شعــاع مـن بني
النور
يطيب لاهل فضلى ذكر قولى
الحمد لله رب العالمين الذى أرشد العقول إلى توحيده، وجعل توحيدها سببا
للنجاة، واصطفى من أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم رجالا ساسوا الدين
من بعده، فأقاموه حرفا وقولا وفعلا فكُمِّلوا من كلِّ شئ وكَمَّلوا
من سار معهم واتَّبعهم.فإذا سُئلوا أجابوا من خزائن أسرارهم فلا نجد
في مجالسهم مقاطعا أو مجادلا، وها نحن في بعض مجالس رجلٍ من أولياء
الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، في مجلس الشيخ محمد عثمان
عبده البرهاني رضى الله عنه، الذى نطق بالحكمة والموعظة الحسنة وفصل
الخطاب وقد أرهفنا أسماعنا للاستماع إلى بعض علومه المُجملة التى
يتحيَّر فيها المتلقى لانسياب ألفاظه في غير حاجة لبيان أو تكلُّف أو
اشــتراط لإسناد. هذا هو شان الكُمَّل من الرجال، هى إذن حياة واضحة
مقروءة من المهد إلى اللحد. وحياة المصطفى صلى الله عليه وسلم تحدَّث
عنها مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني؛ عن سيرته عن رؤاه عن كل
كلماته بل كل أحلامه وأمانيه وخاطرات نفسه كانت من أوَّل يوم اُهلَّ
فيه على الدنيا حقا للناس جميعا، لكأنَّ الله تعالى أراد هذا ليقول
للناس هذا رسولى إليكم وسيلته المنطق والعقل وهذه حياته كلُّها مذ
كان جنينا فبكلِّ ما معكم من منطق وعقل فتدبَّروا واعتبروا. إن
الحياة التى كانت خير برهان على صدق صاحبها حين قال لهم (إنى رسول
الله إليكم) كانت عظيمة حقا، وكانت بعظمتها وطُهرها خير برهان على
صدق المعلِّم العظيم والرسول الكريم، فإنَّ مستواها من العظمة
والتفوُّق لم يهبط لحظة، ولم يتغيَّر بل ظلَّ كما هو من المهد الى
اللحد.
وعبر هذه الحياة وبعد بلوغها قمتها تبيَّن كضوء النهار أن صاحب هذه
الحياة وهذه الرسالة لم يكن يسعى إلى جاه ولا مال ولا سيادة، فحين
جاءته كلُّ هذه معقودة بألويته الظافرة منقادة إليه رفضها جميعا وعاش
حتى اللحظة الأخيرة حياة المتبتِّل الأوَّاب.
وكما قال الشيخ قريب الله رضي الله عنه يصفه:
ويخطبك الوجـود وأنـت حـر
تُجيـبُ نـداءه بــالإنـزواءِ
غادة سليمان
|