قصص
عبد الله بن سبرة يرثي أصابعه
بارز عبد الله ن سبرة رضي الله عنه ـ وكان فارساً شديد البأس ـ أطربون
الروم في معركة فِلطاس، فصرعه عبد الله عن فرسه ثم نزل عن فرسه ليُجهز عليه فضربه
أطربون الروم بسيفه فقطع ثلاثة من أصابعه ولكن عبد الله أجهز عليه، فلامته زوجته
وقالت له: هلا كنت تركته وقد سقط عن فرسه. فقال:
ويلمَّ جــارٍ غـداة الروع فارقنــي
أهْـونْ عَلـيَّ بـه إذ بــانَ فانقَطعا
إِحدى يـديَّ غـدت منـِّي مُفارقــةً
لــم استطـعْ يوم فلطـاسٍ لها تَبَعا
وما ضَنِنـتُ عليــها أن أفارقَــها ������لقد حَرصْتُ على أنْ نستريــحَ معا
وقائــلٍ غــابَ عن شـأني وقائلةٍ
هـلا اجتنبــتَ عـدوَّ الله صـُرعا
وكيــف أركبُـه يَسعـى بمُنصُلـه
نحـوي وأنكُـصُ عنْه بعدما صُرِعا
ما كان ذلك يومَ الروعِ من خُلُقــي ���
���
ولو تقاربَ منـِّي الموتُ فاكتنعــا
ويلمـِّه فارساً أجلى عشيـرتـــه �����
�
حامَى وقد ضيَّعوا الأحساب فارتجعا
حاسيتُه الموتَ حتى اشتفَّ آخــره ������
فما استكـانَ لما لاقى ولا جَزعــا
فإن يكُنْ أطربونُ الرومِ قطَّعـــها
فقد تركــتُ بهـا أوصالهُ قِطعـا
فإن يكُنْ أطربونُ الرومِ قطَّعهـــا � �
فــإنَّ فيـها بحمـدِ الِله مُنْتفـَـعا
بنانتيـنِ وجُذمـوراً أُقيـــمُ بـهِ ����� ��صـدرَ القنـاةِ إذا ما آنَسُـوا فَزَعا
*********
اغتربوا لا تضووا
اختلفت العرب في الزواج ببنات العم قال الأصمعي:
بنات العم أصبر، والغرائب أنجب، وما ضرب رؤوس الأبطال كابن أعجمية،
وقال الشاعر:
تجاوزتُ بنتَ العمِّ وهي حبيبـــة
مخافةَ أن يضوي عليَّ سليلـــي
وقال الشاعر يمدح رجلا:
�فتىً لم تلـده بنـتُ عـــمٍّ قريبةٌ
فيضوي وقد يضوي سليلُ الأقاربِ
*********
وجه صحابي
روي عن حيَّان بن عمير، قال دخلت على قتادة بن ملحان فجلستُ معه، فمرَّ
رجل في أقصى الدار فرأى صورته في وجه قتادة، وكان وجهه كأنَّه مرآةٌ لأنَّ رسول
الله صلى الله عليه وسلَّم مسح وجهه بيده الشريفة.
*********
فقيه وجارية حسناء
قال رجل: سمعت يحي بن سفيان يقول: رأيتُ جاريةً بيعت بمصر ما رأيت وجها
أحسنَ من وجهها، صلى الله عليها، فقلتُ له: يا يحي مثلك يقول هذا مع فقهك وورعك ؟
قال يحي: إنما الصلاة رحمة، صلى الله عليها وعلى كلِّ مليح.
*********
الخليفة العباسي المأمون
كان الخليفة العباسي عبد الله المأمون معروفا بالعلم والذكاء وسرعة
البديهة. ومع ذلك فهو يقول: لم أعي بجواب أحد كما عييت بجواب ثلاثة لم استطع
لقولهم ردا:
أما الأول، فهي أم ذي الرياستين الحسن بن سهل، فإنه لما مات توجهت
إليها فقلت لها: لا تأسي عليه، ولا تحزني لفقده فإن الله تعالى أخلف عليك مني ولدا
يقوم لك مقامه! فبكت وقالت: وكيف لا أحزن على ولد أكسبني ولدا مثلك؟!
