ترجمة
القرآن
الكريم -
3
وبناء على هذا التوفيق� يكون
الحكم عند الحنفية بالنسبة للعاجز عن العربية أنه كالأمى لا تجب عليه قراءة، ولكن
إذا فرض قرأ بغير العربية تفسد صلاته إن كان المقروء قصة أو أمرا أو نهيا، لأن
المقروء ليس بقرآن قطعاً لإنعدام اللفظ العربي، وليس ذكرا، فيكون من جنس كلام الناس
وهو مفسد للصلاة ؛ وإن كان المقروء ذكراً أو تنزيها لا تفسد صلاته، لأن الذكر بأي
لسان لا يفسد الصلاة، وفي كلتا الحالتين لا يكون تالياً لقرآن لانعدام اللفظ
العربي.
يبقى الكلام بعد ذلك في الأثر المنقول عن سلمان الفارسي، ومجمل ما يقال
فيه: هذا الأثر نقله صاحب النهاية والدراية بلفظ هذا نصه: (إن أهل فارس كتبوا إلى
سلمان الفارسي أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكتب فكانوا يقرءون ما كتب في الصلاة
حتى لانت ألسنتهم، وقد عرض ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه) ونقل
هذا الأثر الإمام النووي في المجمع بلفظ هذا نصه: (إن قوماً من أهل فارس طلبوا من
سلمان الفارسي أن يكتب لهم شيئاً من القرآن فكتب لهم الفاتحة بالفارسية) واقتصر على
هذا في الرواية، ولم ينقل أنهم كانوا يقرءون بها في الصلاة، وأن سلمان الفارسي عرض
ذلك على النبي ولم ينكر عليه.
هذا الأثر لا يصح التمسك به ولا الاحتجاج به على جواز ترجمة القرآن
لأمور:
أولا: أن رواة الحديث الذين احتاطوا في تمييز الحديث الصحيح من الضعيف
من الموضوع مثل البخاري ومسلم والإمام مالك وأحمد لم يذكروا ذلك الحديث في كتبهم مع
وجود الداعي إلى نقله لو كان صحيحا، وهو تعلق حكم شرعي به، من جواز الصلاة بغير
العربية، وجواز ترجمة القرآن، ومس ذلك المترجم، وغير ذلك من الأحكام.
ثانيا: أنه حصل اختلاف في لفظه بالزيادة والنقص كما سمعته، وهذا يوجب
الاضطراب.
ثالثا: أنه مخالف للمجمع عليه من عدم جواز الترجمة للوجه الذي سمعته في
صدر الكلام، وحينئذ فلا يصح التمسك بهذا الأثر ولا النظر إليه.
ومن هذا الذي تقدم يظهر لك جلياً أن الأئمة الأربعة أجمعوا على عدم
جواز كتابة القرآن بغير العربية، وعلى عدم جواز الترجمة، وعلى أن ما كان بغير
العربية لا يسمى قرآنا لإنعدام اللفظ العربي المخصوص، وعلى أن القادر على العربية
إذا قرأ بغيرها في الصلاة فسدت صلاته، وعلى أن العاجز عنها إذا قرأ بغيرها ما كان
قصة أو أمراً أو نهياً فسدت صلاته، لأن ما أتى به ليس قرآنا وهو من كلام الناس
فيفسد الصلاة، إلا فيما كان المقروء ذكراً أو تنزيها، فالأئمة الثلاثة قالوا بفساد
الصلاة، وأبو حنيفة وأصحابه قالوا بجواز الصلاة، لأن العاجز عن العربية حكمه حكم
الأمي فلا قراءة عليه، وإذا أتى بذكر بأي لغة لا تفسد صلاته، فكذلك من كان في
حكمه، ومع ذلك فليس تالياً لقرآن لعدم اللفظ العربي. والحمد لله الذي هدانا لهذا
وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وهناك نقطتان نود العودة إليهما
الأولى: تتعلق ببيان منزلة رواة رجوع أبي حنيفة المذكور
الثانية: تتعلق بالتوفيق المذكور بين القول بالفساد والقول بعدم
الفساد
التوفيق المذكور هو بالنسبة للقادر على العربية، وموضوع الكلام في
العاجز عنها، وفيه التفصيل بين ما إذا كان المقروء قصة وما إذا كان ذكرا، ولكن
سنده قول ابن الهمام في تحريره: (والوجه في العاجز أنه كالأمي فلو أدى به قصة فسدت
لا ذكرا) ومعنى هذا أنه يجعل العاجز عن العربية كالأمي في أنه لا قراءة عليه، وأمن
المؤدي بلغة أخرى إن كان قصة فسدت صلاته، لأنه متكلم بكلام غير القرآن وليس ذكرا،
وإن كان ذكراً لا تفسد، لأن الذكر بأي لسان لا يفسد الصلاة، وعلى كل فليس تالياً
لقرآن. وهذا التفصيل الذي ذكره ابن الهمام هو الذي يتمشى مع المتفق عليه المذكور
أولا، وقد ذكر صاحب طبقات الحنفية نقلاً عن صاحب البحر أن الكمال بن الهمام من
المرجحين في المذهب، بل قال بعضهم إنه من المجتهدين. ومن اطلع على تحقيقاته ودقة
نظره في الأدلة يدرك صحة ما ذكره صاحب البحر. وكثيراً ما تذكر عبارات مطلقة في
كتب المتقدمين وتكون مقيد في الواقع نظراً لأدلة اقتضت ذلك، مثل أصل مجمع
عليه، أو فروع يؤخذ منها ذلك. فهذا الذي رآه ابن الهمام هو الأجدر بالاتباع.
من التراث
الفرقة الناجيـة - 2
مبحث في طريقة العلماء والصالحين في صياغة العلوم بالنظم أو القصيد
فإذا سأل سائل قائلا: ما هذا؟! أنأخذ العلم مِن كتاب الله وسُنَّةِ
نبيِّه أم نأخذه مِن الشِّعر وغيرِه؟!
فنقول وبالله التوفيق: لقد يسّر الله لهذه الأمة المحمدية عباداً
صدقوا ما عاهدوا الله عليه، اصطنعهم لنفسه ولخدمة دينه واتّباع نبيه ولِيكُونوا
هداةً مهتدين لا ضالّين ولا مضلِّين، فمنهم مَن قضى نحبه، ومنهم مَن ينتظر، وما
بدّلوا تبديلا لا تبديل لكلمات الله..
فكان مرادهم ومقصودهم أن يكونوا ممن قيل فيهم (خَيْرُكُمْ مَنْ
تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه)، وقنعوا مِن ذلك بأن كانوا متبعين لسيدنا رسول
الله، فتوجهَت هِممهم لتيسير طلب العلم ونواله عند طلابه، فسابَقوا الملائكة في
ذلك عندما تفرش أجنحتَها تأييداً لِطالب العلم، فبذلوا في سبيل ذلك جهودا، وطرقوا
أبواباً كثيرةً فتَحَها الله غيرةً وحبّاً�
لهم..وتعددَت أشكال ذلك وصُوَره: فمنهم مَن اتَّبع طريق التفسير والتأويل
والشرح والاختصار والتعليق وشرح الشروح وما إلى ذلك..
ولكن واحدةً مِن أعظم ما خلَّف لنا هؤلاء الأفذاذ هي صياغتهم للعلوم
بطريقة النظم أو القصيد:
فمنهم مَن صاغ علوم القرآن شِعر. ومنهم مَن صاغ علوم الحديث كذلك. ومنهم
مَن نَظَم مصطلح الحديث قصيد. ومنهم مَن نظم النحو كذلك..
