هل من سائل فيجاب؟

الإخــاء الصــادق

 

هل من سائل فيجاب؟

ورد إلينا سؤال عام عن الرؤيا وموقعها في التشريع من الأستاذ شاذلي حسن علي من السودان، وقد رأينا أن ننقل إلى القارئ ما كتبه سيدي محمد بن سيرين وسيدي عبد الغني النابلسي رضي الله عنهما في كتبهم مختصرا ومن الله العون والسداد.

قال اللّه تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}. قال بعض المفسرين: يعني الرؤيا الصالحة يراها الإنسان أو ترى له في الدنيا وفي الآخرة رؤية اللّه تعالى. وقال عليه الصلاة والسلام: من لم يؤمن بالرؤيا الصالحة لم يؤمن باللّه ولا باليوم الآخر وقالت عائشة رضي اللّه عنها: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وروي عنه عليه السلام أنه قال لأبي بكر الصديق رضي اللّه عنه: يا أبا بكر رأيت كأني أنا وأنت نرقى في درجة فسبقتك بمرقاتين. فقال يا رسول اللّه يقبضك اللّه تعالى إلى رحمته وأعيش بعدك سنتين ونصفاً وروي أنه عليه السلام قال له: رأيت كأنما تبعني غنم سود وتبعتها غنم بيض فقال أبو بكر رضي اللّه عنه تتبعك العرب وتتبع العرب العجم وقد منّ اللّه تعالى على يوسف عليه السلام بعلم الرؤيا فقال تعالى: {وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث}. وقال: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث}. يعني به علم الرؤيا وهو العلم الأول منذ ابتداء العالم لم يزل عليه الأنبياء والرسل صلوات اللّه عليهم يأخذون به ويعملون عليه حتى كان نبوأتهم بالرؤيا وحي من اللّه عز وجل إليهم في المنام، وما كان قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم من علوم الأوائل أشرف من علم الرؤيا وقد قال بإبطال الرؤيا قوم ملحدين يقولون إن النائم يرى في منامه ما يغلب عليه من الطبائع الأربعة فإن غلبت عليه السوداء رأى الأحداث والسواد والأهوال والأفزاع وإن غلبت عليه الصفراء رأى النار والمصابيح والدم والمعصفرات وإن غلبت عليه البلغم رأى البيض والمياه والأنهار والأمواج وإن غلب عليه الدم رأى الشراب والرياحين والمعازف والمزامير

وهذا الذي قالوه من أنواع الرؤيا وليست الرؤيا منحصرة فيه فإنا نعلم قطعاً أن منها ما يكون من غالب الطبائع كما ذكروا ومنها ما يكون من الشيطان ومنها ما يكون من حديث النفس وهذه أصح الأنواع الثلاثة وهي الأضغاث وإنما سميت أضغاثاً لاختلاطها فشبهت بأضغاث النبات وهي الحزمة مما يأخذ الإنسان من الأرض فيها الصغير والكبير والأحمر والأخضر واليابس والرطب ولذلك قال اللّه تعالى: {وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث}. وقال بعضهم: الرؤيا ثلاثة: رؤيا بشرى من اللّه تعالى وهي الرؤيا الصالحة التي وردت في الحديث ورؤيا تحذير من الشيطان ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه فرؤيا تحذير الشيطان هي الباطلة التي لا اعتبار لها. وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أتاه رجل فقال: يا رسول اللّه رأيت كأن رأسي قطع وأنا أتبعه فقال: لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام وأما الرؤيا التي من همة النفس فمثل أن يرى الإنسان مع من يحب قلبه أو يخاف من شيء فيراه أو يكون جائعاً فيرى أنه يأكل أو ممتلئاً فيرى أنه يتقيأ أو ينام في الشمس ويرى أنه في نار يحترق أو في أعضائه وجع ويرى أنه يعذب والرؤيا الباطلة سبعة أقسام: -الأول حديث النفس والهم والتمني والأضغاث -والثاني الحلم الذي يوجب الغسل لا تفسير له -والثالث تحذير من الشيطان وتخويف وتهويل ولا تضره -والرابع ما يريه سحرة الجن والإنس فيتكلفون منها مثل ما يتكلفه الشيطان -والخامس الباطلة التي يريها الشيطان ولا تعد من الرؤيا -والسادس رؤيا تريها الطبائع إذا اختلفت وتكدرت -والسابع الوجع وهو أن يرى صاحبها في زمن هو فيه وقد مضت منه عشرون سنة،وأصح الرؤيا البشرى وإذا كان السكون والدعة واللباس الفاخر والأغذية الشهية الشافية صححت الرؤيا وقلت الأضغاث.

