اختبر معلوماتك

ركن المرأة

ركن الطفل

يحكى أن

ركن المرأة

أهلاً بشهر الصوم

يدور العام وتتوالى الأيام ويطلع على الناس رمضان كما طلع عليهم منذ أربعة عشر قرنا، حبيباً إلى النفوس قريباً من القلوب، باسطاً جناحيه بالنور والرحمة على المسلمين.

العبادات في الإسلام غير مقصودة لذاتها ولكنها وسيلة لغاية هي تقوى الله، والتقوى هي الوقاية، وقاية النفس من كل ما يسؤها من غضب الله وتزكيتها بصالح العمل وكريم الخُلق.

الواقع إن الصيام الصحيح هو رياضة يقوى بها الجسم وذلك بالتخلص من رواسب الأكل والشرب وما يتبعها من آثار مؤذية، وهو حصار قوي للشهوة وسد لمنافذ الفتنة وتضييق لمجاري الشيطان. فالصيام هو العبادة الوحيدة التي يتحقق فيها الإخلاص لأنه أمانة بين المخلوق وخالقه، وسر خفي مرده إلى ضمير الصائم فقد يتظاهر المرء أمام الناس بالصيام وهو مفطر، من أجل هذا هو عبادة جوهرها الإخلاص والصدق ويشير الحديث القدسي إلى هذا: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وانا أجزي به). فالصيام باحكام هو انتصار لإرادة الروح على إرادة الجسم ولمَّا كان الجسم مادياً والنفس والروح من امر الله تعالى فمطاوعة واحد من الإثنين يؤثر على الآخر فالذين يزاولون الرياضة النفسية بالصوم المستمر ويمتنعون حتى عن مطالب الجسم الضرورية للحياة إنما يضعفون جسومهم فيبالغون العناية بها وبمطالبها ويضعفون نفوسهم وأرواحهم، لذلك كان الإسلام في تشريعه يرى الحد الأوسط فهو لا يرضى من المسلم أن يصوم دهره ويقوم ليله. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)، فيشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المغالي في الدين بالذي أجهد دابته في السير حتى أضاعها وقتلها ولم يصل إلى المكان الذي يريده والإسلام كذلك لا يرضى من مسلم أن يتوغل في الرياضة النفسية كل التوغل.

والشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه يقول:

والله قد كتب الصيام بفضله        كي لا تضيق الروح بالأبدان

 

هدى عبد الماجد

 ركن الطفل

قطمير - 7

بدأ الجميع يتجهز لملاقاة الناس ولايدرون ما الله فاعل بهم وكيف تكون حياتهم بين الناس، وتمنى البعض الموت للخلاص من الموقف ولكن البعض أراد رؤية المعجزة على وجوه الناس، أليس من الطريف أن ترى الأجيال من بعدك كيف تكون؟ وبدأت الأصوات تقترب من الكهف أكثر فأكثر فقال أحدهم من الأفضل أن نخرج لملاقاة الناس خارج الكهف لأنهم لوتدافعوا في الدخول فلن نجد هواء نتنفسه وقد يموت البعض تحت الأقدام، فاستحسنوا الفكرة وخرج يمليخا صاحبي للقاء الناس فهو أقرب بهم عهدا وكان هذا هو الصواب فقد خرج صاحبي وتبعه الآخرون الواحد تلو الآخر وبدأ اللقاء الحار بين الأجداد والأحفاد وتناثر الحديث في الهواء وعلا الضجيج والنحيب وصيحات الإعجاب والفرح وبدأ حوار ومناقشات حول الخطوة التالية بعد اللقاء وقد تعرف البعض على ذويه وأهله وأرادوا اصطحابهم للمنازل والدور ليأخذوا حظهم من الدنيا، ولكن الرأي الآخر قال أنهم من الأولياء ولايريدون الإنخراط مع الدنيا لكي لاتلوثهم والأفضل أن يبنى دار للعبادة في هذا المكان ويأتي الناس للتبرك بهم والانتفاع بقصتهم فيصيرون مثالا لكل الأجيال ولكن الأمر صار بالغ التعقيد بالنسبة لي ولأصحابي فقد كان قرارهم العودة إلى الكهف والدعاء إلى الله لكي يستجيب لهم بالعودة إلى نومهم وإلى قضاء الله الذي لايفعل إلا خيرا فكما حفظهم هذه السنين الطوال فليتم نعمته عليهم بالرقود مرة ثانية حتى يحين الأجل أو يقضي الله أمرا كان مفعولا وعلى هذا القرار كان الاتفاق الأخير واستجاب الله لرغبة الفتية الذين آمنوا بربهم وبدأ التثاؤب ودخل النوم تدريجيا على أصحابي الذين احببتهم وبدا الجميع يستسلم للنوم ودخلوا إلى الكهف بعد أن صارت أرجلهم لاتحملهم وبسطت ذراعيّ على الباب لأنام وتخاطرت على مسامعي أشياء غريبة إذ أراد البعض أن يغلق علينا الباب وبالفعل احضروا ما يلزم لبناء الجدار وبدا العمل واستمر ولكننى لاأعي ماحدث إذ غلبني النوم ورحت في سبات عميق.

