العلم يكسو العبد أجمل حلة

الإصرار، العزيمة، الهمَّة، العمل الدؤوب المحبة والصفاء كلها كلمات ذات فحوى عميق وكبير تبينت لنا معانيها جلياً في الأسبوع الثقافى الثاني للتصوف بجامعة الخرطوم كلية الزراعة المقام في الأيام القليلة الفائتة تحت إشراف رابطة أبناء الطريقة البرهانية بالجامعات والمعاهد العليا، وتجولنا مع تلكم الإبداعات الشبابية من خلال البرامج الثقافية المحتوية على العلوم الصوفية والنفحات الروحية كثمرة لعزم طلاب الطريقة البرهانية في الأوساط الجامعية. تحقيقاً على أرض الواقع لقول الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني:

سألت رسول الله من فضل ربه

ليجعل عزمي في فتي السواعد

وهؤلاء الفتية قاموا بإنجاز الأسبوع الثقافي بمنهاج علمي وعملي رفيع وطغت عليه سمة البساطة في التعامل وسلاسة البرامج وعلمية المنهج ورحابة الاستقبال بصورة جعلت الكل يتجاوب مع رابطة البرهانية في أسبوعها الأول.

كان قول الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني:

العلمُ يكسو العبدَ أجملَ حُلة ����� والحبُ يشفي سائر الأسقام

شعارا وغاية سامية للشباب البرهانى بالجامعة.

ومن خلال هذه النافذة نطل سوياً على الرابطة الأم ونتعرف على أعضائها وبداياتها وفروعها بالجامعات المختلفة.

بدايةً التقينا بالأخ محمد سالم، طالب بكلية البيطرة جامعة الخرطوم، ورئيس رابطة طلاب الطريقة البرهانيةبالجامعات والمعاهد العليا. إبتدرنا حديثنا معه بالسؤال عن بداية إنشاء الرابطة؟ وما هي دواعي إنشاؤها وأهدافها؟

v السبب الأساسي في قيام الرابطة،أن أبناء الطريقة البرهانية كانوا يجتمعون سوياً ونجلس معاً جلسات ودية في مختلف الجامعات وبالأخص في جامعة الخرطوم مجمع شمبات، فهذه الجلسات قد خلَّفت صدى طيباً واسعاً لدى الآخرين وأصبحوا يتساءلون فيما بينهم عن هوية هؤلاء الشباب وسر تعلقهم ببعضهم البعض، وكانت هناك فئة من بعض المتشددين يهاجموننا باعتبار أننا متصوفين فلفتوا انتباه الناس إلينا، هنا نبعت ضرورة إنشاء الرابطة حتى يتسنى لنا مخاطبة الآخرين وتكوين كينونة ثابتة وإبراز الهوية البرهانية، مع العلم بأن الطريقة البرهانية غنية عن التعريف. حينها ذهبنا إلى مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه الأب الروحي لنا عبَّرنا له عن رغبتنا الشديدة في إنشاء الرابطة وتحمس رضي الله عنه وأيدنا بل وجاد لنا بالتوجيه القويم والنصح العظيم من أجل خدمة دين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتمليك المعلومة الصحيحة لمعرفة الدين الحقيقي. وقام الأخ على عيسى جزاه الله عنا خير الجزاء بوضع دستور الرابطة تحت إشراف ومتابعة مولانا الشيخ إبراهيم ومنها كانت البداية الحقيقية للرابطة بعد تسجيلها بالاتحاد العام للطلاب السودانيين. ومن بين أهم أهدافها تصحيح المفاهيم الخاطئة، ولم شمل المتصوفين، لأن مولانا الشيخ إبراهيم قال: الرابطة معناها الترابط الشديد والتآخي. وإبراز الهوية الثقافية العلمية للتصوف. أساساً الرابطة كانت موجودة لكن بشكل غير معلن لكن أتى مولانا الشيخ إبراهيم ورسم منهجها وحدودها بتوجيهه لنا بضرورة إنشاء رابطة ننطلق من خلالها.

