قَالَ العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: فَمَا رَأَيتُ أَبِي يَتَعَجَّبُ
مِنْ شَيْءٍ فِي الدُّنْيَا، تَعَجُّبَهُ مِنَ الأَوْزَاعـِيِّ، فَكَانَ
يَقُوْلُ:سُبْحَانَكَ، تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ! كَانَ
الأَوْزَاعيُّ يَتِيْماً فَقِيْراً فِي حَجْرِ أُمِّهِ، تَنقُلُهُ مِنْ
بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، وَقَدْ جَرَى حُكْـمُكَ فِيْهِ أَنْ بَلَّغْتَه حَيْثُ
رَأَيتُه، يَا بُنَيَّ! عَجَزَتِ المُلُوْكُ أَنْ تُؤَدِّبَ نَفْسَهَا
وَأَوْلاَدَهَا أَدَبَ الأَوْزَاعِيِّ فِي نَفْسِهِ، مَا سَمِعْـتُ مِنْهُ
كَلِمَةً قَطُّ فَاضِلَةً إِلاَّ احْتَاجَ مُسْتَمِعُهَا إِلَى إِثْبَاتِهَا
عَنْهُ، وَلاَ رَأَيتُهُ ضَاحِكاً قَطُّ حَتَّى يُقَهْقِهَ، وَلقَدْ كَانَ
إِذَا أَخـَذَ فِي ذِكْرِ المَعَادِ، أَقُوْلُ فِي نَفْسِي: أَتُرَى فِي
المَجْلِسِ قَلْبٌ لَمْ يَبْكِ؟!
الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ العَبَّاسَ بنَ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ، عَنْ
شُيُوْخِهِم، قَالُوا: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَاتَ أَبِي وَأَنَا صَغِيْرٌ،
فَذَهَبتُ أَلعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، فَمَرَّ بِنَا فُلاَنٌ - وَذَكَرَ شَيْخاً
جَلِيْلاً مِنَ العَرَبِ - فَفَرَّ الصِّبْيَانُ حِيْنَ رَأَوْهُ، وَثَبَتُّ أَنَا،
فَقَالَ: ابْنُ مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! يَرْحَمُ
اللهُ أَبَاكَ.
فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ، فَكُنْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغتُ،
فَأَلحَقَنِي فِي الدِّيْوَانِ، وَضَرَبَ عَلَيْنَا بَعثاً إِلَى اليَمَامَةِ،
فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا، وَدَخَلنَا مَسْجِدَ الجَامِعِ، وَخَرَجنَا، قَالَ لِي
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا:رَأَيتُ يَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ مُعْجَباً بِكَ،
يَقُوْلُ: مَا رَأَيتُ فِي هَذَا البَعْثِ أَهدَى مِنْ هَذَا الشَّابِّ!قَالَ: فَجَالَستُهُ،
فَكَتَبْتُ عَنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ كِتَاباً، أَوْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ
وقد مرت ذكرى الإمام الأوزاعي في هدوء سوى إجتماع بعد الأحباب لتلاوة
القرآن وبعض الأذكار نظرا للظروف التي تمر بها بيروت.
الهجرة النبوية الشريفة
مسجدالسلطان إسماعيل - سنغافورة
فرح أهل المدينة بقدم النبي صلى اللّه عليه وسلم فرحاً شديداً وصعدت
ذوات الخدور على الأسطحة. وعن عائشة رضي اللّه عنها، لما قدم رسول اللّه
صلى اللّه عليه وسلم المدينة جلس النساء والصبيان والولائد يقلن جهراً:
طلع البدر عليـــــنا
من ثنيات الـــــوداع
وجب الشكر علينــــا
مـــــا دعــا للّه داع
أيها المبعوث فينـــــا
جئت بالأمــــر المطاع
جئت شرفت المدينـــة
مرحبا ياخيـــــر داع
قال ابن عباس ولد النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم الأثنين واستنبئ يوم
الأثنين ورفع الحجر الأسود يوم الأثنين وقبض يوم الأثنين وإبتدأ التاريخ في
الإسلام من هجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من مكة إلى المدينة وأول من أرخ
بالهجرة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه سنة سبع عشر من الهجرة إلا أن التاريخ الهجري
يبدأ قبل الهجرة بشهرين وذلك أنهم جعلوا مبدأ التاريخ المحرم من تلك السنة والنبي
صلى اللّه عليه وسلم بعد بمكة ثم كانت الهجرة بعد ذلك في ربيع الأول. هذا جزء من
حديث مندوب رايات العز في مسجد سلطان إسماعيل بسنغافورة في الإحتفال الكبير الذي
أقيم بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة اعادها الله بالخير على الجميع.
