عبير التاريخ

مـن شـابه أباه

يقال لم يكن في الانصار كلها اربعة مطعمون يتوالون في بيت واحد الا قيس بن سعد بن عبادة بن دليج ولم يكن مثل ذلك في سائر العرب، وقد وجدسيدنا عبد الله بن عمرسيدنا قيس بن سعد بن عبادة على أثر أجداده فقال لمولاه نافع لقد كان منادي جده ينادي يوما في كل حول من أراد اللحم والشحم فليأت دار دليج فمــات دليج فنادى عبادة بمثل ذلك ثم مات عبادة فنادى سعد بمثل ذلك ثم رايت قيس يفعل مثل ذلك، وقال بن قدامة قيس بن سعد أحد الأجواد المذكورين وأخباره في الجود والبسـالة مشهورة ومن مشهورها أنه كانت له ديون كثيرة عند الناس فمرض فاستبطأ عواده فقيل له إنهم يستحيون من أجل دينك عليهم فأمر مناديا فنـادى من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له فأتاه الناس حتى هدموا درجة كــانوا يصعدون عليها اليه.

وفي ترجمة سنطاس مولى سعد بن عبادة (من كتاب الاصابة في معرفة الصحابة للعسقلاني و وقـــع ذكره في الاستحياء للدارقطني) فاخرج عن محمد بن عبد العزيز قال كان سعد بن عبادة رضي الله عنه يغزو سنة وابنه قيس بن سعد سنة فغزا سعد مع الناس فنزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيوف كثير مسلمون فبلغ ذلك سعدا وهو في ذلك الجيش فقال في نفسه ان يكن قيس إبني فسيقول يا سنطاس هات المفاتيح أخرج لرسول الله حاجته؟ فيقول سنطاس هات من أبيك كتابا ! فيدق قيس أنفه ويأخذ المفاتيح منه عنوة ويخرج لرسول الله حاجته، هكذا كان تفكير سيدنا سعد بن عبادة وهو في غزوته، فلما عاد من الغزو كان أول من قابله سنطاس وقد ربط أنفه فقال له سيدنا سعد ماحل بك ياسنطاس؟ فقال وماذا حل بأنفي غير يد ابنك الثقيلة فكسرتها، فقال سيدنا سعد ولم كل هذا؟

قال سنطاس أتاني قيس فقال إعطني المفاتيح ياسنطاس أخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فقد حل به ضيوف كثيرة من المسلمين، فقلت له إلا بكتاب من أبيك فأعطيك ما تريد ولم أنته من إجابتي حتى وجدت يده الثقيلة كجبل تهوي على أنفي ولم أدري ما حدث بعد، فكان الامر كذلك وأخذ قيس لرسول الله مائة وسق وأعاد إلي المفاتيح بعد أن أفقت من غشوتي ولا أدري ما أنت صانع بي؟ فقال سيدنا سعد المعذرة ياسنطاس ولكن والله لو كان غير الذي كان من قيس لعدت وكسرت أنفه وأنفك ولكن الحمد لله الذي سترنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعــزا محدث الشام الشمس السفاريني في شرحه على منظومة الآداب لأبي بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في المجالس عن معن بن كثير عن أبيه أن سيدناسعد بن عبادة رضي الله عنه علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أكل المخ فأتى لرسول اللهصلى الله عليه وسلم بصحفة أو جفنة كبـيرة مملوءة مُخاً فقال صلى الله عليه وسـلم (يا أبا ثابت) ما هذا؟ قال سـيدنا سعد رضي الله عنه والذي بعثك بالحق لقد نحرت أو ذبحت أربعين ذات كبد فأحببت أن أشبعك من المخ قال فأكل ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير.


مسجد ومقام الحاج علي-بومباي-الهند