هل وجدتم التجاوب والقبول الكافي في قيام الرابطة؟

v حقيقي فكرة إنشاء الرابطة وجدت قبول كبير خصوصاً أنها تعتبر إضافة جديدة وكيان جديد في المجتمع الجامعي، والوسط الطلابي على وجه الخصوص في حاجة ماسة له، فنحن إذا نظرنا للمجتمع الطلابي داخل الجامعات بوجه عام نجد أنه يغلب عليه فئتين فئة لا دينية وفئة متزمتة دينيا، مما أضفى على الوسط الجامعي نوعا من الملل والرتابة والخواء الروحي فالتطرف يولِّد التطرف، وأغلب الأنشطة الاجتماعية والثقافية تديرها إما روابط إقليمية أو روابط سياسية أو تيارات متزمتة ومتشددة. وعندما أنشأنا الرابطة كانت بمثابة بذرة في أرض قحطاء، نبعت فكرة القيام بعمل له صدى واسع وأمد بعيد فكانت فكرة القيام بأسبوع ثقافي ناجح حتى نتمكن من خلاله بمخاطبة كل الثقافات الدينية والاجتماعية والسياسية المختلفة، فقررنا عمل الأسبوع بجامعة الخرطوم مجمع شمبات، لأنها تعتبر نقطة البداية للرابطة الأم. والقرار وجد القبول التام من قِبل البرهانية وغير البرهانية حتى الاتحاد العام أيد فكرة قيام الأسبوع الثقافي ووقف معنا بكل إمكانياته المتاحة.

لماذا لم تختاروا الأماكن التي تعج بالتكتلات الطلابية مثل مجمع آداب (السنتر) هل خوفاٌ من الفشل أم هنالك أسباب جوهرية؟

v قطعاً هو لم يكن خوفاً من الفشل وإنما الإمكانات المتاحة لتنفيذ العمل وممارسة النشاطات الثقافية والاجتماعية مهيئة بمجمع شمبات أكثر من السنتر، من ناحية أخرى أغلب القائمين على أمر الأسبوع من مجمع شمبات، وبما أنها كانت نقطة البداية لتكوين الرابطة فمن باب أولى أن نبدأ بها وننطلق منها لمختلف الكليات والجامعات لأنه إذا أردنا أن ننطلق للجامعات المختلفة لا بد أن نكون ذوي خبرة ولو قليلة وبعد هذا الأسبوع الناجح نكون قد اكتسبنا الخبرة والتجربة خصوصاً أننا رفعنا شعار (نكون أو لا نكون) وقد كنا وأثبتنا وجودنا والحمد لله.

بعدما نجحتم وكان أسبوعكم الذي لقي الإقبال فهل هنالك تغيير واضح في الوسط الجامعي ما قبل الأسبوع وبعده؟

v الحمد لله فقد خلق الأسبوع الثقافي رواجاً كبيراً بين الناس داخل الجامعة وكان له الوقع الطيب والصدى الكبيرفي نفوس الناس والطلاب على وجه الخصوص، لأنه عرَّف الناس بالتصوف وحقيقته وصحَّح كل المفاهيم الخاطئة حول أصول الفكر الصوفي، وذلك من خلال البرامج المتنوعة المصاحبة للأسبوع التي وفرتها الإمكانات العلمية والدينية والثقافية الواسعة لأبناء الطريقة البرهانية والتي شدّت انتباه الآخرين، برغم أنه كان هنالك هجوم عنيف من بعض الجماعات ذات التعصب الديني، ولكنه كان بمثابة إعلان ودعاية للكل لحضور أسبوع التصوف الثاني والذي قام بعكس وتبيان كل ما كان غائباً عن الأذهان فيما يتعلق بالتصوف والمتصوفة، والجامعة لم تشهد في الآونة الأخيرة مثل هذا النشاط الثقافي الكبير، كل الأنشطة كانت تقام بدار الاتحاد خارج الجامعة وبأحجام ضئيلة، أما أسبوع التصوف فكان داخل الحرم الجامعي وأصبح ببرامجه الشيقة أهل لهذا الحرم العظيم.

