واحة الثقافة والأدب

قصص

نفحات وعبر

أمثال وحكم

عذب الحديث

قصص

تزويج حواء آدم عليه السلام

قال الكسائى: لما خلق الله آدم، خلق من ضلعه الأيسر حواء، وهو فى الجنة، وأودعها حُسن سبعين حوراء، فصارت حواء بين الحور العين كالقمر بين الكواكب، وكان آدم نائما، فلما استيقظ مد يده إليها، فقيل له حتى تؤدى مهرها، قال: وما هو؟

قال: أن تُصلى على محمد ثلاث مرات.وكان آدم - عليه السلام - قد أودعه الله من الحسن والكمال حتى أن خده الأيمن يغلب شعاع الشمس، وكان نور محمد - صلى الله عليه وسلم - فى خده الأيسر يغلب على القمر، وكان يوسف عليه السلام فيه، فلما نظر آدم فى وجه حواء، نظرت حواء فى وجه آدم. قال: يا حواء ما أرى أن الله تعالى خلق خلقاً أحسن منك ومنى، فأوحى الله تعالى إلى جبريل خذ بيد حواء وآدم إلى الفردوس الأعلى وافتح لهما قصراً من القصور. ففتح جبريل باب القصر، ثم باب القبة، فرأى جارية لها نور وشعاع وعلى رأسها تاج من ذهب لم ير آدم أحسن منه، فقال: يا رب من هذه الصورة، قال: فاطمة بنت نبيّ محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال يا رب: من يكون بعلها؟ فقال الله تعالى: يا جبريل افتح باب قصر من ياقوت. ففتح له، فرأى فيه قبة من الكافور فيها سرير من ذهب عليه شاب حسنه كحسن يوسف - عليه السلام - فقال: هذا بعلها، علىّ بن أبى طالب.فقال: يا رب هل لهم أولاد؟

فأمر الله تعالى جبريل أن يفتح باب قصر من اللؤلؤ، ففتحه، فوجد فيه قبة من الزبرجد فيها سرير من العنبر عليه صورة الحسن والحسين.

*********

وصية الحكيم

أوصى لقمان الحكيم ابنه فقال: ألِنْ جانبك لقزمك يحبونك، وتواضع لهم يرفعوك، وابسط لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأثر عليهم بشئ يسودوك، وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم، يكرمك كبارهم ويقبل على مودتك صغارهم.

*********

النظر لوجهه الكريم

قال الخواص: رأيت رجلاً تحت شجرة قد أشرف على الموت من العطش.

فقلت: يا إلهى.. أنهارُكَ فى الأرض جارية، وبحارك فى أقطارها طافية وهذا المحب يموت عطشاً !! ففتح الرجل عينيه وقال: يا خواص..

وعزته لو سقانى بحار المشارق والمغارب ما رويت إلا بالنظر إلى وجهه الكريم.

*********

الندم على الحمد

قال السرى السقطى: منذ ثلاثين عاماً وأنا فى استغفار من قولى الحمد لله مرة.

فقيل له: وكيف ذلك؟

قال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلنى أحد الناس قائلا: نجا حانوتك من الحريق. فقلت: الحمد لله.

فأنا نادم من ذلك الوقت على ما قلت، حيث أردت لنفسى الخير دون الناس.

*********

وصية للكاذب

قال أعرابى لابنه قد سمعه يكذب: يا بنى.. عجبت من الكذاب المشيد بكذبه، وإنما يدل على عيبه، ويتعرض للعقاب من ربه، فالآثام له عادة، والأخبار عنه متضادة، إن قال حقاً لم يُصدق، وإن أراد خيراً لم يُوَفَق، فهو الجانى على نفسه بفعاله، الدال على فضيحته بمقاله،فما صح من صدق نسب إلى غيره، وما صح من كذب غيره نسب إليه.

*********

حقيقة الإيمان

جاء حارثة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الرسول: كيف أصبحت يا حارثة؟

قال: أصبحت مؤمناً حق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟

قال: عَــزفتْ نفسى عن الدنيا حتى استوى عندى حجرها ومدرها، فأسهرت ليلى وأظمأت نهارى، وصـرت كأنى أنظر عرش ربى بارز.