وأما الثاني فرجل كان في عقله نقص، تفاقم معه حتى ادعى النبوة
وزعم أنه موسى بن عمران، فلما أنهوا إلي أمره أمرت باستدعائه، فلما جيء به قلت له
من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران عليه السلام! فقلت له ويحك فإن موسى عليه السلام
كانت له معجزات وآيات ودلالات ظهر بها أمره. منها أنه ألقى عصاه فابتلعت كيد
السحرة، وأنه ضرب البحر فانفلق إلى شطرين، قال وجعلت أعدد له معجزات موسى، ثم قلت:
وأنت لو أتيتني بواحدة فقط من هذه المعجزات لكان لنا معك موقف آخر. قال الرجل: نعم
صدقت. فإني أتيت بهذه المعجزات عندما قال فرعون أنا ربكم الأعلى. فإن قلت أنت كذلك
أتيتك بهذه المعجزات!
وأما الثالث فإن إهل الكوفة قد بعثت عليهم
واليا وكنت أحسبه عادلا أمينا فإذا وفد منهم كبـير جاؤوني يشتكون من
هذا الوالي وقالوا إنه شر عامل جعلنا نبيع بيوتنا وأمتعتنا لظلمه فينا، قال: فقلت
لقائلهم:� كذبت ولا أمان لك. إني أعرفه
عادلا صادق. فقال الرجل صدقت يا أمير المـؤمنين فهو عادل ونحن كاذبون. ولكن
هذا العادل الذي ترضى دينه وعدله كيف خصصتنا به طيلة هذه السنين دون باقي البلدان
التي ألزمك الله عز وجل من العناية بأمورها مثل ما ألزمك من العناية
بأمورنا، فاستعمله عليها حتى يشملها من عدله وإنصافه ما شملنا نحن وتمتعنا به!
نفحات وعبر
نسيم الصَّبا
تزوَّج رجل من تهامة امرأةً من نجد فلما نقلها إلى دياره بتهامة، قالت
له: ما فعلت ريح كانت تأتينا ؟ قال: يحجزها عنا هذان الجبلان فأنشدت:
أيا جبلـي نَعمانَ بالله خَلِيــــا
�نسيمَ الصبا يخلـُصْ إليَّ نسيمُها
فإنَّ الصبا ريـحٌ إذا مــا تنفَّست
�على
نفسِ محزونٍ تجلَّت همومُها
*********
العاشق والطبيب
عشق رجل فتاةً حتى ذهب عقله فأتوه بطبيب يقال له عبد العزيز ليعالجه
فقال الرجل:
أتوني بالطبيـب فعالجونـي
�على
أن قيل مجنونٌ غريبُ
وما بـي جِنَّـةٌ لكـنَّ قلبي
�بـه
داءٌ تمـوتُ به القلوبُ
وما عبد العزيز طبيبَ قلبي
�ولكن
الطبيبَ هو الحبيـبُ
*********
وصية إبراهيم عليه السلام
لما شبَّ إسماعيل عليه السلام تزوَّج امرأةً من جُرهم، فجاء أبوه
إبرهيم عليه السلام ، فلم يجده ووجد امرأته، فلم تعرفه وأبت أن تدعوَه للنزول.
فقال لها: كيف حالُكم ؟ فقالت: شرُّ حال، نحـنُ في ضيـق
وشدَّة، فقال لها: إذا جاء زوجُك فأقرئيه السلام وقولي له يُغيَّر عتبة بابه، فلما
جاء زوجها أخبرته فقال: ذاك أبي إبراهيم، وقد أمرني أن أفارقَك، فالحقي بأهلك.
*********
عاقبة الصدق
لما قـتل الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث وأسر أصحابه جيء بهم وأمر
بالسياف ليضرب أعناقهم، فقام رجل منهم فقال:أصلح الله الأمير، إن لي عليك يد.
