اختبر معلوماتك

ركن المرأة

ركن الطفل

يحكى أن

ركن المرأة

الختان بين الواجب والمباح

اختلف العامة في ختان البنات وهذا الأمر ليس أمر يرجع إلى الأحوال السياسية الدائرة في الحوار الحضاري أو خلافه ولكن أمر شرعي يجب أن يكون مرده إلى الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وقد اجتهد الفقهاء في النصوص الواردة ولنرجع إليهم ، فقداختلف في النساء هل يخفضن عموما أو يفرق بين نساء المشرق فيخفضن ونساء المغرب فلا يخفضن لعدم الفضلة المشروع قطعها منهن، بخلاف نساء المشرق، قال: فمن قال إن من ولد مختونا استحب إمرار الموسى عل الموضع امتثالا للأمر قال في حق المرأة كذلك ومن لا فلا.

وقد ذهب إلى وجوب الختان دون باقي الخصال الخمس المذكورة في الباب الشافعي وجمهور أصحابه.وقال به من القدماء عطاء حتى قال: لو أسلم الكبير لم يتم إسلامه حتى يختن.

وعن أحمد وبعض المالكية: يجب.وعن أبي حنيفة واجب وليس بفرض.وعنه سنة يأثم بتركه.

وفي وجه للشافعية لا يجب في حق النساء وهو الذي أورده صاحب '' المغني '' عن أحمد.

وذهب أكثر العلماء وبعض الشافعية إلى أنه ليس بواجب، ومن حجتهم حديث شداد بن أوس رفعه '' الختان سنة للرجال مكرمة للنساء '' وهذا لا حجة فيه لما تقرر أن لفظ السنة إذا ورد في الحديث لا يراد به التي تقابل الواجب، لكن لما وقعت التفرقة بين الرجال والنساء في ذلك دل على أن المراد افتراق الحكم.وتعقب بأنه لم ينحصر في الوجوب فقد يكون في حق الذكور آكد منه في حق النساء أو يكون في حق الرجال للندب وفي حق النساء للإباحة، على أن الحديث لا يثبت لأنه من رواية حجاج بن أرطاة ولا يحتج به أخرجه أحمد والبيهقي.

لكن له شاهد أخرجه الطبراني فيمسند الشاميينمن طريق سعيد بن بشر عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس، وسعيد مختلف فيه.وأخرجه أبو الشيخ والبيهقي من وجه آخر عن ابن عباس، وأخرجه البيهقي أيضا من حديث أبي أيوب، واحتجوا أيضا بأن الخصال المنتظمة مع الختان ليست واجبة إلا عند بعض من شذ فلا يكون الختان واجبا، وأجيب بأنه لا مانع أن يراد بالفطرة وبالسنة في الحديث القدر المشترك الذي يجمع الوجوب والندب وهو الطلب المؤكد، فلا يدل ذلك على عدم الوجوب ولا ثبوته فيطلب الدليل من غيره.

وأيضا فلا مانع من جمع المختلفي الحكم بلفظ أمر واحد كما في قوله تعالى {كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده} فإيتاء الحق واجب، والأكل مباح.

سعاد محمود النمرسي

 ركن الطفل

القصــواء

بعد أن غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه في مأمن من متابعة قريش لهما في الهجرة من مكة إلى المدينة أحضرني عامر بن فهيرة مع رفيقة لي ، وامتطاني الحبيب وحثثت الخطى مسرعة نحو المينة التي كانت تسمى يثرب آن ذاك ، ومع غروب شمس الحادي عشر من ربيع الأول وصلنا إلى ثنية الوداع ورفع البشير صوته بالبشرى وصل رسول الله وصل حبيب الله وأقبلنا على المدينة وصعدت البنات مسرعات على أسطح المنازل ومعهن الدفوف يضربنه ويغنين فرحا بقدوم الحبيب وهن فرحات مستبشرات