سيدي عبد الغني النابلسي
�عبد الغني النابلسي بن إسماعيل بن عبد
الغني، شاعر، عالم بالدين، والأدب، مكثر من التصنيف، متصوف. ولد في دمشق (1050 هـ -
1641 م) ونشأ فيها، ورحل إلى
بغداد، وعاد إلى سوريا، فتنتقل في فلسطين، ولبنان، وسافر إلى مصر، والحجاز.
واستقر في دمشق، وتوفي سنة (1143 ه -
1731 م)، ودفن في الصالحية في مسجد سمي باسمه، ومقامه ظاهر هناك يزار.
له مصنفات كثيرة. من الأشعار الحديثة ما لشيخنا عبد الغني النابلسي
رضي الله تعالى عنه :
يا أخا البدر قد صفـا لك ودي
وغدا سالما من التمويــــه
إن طلبت الوصال منك فجد لي
وأنلني منك الذي أبتغيــــه
وهو خير، وفي الحديث روينا
اطلبوا الخير من حسان الوجوه
وأقول لم أره بلفظ من: وقلت تشبها بهم منبها على أنه بالمعنى:
يا من سبى بالحسن كل فقيـه
واستجمعت عليا المكارم فيـه
جدلي بخير، فهو خير، قد أتى
فيه حديث صالح نرويـــه
ما إن معناه اطلبوا من خيركم
الخير أعنى من حسان الوجوه
وقد تجمع أحباب أهل الله حول مقامه للإحتفال بمولده بإنشادقصائده
ومدائحه وعلومه
لا يهزم جيش به القعقاع
هو القعقاع بن عمرو التميمي، أحد فرسان العرب وأبطالهم في الجاهلية
والإسلام، له صحبة، شهد اليرموك وفتح دمشق وأكثر وقائع أهل العراق مع الفرس، سكن
الكوفة، وأدرك وقعة صفين مع علي بن أبي طالب، وكان يتقلَّد في أوقات الزينة سيف
هرقل (ملك الروم) ويلبس درع بهرام (ملك الفرس) وهما مما أصابه من الغنائم في حروب
فارس، وكان شاعراً فحلاً، قال أبو بكر: صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل، توفي
سنة 58 ه.ومما قيل من الأشعار في يوم اليرموك قول القعقاع
ألم ترنا على اليرمــوك فزنــا��������� كمـا فزنـــا بأيــام
العـــراق
وعـذراء المدائـن قـد
فتحنــا��������� ومرج الصفر
علـــى العــتــاق
فتحنا قبلهـا بصــرى وكــانت�������
محرمة الجناب لدى النعــــــاق
قتلنا من أقـام لنــــا
وفينــا���������
نـهـابـهـم بأسـيــاف رقــاق
قتلنا الـروم حتى ما
تســــاوى�������� على اليرموك معروق
الــــوراق
فضضنا جمعهم لما استجــــالوا�������� على الواقوص بالبتـــــر الرقاق
غداة تهافتوا فيها
فصـــــاروا������� إلــى
أمــر يعضــل بالــذواق
وقد احتفلت محافظة الدقهلية بمصر بمولد القعقاع رضي الله عنه بإقامة
الحضرات والأذكاروقد اجتمع الأحباب لإحياء الذكرى العطرة.
|