والرؤيا الحق خمسة أقسام

-الأول الرؤيا الصادقة الظاهرة وهي جزء من النبوة لقوله تعالى: {لقد صدق اللّه رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء اللّه آمنين} وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما سار إلى الحديبية رأى في المنام أنه دخل هو وأصحابه رضي اللّه عنهم مكة آمنين غير خائفين يطوفون بالبيت وينحرون ويحلقون رءوسهم ويقصرون فبشر صلى اللّه عليه وسلم في المنام بشارة من اللّه من غير صنع ملك الرؤيا ولا تفسير لها مثل رؤيا إبراهيم عليه السلام في المنام في ذبح ولده كما حكى اللّه تعالى عنه بقوله: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك}.

وقال بعضهم: طوبى لمن رأى الرؤيا صريحاً لأن صريح الرؤيا لا يريه إلا الباري تعالى دون واسطة ملك الرؤيا

-والثانيالرؤيا الصالحة بشرى من اللّه تعالى كما أن المكروهة زاجرة يزجرك اللّه بها قال صلى اللّه عليه وسلم: خير ما يرى أحدكم في المنام أن يرى ربه أو نبيه أو يرى مسلمين. قالوا يا رسول اللّه وهل يرى أحد ربه قال (السلطان والسلطان هو اللّه تعالى).

-والثالث ما يريكه ملك الرؤيا واسمه صديقون على حسب ما علمه اللّه تعالى من نسخة أم الكتاب وألهمه من ضرب أمثال الحكمة لكل شيء من الأشياء مثلاً معلوماً

-والرابع الرؤيا المرموزة وهي من الأرواح ومثالها أن إنساناً رأى في منامه ملكاً من الملائكة قال له إن امرأتك تريد أن تسقيك السم على يد صديقك فلان فعرض له من ذلك أن صديقه هذا زنى بامرأته وإنما دلت رؤياه على أن الزنا مستور كما أن السم مستور

- والخامس الرؤيا التي تصح بالشاهد ويغلب الشاهد عليها فيجعل الشر خيراً والخير شراً كمن يرى أنه يضرب الطنبور في المسجد فإنه يتوب إلى اللّه تعالى من الفحشاء والمنكر ويفشو ذكره وكمن رأى أنه يقرأ القرآن في الحمام أو يرقص فإنه يشتهر في أمر فاحش أو بِعَوَر لأن الحمام موضع كشف العورات ولا تدخله الملائكة كما أن الشيطان لا يدخل المسجد ورؤيا الحائض والجنب تصح ورؤيا الصبيان تصح لأن يوسف عليه السلام كان ابن سبع سنين فرأى رؤيا فصحت وقال دانيال عليه السلام اسم الملك الموكل بالرؤيا صديقون ومن شحمة أذنه إلى عاتقه مسير سبعمائة عام فهو الذي يضرب الأمثال للآدميين فيريهم بضياء اللّه تعالى من علم غيبه في اللوح المحفوظ ما هو كائن من خير أو شر ولا يشتبه عليه شيء من ذلك ومثل هذا الملك كمثل الشمس إذا وقع نورها على شيء أبصرت ذلك الشيء به كذلك يعرفك هذا الملك بضياء اللّه تعالى معرفة كل شيء ويهديك ويعلمك ما يصيبك في دنياك وآخرتك من خير أو شر ويبشرك بخير قدمته أو تقدمه وينذرك بمعصية قد ارتكبتها أو تريد ارتكابها فإذا أراك رؤيا منذرة فإنها تخرج في وقت تراها لئلا تكون مغموماً وإذا أراك رؤيا حسنة فإنها تخرج بعد ذلك بأيام لتكون في نعمة وسرور وأصدق الرؤيا ما كان بالأسحار وأصدق الرؤيا بالنهار وقال جعفر الصادق رضي اللّه عنه أصدقها القيلولة.(واعلم) أن الإنسان قد يرى الشيء لنفسه وقد يراه بنفسه وهو لغيره من أهله وأقاربه أو شقيقه أو والده أو شبيهه أو سميـه أو صاحبه صنعته أو بلدتـه أو زوجته أو مملوكه كأبي جهل بن هشام رأى في المنام أنه قد دخل في دين الإسلام وبايع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكان ذلك لابنه وأن أم الفضل أتت النبي صلى اللّه عليه وسلم قالت يا رسول اللّه رأيت أمراً فظيعــاً فقال عليه السلام خيراً رأيت فقالت يا رسول اللّه رأيت بضعة من جسدك قد قطعت ووضعت في حجري فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم متبسماً ستلد فاطمة غلاماً وتأخذيه في حجرك فأتت فاطمة رضي اللّه عنها من ابن عمها بالحسن رضي اللّه عنهم وأخذته أم الفضل في حجرها.