وداعــــا

            قطمـــير

يحكى أن

مولده صلى الله عليه وسلم - 7

في منشئه عليه الصلاة والسلام ومرباه
وكفاية الله له وحياطته وكيف كان يتيما
فآواه وعائلا فأغناه

قال محمد بن اسحاق فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية لما يريد من كرامته ورسالته حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم حسبا وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر لي يحدث عما كان الله يحفظه به في صغره وأمر جاهليته أنه قال لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره وجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليه إزارك قال فأخذته فشددته علي ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي من بين أصحابي وهذه القصة شبيهة بما في الصحيح عند بناء الكعبة حين كان ينقل هو وعمه العباس فإن لم تكنها فهي متقدمة عليها كالتوطئة لها والله أعلمقال عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبدالله يقول لما بنيت الكعبة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم إجعل إزارك على عاتقك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري فشد عليه إزاره أخرجاه في الصحيحين من حديث عبدالرزاق وأخرجاه أيضا من حديث روح بن عبادة عن زكرياء بن أبي إسحاق عن عمرو بن دينار عن جابر بنحوه.

وقال البيهقي أخبرنا أبو عبدالله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن اسحاق الصاغاني حدثنا محمد بن بكير الحضرمي حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله الدشتكي حدثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك عن عكرمة حدثني ابن عباس عن أبيه أنه كان ينقل الحجارة إلى البيت حين بنت قريش البيت قال وأفردت قريش رجلين رجلين الرجال ينقلون الحجارة وكانت النساء تنقل الشيد قال فكنت أنا وابن أخي وكنا نحمل على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة فإذا غشينا الناس أئتزرنا فبينما أنا أمشي ومحمد أمامي قال فخر وانبطح على وجهه فجئت أسعى وألقيت حجري وهو ينظر إلى السماء فقلت ما شأنك فقام وأخذ إزاره قال إني نهيت أن أمشي عريانا قال وكنت أكتمها من الناس مخافة أن يقولوا مجنون، وقال الحافظ البيهقي حدثني أبو عبدالله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري حدثنا أبو أسامة حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد عن زيد بن حارثة قال كان صنم من نحاس يقال له أساف ونائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطفت معه فلما مررت مسحت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمسه قال زيد فطفنا فقلت في نفسي لأمسنه حتى أنظر ما يكون فمسحته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تنه قال البيهقي زاد غيره عن محمد بن عمرو بإسناده قال زيد فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما قط حتى أكرمه الله تعالى بالذي أكرمه وأنزل عليه.

وتقدم قوله عليه الصلاة والسلام لبحيرى حين سأله باللات والعزى لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا بغضهما فأما الحديث الذي قاله الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا إبراهيم بن أسباط حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن سفيان الثوري عن محمد بن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم قال فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قال فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم فهو حديث أنكره غير واحد من الأئمة على عثمان بن أبي شيبة حتى قال الإمام أحمد فيه لم يكن أخوه يتلفظ بشيء من هذا وقد حكى البيهقي عن بعضهم أن معناه أنه شهد مع من يستلم الأصنام وذلك قبل أن يوحى إليه والله أعلم وقد تقدم في حديث زيد بن حارثة أنه اعتزل شهود مشاهد المشركين حتى أكرمه الله برسالته وثبت في الحديث أنه كان لا يقف بالمزدلفة ليلة عرفة بل كان يقف مع الناس بعرفات كما قال يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق حدثني عبدالله بن أبي بك عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على دين قومه وهو يقف على بعير له بعرفات من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقا من الله عز وجل له.

قال البيهقي معنى قوله على دين قومه ما كان بقي من ارث ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ولم يشرك بالله قط صلوات الله وسلامه عليه دائم.

قلت ويفهم من قوله هذا أيضا أنه كان يقف بعرفات قبل أن يوحى إليه وهذا توفيق من الله له ورواه الإمام أحمد عن يعقوب عن محمد بن اسحاق به ولفظه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه وإنه لواقف على بعير له مع الناس بعرفات حتى يدفع معهم توفيقا من الله وقال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أضللت بعيرا لي بعرفة فذهبت أطلبه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم واقف فقلت إن هذا من الحمس ما شأنه ههنا وأخرجاه من حديث سفيان بن عيينة.