من البديهي أن أي عمل تطوعي ذو رسالة ومبدأ عظيم تواجهه الكثير من الصعوبات والمشكلات، نريد معرفة ونوعية الصعوبات التي واجهتكم وحجمها وصداها في مسيرتكم؟

v حقيقة الصعوبات التي واجهتنا لم تكن ذات حجم كبير فقط كانت قلة العددية نسبة لانشغال بعض الأعضاء بالامتحانات والسمنارات والضغط الأكاديمي العالي مما يحول من الممارسة المثلى لمسيرة الرابطة وإنشائها. بالرغم من أننا واجهنا انتقادات حادة وضغوطات كبيرة إلا أنها لم تربكنا بل ولّدت في دواخلنا الإصرار وروح التحدي والأعظم من ذلك اهتمام مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه وحديثه عن الرابطة وإنشائها في مختلف زياراته المحلية والعالمية كان الدافع الحقيقي في صمودنا وقوة إرادتنا لمواصلة المشوار بخطى وثابة نحو القمة وهذا هو السبب الأساسي في النجاح، حتى مولانا الشيخ مجدي كان يوجهنا ويقومنا إلى ما كان يريده لنا مولانا الشيخ إبراهيم وكان ينصحنا دائماً أن نحافظ على أعصابنا ويقول لنا إن الانسان عبارة عن ثبات فإذا فقد الثبات فقد معه كل شيء جميل. وقفة المشايخ معنا والعمل الدؤوب من الأعضاء تحت إشراف ومتابعة المشايخ وعونهم هي أهم أسباب النجاح لنا والحمد لله على ذلك.

بعد هذه التجربة الكبيرة في إنشاء الرابطة الأم وقيام أسبوع التصوف الثاني ماذا تعلمتم منها؟

v أهم ما تعلمناه من هذه التجربة حقيقة قول المصطفى (لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها) لا بد أن يكون الواحد منا ثقته كبيرة في ربنا سبحانه وتعالى وفي مشايخنا وبعد لا يوجد مستحيل، كل شيء بالإصرار والعزيمة يمكن تحقيقه بسهول فقط قوة الإرادة وعلو الهمة. ومن الضروريات في ممارسة أي عمل تطوعي ورسالي توحيد الكلمة واتفاق الكل والتصافي والثقة المتبادلة.

هل هناك ثمة أمنية في الخاطر؟

v نتمنى أن نرى أسابيع ثقافية متنوعة وعالية المستوى في مختلف الجامعات بالمدن المختلفة بل ونطمع إلى أكثر من ذلك بأن نرى أسبوعاً ثقافياً في جامعة القاهرة، لأن هذه الرابطة إنما هي الرابطة الأم لكل طلاب أبناء الطريقة البرهانية بالجامعات والمعاهد العليا في كل أنحاء العالم. وسوف نقوم بعمل مؤتمر الطلاب البرهانية العالمي في الحولية القادمة حتى يتسنى لنا تحقيق العالمية للرابطة الأم.

كلمة أخيرة:

أقول للبرهانية لا بد من عكس الجانب المشرق للطريقة بصورة مثلى ولا بد أن نكون مؤهلين لشرف الخدمة في رابطة الطريقة، وأقول لعامة الطلاب انتبهوا وأعوا وميزوا. ونشكر المشايخ ومن بينهم الشيخ المجدي الذي وقف معنا وقفة رجال. وكل التقدير والشكر لأسرة رايات العز لوقفتها الكبيرة معنا.

ومازال التواصل والتعارف ممتد بيننا وأعضاء رابطة ابناء الطريقة البرهانية بالجامعات والمعاهد العليا وهذه المرة استوقفتنا دفة النقاش مع المسئول الاجتماعى للرابطة الام وهو الاخ محمد عثمان خالد طالب بجامعة الخرطوم ــ كلية الزراعة.

بداية سألناه عن الدوافع الحقيقية لانشاء الرابطة وقيام الاسبوع من وجهة نظر اجتماعية بحتة؟ وهل وجدتم القبول الكافي؟

v نجد الجامعات عبارة عن مجتمع يغلب عليه طابع الشلليات لأن الفرد يأتى من بيئته الاجتماعية إلى الجامعة ويتالف مع من يتفق مع ميوله وبالتالى لايحدث تجديد فكري ولا ثقافي، وبما أن توجه الطريقة دائماً نحو الناس ومن أجلهم فذهبنا نحن للكافة وتجاوبنا مع كل الفئات والطبقات ولكن هنالك بُعد روحي مفقود وخواء فكري حتى الطبقة المثقفة داخل الجامعة تميل نحو الإنحدار للإنحراف الفكري أما أصحاب النزعة الدينية يميلون إلى التزمت الديني. وهنالك نوعية من الطلبة سطحيون للحد البعيد بصورة مزعجة وبرغم هذا التلون الاجتماعي والثقافي ذهبنا نحن أبناء الطريقة البرهانية إلى الكل وأنشأنا علاقات حميمة مع كافة الجهات لأننا نحن كأبناء طريقة عبارة عن مجتمع متكامل فسعينا جادين لكي نكون رابطة لتبلور وتنظم الكيان البرهاني حتى نتمكن من أن نعكس للجميع سماحة وبساطة وعملية الدين (أي وسطية الدين) والحمدلله وجدنا ترحاباً كاملاً من كل الفئات ما عدا القلة من المتزمتين.