وكأنى أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون، وكأنى أنظر إلى أهل النار يتصارعون فيه.

قال: عرفت فالزم.... قالها ثلاث.

 

نفحات وعبر

أبــو حنيفــة.

قال الإمام أبو عبد اللّه محمَّد بن إدريس الشَّافعيُّ رضي اللّه عنه:

لَقَدْ زَانَ البِلاَدَ وَمــَنْ عَلَيْهَا           إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ أَبُو حَنيفَـــهُ

بِأَحْكَامٍ وَآثارٍ وَفِقـــــْه             كَآيَاتِ الزَّبُورِ عَلَى الصَّحيفَهْ

فَمَا بِالمَشْرِقَيِنِ لـــَهُ نَظِيْر           وَلاَ بِالمْغْرِبَيْنِ وَلاَ بِكُوفَــهْ

فَرَحْمَةُ رَبَّنَا أَبَدَاً عَلَيـــْه             مَدَى الأَيَّامِ مَا قُرِئَتْ صَحِيْفَهْ

*********

فِي بَيتِهِ يُؤتَـى الحَكَـمُ

هذا مما زعمت العرب عن ألسُنِ البهائم قَالوا: إن الأرنب التقطتْ ثمرةً، فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب فَقَالت الأرنب: يا أبا الحِسْل فَقَال: سميعاً دَعَوْتِ، قَالت: أتيناك لنختصم إليك، قَال: عادِلاً حَكَّمْتُما، قَالت: فاخرج إلينا، قَال: في بيته يُؤتى الحكم، قَالت: إني وجدت ثمرة، قَال: حُلْوَة فكُلِيها، قَالت: فاخْتَلَسَها الثعلب، قَال: لنقسه بغَى الخَيْرَ، قَالت: فَلَطَمْتُه، قَال: بحقِّكِ أخَذْتِ، قَالت: فَلَطَمَنِي، قَال: حُرٌّ انتصر، قَالت: فاقْضِ بيننا، قَال: قد قَضَيْتُ، فذهبت أقواله كلها أمثالاً قلت: ومما يشبه هذا ما حكى أن خالد بن الوليد لما توجَّه من الحجاز إلى أطراف العراقَ دخل عليه عبد المسيح بن عمرو بن نُفَيلَة، فَقَال له خالد: أين أقصى أثَرِكَ؟ قَال: ظَهْرُ أبي، قَال: من أين خرجت، قَالَ: من بطن أمي، قَال عَلاَمَ أنت؟ قَال: على الأرض، قَال: فيمَ أنت؟ قَال: في ثيابي، قَال: فمن أينَ أقبَلْتَ؟ قَال: من خَلْفي، قَال: أين تريد؟ قَال: أمامي، قَال: ابنُ كمْ أنت؟ قَال: ابن رَجُلٍ واحد، قَال: أتعقل؟ قَال: نعم وأقيَّدُ، قَال: أحَرْبٌ أنت أم سَلْمِ؟ قَال: سَلْم، قَال: فما بال هذه الحصون؟ قَال: بنيناها لسفيه حتى يجيء حليم فينهاه. ومثل هذا أن عَدِيَّ بن أرْطَاةَ أتى إياسَ بن مُعاوية قاضيَ البصرة في مجلس حكمه، وعَدِيٌّ أمير البصرة، وكان أعرابيَّ الطبع، فَقَال لإياس: ياهناه أين أنت؟ قَال: بينك وبين الحائط، قَال: فاسْمَع مني، قَال: للاستماع جَلَسْتُ، قَال: إني تزوجْتُ امرَأة، قَال: بالرِّفَاء والبَنين، قَال: وشَرَطْتُ لأهلها أن لا أخرجها من بينهم، قَال: أوْفِ لهم بالشرط، قَال: فأنا أريد الخروج، قَال: في حفْظِ الله، قَال: فاقضِ بيننا، قَال: قد فعلْتُ، قَال: فَعَلى مَنْ حكمت؟ قَال: على ابن أخي عمك، قالَ بشهادة مَنْ؟ قَال: بشهادة ابن أختِ خالتك.