ومن أراد أن تصدق رؤياه فليحدث الصدق ويحذر الكذب والغيبة والنميمة فإن كان صاحب الرؤيا كذاباً ويكره الكذب من غيره صدقت رؤياه وإن كـذب ولـم يكره الكذب من غـيره لم تصدق رؤياه ولا يقص الرائـي رؤياه إلا على عالم أو ناصح ولا يقصها على جاهل أو عدو والرؤيا على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت.

محمد صفوت جعفر

 

الإخــاء الصــادق

الحمد لله رب العالمين الذي اختار سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم في الخلق أجمعين، وأرسله رحمةً للعالمين، وجعل من جملة أمته الأنبياء والمرسلين، إذ أخذ عليهم الميثاق بالإيمان به وبنصرته وقال: {اشهدوا وإنا معكم من الشاهدين} وصلى الله عليه وسلم وعليهم وعلى آلهم وصحبهم أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فهو صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة، أرسله الله رحمة للعالمين عامة دون خصاصة، وفيه قال تعالى: {عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}، قال بعضهم من فضله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أعطاه اسمين من أسمائه فقال {بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم}.يقول الشيخ النبهاني في كتابه جواهر البحار في فضائل المختار: جمعت جواهره الحسان في بحار العلم والعرفان مما أخذوه من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والمشاهدات العرفانية فكل ما قالوه فيه حقٌ صحيح لاستنادهم فيه إلى القرآن والحديث والكشف الصريح، ولذلك كانوا بعد النبيين والمرسلين والملائكة المقربين، أعرف خلق الله بعلو قدر رسول الله، كما أنهم أعرف خلق الله بالله وبكمالاته التي لا يجوز أن يتصف بها أحد سواه. واسترسل قائلاً: فهنيئاً لكم يا أهل الإيمان بأبدع مجموع في هذا الشأن، وقد اشتمل على كل الحسن وجميع الإحسان، جمعت فيه من الفضائل النبوية ما يُزري بعقود الجُمان واستخرجت فرائد جواهرها من بحور العلم الزاخرة بالحقائق والعرفان، وهم مع كل ما أتوا به من المعقول والمنقول والأوصاف التي تبهر العقول إنما وصفوه صلى الله عليه وسلم بحسب ما وصلت إليه علومهم إلا فحقيقة فضله صلى الله عليه وسلم لا يدركها إنسان. وحسبك أنه صلى الله عليه وسلم حبيب الرحمن، ونتيجة جميع الأكوان، فقل في حقه هو عبد الله ورسوله ثم لا حرج عليك مهما بالغت فلن تبلغ ما يجب له عليه الصلاة والسلام في الأوصاف الحسان، ويرحم الله الإمام البوصيري حيث يقول:

دعُ مـا دعته النَّصـارى في نبيِّهم        واحكمْ ما شئـتَ مدحاً فيه واحتكمِ

وانسبُ إلى ذاتِه ما شئتَ من شرف        وانسبْ إلى قدرِه ما شئتَ من عِظمِ

فإن فضلَ رسولِ الله ليسَ لــــهُ      حدٌ فيعـربُ عنهُ نـاطقٌ بفـــمِ

إنه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً فخاطبه ربه وإنك لعلى خلق عظيم. قالت السيدة عائشة عندما سئلت عنه صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن. وقد روي أن أعرابياً جاءه يطلب منه شيئاً فأعطاه ثم قال: أحسنت إليك؟ قال الأعرابي: لا ولا أجملت، فغضب المسلمون وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفوا، ثم قام ودخل منزله وأرسل صلى الله عليه وسلم إليه شيئا، ثم قال: أحسنتُ إليك؟ قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك، قال: نعم، فلما كان الغد أو العشي جاء فقال صلى الله عليه وسلم: إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك، قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحبها خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها منكم وأعلم، فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار) رواه أحمد من فضائل كريم خلقه.

