المدينة
فـي مرحلة
الارتباط
بالخلافة
العباسية - 2
ومنذ
بداية العقد
الثالث ضعفت
الإدارة وبدأت
تظهر مشكلة
الأعراب
الذين يهددون
الطرق حولها،
ويتجرأ بعضهم
فيصل إلى
بيوتها
وأسواقها،
وبدأ تمرد
قبائل بني
سليم وظهرت
آثاره فـي تهديد
الأمن فـي
المدينة وجاءت
قوة من بغداد
عام
230 هـ
بقيادة حماد
بن جرير
الطبري فضبطت
الأمن، وجهز
أمير المدينة
حملة من أهلها
مع القوة الوافدة
لتأديب قبائل
بني سليم. ولكنها
فشلت وقتل
كثير من
رجاله. فأرسل
الخليفة
الواثق جيشاً
كبيراً
بقيادة (بغا
الكبير) لتطهير
المنطقة من
المفسدين
وصارت
المدينة
مركزاً لتحرك
الجيش وسجن
فيها أكثر من
ألف منهم، وقد
حاول بعضهم
الفرار من
السجن وقتلوا
بعض الحراس
وخرجوا إلى
الشوارع، لكن
أهل المدينة
تصدوا لهم
وقضوا على
زعمائهم وأعادوا
الباقين إلى
السجن
تمهيداً
لسوقهم إلى
بغداد. تخلصت
المدينة من
تهديد
المفسدين، ومن
بعض الأعراب
عدة سنوات بعد
هذه الحملة
التطهيرية.
ولكنها
بدأت تتقلص
عمرانياً
وتجمعت
المساكن قرب
المسجد
النبوي وضاقت
الأزقة فيها
وهجرت معظم
المناطق
البعيدة أو
أصبحت أشبه
بتجمعات
سكنية مستقلة
مثل منطقة
قباء
والعوالي والقبلتين،
وبدأت
المدينة
تتأثر بالضعف
العام الذي
أصاب الخلافة
العباسية بعد
منتصف القرن
الثالث
الهجري. وكادت
تتعرض لمحنة
شديدة عام
251 هـ
عندما هاجمها
أحد الخارجين
على الخلافة العباسية
هو إسماعيل بن
يوسف.. من
أحفاد الحسن
بن علي
والملقب
بالسفاك. وكان
قد نشأ بين
الأعراب
واتصف بالشدة
والجفاء،
استولى على
مكة وقتل
الكثيرين
فلقب بالسفاك
ثم توجه إلى
المدينة، ولم
يكن الأمير
ورجاله
قادرين على
مواجهته
فخرجوا
وتصدوا له
وثبتوا لحصاره
وتحملوا
المجاعة ومات
عدد منهم
بسببها، حتى
انصرف عنها
عندما علم
بقدوم نجدة من
بغداد.. فكان
موقفهم بطولة
شعبية نادرة
على إثر ذلك قام
أمير المدينة
إسحاق بن محمد
بن يوسف ببناء
أول سور
للمدينة يحيط
بالكتلة
العمرانية حول
المسجد
النبوي. وبسبب
ضعف السلطة
المركزية فـي
بغداد وانشغالها
بالفتن
المتوالية
قام صراع بين
فريقين من
الأسرة
الهاشمية
لتسلم إمارة
المدينة فريق
من الحسينيين
وبعض
الحسنيين،
وفريق من
الجعفريين
وتسلم
الجعفريون
الإمارة لبعض
الوقت، ثم
انتزعها منهم
الحسينيون عام
266 هـ. حيث جاء
محمد بن أبي
الساج وتسلم
السلطة منهم وعين
الحارث بن سعد
على إدارتها،
فضبط الأمن وقبض
على عدد من
المفسدين. وتفجر
الصراع مرة
ثانية عام
269 هـ
ثم ظهر بعض
الطالبيين
المنحرفين،
وهم أفراد
قلائل من
الأسرة
الهاشمية
الكريمة ساءت
نشأتهم وشذوا
عن أخلاق هذه
الأسرة
وعاشوا بين
الأعراب أو مع
المفسدين
وصاروا
مثلهم، لا
يحملون شيئاً
من العلوم
التي اشتهر
بها
الهاشميون
ولا من شيمهم،
وقد أقلق
هؤلاء
المنحرفون
أهل المدينة
عدة مرات
وقتلوا
ونهبوا وآذوا
الناس وكان
منهم محمد وعلي
ابنا الحسين
بن جعفر
الحسيني فقد
أغارا على
المدينة مع
رجالهما عام
271
هـ. وقتلوا
عدداً من
الهاشميين
وغيرهم
ونهبوا الأموال
ثم غادروه. وقبل
نهاية العام
وصل جيش عباسي
بقيادة أحمد بن
محمد الطائي
استطاع أن
يثبت الأمن
فـي المنطقة
فعادت
السكينة إلى
المدينة وصارت
واحة للأمن
وسط
الاضطرابات
الكثيرة فـي
مناطق الأخرى
وازدهرت فيها
حلقات العلم
ثانية وكثر
الوافدون من
طلاب العلم
والمجاورين
الذين يقيمون
فيها مدة من
الزمن،
وبعضهم يؤثر
أن يقضي بقية
عمره فـي
رحابها أملا
فـي أن يحظى
بمثوى فـي
مقبرة البقيع.