إعداد أسامة الفاضل

 

أمثال وحكم

ذَهَبَ أَمْسِ بِمَا فِيهِ.

أول من قال ذلك ضَمْضَم بن عمرو اليَرْبُوعي، وكان هَوِىَ امرأةً، فطلبها بكل حيلة، فأبت عليه، وقد كان غر بن ثعلبة ابن يربوع يختلف إليها، فاتبع ضمضمٌ أثَرَهما وقد اجتمعا في مكان واحد فصار في خَمَر إلى جانبهما يراهما ولا يريانه، فقال غر:

قديماً تُوَاتِيِني وتأبى بنفسهـــا        على المرء جَوّاب التَّنُوفَةِ ضَمْضَمِ

فشد عليه ضمضم فقتله، وقال:

ستعلم أني لست آمن مبغضــا         وأنَّكَ عَنْهـــَا إن نأيْتَ بمَعْزِلِ

فقيل له: لِمَ قتلت ابن عمك؟ قال: ذهب أمس بما فيه، فذهب قولُه مثل.

*********

ذَكَّرَنِي فُوكِ حِمَارَيْ أَهْلِي.

أصله أن رجلا خَرَجَ يطلبُ حمارين ضلاَّ له، فرأى امرأة مُنْتَقِبة، فأعجبته حتى نَسِيَ الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى سَفَرَتْ له، فإذا هي فَوْهَاء، فحين رأى أسَنَاَنَها ذكر الحمارين، فقال: ذكرني فوكِ حماري أهلي، وأنشأ يقول:

لَيْتَ النِّقابَ على النساء محرَّمٌ          كَيْلاَ تَغُرَّ قبيحةٌ إنسانــــاً

*********

الذَّئْبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَةَ.

يقال: إن الجَعْدَة الرِّخْلُ، وهي الأنثى من أولاد الضأن، يكنى الذئب بها لأنُه يقصدها ويطلبها لضعفها وطيبها، وقيل: الجَعْدة نبت طيب الرائحة ينبت في الربيع ويجفُّ سريعاً، فكذلك الذئب إن شَرُف بالكنية فإنه يغدر سريعاً، ولا يبقى على حالة واحدة، وقيل: يعني أن الذئب وإن كانت كنيته حسنة فإن فعله قبيح، وقيل: إنه لعَبيد بن الأبرص قاله حين أراد النعمان ابن المنذر قتله.يضرب لمن يبرك باللسان ويريد بك الغَوَائل.وسئل بن الزبير عن المتعة، فقال: الذئب يكنى أبا جعدة، يعني أنها كنية حسنة للذئب الخبيث، فكذلك المتعة حسنة الاسم قبيحة المعنى.

وقيل: كنى الذئب بأبي جعدة وأبي جعادة لبُخْله من قولهم فلان جَعْدُ اليدين إذا كان بخيلا.

*********

الذِّئْبُ خَالياً أَسَدٌ.

ويروى أشَد أي إذا وجَدَك خاليا وَحْدك كان أَجْرَأ عليك، هذا قول قاله بعضهم. وأجود من هذا أن يقال: الذئب إذا خلا من أَعْوانٍ من جنسه كان أسداً، لأنه يتكل على ما في نفسه وطبعه من الصَّرَامة والقوة فَيَثِب وَثْبة لا بُقْيَا معها، وهذا أقرب إلى الصواب، لأن خاليا حال من الذئب لا من غيره، والتقدير: الذئب يشبه الأسد إذا كان خالياً، كما تقول: زيد ضاحكا قمر، ومعنى التشبيه عامل في الحال، قال أبو عبيد: يقول: إذا قَدَرَ عليك في هذه الحال فهو أقوى عليك وأجرأ بالظلم، أي في غير هذه الحال، أراد لا تَعْجِزْ عنه ولا معين له من جنسه. وقال أيضاً: قد يضرب هذا المثل في الدِّينِ، ومنه حديث معاذ رضى اللّه تعالى عنه عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يُصيب من الغنم الشَّاذَّةَ القاصِيَة قال أبو عبيد: فصار هذا المثل في أمر الدين والدني. يضرب لكل متوحِّدٍ برأيه أو بِدِينه أو بسفره.