ما هو حجم الصعوبات التي واجهتكم وصداها في مواصلة المشوار؟

v هنالك جانب من الصعوبات لا يُذكر في منحى اتخاذ الإجراء الروتيني لإنشاء الرابطة وقيام الأسبوع الثقافي أما المشكلة بل التحدي الحقيقي الذي واجهنا كون التصوف غير معروف لدى الكثيرين من الناس والمفاهيم الخاطئة عن التصوف والمتصوفين فهذا الشيء أدى إلى صعوبة الدور الذي سوف نقوم به لأننا سنعرف الناس بحقيقة التصوف وما هيته وحيثياته، وتوصيل هذه المعلومة بصورة مثلى ومن هنا نبعت فكرة أسبوع ثقافي شامل عن التصوف وبالفعل تمَّ الأسبوع الثقافي وأرضى الجميع ووجد الإقبال الجماهيري الكبير ولكنه لم يُرض طموحنا فطموحاتنا أكبر فنحن نسعى أن نقيم مهرجان ثقافي صوفي وسوف يكون بإذن الله حيث تعلمنا من مشياخنا الأجلاء أنه في سبيل خدمة دين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلَّم لا يوجد شيء بعيد أو صعب المنال فقط الهمة والإصرار والمثابرة.

هل لديك كلمة أخيرة تريد ذكرها؟

v أولاً نشكر صحيفة رايات العز على وقفتها الكبيرة معنا ومدَّها لنا بالتوجيه والرأي السديد ولإتاحتها لنا هذه السانحة العظيمة وأقول للطلاب البرهانية ضرورة الهمة وقوة العقيدة والإرتكاز على قوة المشايخ والتكاتف لتنفيذ كل التطلعات والرؤى المستقبلية. وأقول للجميع هلموا تعالوا إلينا حتى تروا بأم أعينكم متعة الطريقة وأهميتها في الحياة الدنيا والأخرى وأنا واثق كل الثقة كل من يأتي إلينا بصدر رحب ويرى الإنشاد والترابط الأخوي لا يتركنا ويذهب أبدا. والشكر الجزيل للشيخ مجدي الشيخ سيد أحمد.

هذه المرة كان حديثنا مع السكرتير العام للرابطة حسين محمد أحمد طالب بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا قسم الهندسة الكهربائية:

إنشاء الرابطة وقيام الأسبوع في وسط جامعي مختلف الثقافات والمخزون الفكري أمر صعب يحتاج لمنهاج دقيق وجديد فما هو منهاجكم المتبع؟

v أولاً نشكر صحيفة رايات العز والعاملين بها على الوقفة الصادقة ومن خلالكم نحي ونشكر كل من مدَّ لنا يد العون وعلى رأسهم الشيخ مجدي الشيخ سيد أحمد. أما بالنسبة للمنهاج المتبع هو منهاج الشيخ إبراهيم رضي الله عنه الذي ربانا عليه وهو منهاج التآخي والتصافي والترابط في التعامل مع الإخوان وغير الإخوان في بدايات إنشاء الرابطة تحدّث إلينا مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه عن الرابطة وقال لنا الرابطة في المقام الأول تعني الترابط الكامل والإنسجام التام، والترابط بين البرهانية موجود بكثرة أقلاه تلاقي أبناء البرهانية مرتين في كل أسبوع بصورة مستديمة لكن نحن كطلبة جامعييين نريد ترابطاً بمعنى أكبر وبشكل جديد يلائم الوسط الجامعي ومما لا شك فيه أن أي ابن طريقة يكون هدفه دائماً خدمة دين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلَّم ونشر الطريقة مع إنها ليست في حاجة لذلك لكن كل ذلك يكون بدافع المحبة.كون أن تقنع إنساناً بمبدأ عقائدي روحي ليس أمراً سهلاً وتحتاج إلى كمية من المرونة ودرجة كبيرة من الصبر والوعي لأنه إذا أردت أن تدير نقاشاً مع أي طالب جامعي لابد أن تطرح عليه الكلام من خلال فهمه، لذا نجد أنه من الضروري مع الصبر والوعي الإلمام بثقافة وبرنامج الطلاب بمختلف أنواعهم وثقافاتهم وميولهم وهذه هي المرونة بعينها التي اكتسبناها من خلال نصائح مولانا الشيخ إبراهيم الذي قال لنا أي عمل مقمر عظيم لا بد أن يجد صعوبات كبيرة في البداية وفي بعض الأحيان الإساءة من الآخرين فلا بد من الإصرار والصمود من أجل خدمة دين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.