وممن اتّبع أسلوب النظم في صياغة العلوم أذكر ـ على سبيل المثال ـ: صاحب
المقدمة الجزرية في علم التجويد. وصاحب الألفية في النحو ابن مالك.وصاحب الألفية
في الحديث الإمام السيوطي، وله أيضاً الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع، وهو في
الأصول. وغير ذلك كثير وكثير مما يطول ذكره ويصعب استيفاء أمره. ومِن هذا القبيل
كان ديوان '' شراب الوصل '' نظماً فريداً لِلشيخ الإمام العَلَم الهُمام فخر الدين
البرهاني، وهو مِن الأعلام المعاصرِين مِن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
ولقد أسّس الإمام فخر الدين�
طريقته في نظم علوم القرآن الكريم والسّنّة النبوية الشريفة على نظامٍ
وضَعه بنفسه بحيث يظهر لكل مَن يطَّلِع عليه بغير عناء كما يلي:
1ـ شرط
الرجوع إلى القرآن ضروري في العثور على كنوز معاني آياته الكريمة؛ حيث قال:
وَمَنْ يَنْسِبْ إِلَى الْقُرْآنِ عِلْمِي
وَأَقـْوَالِي يُفِيـــدُ
وَيَسْتَفِيدُ
ويقول في موضع آخَر:
إِلَى الْقُـرْآنِ رُدُّوا كُلَّ قـَوْلٍ�������� فَفِي الْقُرْآنِ تَخْلِيصُ الرِّقَـابِ
وهذا الرجوع مشروط باشتراك البيت مع الآية في لفظ أو أكثر، سواء كان
اللفظ هو هو بعينه أو كانا مشتركَيْن في الاشتقاق.
2ـ
الرجوع إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلمكلما أَمكَن:
الأَصْلُ عِنْدَي سـُنَّةٌ مِنْ سُنَّةٍ����������� هُوَ ذَا لِسـَانِي قَدْ أَفَادَ
وَأَخْبَرَ
وذلك بنفس الشرط المتقدم ذكره سابقاً مع القرآن.
3ـ إذا
اشترك البيت مع الآية في كلمة أو أكثر فلا بد مِن وجود صلة بينهما تَظهر بالرجوع
إلى سُنّة التدارس كما يأتي.ـ التدارس سُنّة نبوية مؤكَّدة أخذت في الاندراس منذ
عصور الضَّعف الإسلامي، أحياها الإمام فخر الدين بهذه الطريقة ؛ حيث يقول:
فَأَيْنَ تَدَارُسُ الأَحْبَابِ قــَوْلي������ وَأَيْنَ السَّعْيُ فــِي كَشْفِ
النِّقَابِ
وَقُلْتُ تَدَارَسُوا فَالْخَيـْرُ جـَمٌّ��������� وَبَيْتُ اللَّـهِ ذَا
رَحْبُ الرِّحـَابِ
��� وهذا كله استناداً إلى تدارس آيات القرآن
التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي
بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ
بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ
الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَه)� رواه أبو داود عن سيدنا أبي هريرة�
4ـ
يُلزمك بالرجوع إلى معاجم اللغة بطريقة السهل الممتنع حيث لغة نظمِه في متناول
القارئ، ولا يلزم الرجوع إليها إلا مِن باب أن يضع يديك على المعلومة مِن مصدرها .
بيان الفِرَق الضالة
وهي اثنتان وسبعون فِرقةً كما وَرَد في تفسير الإمام القرطبي نوَّر
الله قبْرَه، حيث قال: وقال بعض أهل��
العلم: أصْل الفِرَق الضالة هذه الفرق الست، وقد انقسمت كل فِرقة منها
اثنتَيْ عشرة فرقة، فصارَت اثنتين وسبعين فرقة..
انقسمَت الحرورية اثنتَيْ عشرة فرقة:
فأولهم الأزرقية: قالوا:'' لا نعلم أحداً مؤمناً ''، وكفَّروا أهْل
القِبلة إلا مَن دان بقولهم.
والأباضية: قالوا: مَن أَخَذ بقولنا فهو مؤمن، ومَن أَعْرَضَ عنه فهو
منافق.
