سيـدي علـي البيومـي  رضي الله عنه

الـهـجــرة

أولياء الله على أرض الشام

 

سيـدي علـي البيومـي  رضي الله عنه

هو سيدي علي بن حجازي هو العالم العامل والقدوة الكامل شيخ الشريعة والحقيقة وإمام الطريقة مرشد السالكين ومربي المريدين الملقـب بسلطان الموحدين ذي الكرامات الباهرة والمناقـب الفاخرة سيدي علي بن حجازي البيومي الشافعي الشريف الحسني.

ولد ببلدة بيوم بالدقهلية في سنة 1108 هجرية حفظ القرآن في صغره وتعلم العلم بالأزهر الشريف فسمع الحديث على شيخه سيدي عمر بن عبد السلام التطواني المغربي، أخذ طريق الأحمدية والبس الخرقة الحمراء وحصل له جذب ومالت إليه القلوب وصار للناس قدوة للتصوف وأنجذبت إليه الأرواح واتبع كثيراً من الخلق طريقته وأذكاره وكان يسكن الحسينية ويعقد حلق الذكر بمسجد الظاهر خارج الحسينية وكان يقيم به هو وأتباعه لقربه من بيتـه وكان ذا واردات وفيوضات وأحوال غريبة حتى اشتهرت طريقته وذاع ذكرها في جميع البقاع.

نسبه الشريف

هو السيد علي بن السيد حجازي بن السيد نور الدين بن السيد سليمان بن السيد علي الصباحي بن السيد قاسم بن السيد داؤود بن السيد مصباح بن السيد عمر بن السيد حرفيش بن السيد عبد الرحيم بن السيد حسن بن السيد حماد بن السيد عثمان بن السيد عطية بن السيد معيد بن السيد عيسى بن السيد حماد بن السيد داؤود بن السيد تركي بن السيد قرشلة بن السيد أحمد بن السيد علي بن السيد موسى بن السيد يونس بن السيد عبد الله بن السيد إدريس الأكبر بن السيد عبد الله المحضي بن السيد الحسن المثنى بن السيد الإمام الحسن السبط بن الإمام علي كرّم الله وجهه بن أبي طالب إلى آخر النسب الشريف.

مؤلفاته

منها كتاب المربع في المذاهب الأربع، وشرح الجامع الصغير، وشرح السيرة الأحمدية، ورسالة في الحدود، وله في النصوص كتباً مثيرة منها رسالة الفوز والانتباه، ورسالة فتح الرحمن والأنوار الجلية والنور الساطع، ورسالة في الطريقة الخلوبية الدمرداشية، وشرح الأسماء الإدريسية وغيرها وله كلام عال في التصوف.

بعض حكمه المأثورة

حرامٌ على قلب عرف الله أن يسكن إلى غيره لا يغلبه أحد وتهب عليه نفحات الرحمن وتظهر عليه آثارها على قدر همته وإخلاصه في ذكر الله تعالى. وقال أيضا: الوصول إليه بدوام الذكر وصحبة أهله، وقال أيضا: فمن لم يحصل له جذب من الله لم يقدر على تخليص نفسه ولم يحصل له معرفة بالله تعالى ولا إطلاع ولا مشاهدة وفي الحديث عن الرسول صلى اللله عليه وسلم جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين، قال أيضا: فكن ملازماً للإفتقار إلى الله تعالى حتى يسكن سترك إلى الله تعالى وتثق بضمانه فيما وعدك وقسم لك لأنك لو جمعت حكمة الأولين وادعيت أحوال الأولياء والمقربين لم تصل إلى درجات العارفين إلا إذا سكن سترك إلى الله تعالى وأظهر لك الكرامة بموافقته تعالى في أوامره ونواهيه فكن بمراد الله تعالى لا بمرادك، وقال أيضا: فلا يكتمل الفقير في الاتباع لرسول الله حتى يشاهده في كل عمل مشروع ويتبع النصيحة والتضحية وترك الخصومة وعدم المخالفة والمعاندة وفي هذا القدر كفاية.