هنالك ثمة اتهام يوجه إليكم بضعف موقفكم لعدم قيام الأسبوع الثقافي في مجمع به تكتلات طلابية مثل (السنتر)؟

v الرابطة عبارة عن عمل تنظيمي فطالما نحن في وسط جامعي لا بد من التنظيم الكافي والدقيق وتوصيل الهدف بصورة مثلى في الزمان والمكان المناسب لذلك ومن هذا المنطلق وجدنا أن مجمع شمبات هو البداية الحقيقية لإنطلاقتنا وتجمعنا والملتقى القائم على الصفاء والمحبة فكان البداية لأسبوعنا الثقافي، أما إذا كنا قد أجمعنا بأن يكون الأسبوع في السنتر فلا مانع من ذلك ولكن الإنطلاقة تكون دائماً من حيث بدأنا ثم بعد تتوالى الأنشطة الثقافية والاجتماعية للرابطة الأم في كل الجامعات والمعاهد المختلفة ونحن لا نخاف الفشل طالما نحن ننتهج النهج البرهاني بنظام سليم في بروز أعمالنا فلا يوجد لدينا خوف لأننا اتبعنا الأسلوب الأمثل أسلوب المنهجية العلمية للطريقة البرهانية.

هل هنالك تغيير واضح في ملامح المجتمع الطلابي داخل الجامعة بعد قيام الأسبوع الثقافي؟ وهل كان هنالك إقبال جماهيري؟

v نعم هنالك تغيير كبير حدث لغالبية الطلبة والأساتذة داخل جامعة الخرطوم أقله معرفة الناس للتصوف وحقيقته وتصحيح المفاهيم الخاطئة وإعجاب الكل بعمق التآخي بين أبناء الطريقة البرهانية. وكان الإقبال كبيراً إذ في كل يوم تتوافد إلينا حشود من الجماهير متجهة نحو المعرض والمحاضرات التي ألقاها الأستاذ المرموق محمد صفوت جعفر وكان لها القدم المعلى في برنامج الأسبوع. ويعود ذلك إلى قوة الإعلام والرواج الكبير للأسبوع، والأهم من كل هذا قوة مضمون الأسبوع الثقافي، حتى التلفزيون القومي والإذاعة أتوا إلينا وقاموا بتسجيل سهرة مع أعضاء الرابطة، ونحن نجمع بنجاح الأسبوع الذي كان ثمرة للعمل الدؤوب المتواصل وشدة الإصرار لدى أبناء الرابطة برغم ضيق الوقت وقلة الإمكانيات، ومن ثمرة نجاح الأسبوع الإقبال الجماهيري من الناس والعددية الهائلة التي دخلت الطريقة من الطلاب والأساتذة والإداريين.

ماذا عن الرؤية المستقبلية؟

v نتمنى أن نرى في المستقبل المشاركة الفعّالة للرابطة في كافة الأنشطة الرياضية والثقافية وغيرها من الأنشطة الاجتماعية والانطلاقة نحو مختلف الولايات بل وخارج السودان، كما نتمنى مشاركة كل الدول في المؤتمر الدولي للطلاب المقام في أبريل في الحولية القادمة، لأنني أرى أن الرابطة ستكون نافذة قوية من نوافذ الطريقة البرهانية.