طـــلع البدر عليـــنا           من ثنيات الـــــوداع

وجب الشكر عــــلينا            مـــــــادعا لله داع

أيها البعوث فـــــينا            جئت بالأمر المطـــاع

جئت شرفـت المدينــة            مــــرحبا ياخير داع

وبعد ذلك اجتمع الرجال وقرروا أن يدخل الحبيب أبواب المدينة في موكب يليق به وقدموا له ثلاثة من الخيول ليركب الحبيب وصاحبيه ووقف كل رجال قبيلة الأوس والخزرج على الجانبين وتقابلت سيوفهم وحرابهم لتصنع قوس النصر ليمر من تحته الموكب المهيب وبعد انتهاء الموكب عاد إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومررت بطرقات المدينة أجوب أحياؤها في هدوء وكان أهل كل حي يأخذون بخطامي ويستوقفون الركب يلحون على الحبيب أن ينزل عليهم ليشرفهم بذلك وكان رسول الله يردهم بلطف دعوها إنها مأمورة حتى وصلنا إلى حي بني النجار أخوال عبد المطلب أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت الملك الذي يقودني يأمرني بالنزول فنزلت وهبط الحبيب بكل خير وسلام .

القصـواء

يحكى أن

مولده صلى الله عليه وسلم - 11

خروج النبي صلى الله عليه وسلم
واستخلافه عليا على فراشه

فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تَبِتْ هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. قال: فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام، فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي وتسجّ بِبُردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام. قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: لما اجتمعوا له، وفيهم أبو جهل بن هشام، فقال وهم على بابه: إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره، كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بُعثتم من بعد موتكم، فجُعلت لكم جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بُعثتم من بعد موتكم، ثم جعلت لكم نار تحُرقون فيه.

قال: وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال: أنا أقول ذلك، أنت أحدهم. وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه، فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس: {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم}... إلى قوله: {فأغشيناهم فهم لا يبصرون}. حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون ها هنا؟ قالوا: محمدا، قال: خيبكم الله ! قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا بِبُرْد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائما، عليه برده. فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي رضي الله عنه عن الفراش، فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا

من علم بأمر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

قال ابن إسحاق: ولم يعلم فيما بلغني، بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، حين خرج، إلا علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وآل أبي بكر.

أما علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - أخبره بخروجه، وأمره أن يتخلف بعده بمكة، حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع، التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يُعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم.

قصة الرسول صلى الله عليه وسلم
مع أبي بكر في الغار.

قال ابن إسحاق: فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج، أتى أبا بكر بن أبي قحافة، فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمدا إلى غار بثور - جبل بأسفل مكة - فدخلاه، وأمر أبو بكر ابنه عبدالله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر، وأمر عامر بن فُهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره، ثم يُريحها عليهما، يأتيهما إذا أمسى في الغار. وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يُصلحهم.

قال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم، أن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمس الغار، لينظر أفيه سبع أو حية، يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه

من قام بشأن الرسول صلى الله
عليه وسلم في الغار

قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثا ومعه أبو بكر، وجعلت قريش فيه حين فقدوه مائة ناقة، لمن يرده عليهم. وكان عبدالله بن أبي بكر يكون في قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به، وما يقولون في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر.

وكان عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر رضي الله عنه، يرعى في رُعْيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر، فاحتلبا وذبحا، فإذا عبدالله بن أبي بكر غدا من عندهما إلى مكة، اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفِّي عليه، حتى إذا مضت الثلاث، وسكن عنهما الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجراه ببعيرَيْهما وبعير له، وأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بسفرتهما، ونسيت أن تجعل لها عصاما، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة، فإذا ليس لها عصام، فتحلّ نطاقها فتجعله عصاما، ثم علقتها به

أبو بكر يقدم راحلة للرسول صلى الله عليه وسلم

قال ابن إسحاق: فلما قرب أبو بكر، رضي الله عنه، الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب، فداك أبي وأمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لا أركب بعيرا ليس لي، قال: فهي لك يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، قال: لا، ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟ قال: كذا وكذا، قال: قد أخذتها به، قال: هي لك يا رسول الله. فركبا وانطلقا وأردف أبو بكر الصديق رضي الله عنه عامر بن فهيرة مولاه خلفه، ليخدمهما في الطريق.