ما روي عنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا يبلغني أحد منكم عن أحد في أصحابي فإني أحب أن أخرج إليكم سليم الصدر) رواه أبو داود في الأدب. كان صلى الله عليه وسلم هيناً ليناً مع أصحابه، كان كثير التبسم في وجوههم حيث يلقاهم وفي حديثه إليهم تلطفاً بهم ومؤانسة لهم.

روى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: (أشبهت خلقي وخلقي، فقام جعفر فحجل حول رسول الله - أي دار - والحجل هو رقص على هيئة مخصوصة). وفي رواية أنه قال: (لعلي أنت مني وأنا منك). وقال لزيد: (أنت أخونا ومولانا فقام الثلاثة فحجلوا حوله وبين يديه). وفي رواية أبي داود فقام جعفر فحجل وقام زيد فحجل، قال العراقي وسنده حسن، وقال الحافظ السيوطي وذلك من لذة الخطاب ولم ينكر عليه.

وقد أوصى صلى الله عليه وسلم الصحابة بعضهم ببعض وآخى بين المهاجرين والأنصار حتى كان الأخ يرث أخاه، قال حدثني أحمد بن الخليل عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن المقدام بن معديكرب وكان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه).

عن محمد بن داود عن أبي الربيع عن حماد بن يزيد عن ليث عن مجاهد قال: ثلاث يصفين لك وأخيك: أن تبدأه السلام إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه. وثلاث من العيّ - وهو الجهل - أن تعيب على الناس ما تأتي، وأن ترى في الناس ما يخفى عليك في نفسك، وأن تؤذي جليسك فيما لا يعنيك.

ويقال عند العرب لا يكن حبك كلفاً ولا بغضك تلفا. قال الحسن البصري: المؤمن لا يحيف - يجور ويظلم - على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب.

عن أحمد بن الخليل قال حدثنا عبد الله بن موسى عن إسرائيل عن ابن اسحق عن الحارث عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (للمسلم على المسلم خصال ست: يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويحضر جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه). وكتب رجل إلى صديق له: الشوق إليك وإلى عهد أيامك، التي حُسِنَت بك كأنها أعياد، وقصرت بك حتى كأنها ساعات، يفوت الصفات ومما جدد الشوق وكثرت دواعيه تعاقب الدار وقرب الجوار، تمم لنا النعمة المتجددة فيك بالنظر إلى العزة المباركة التي لا وحشة معها ولا أنس بعدها.

وقال جرير:

وإني أستحي أخي أن أرى له        عليَّ من الحقِّ الذي لا يرى ليا

قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن مرآة أخيه) فتخير أخاك تفز وأبقي على العهد فإنها من خصال العرب ولا خير في الدنيا إذا لم يكن بها صديقاً صادق الوعد مخلصا.

يقول ربيعة بن عامر من بني دارم:�����

أخاك أخاك إن من لا أخاً له        كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح

فالصاحب الموافق معين على الخيرات موافٍ عند عثرات الطريق جوادٌ بالنصيحة من غير رياء. عن أبو حاتم الأصمعي عن أبيه قال: كان يقال الصاحب رقعة قميص الرجل فلينظر أحدكم مم يرقع قميصه.

آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فعلمهم التآسي فيما بينهم وعلمهم التآخي مع بعضهم البعض فكانوا كالجسد الواحد، وكان صلى الله عليه وسلم قدوتهم وقبلتهم فكانوا المثل الأسمى والأروع في التآخي وحسن الخلق، ألا إن لنا في رسول الله أسوة حسنة اللهم أدخلنا مدخلهم، ثبت أقدامنا حيث المزالق عندهم.وصلى الله على سيدنا محمد وآله

ستنا عبد الرحمن