والثعلبية: قالوا: إن الله عزّ وجلّ لم يَقْضِ ولم يُقَدِّر.
والخازمية: قالوا: لا ندري ما الإيمان، والخَلْق كلهم معذورون.
والخَلَفية: زعموا أنّ مّن تَرَك الجهاد مِن ذَكَر أو أنثى كَفَر.
والكوزية: قالوا: ليس لأحد أن يمس أحداً ؛ لأنه لا يعرف الطاهر مِن
النجس، ولا أن يؤاكله حتى يتوب ويغتسل.
والكنزية: قالوا: لا يَسَع أحداً أن يعطي ماله أحداً ؛ لأنه ربما لم
يكن مستحقّ. بل يكنزه في الأرض ـ حتى يَظهر أهْل الحق.
والشمراخية: قالوا: لا بأس بمس النساء الأجانب ؛ لأنهن رياحين.
والأخنسية: قالوا: لا يلحق الميت بعد موته خير ولا شر.
والحكمية: قالوا: مَن حاكَم إلى مخلوق فهو كافر.
والمعتزلة: قالوا: اشتبه علينا أمْر عليٍّ ومعاوية ؛ فنحن نتبرأ مِن
الفريقيْن.
والميمونية: قالوا: لا إمام إلا برضا أْهل محبتن.
د. إبراهيم
دسوقي بدور
وَلِي
نَظْمُ دُرٍ
الحمد لله الكريم الجواد المنعم على العباد بأعظم الشفعاء يوم الميعاد
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال وهو أصدق القائلين (أولى الناس بى يوم
القيامة أكثرهم علىّ صلاة) والذى قال وقوله حق (من نسى الصلاة علىّ خطى طريق الجنة)
اللهم صلّ عليه وآله وصحبه وسلم تسليما، ان العقل هو اداة لادراك الاشياء المحسوسة
ولذا وجب توظيفه بحيث لا يتجاوز ما وضع له أما النقل فهو ما يجب التسليم به علما
بان اى محاولة لتفسير أو تأويل النص المنقول ليوافق هوى العقل واالرأى� تهوى بصاحبها ؛ يقول سيدنا أبوبكر الصديق رضى
الله عنه (أى أرض تقلنى وأى سماء تظلنى إذا قلت فى كتاب الله بما لا أعلم)
وتطبيقا لهذه القاعدة وهى التسليم للمنقول فاننا نؤمن بان هناك يوم آخر
مقداره خمسون ألف سنة ونؤمن أيضا بكل ما فى ذلك اليوم الآتى فهو يوم يفر فيه المرء
من امه وابيه وصاحبته وبنيه وهو يوم تشخص فيه الابصار وتقترب الشمس من الرؤوس ولا
ظل الا ظله تعالى وقد ألجم العرق الناس وعظم الخطب وجئ بجهنم وطال الوقوف بالناس
ولم يعلموا ما يريد الحق بهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فى ذلك اليوم يلجأ ذلك الجمع الى الانيياء طلبا للشفاعة عند الله تعالى
ليخفف عنهم عذاب وقفتهم تلك ولو الى جهنم وتخبرنا النصوص المنقولة ان كل الانبياء
يستحون فى ذلك اليوم من الله تعالى الا حبيبنا صلى الله عليه وسلم الذى يقول (أنا
لها) وذاك هو المقام المحمود الذى وعده الله به يوم القيامة ـ فيأتى ويسجد ويحمد
الله بمحامد يلهمه الله تعالى إياها فى ذلك الوقت لم يكن يعلمها قبل ذلك ثم يشفع
الى ربه ان يفتح الله باب الشفاعة للخلق فيفتح الله ذلك الباب فياذن فى الشفاعة
للملائكة والرسل والانبياء والمؤمنين ؛ إذن فحبيبنا صلى الله عليه وسلم هو ملجأ
الشفعاء يوم القيامة.� تلك المعانى
ينظمها الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى فيقول:
هو ملجأ الشفعاء صاحب سجدة������������ يوم الزحام و لا يخيب رجاه
يسمى أبناء بنت عدنان (هو) ضمير يدل على الغائب الذى سبق الحديث عنه
ولا شك ان الحديث هنا عن النبى صلى الله عليه وسلم فى اول نظم الشيخ اذ يقول:
ارى من كريم المولدين اشارة���������
وان اشارات الحبيب بشائر
وكثر ذكر (هو) فى القصيدة وليس المراد الا التدليل والتأكيد على المخبر
عنه والتلذذ بذكره. وسر بلاغة هذه اللفظة (هو) وغيرها من بنات جنسها انها حرف لمبهم
وعندما يبدأ المتكلم به فانه يثبته لا محالة فى ذهن السامع ويلفت انتباهه له ذلك
لأن السامع لا يدرى ما المقصود فاذا فعل ذلك وتمكن منه كان اجدر به ألا ينكر الذى
سيثبته له المتكلم بعد ذلك وهذا ما يفعله الشيخ كثيرا وهو هنا وعندما قال (هو) أشعر
السامع بان هناك خبرا سيحدثه به عن (هو) وعندما قال (ملجأ الشفعاء) كان لا بد ان
يكون هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و تلك هى الجملة الاولى.
اما الجملة الثانية وهى قوله (صاحب سجدة) فهو يكنى فيها بيوم الزحام
عن يوم القيامة ولعل فى ذلك من البلاغة ما لا يخفى فان يوم الزحام يوحى لنا بشدة
ذلك اليوم وضراوته وكل امرئ لا يشغله شئ عن نفسه حتى انه لا ينتبه لحاله والحال لا
يوصف، ولتنظر ـ عزيزى القارئ جعلك الله من اهل السعادتين لقول الشاعر يصف ضيق ارضنا
لكثرة الزحام ولا مجال للمقارنة مع ارض المحشر:
سبقنا الى الدنيا فلو عاش اهلها��������� منعنا بها من جيئة وذهوب
وتعنى عبارة (صاحب سجدة) ان النبى صلى الله عليه وسلم ـ كما وردـ قد
ثبت انه سجد سجدة طلب فيها من الله تعالى ان يفتح باب الشفاعة وفى هذه العبارة حذف
للمبتدأ اذ ان الترتيب ان يقول (هو صاحب سجدة) وهذا الحذف يفيد الايجاز
بالاضافةللتأكيد.
ولتتأمل مرة اخرى ـ أخى القارئ للجملة الاولى((هو ملجأ الشفعاء(( مع
ذكر (هو) وللجملة الثانية (صاحب سجدة) مع حذف (هو) تجد البلاغة تبسط يديها مع فصل
الجملة الثانية عن الاولى ؛ فهو لم يقل هو ملجأ الشفعاء وصاحب سجدة� اى انه ترك العطف بالواو بين الجملتين وهذا ما
يسمى بالفصل وسره هنا ان الجملة الثانية لا علاقة لها بالاوليفلا مسوق اذن للعطف
بينهما كما هو ظاهر وقد وصل الناظم بين الجملتين الثانية والثالثة (صاحب سجدة يوم
الزحام) و (ولا يخيب رجاه) وهذا ما يسمى بالوصل وسر ذلك المناسبة بين الجملتين
والمعنى انه عندما يلجأ اليه الشفعاء يسجد سجدة يطلب ويرجو الشفاعة من الله ولا
يخيب رجاه عند الله لا سيما ان ربه تعالى قال مخاطبا اياه {ولسوف يعطيك ربك فترضى}
فقال صلى الله عليه وسلم والله لا ارضى وأحد من امتى فى النار. قال حسان بن ثابت:
ولقد سمعنا فى الضحى ولسوف يعطى�������� فسر سماعنا هـــذا العطـاء
وحاشا يـا رسول الله تـرضـــى
وفينـا من يعـذب أو
يســاء
وصل اللهم على ملجأ الشفعاء يوم الزحام وآله وسلم
د. الوسيلة إبراهيم
|