���
من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم
من دعاء الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه:اللهم ارزقنى حبك وحب
من ينفعنى حبه عندك، اللهم ما رزقتنى مما أحب فاجعله لى قوة فيما تحب، وما زويت
عنى مما أحب فاجعله فراغا لى فيما تحب، وقال صلى الله عليه وسلم: اللهم إنى أسألك
رحمة من عندك تهدى بها قلبى وتجمع بها أمرى، وتلم بها شعثى، وتصلح بها غائبى،
وترفع بها شاهدى، وتزكى بها عملى، وتلهمنى بها رشدى،وترد بها ألفتى، وتعصمنى بها
من كل سوء. اللهم أعطنى إيمانا ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك فى
الدنيا والآخرة. اللهم إنى أسألك الفوز فى القضاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء،
والنصر على الأعداء. اللهم إنى أنزل بك حاجتى، فإن قصر رأيى وضعف عملى افتقرت إلى
رحمتك، فأسألك يا قاضى الأمور ويا شافى الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرنى من
عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنه القبور، اللهم ما قصر عنه رأيى ولم تبلغه
نيتى ولم تبلغه مسألتى من خير وعدته أحدا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك
فإنى راغب إليك فيه، وأسألك برحمتك يارب العالمين، اللهم ياذا الحبل الشديد والأمر
الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود
الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد، اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير
ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك وعدواً لأعدائك، نحب بحبك من أحبك ونعادى بعداوتك
من خالفك، اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان، اللهم اجعل
لى نورا فى قلبى، ونورا فى قبرى، ونورا بين يدى، ونورا من خلفى، ونورا عن يمينى،
ونورا عن شمالى، ونورا من فوقى، ونورا من تحتى، ونورا فى سمعى، ونورا فى بصرى
ونورا فى شعرى ونورا فى بشرى، ونورا فى لحمى، ونورا فى دمى، ونورا فى عظمى. اللهم
أعظم لى نورا وأعطنى نورا واجعل لى نورا، سبحان من تعطف بالعز وقال به، سبحان الذى
لبس المجد وتكرم به، سبحان الذى لا ينبغى التسبيح إلا له، سبحان ذى الفضل والنعم،
سبحان ذى المجد والكرم سبحان ذى الجلال والإكرام.
وقال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلى
واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندى واقطع عنى حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك وإذا أقررت
أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقرر عينى من عبادتك.
وقال حبيب الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنى أسألك صحة فى إيمان،
وإيمان فى حسن خلق، ونجاحا يتبعه فلاح، ورحمة منك وعافية، ومغفرة منك ورضوان.
وقال ذو الخلق الكريم صلى الله عليه وسلم:اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على
الخلق أحينى ما علمت الحياة خير لى، وتوفنى إذا علمت الوفاة خير لى، اللهم وأسألك
خشيتك فى الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الإخلاص فى الرضا والغضب، وأسألك القصد فى
الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا
بالقضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق
إلى لقائك فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان
واجعلنا هداة مهتدين.
وقال المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم: اللهم إنى أعوذ بوجهك
الكريم واسمك العظيم من الكفر والفقر.
شعاع من بني النور
�هذا
موعد الأجل المسمى
فإن البعض قد لا يذكرون
الحمد لله الذي أنطق الألسنة بحكمته وأنار القلوب بمعرفته فأبصرت بنوره
بديع صنعه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله في كل لمحة ونَفَسٍ عدد ما وسعه علم
الله.
لقد دأبت الحياة على نفائس التراث الصوفي وذخائر الإمداد الإلهي الذي
فتح الله به على أئمة الصوفية الأعلام والأساتذة الأجلاء الكرام فكان فيضهم نفحات
لقلوبنا وتربية لأرواحنا بالنهج القويم وتقويم المريدين، وإمداداً للصادقين وفيضاً
للمخلصين وإلهاماً للمجتهدين ونفعاً وثقافة لجميع المسلمين.
فإن من العلم كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم كهيئة المكنون لا يعلمه
إلا أهل العلم بالله - فإذا نطقوا به لم ينكره إلا أهل الغِرة بالله. وإن معاصرة
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له قد خرج منها ما ينتفع به أهل المعارف من
أولي البصائر. وما أروع القصص التي نرويها عن صحابته صلى الله عليه وسلم نأخذ الصبر
وننتفقع بها في هذا الزمان .
أحبائي الأعزاء أنتم اليوم تقطفون ثمار رايات العز المتصلة بصدور
أعدادها المتنوعة بنفائس أسرارها، ونتمنى أن تكونوا قد استفدتم واستمتعتم بقراءة
أعدادها السابقة بما حوته من علوم نفيسة ونصائح فريدة. إن التاريخ شهد رجالاً عقدوا
عزمهم ونواياهم على غاية تناهت في العدالة والسمو ثم نذروا لها حياتهم على نسق
تناهى في الجسارة والتضحية والبذل والعطاء، لقد جاءوا الحياة في أوانهم المرتقب
ويومهم الموعود فحين كانت الحياة تهيب بمن يجدد لقيمها الروحية شبابها وصوابها جاء
هؤلاء مع رسولهم الكريم مقتدين مطيعين.
وحين كانت تهيب بمن يضع عن البشرية الرازخة أغلالها ويحرر وجودها
ومصيرها جاء هؤلاء وراء رسولهم العظيم ثواراً ومحررين وبمن يستشرف للحضارة
الإنسانية مطالع جديدة ورشيدة جاء هؤلاء رواداً ومستشرفين. وقبل هذا كله وفوق هذا
كله، كيف استطاعوا في مثل سرعة الضوء أن يضيئوا الضمير الإنساني بحقيقة التوحيد
ويمحون عنه وإلى الأبد وثنية القرون ؟ تلك هي معجزتهم الحقة. وأيضاً فإن معجزتهم
تتمثل في تلك القدرة النفسية الهائلة التي صاغوا بها فضائلهم واعتصموا بإيمانهم على
نحو يجل عن النظير.
رضي الله عن مشائخنا الكرام على ما حققوه من تضحيات لم تكن سوى إنعكاس
متواضع للمعجزة الكبرى التي أهلت على الدنيا يوم أذن الله لقرآنه أن يتنزل ولرسوله
الأمين أن يُبلِّغ. ولموكب الإسلام أن يبدأ على طريق النور خطاه.
نتمنى من المولى القدير أن يجعل جميع مقاصدنا وأقوالنا خالصة لوجهه
الكريم وأن يعفو عن جميع خلقه وأن يمتعنا بالنظر إليه يوم لقائه وأن يجمعنا مع
أحبابه وأهل صفوته على بساط قربه لمناجاته وخطابه.
غادة سليمان
|