وخلال العقود
الستة من
القرن الرابع
الهجري، وقبل
أن تدخل
المدينة تحت
النفوذ
الفاطمي استمرت
الحياة هادئة
فـي الغالب
يقضيها الناس
فـي شؤونهم
اليومية، بين
العمل فـي
الزراعة
والتجارة
وبعض الحرف
والخدمات،
وبين الصلوات
فـي المسجد
النبوي وحضور
حلقات العلم
فيها ولقاء
الوافدين من علماء
المسلمين من
أقطار العالم
الإسلامي. ولم
يعكر هذا
الصفو إلا
اضطرابات
طارئة يسقط ضحيتها
بعض
المتصارعين
على السلطة
وأتباعهم ثم
تنتهي الأزمة
بسيطرة أحد
الفريقين
المتصارعين
وانسحاب
الآخر فقد
تجددت
الصدامات بين
الحسينيين ـ
ومن معهم من
الحسنيين ـ
والجعفريين
عام
348 هـ ووقع
عدد من
الضحايا
وأرسل
الفاطميون من
المغرب من
يصلح بين
الفريقين
ويتحمل ديات
القتلى ثم خرج
الجعفريون من
المدينة إلى
بعض القرى،
ومنها إلى
صعيد مصر وخلت
إمارة
المدينة للحسينيين.
كما أن
الإخشيديين
الذين استولوا
على مصر
وثبتوا حكمهم
فيها عام
330 هـ. مدوا
نفوذهم
الاسمي إلى
المدينة، فقد
أقر الخليفة
العباسي
الإخشيد (محمد
بن طغج) على
ولاية مصر وضم
إليه الحجاز،
ولكن سلطته كانت
اسمية فقط لا
تتعدى ذكر
اسمه على
المنبر والدعاء
له بعد
الخليفة
العباسي. وقد
فرح الإخشيديون
بذلك وخاصة
كافور
الإخشيدي
وأرسلوا الأموال
والأعطيات
لتوزع فـي
الحرمين
الشريفين. وظل هذا الولاء الاسمي
حتى عام 753 هـ حيث قطع ذكرهم لانتهاء دولتهم فـي مصر واقتصر الدعاء بعدها على ذكر
الخليفة العباسي ثم أمير المدينة الحسيني إلى أن دخلت المدينة تحت نفوذ الفاطميين
سنة 363 هـ.
