مولده صلى الله عليه وسلم -
13
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
قال ابن إسحاق: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من
المهاجرين والأنصار، فقال - فيما بلغنا، ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل -: تآخَوْا
في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: هذا أخي. فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له
خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، أخوين، وكان حمزة بن
عبدالمطلب، أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، وعم رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وزيد بن حارثة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخوين، وإليه أوصى حمزة
يوم أحد حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت
فرض صيام شهر رمضان وزكاة الفطر
نزل فرض صيام شهر رمضان بعد ما صرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية
عشر شهراً من هجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال تعالى
﴿ يَأَيُّها الَّذِينَ
آمَنْوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام﴾ الآية وقال عز وجل
﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ
الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه﴾
ذكر جملة الغزوات
قال حدثنا أبو محمد عبدالملك بن هشام: قال: حدثنا زياد بن عبدالله
البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي:
وكان جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه سبعا وعشرين
غزوة، منها غزوة ودان، وهي غزوة الأبواء، ثم غزوة بواط، من ناحية رضوى، ثم غزوة
العشيرة، من بطن ينبع، ثم غزوة بدر الأولى، يطلب كرز بن جابر، ثم غزوة بدر الكبرى،
التي قتل الله فيها صناديد قريش، ثم غزوة بني سليم، حتى بلغ الكدر، ثم غزوة
السويق، يطلب أبا سفيان بن حرب، ثم غزوة غطفان، وهي غزوة ذي أمر، ثم غزوة بحران،
معدن بالحجاز، ثم غزوة أحد، ثم غزوة حمراء الأسد، ثم غزوة بني النضير، ثم غزوة ذات
الرقاع من نخل، ثم غزوة بدر الآخرة، ثم غزوة دومة الجندل، ثم غزوة الخندق، ثم غزوة
بني قريظة، ثم غزوة بني لحيان من هذيل، ثم غزوة ذي قرد، ثم غزوة بني المصطلق من
خزاعة، ثم غزوة الحديبية، لا يريد قتالا، فصده المشركون.
ثم غزوة خيبر، ثم غزوة القضاء، ثم غزوة الفتح، ثم غزوة حنين، ثم غزوة
الطائف، ثم غزوة تبوك.
قاتل منها في تسع غزوات: بدر، وأحد، والخندق، وقريظة، والمصطلق،
وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف
فتح مكة وفريضة الحج
في حديث جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن ابيه عن جابر بن عبد الله
قال اقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس
بالحج فاجتمع بالمدينة بشر كثير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من
ذي القعدة أو لاربع فلما كان بذي الحليفة صلى ثم استوى على راحلته فلما أخذت به في
البيداء لبى واهللنا لا ننوي إلا الحج وسيأتي الحديث بطوله وهو في صحيح مسلم وهذا
لفظ البيهقي من طريق احمد بن حنبل عن ابراهيم بن طهمان عن جعفر بن محمد
قد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم الشريف خطبة عظيمة
تواترت بها الأحاديث ونحن نذكر منها ما يسره الله عز وجل قال البخاري باب الخطبة
أيام منى حدثنا علي بن عبد الله ثنا يحيى بن سعيد ثنا فضيل بن غزوان ثنا عكرمة عن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال أيها الناس أي
يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر
حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا
في شهركم هذا قال فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم قد بلغت قال
ابن عباس فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا
بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ورواه الترمذي عن الفلاس عن يحيى القطان به وقال
حسن صحيح
زيارة الروضة الشريفة
�تسن
زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم من زار قبري وجبت
له شفاعتي رواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ومفهومه
أنها جائزة لغير زائره.
ولقوله صلى الله عليه وسلم من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي
كان حقا على الله تعالى أن أكون له شفيعا يوم القيامة رواه ابن السكن في سننه
الصحاح المأثورة.
وروى البخاري من صلى علي عند قبري وكل الله به ملكا يبلغني وكفي أمر
دنياه وآخرته وكنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.
فزيارة قبره صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات ولو لغير حاج ومعتمر
فقوله بعد فراغ الحج كما قاله الشافعي والأصحاب ليس المراد اختصاص طلب الزيارة
بهذه الحالة فإنها مندوبة مطلقا كما مر بعد حج أو عمرة قبلهما أولا مع نسك بل
المراد تأكد الزيارة فيها لأمرين أحدهما أن الغالب على الحجيج الورود من آفاق
بعيدة فإذا قربوا من المدينة يقبح تركهم الزيارة والثاني لحديث من حج ولم يزرني
فقد جفاني رواه ابن عدي في الكامل والسيوطي وبن حبان والدارقطني وأخرجه الإمام
مالك في الموطأ وغيره وهذا يدل على أنه يتأكد للحاج أكثر من غيره وفي الحديث لا
تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا فتسن
زيارة بيت المقدس وزيارة الخليل صلى الله عليه وسلم
النبي يقول لاأخاف عليكم الشرك
إني لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي إنما أخاف عليكم أن تنافسوا
متفق عليه من حديث عقبة بن عامر
حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقلانِيَّ. حدّثنا رَوَّادُ بْنُ
الْجَرَّاحِ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ
عُبَادَة بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ شَدَّادٍ بْنُ أَوْس، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم:
(إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَحَوَّفُ عَلَى
أُمَّتِي الإِشْرَاكُ بِاللهِ. أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ يَعْبُدَونَ شَمْساً
وَلاَ قَمَراً وَلاَ وَثَن. وَلكِنْ أَعْمَالاص لِغَيْرِ اللهِ، وَشَهْوَةً خَفِيّةً)
وروى بن عساكر عن ين عباس قال (يوم أن فتح رسول الله مكة رن إبليس رنة
فاجتمعت عليه ذريته فقال ايأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك).
|