كراماته

كانت له كرامات كثيرة ظاهرة منها لما عقد الذكر بالمشهد الحسيني كل يوم ثلاثاء وكان يأتي بجماعته ويذكرون في الصحن قامت عليه العلماء وأنكروا ما يحصل من جماعته ويرفعون أصواتهم بالشدة وكاد أن يتم منعه بواسطة الأمراء فانبرى لهم الشيخ عبد الله الشبراوي وانتصر له، وقال إن هذا الرجل من كبار العلماء والأولياء فلا ينبغي التعرض له وحينئذ أمره الشيخ عبـد الله الشـبراوي بأن يعقد درساً بالجامـع الأزهر الشريف فقرأ الطبرسية والأربعين النووية وحضره غالب العلماء واستمعوا لدرسه قرأ لهم ما يبهر العقول فسكتوا عنه وخمدت نار الفتنة.

ومن كراماته كان يتوب العصاة من قطاع الطرق ويردهم عن حالهم فيصيرون مريدين وأحباب له ومنهم من صار من السالكين وكان إذا ورد المشهد الحسيني يغلب عليه الوجد في الذكر حتى يصير في غاية القوة فإذا جلس بعد الذكر تراه في الضعف.بنى مسجده المعروف بالحسينية وسبيلاً وكتباً وقبة بداخله مدفن ولما مات الشيخخرجوا بجنازته وصُلى عليه بالأزهر الشريف في مشهد عظيم ودفن بمسجده المذكور وكانت وفاته سنة 1183 هجرية.

له من الأوراد والذكر صباحاً ومساء وبعد كل صلاة وقت الحزب الكبير و الصغير ودعاء يُقال عقب الحزب للأستاذ البيومي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من ليس لك أحد لم تشمت بنا أحد ولا تكلنا إلى أحد بحق قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد يا لطيف يا كافي يا خفي الألطاف أدركني بلطفك الخفي (ثم تقول) يا الله (ثلاثاً) اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعّال لما يريد أسألك اللهم أن ترزقني وتكفيني شر ما كفيته نفسك وعبادك يا لطيف يا خبير وصل الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.

منظومة أسماء الله الحسنى

للأستاذ البيومي أيضاًمنظومة أسماء الله الحسنى فيها عدد 60 بيتاً منظوم نقتبس منها بعض الأبيات من البيت 1 إلى 7:

تباركت يا الله يا دائم العـطــا�����    أقمنا على التقوى وبالرشد قونـا

بذاتك بالسر المصون بما حـوى         بأسمائك الحسنى دعونا ربـنـا

بنقطة أصل بالفناء وبالبـقــاء ����     بمخفي كنز فيك أن تخلق الدنـا

بأوصافك العليا وأسرارها التـي         ينال بها الداعي المقاصد والمنـا

فيا من هو الله الذي ليس غيـره          إلهاً ورحمانا رحيماً تــولـنـا

من الملك القدوس أرجـو تخلصاً          عن النقص سلم يا سلام ووقنـا

ويا مؤمن في الحشر أمن مخافتي������� ودبر أموري يا مهيمن واهـدنـا

عبد الرحمن عبدالله

الـهـجــرة

قصة الرسول صلى الله عليه وسلم
مع أبي بكر في الغار

قال ابن إسحاق: فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج، أتى أبا بكر بن أبي قحافة، فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمدا إلى غار بثور - جبل بأسفل مكة - فدخلاه، وأمر أبو بكر ابنه عبدالله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر، وأمر عامر بن فُهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره، ثم يُريحها عليهما، يأتيهما إذا أمسى في الغار. وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يُصلحهما.

قال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم، أن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمس الغار، لينظر أفيه سبع أو حية، يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه

من قام بشأن الرسول
صلى الله عليه وسلم في الغار

قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثا ومعه أبو بكر، وجعلت قريش فيه حين فقدوه مائة ناقة، لمن يرده عليهم. وكان عبدالله بن أبي بكر يكون في قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به، وما يقولون في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر.