بالحقائق
ناطقين
العوام
خواص
تحدثنا
سابقا عن
مراتب الدين
التي قد فصلها
سيدي
فخرالدين وهي
مبنية على
الحديث
الشهير في
البخاري وكل
الصحاح
والمسانيد
حيث نزل سيدنا
جبريل فـي
صورة إنسيه
وسأل الحبيب
عليه الصلاة
والسلام من رب
العزة عن الإسلام
والإيمان
والإحسان
وختم الحديث
بقول الحبيب (هذا
جبريل أتاكم
يعلمكم أمور
دينكم) إذا
أمور الدين
ثلاث ثلث فـي
الإسلام وهو
للعوام وثلث
فـي الإيمان
وهوللخواص
وثلث فـي الإحسان
وهو لخواص
الخواص ولكن
ماذا يريد
الله عز وجل
منا؟ يقول وعز
من قائل
﴿ألا
لله الدين الخالص﴾
أي أننا مطلوب
منا دين كامل
أي أن كل مسلم
سوف يحاسب يوم
القيامة على
دين كامل وليس
ثلث أو ثلثين،
ومن النظرة
العامة نجد أن
المسلمين منذ
1426
عام مازالوا
يتناحرون فـي
الثلث الأول
أي فـي دين
العوام، وقد
أوضح سيدي فخر
الدين رضي الله
عنه فـي كتابه
تبرئة الذمة
فـي نصح الأمة
كيفية
الإرتقاء إلى
الثلثين
الباقيين
وأوضح أن
السير إلى
الله هو وسيلة
الإرتقاء لكل
من أراد (الدين
الخالص) وبعد
أن إنتهى من
كتابه حمله
أحد الإخوة
لمجمع من
علماء الدين
وعرضه عليهم
فلما انتهوا
من قراءته
قالوا هذا
الكتاب بديع
جدا ولكن قل
للشيخ هذا
الكتاب
لايصلح
للعوام فهو
للخواص وعاد الأخ
إلى سيدي
فخرالدين رضي
الله عنه
ليخبره بما
قالوا فقال له:
قل لهم أني
أريد أن أجعل
العوام خواص،
ما أبدع الرد
فالارتقاء
لإكمال مراتب
الدين لابد أن
يكون بغية كل
مسلم فلايرضي
أن يقف أمام
الله سبحانه
وتعالى فـي
يوم النشر
بثلث ما أمر
وذلك إذا سلم
من الخطايا
والدنايا
وصدق سيدي فخر
الدين رضي
الله عنه:
البعض
يرضى بالدنية
مغنما
عيش
الكفاف وجـنـة
ألفافا
هاديه
الشلالي
ذوات
الفضل
السيدة
جويرية بنت
الحارث رضى
الله عنها
هى: برة بنت الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن
خذيمة سيد القوم وقائدهم.
سبيت
فـي غزوة بنى
المصطلق
ووقعت فـي سهم
ثابت بن قيس،
كان فـي عام
خمسة من
الهجرة وكان
عمرها حوالى
عشرين عاما
فذهبت تستأذن
فـي لقاء رسول
الله عليه
الصلاة
والسلام
فقالت له: أنا
بنت الحارث بن
أبى النضير
سيد قومه وقد
أصابنى من
البلاء ما لم
يخفى عليك،
فوقعت فـي
السهم لثابت
بن قيس
فكاتبته على
نفسى فجئتك
استعينك على
أمرى، فقال
لها رسول الله
عليه الصلاة
والسلام فهل
لك فـي خير من
ذلك، فسألته
وما هو؟ فقال
لها عليه
الصلاة والسلام:
أقضى عنك
كتابتك
وأتزوجك.. فقالت:
نعم يا رسول
الله. قال عليه الصلاة والسلام: قد فعلت.
وكانت قبل رسول الله عليه الصلاة والسلام عند
مسافع بن صفوان.
وسماها رسول الله عليه الصلاة والسلام جويرية
كراهة أن يقال خرج من عند بره.
لما خرج الخبر إلى الناس أن رسول الله عليه
الصلاة والسلام قد تزوج بنت الحارث بن أبى ضرار أقبلوا على من بأيديهم من أسرى
قومها فأرسلوهم أحرارا وهم يقولون أصهار رسول الله عليه الصلاة والسلام (وما من
امرأة أعظم على قومها بركة منها).
وقيل لما قدم رسول الله عليه الصلاة والسلام
إلى المدينة فأقبل أبوها فـي فدائها فلما كان بالعقيق نظر إلى إبله التى يفدى بها
ابنته فرغب فـي بعيرين منها كان أفضلهما، فعقبهما فـي شعب من شعاب العقيق ثم أقبل
على رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله كريمة لا تسبى وهذا فداؤها،
فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام فأين البعيران اللذان عقبتهما بالعقيق فـي
شعب كذا وكذا فقال الحارث أشهد أنك رسول الله ما اطلع على ذلك إلا الله وأسلم وعند
ذلك أمره عليه الصلاة والسلام بأن يخيرها فقالت اخترت الله ورسوله.