الاسم المعز محمد سعيد الجاك - كلية الزراعة جامعة الخرطوم

المهنة/التخصص أستاذ جامعي - علوم التربة

إيجابيات وسلبيات الأسبوع من وجهة نظرك؟

v الأسبوع في حد ذاته مسألة إيجابية، لأنه طرح الأفكار من خلال الملصقة والمحاضرة والكتاب وهذا هو أسلوب طلاب الجامعات، ويمثل الأسبوع أيضاً إحياءاً للساحة الفكرية والثقافية بالجامعة والتي ظلت راكدة لفترة طويلة من الزمن.

أهم المظاهر،المواقف التي استوقفتك أثناء الأسبوع؟

v إقبال الطلاب وغيرهم من أفراد الأسرة الجامعية على الوقوف على مناشط الأسبوع مما يبعث الإطمئنان في النفس أن اهتمام الطالب الجامعي بالقضايا الفكرية والثفافية بخير ولم يتلاشى.

أشياء أخذت حيزاً من اهتمام؟

v لفت أنظار الناس خاصة في قطاع طلاب الجامعات لقضية التصوف وحقيقيته، وإثارة مثل هذا الحوار الفكري،ورمي حجرا في البركة الساكنة.

ووصيتي للرابطة (مستقبلياً) الوعي التام بطبيعة القطاع المخاطب والمستهدف بالأسبوع وهو قطاع طلاب الجامعة، لذا لا بد من التركيز على الإجادة والتحقيق والمنهج العلمي في طرح الأفكار والرؤى.

كلمة أخيرة أثني على هذا النشاط وأتمنى أن يستمر في شتى دروب الفكر والثقافة والأدب، وأن يتواصل من خلال المحاضرات والندوات والصحف والرسائل من أجل إثراء الساحة الفكرية والثقافية بالجامعة، ولتظل دعوة دائمة للحق والخير والجمال.

الاسم عبدالباقي محمد حامد خريج وأستاذ متعاون -

كلية الزراعة جامعة الخرطوم -

فيما يتعلق بالإيجابيات فإنها عديدة أهمها كون الفكرة سباقة وتمكّن الطالب الجامعي من التعرف على التصوف عن قرب وفهم علم التصوف فهماً صحيحاً ونفي الفهم السطحي المبني على مشاهدات يومية غير صحيحة يقوم بها بعض ممن يحسبون على التصوف في الأسواق والأماكن العامة. هذا إضافة لإحياء النشاط الصّوفي ولفت الإنتباه لكونه مسلكاً دينياً فاعلاً ومهماً وله قاعدته وسط الطلاب وبالتالي الرّد على من يصولون ويزعمون بأنهم وحدهم أهل العلم والدين من أصحاب الملل الفاسدة وردع الساخرين والمتشككين منهم. وثمة أمر إيجابي ثالث هو نشر دعوة التصوف بطريقة صحيحة وإثراء الفكر والثقافة العامة.

أجمل المظاهر كان زفة الافتتاح التي طافت أقسام الكلية وليتها طافت كل بحري وأكثر ما ضايقني تمشدق بعض الحاقدين ومحاولتهم إثارة منظمي المعرض بإثارة نقاط خلافية للتشكيك في قدرة المتصوفة على الرّد عليهم بحجج جليّة والتأثير سلباً على زوار المعرض وليت منظمي المعرض يحددون أشخاصاً متمكنين للرّد على مثل هؤلاء أمام الملأ في المرات القادمة.

ومن الأشياء التي أخذت حيّزاً واهتماماً كبيراً أثناء المعرض هو نشاط السادة البرهانية وآثار دعوتهم في بلاد الغرب (ألمانيا).

مشاركة بعض الأطفال الناشئين بالمدح النبوي كان غاية في الروعة.

مستقبلاً أتمنى أن يضم أسبوع التصوف كافة مشارب ومذاهب الطرق الصوفية ليكون شاملاً بتوجيه الدعوة لهم ليفرد جناح لأي منهم بالمعرض وجزء من البرنامج المصاحب لإخراس من يحاولون اتهام المتصوفة بأنهم ملل منشقة فيما بينها ولتأكيد الوحدة في الرأي والهدف والفكر لكل مشارب المتصوفة ولتوسيع قاعدة المشاركين والزوار واستمرار النجاح.

