء إحدى الحملات الصليبية وراح في
عداد الشهداء والصديقين ليضرب المثل بأن المتصوفة ليسوا بالسلبييين في
مجتمعاتهم كما يدعي البعض ، كما تم زيارة مقام سيدي أبو محمد عبد الله الشعاب
المتوفى عام
243 هجرية وهو بذلك يدخل في عداد التابعين كما كان من العباد
الزهاد والعلماء العالمين ، ويقصد أهل طرابلس تلك المقامات دائما للبركة
والدعاء في هذه الأماكن الطاهرة كما أن المولد يعمر بالأحباب من أهل ليبيا
وتونس والجزائر والمغرب من أهل الطرق الصوفية ويعمرون الأوقات بالذكر الذي
يشفي الصدور فتصطلى بالهيام والغرام.
حياةُ الإمـام النووي العلمية
الأول: الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه، وقد أخذ
العلم منه كلَّ مأخذ، وأصبح يجد فيه لذة لا تعدِلُها لذة، وقد كان جادّاً في القراءة
والحفظ، وقد حفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف، وحفظ ربع العبادات من المهذب في باقي
السنة، واستطاع في فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبَّ أستاذه أبي إبراهيم إسحاق بن
أحمد المغربي، فجعلَه مُعيد الدرس في حلقته. ثم درَّسَ بدار الحديث الأشرفية،
وغيره.الثاني: سعَة علمه وثقافته، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم
والثقافة المتعددة، وقد حدَّثَ تلميذُه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل
والطلب، أنه كان يقرأ كلَّ يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، درسين
في الوسيط، وثالثاً في المهذب، ودرساً في الجمع بين الصحيحين، وخامساً في صحيح
مسلم، ودرساً في اللمع لابن جنّي في النحو، ودرساً في إصلاح المنطق لابن السكّيت
في اللغة، ودرساً في الصرف، ودرساً في أصول الفقه، وتارة في اللمع لأبي
إسحاق، وتارة في المنتخب للفخر الرازي، ودرساً في أسماء الرجال،
ودرساً في أصول الدين، وكان يكتبُ جميعَ ما يتعلق بهذه الدروس من شرح
مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة.الثالث: غزارة إنتاجه، اعتنى بالتأليف
وبدأه عام
660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وقد بارك اللـّه له في
وقته وأعانه، فأذابَض عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةُ
العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار، والإِنصافَ في عرض أراء الفقهاء، وما
زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، والانتفاع بها في سائر البلاد.ويذكر
الإِسنوي تعليلاً لطيفاً ومعقولاً لغزارة إنتاجه فيقول: ''اعلم أن الشيخ محيي الدين
النووي رحمه اللّه لمّا تأهل للنظر والتحصيل، رأى في المُسارعة إلى الخير؛ أن جعل
ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله
تصنيفاً، وهو غرض صحيح، وقصد جميل، ولولا ذلك لما تيسر له من التصايف ما تيسر له ،
وفي مدينة نوى بدأ الإحتفال بالمولد العامر بالأذكاروالمديح وحلقات الدرس عن
الأذكارالتي صنفها الإمام رضي الله عنه .
التوجه الإيطالي نحو الشـرق
من الملاحظ في الفترة الأخيرة بعد حوادث سبتمبر وكثرة الكلام عن
الإسلام وعلاقته بالإرهاب في الإعلام الغربي توجه العامة لمعرفة ماهية الإسلام
وتعاليمه وارتباطه بالشرق والعرب خاصة ومحاولة الغوص في تعاليم القرآن والسنة وعقد
اللقاءات مع المسلمين لمعرفة حقيقة الإسلام.
وكان من هذه اللقاءات لقاء في إحدى المدارس الثانوية في روما بين
الطلبة والمدرسين من جهة وبين السيد� عبد
الغفور فرانكوجراسي أورسيني� مسؤل الطريقة
البرهانية الدسوقية الشاذلية في إيطاليا والذي عرض الإسلام وسماحة تعاليمه
بطريقة سلسة ومبسطة وأوضـح أن الإرهاب ليس له علاقة بالأديان كلها
ومنها الإسلام وليس له علاقة بالشرق لأن رسول الإسلام ليس الرسول الوحيد من
الشرق لأن تعاليم السيد المسيح كلها سماحة وحب وسلام وسيدنا عيسى بن مريم
عليه السلام هو أيضا من بلاد الشرق وكذلك سيدنا إبراهيم عليه السلام
ولافرق بين الأديان ، كما عرض بعض أشرطة الفيديو التي تبرز إجتماع
كل الأجناس في الحولية البرهانية في السودان وفي ألمانيا والذي أظهر العلاقة
الحميمة بين الإخوة والأخوات من كل أنحاء العالم تحت راية الإسلام والتصوف
، وأوضح أن الإسلام يحارب الإرهاب بكل صوره لأن الإرهاب ما هو إلا انعكاس
للعصبية العمياء والتي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوله (ليس منا من دعا إلى عصبية) وفي الختام بدأ الطلبة والمدرسون في طرح
أسئلتهم وقد وفقه الله في الإجابة بثبات وحجة مقنعة وفي الختام تم
الإتفاق على أمسية صوفية من المديح النبوي وإقامة حضرة من حضرات الذكر وتلاوة
القرآن .
مولـد سيدي محمد بركت على
ومع أفراح السادة الأويسية في باكستان ومن مدينة دالوال حيث يجتمع
القادرية والأويسية والخلوتية والنقشبندية والبرهانية حول مقام سيدي محمد بركت علي
وهو أحد أبناء سيدي أويس القرني للإحتفال بمولده الشريف في ساحته الضخمة التي
يتوسطها المقام ويحوطه آلاف الزوار الذين أتوا من كل أنحاء باكستان ، وقد تم
افتتاح المولد بقراءة الحزب المغني وهو أحد أحزاب سيدي أويس القرني الذي يقرأ لنيل
الفتوة وقتل النفس والبعد عن الرياء والكبريا ، وقد عاش رضي الله عنه منشغلا
بأوراده وأذكاره وتلاوة القرآن . ولما استقر بة الحال بعد طول الترحال أنشا خلوته
التي هل محل مقامه وقصدة الناس لقضاء حوائجهم والتبرك به رضي الله عنه ، وكان له من
الكرامات ما لايحصى ولايعد وأعظمها دخول الناس الإسلام على يديه وكان دائما يقول
الإستقامة أعظم كرامة .
|