عن السيدة عائشة أنها قالت عنها كانت جويرية
عليها ملاحة وحلاوة لا يكاد يراها أحد إلا وقعت بنفسه وروت عن رسول الله عليه
الصلاة والسلام أحاديث وروى عنها ابن عباس وجابر وابن عمر وعبيد بن السياق والطفيل
بن أخيها.
عنها: أن النبى عليه الصلاة والسلام دخل عليها
يوم الجمعة وهى صائمة فقال: أصمت أمس، قالت: لا، قال: أتريدين أن تصومى غدا، قالت:
لا، قال: فأفطرى.
توفيت بالمدينة سنة ستة وخمسين فـي زمن معاوية
وقد بلغت السبعين سنة، وقيل خمسا وستين سنة، صلى عليها مروان بن الحكم أمير
المدينة.
د/ سحر
على
شراب
الوصل
هذا
عطاء الله من
عليائه��������� هذا اصطفاء
السيد
البرهاني
هذا: اسم
إشارة للمفرد
القريب
والأصل فيها
أن يشار به
إلى المذكر
حقيقة وقد
يشار به إلى
المؤنث إذا
نزل منزلة
المذكر مثل
قوله تعالى:
﴿فلما
رأى الشمس
بازغة قال هذا
ربى...﴾ شرح ابن
عقيل على
الألفية (ذا): اسم
يشار به إلى
الذكر و(ذي) للمؤنث
والهاء
للتنبيه (مختار
الصحاح) عطاء: (العطاء)
اسم لما يعطى
وهو نول يناله
الرجل السمح
والجمع عطايا
وإذا أفرد قيل
العطية والمقابل
له المنع
والعطاء هو ما
يعطيه المعطى
تفضلا
وتكرما،
عليائه:العلياء:
رأس الجبل كما
فـي التهذيب
ويقال اسم
المكان العالي
والمرتفع
والعلو هو
موطن العظمة
والتجبر
وموطن السمو
والرفعة،العلياء
من وزن فعلاء
من أفعال
التفضيل (أعلى
- علياء) مثل
قوله تعالى:
﴿سبح
اسم ربك
الأعلى﴾ فحضرة
الاسم الأعلى
توصف
بالعلياء فهو
وصف للحضرة
العلية،
اصطفاء:الاصطفاء
هو تناول صفوا
لشيء كما أن
الاختيار
تناول خيره
واصطفاء الله
تعالى أحدا من
عباده قد يكون
بإيجاده إياه
صافيا من
الشوائب الموجودة
فـي غيره
ويكون
باختيار
وحكمه الله لا
باجتهاد
العبد نفسه،
السيد:السيد: تطلق
على أعالي
القوم أو
أشرافهم،:البرهان:
الحجة
والبرهاني
نسب إلى
البرهان وهذا
البيت وقع فـي
القصيدة
النونية من
شراب الوصل
وهى الثانية
فيه بعد
التائية وجاء
فـي الترتيب أول
القصيدة ولكن
جاء بعده واحد
وعشرين بيتا حوت
بداياتها
حروف اسم
مولانا
الإمام فخر
الدين الشيخ
محمد عثمان
عبده
البرهانى فهو
فـي ترتيب
التنزل الثاني
والعشرون مما
يشير إشارة
قويه ويدل
دلالة واضحة
على ورثة سيدي
فخر الدين
بأوصاف
العطاء والاصطفاء
وعليه فانتبه
أيها الأخ
الصفي والمتدارس
الحظي إلى
معاني ذلك فـي
الآيات والأحاديث
والأبيات عند
النسبة إليها
وتحرَّ ذلك تحظ
بالخيرات
الحسان إن شاء
الله. قوله
تعالى:
﴿هذا
عطائنا فامنن
أو أمسك بغير
حساب﴾
39 ص،�
يقول سيدي محي الدين بن العربي رضي الله عنه هذا العطاء المحض أي أطلق
إرادتك واختيارك فـي الحل والعقد والمنع والإعطاء عند الكمال التام والعطاء الصرف
أي الوجود الموهوب حال البقاء بعد الفناء كما شئت بغير حساب فإنك قائم بنا أي قائم
بالحق هذه الآية الكريمة تناسبت وانسجمت وتناغمت مع البيت من وجوه فهي الآية رقم 93
من سورة ص، أي السورة المحمدية الكاملة (المكنى بها عن الغوث).
من
تدارس مصر
|