الاسم عمر صديق الأمين - زراعة - جامعة الخرطوم

من الإيجابيات إثراء النشاط الثقافي والاجتماعي في المجمع وأثر هذا أكبر من البرنامج في حد ذاته بل يمتد إلى تشجيع الطلاب لتفعيل العمل الثقافي والاجتماعي بالمجمع ويمكن أن أقول إنكم أطلقتم أول الفعاليات وسوف نستمر بعدكم إن شاء الله. بالإضافة إلى ذلك كان الإعلام للأسبوع ممتازاً جداً مما جعله يأخذ صدى واسعاً داخل الجامعة وخارجها. أما عن سلبية الأسبوع فأظنُّ لو أنه تمَّ دعوة بعض من الطرق الصوفية في اليوم الثاني والثالث مثل الطريقة الشاذلية والسمانية والقادرية لأنها تعتبر من أوائل الطرق الصوفية التي دخلت إلى السودان وحققت قاعدة كبيرة على أساس أن يكون اليوم الختامي عبارة عن حولية كبيرة بالمساء تجمع هذه الطرق بالإضافة إليكم كأساس لهذا العمل لكي يحقق عنوان الأسبوع هدفه (أسبوع التصوف الثاني) وليس أسبوع الطريقة البرهانية الثاني فقط لكي يكون أشمل ويكتمل القصد.

أهم المظاهر والمواقف التي مرت عليك أثناء الأسبوع؟

v من أهم المظاهر على الاطلاق بالنسبة لي ولجميع الطلاب هي الزّفة التي بدأ بها الاسبوع وأختتم بها حقيقة نالت إعجاب جميع الطلاب لأن الانسان السوداني بطبيعته القروية البسيطة تعود على هذه المظاهر الصوفية في البلدة التي يقطن فيها، وتحتلُّ هذه الظاهرة حيزا في كيان هذا الانسان السوداني. فطبيعي جداً أن يتفاعل مع هذه الظاهرة عندما تتكرر له في حياته ولا سيما في مجتمعه الجامعي. لكل هذا بالإضافة إلى سلسلة المحاضرات التي قدمها فضيلة الأستاذ صفوت حقيقةً أنا لم أحضرها ولكني لمست استحسان الطلاب الذين حضروا هذه المحاضرات. وأهم هذه المظاهر على مستوى العمل تلك المشاركة والمعاونة والوقفة الجماعية التي ظهر بها أبناء الطريقة البرهانية في أداء العمل تكسوها روح الجماعية والمحبة فيما بينهم، تنظر إليهم كأنهم نسيج من عالم آخر.

أشياء أخذت حيزاً واهتماماً منك؟

v مشاركة المرأة بدون أي قيود تعصبية أو جهوية مع لمحة معاصرة لا تجعلها في جانب غريب أو شاذ عن الطالبة الجامعية المعاصرة.

وجهة نظر أو توصية للرابطة مستقبليا؟

v أنصحكم دائماً وأبداً بعدم الشعور بالرضا عن أي عمل أو برنامج يقومون بتقديمه لكي يكون ذلك دافعاً لكم لتقديم المزيد. وهناك أخطر شيء في العمل الجماعي هو الاحساس بالتعظيم أو العظمة لأنك قمت بعمل ونال استحسان الناس لأن هذا يجعل الناس ينظرون إليك نظرة نشاز وهذا يقف حائلاً دون ما تريد بتبليغه.

من أكثر الأشياء التي تجعل الناس أو (الطلاب) خصوصاً من النفور من الطرق الصوفية الولاء المطلق لشيخ الطريقة الذي يعطي دافعاً للمجموعات الوهابية في التشكيك في عبادة الله عزّوجل (وهذا ليس من حقهم بالطبع) لكن درء الشبهات يكون أفضل. وهذه المشكلة ليست على الطريقة البرهانية فحسب بل في كل الطرق الصوفية التي دخلت إلى السودان ولو رجعنا إلى الهدف الأساسي من الطرق الصوفية التي دخلت السودان في بواكير أيامه كان هدفها الأساسي نشر الدعوة الإسلامية وتنظيم العبادة وتوعية الناس دينياً وكان الذي يقوم بهذا الدور هو الشيخ الذي يقوم بالدور الذي ذكرته أعلاه ولأن السودان في ذلك العهد كان النظام السائد كلياً هو النظام القبلي الذي يكتنفه التخلف والجهل مما يحدو بأفراد فهذا النظام إلى تعظيم الشيخ (وهذا وضع طبيعي لأنه يكاد أن يكون الوحيد العارف بأمور الدين ويبلغها) ولكن تمتد إلى أكثر من ذلك في تخليف ابنه من بعده ابنه الذي قد يكون ليس بمستوى أبيه الشيخ في العلم والدعوة والتبليغ خاصة إذا كان الشيخ من قبيلة أو عائلة من الأشراف ولهم مكانة اجتماعية دون بقية المجتمع فيختل ميزان الدعوة ويضيع الهدف الأساسي وتصبح الولاءات ليست ولاءات منهجية بل ولاءات شخصية اشخصيات ورموز فاعلة.