�قال
الحجاج: وما هي ؟ قال: سبَّكَ عبد الرحمن يوما في مجلسه فدافعتُ عنك، قال الحجاج:
ومن يشهد بذلك ؟ فقام رجلٌ من الأسرى فقال: إني أشهدُ بذلك يا حجّأج،فقال: خلُّوا
عن الرجل، فأطلقوه، ثم قال للرجل: وما منعك أنت أن تُدافع عني، قال: لشدة بُغضي لك،
قال الحجَّاج: ويخلَّى عن هذا أيضاً لصدقه.
أمثال
وحكم
ذوالشهادتين
ابتاع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فرسا من أعرابي، ثم ذهب إلى داره
ليعطيه الثمن، فصار رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يُسرع والأعرابي يُبطيء وقد
أحاط به الناس، يساومونه في الفرس، وما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قد
ابتاعه، حتى زادوه على الثمن، فطمع الأعرابي ونادى فقال: يا محمد، إن كنتَ مُبتاعا
هذا الفرس فابتعه وإلا بِعتُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وســلم: أوليس قد
ابتعته منك ؟ فقال الأعرابي: ومن يشهد بذلك؟ وغالطه فأحاط بهم الناس،وقالوا
للأعرابي: ويلك إنَّ رسول الله لا يقول إلا حقا، حتى جاء خُزيمة الأسدي (فاستمع
لمراجعة النبي صلى الله عليه وسلم ومراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول:
هلمَّ شهيدا أنِّي قد بايعتك، فقال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي على
خُزيمة وقال: بمَ تشهد، فقال: بصدقك يا رسولَ الله، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم
شهادة خُزيمة بشهادة رجلين.
*********
عنجهية الأعراب
كانت باهلة من أضعف قبائل العرب وأقلِّها عددا، فقيل لأعرابي من تميم:يا
أعرابي، أيسرُّك أن تكون من باهلةَ ولك ألف من الإبل الكرام.؟ قال: لا، قيل: ولك
ألفان ؟، قال: لا، قيل: وأن تدخلَ الجنَّة؟ فسكت ثمَّ قال: نعم، على ألا يعلمَ أهل
الجنَّة بذلك.
*********
عبد الله بن جعفر
هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكان آية في الجود والعطاء وكان لا
يبقى في يده مالا جودا وعطاء. وقد روي أنه خرج يوما يتنزه حتى تخطى بيوت المدينة
فرأى قطعة أرض فيها نخيل وبها عبد أسود يرعى أغناما لسيده، وقد حان وقت غذائه ففتح
صرة كانت معه بها ثلاثة أرغفة ولما هم بأكل أحدها إذا كلب يلهث من الجوع والظمأ قد
حضر إليه فألقى إليه الرغيف فالتهمه فألقى له الثاني فالثالث، فعجب ابن جعفر ونادى
الغلام والغلام لا يعرفه، فقال له: يا فتى ما هو قوت يومك؟ قال ما قد رأيت. قال
وماذا تصنع؟ قال أطوي يومي على الجوع! قال وما حملك على هذا؟ قال إن أرضنا هذه لا
يأتي إليها الكلاب، فهذا الكلب لا بد أنه جاء من المدينة ورأيته يقصدني فاستحييت
من الله أن أرده جائع. فعجب عبد الله وقال يقولون إني جواد وهذا الغلام أجود مني؟
ثم اشترى الغلام من سيده واشترى الأغنام واشترى الأرض بما عليها من نخيل وأعتق
الغلام ووهبه تلك الأشياء!
*********
�ناقةٌ كريمة
ساوم ملك أعرابياً على ناقةٍ له كريمة تُسمَّى سكاب، فأبى أن يبيعَها
له، فـزاده الثمن أضعافا فأبى وقال:
أبيتَ اللعنَ إنِّ سكـابِ عِلقٌ
مصونٌ لا يُعــارُ ولا يُباعُ
مفــدَّاةٌ مكرَّمــةٌ عليـنا
يُجاعُ لها العِيـالُ ولا تُجاعُ
فلا تطمـعْ أبيتَ اللعنَ فيها
وبيعِكـها بشيءٍ يستطـاع
|