وكان عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر رضي الله عنه، يرعى في رُعْيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر، فاحتلبا وذبحا، فإذا عبدالله بن أبي بكر غدا من عندهما إلى مكة، اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفِّي عليه، حتى إذا مضت الثلاث، وسكن عنهما الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجراه ببعيرَيْهما وبعير له، وأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بسفرتهما، ونسيت أن تجعل لها عصاما، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة، فإذا ليس لها عصام، فتحلّ نطاقها فتجعله عصاما، ثم علقتها به

أبو بكر يقدم راحلة للرسول
صلى الله عليه وسلم

قال ابن إسحاق: فلما قرب أبو بكر، رضي الله عنه، الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب، فداك أبي وأمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لا أركب بعيرا ليس لي، قال: فهي لك يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، قال: لا، ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟ قال: كذا وكذا، قال: قد أخذتها به، قال: هي لك يا رسول الله. فركبا وانطلقا وأردف أبو بكر الصديق رضي الله عنه عامر بن فهيرة مولاه خلفه، ليخدمهما في الطريق

خبر الهاتف من الجني الذي تغنى بمقدمه
صلى الله عليه وسلم

قالت: ثم انصرفوا. فمكثنا ثلاث ليال. وما ندري أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب، وإن الناس ليتبعونه، يسمعون صوته وما يرونه، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول:

جزى الله ربُّ الناس خير جزائه       رفيقين حلا خيمتَيْ أم مـعـبـدِ

هما نزلا بالبر ثم تروَّحــــا        فأفلح من أمسى رفيق محـمـد

ليهنِ بنو كعب مكانُ فتاتـهــم        ومقعدها للمؤمنين بمرصـــد

قال ابن إسحاق: وحدثني الزهري أن عبدالرحمن بن مالك بن جعشم حدثه، عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم.

قال: فبينما أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا، حتى وقف علينا، فقال: والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا عليَّ آنفا، إني لأراهم محمدا وأصحابه، قال: فأومأت إليه بعيني: أن اسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان، يبتغون ضالة لهم، قال: لعله، ثم سكت. قال: ثم مكثت قليلا، ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي، فقيد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي، فأُخرج لي من دبر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها، ثم انطلقت، فلبست لأمتي، ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره (لا يضره). قال: وكنت أرجو أن أرده على قريش، فآخذ المائة ناقة. قال: فركبت على أثره، فبينما فرسي يشتد بي عثر بي، فسقطت عنه. فقلت: ما هذا؟ ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره (لا يضره). فلما بدا لي القوم ورأيتهم، عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دخان كالإعصار.

قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد مُنع مني، وأنه ظاهر.

قال: فناديت القوم: فقلت: أنا سراقة بن جعشم: انظروني أكلمكم، فوالله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: قل له: وما تبتغي منا؟

قال: فقال ذلك أبو بكر، قال: قلت: تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك. قال: اكتب له يا أبا بكر.

 

أولياء الله على أرض الشام

سيدنا صهيب الرومي رضي الله عنه

ولد رضي الله عنه في أحضان النعيم. فقد كان أبوه من حاشية كسرى.. وذات يوم تعرضت البلاد لهجوم الروم وأسر المغيرون أعداداً كثيرة وسبوا ذلك الغلام صهيب بن سنان ويقتنصه تجار الرقيق ويقضي طفولته كلها وصدر شبابه في بلاد الروم، حتى أخذ لسانهم ولهجتهم. ثم عرف رضي الله عن طريق النور عندما أخذته خطاه إلى دار الأرقم.. دار الهدى والنور.

وكان جوادً معطاءً ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله.. يعين المحتاج ويغيث المكروب ويطعم الطعام.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه كثيراً وكان سيدنا صهيب إلى جانب ورعه وتقواه خفيف الروح، فقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل رطباً وكان بأحد عينيه رمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتأكل الرطب وفي عينيك رمد) فأجاب قائلاً: وأي بأس؟ إن آكله بعيني الأخرى.

ولقد كان رضي الله عنه من الذين أنعم الله عليهم بنعمة الشهادة فاستشهد رضي الله عنه ببدر.

إشراف
الشيخ دسوقي الشيخ إبراهيم

السابق    التالي