الاسم سفيان هاشم محمد محمد خير الكلية الزراعة المستوى الثالث

أولاً إيجابيات وسلبيات الأسبوع من وجهة نظرك؟

v الايجابيات كثيرة وأهمها على الاطلاق عكس الصورة المشرقة لأبناء الطريقة البرهانية على نطاق الجامعة والإجابة على الأسئلة العالقة في أذهان الوسط الطلابي حول مفهوم التصوف عموماً والطريقة البرهانية خاصة. الأسبوع صحح المفاهيم الخاطئة حول مفهوم التصوف وعموماً الأسبوع خرج عن المألوف بالنسبة للجو الأكاديمي المفعم بالضغط النفسي.

أهم المظاهر والمواقف التي مرت عليك أثناء الأسبوع؟

v اللوحة التي تجسد محبة أبناء الطريقة لأخوانهم وبقية أبناء مجمع شمبات وروح الاخوة السائدة وسط المجتمع الصوفي أشياء أخذت حيز واهتمام منك المعرض عموماً وما يحتويه وصورة أبناء الطريقة خارج السودان خاصةً في ألمانيا مما يعكس أن الطريقة أخذت حيز انتشار واسع يعكس مدى تأثير مباديء الطريقة في البشرية عموماً تحية لجميع أبناء الرابطة وشكر خاص للأخوة في رايات العز (وربنا يقدركم على فعل الخير) ودعواتنا لكم بالخير والتوفيق في توصيل رسالة الطريقة البرهانية (الصعبة) ولا تنسوا دعواتكم لنا بالهداية ونتمنى أن نتجرع من معينكم الطيب.

الاسم ندى عثمان علي:

إيجابيات وسلبيات الأسبوع حب الله ورسوله وآل البيت أجمعين وإيضاح بعض المسائل الخفية في الطرق الصوفية.كانت فكرة طيبة من أبناء الطريقة البرهانية بجامعة الخرطوم أن يتبنوا القيام بمثل هذا العمل الكبير والجاد في أسبوعهم الصوفي الذي احتوى على الكثير من البرامج الدينية التثقيفية الهادفة والإجابة على بعض الأسئلة التي كانت تدور حول الطرق الصوفية وتخفى على الكثير من العامة، الشيء الذي لا بد من الوقوف عنده هو الترابط الذي يضم أبناء الطريقة والحب الذي يجمعهم كالجسد الواحد ووقفة السادة أبناء المشايخ معهم في هذا الأسبوع فأينما حلّوا تجد المشايخ معهم، حقاً تلك هي العروة الوثقى التي تجمعهم فقلما نجد مثل هذا الترابط بين الناس في هذا الزمان.

كان وداً أن أستمع لمحاضرات الشيخ محمد صفوت فاستمعت لواحدة فقط نسبةً لتعارض زمن تقديمها مع زمن المحاضرات الجامعية وكان أملنا أن تُقدم في الفترة المسائية لكي نتعرف ونزداد علماً بمسالك ومعابر الطريقة البرهانية وأيضاً للإجابة على بعض الأسئلة التي أريد الاستفسار عنها.

وأهم ما لفت نظري إلى هؤلاء النفر من أبناء الطريقة البرهانية هو حبهم الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته رضوان الله عليهم فتجد الكثير منهم مادحاً له وممجداً لآل بيته.

أتمنى من الله أن يهدينا إلى حبه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وأقول لأبناء الرابطة في الطريقــــة البرهانيــــة وفقــــكم الله إلى ما يرضاه ودمتم يداً واحدة.

هادية الشلالي