صوفيات
�ربما
فهم بعض
الناس أن
من يلجأ إلى
الباطن، أو
إلى الحقيقة
بعيداً عن
الشريعة، أى
عن الظاهر. وقد
ثار جماعة
الصوفية
على من يخالف
الشريعة، فهى
نور طريقهم
الأول
لبلوغهم
المراتب
فبدونها لا
يبلغون من
أمرهم
شيئاً
ذلك أن
الشريعة في
أبسط صورة هى:
أمر للشخص بالتزام العبودية، بحيث لا يُرى حيث نُهى، ولا يُفقد حيث
أُمر، لأن الشريعة هى ما شرّعه الله سبحانه وتعالى من الأحكام أمراً ونهياً، على
لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أما الحقيقة
فهى مشاهدة
الربوبية في
جميع الكائنات،
بحيث أنه يرى
الخلق بالحق
على معنى القيام
به. ومن ذلك مراقبته لله تعالى في عبادته بالتحقق بمقام الإحسان في قول
النبى، الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فالشريعة: ظاهر
السلوك
الأخلاقى في العبادة،والحقيقة:
دوام النظر في
صحة هذا
السلوك لمالك
الملك، فلا
تفريق بين
الشريعة
والحقيقة،
فالشريعة ظاهر
الحقيقة،
والحقيقة
باطن
الشريعة،
وهما متلازمان
لا يتم أحدهما
إلا بالآخر.فكل شريعة غير
مؤيدة بالحقيقة غير مقبولة، وكل حقيقة غير مؤيدة بالشريعة غير حاصلة، فمن لا حقيقة
له، لا شريعة له.
والجمع
بينهما هو
الجمع بين
ظاهر سلوك
الإنسان،
بمعنى
أخلاقه،
ومعاملاته،
وعبادته، وبين
باطنه. فكيف
يصح الظاهر إن
لم يؤيد بباطن
نقى، وكيف يطلب
نقاء هذا
الباطن إن لم
يتم مجاهدته
من جولات
النفس والهوى
وتصحيح مستمر
لهما، وهناك
من القصص
المشهورة بين
الفقهاء
والصوفية،
والتى تدل في
أحد جوانبها
على علاقة
الشريعة
بالحقيقة
والفهم
بينهما. فقد
روى:
أن الإمام أحمد بن حنبل كان عند الشافعى يوماً، فمر شيبان الراعى
الصوفى، فقال الإمام أحمد: أريد أن أنبه هذا على نقصان علمه، ليشتغل بتحصيل العلوم.
فقال
الشافعى: لا
تفعل. فلم
يقتنع الإمام
أحمد،
�وقال
لشيبان:�
ما تقل فيمن نسى صلاة من خمس صلوات في اليوم والليلة، ولا يدرى أى
صلاة نسيها، ما الواجب عليه يا شيبان؟ فقال شيبان: يا أحمد هذا قلب غفل عن ذكر
الله، فالواجب أن يُؤدب حتى لا يغفل عن مولاه، فغُشى على الإمام أحمد، فلما
أفاق، قال الشافعى: ألم أقل لك لا تحرك هذا.
شـــراب
الــوصــل
فأصبر عنـها لا عليـها وإننـي
بصبري شكار
وفي القاب
صبرتي
الصبرهو ترك الشكوى من ألم البلاء واستقبال البلاء بالصفا والثبات.
والصبر
خمسة أقسام
وهي:
1- الصبر
لله �������
2- الصبر
في الله
3- الصبر
بالله
4- الصبر
مع الله ����
5- الصبر
عن الله
فالصبر لله غنى ـ الصبر في الله بلاء ـ الصبر بالله بقاء ـ الصبر معه
وفاء ـ الصبر عنه جفاء والجفاء هنا جفاء المضاجع زيادة في المرابطة والصبر ليس
عليها حتى ولو كانت بلوى إذ يقول رضي الله عنه في موطن آخر (وأستعذب البلوى وصبري
مطيتي) والفرق بين الصبر والمصابره هو مادون المرابطه إذ يقول الحق {إصبروا وصابروا
ورابطوا} ومعناها اصبروا بنفوسكم على طاعه الله وصابروا بقلوبكم على البلوى في الله
ورابطوا بإصراركم على الشوق الى الله تعالى.
وقال في حق سيدنا ايوب {وجدناه صابراً لله} ولم يقل صبورا والصبور أبلغ
في معنى الصبرولكن سيدنا أيوب لم يكن في جميع احواله يلزم الصبر بل كان في بعض
أحواله يتلذذ بالبلاء ويستعذبه فلم يكن في تلك الحاله صابرا لأن الصبر لا يكن إلا
مع المشقه والكراهة.
وقال صلى الله عليه وسلم (الإيمان نصفان فنصف في الصـبر ونصف في
الشكر) وقـد قسم رضي الله عنه البيت إلى قسمين فاستخدم صدر البيت لبيان صبره
وعجز البيت في استخدام صبره سلما إلى شكره فـإن مبتغاه وجه الله الكريم ويلزمه
الصبر.
كما أمر الحق سبحانه وتعالى حبيبه ومصطفاه بأن يلزم الصبر مع الذين
يريدون وجهه سبحانه وهكذا يكون حال العارف بالله مع الله، فقد تقابل سيدي شقيق
الدين البلخي مع سيدي معروف الكرخي رضي الله عنهما وسأله كيف حالكم في الكرخ؟.
فأجاب سيدي معروف (أذاأصابتنا ضراء صبرنا وإذا أصابتنا سراء شكرنا) فرد
عليه سيدي شقيق الدين بقوله هذا والله حال كلاب بلخ ! فقال سيدي معروف إذاكان هذا
حال كلاب بلخ فكيف الحال مع أوليائها؟ فأجاب (إذا أصابتنا ضراء شكرنا وإذا أصابتنا
سراء خفنا).
محمد صفوت
جعفر
|