اختبر معلوماتك

ركن المرأة

ركن الطفل

يحكى أن

ركن المرأة

الحب والزواج

لما مات زوج السيدة رابعة العدوية استأذن الحسن البصرى فى الدخول عليها هو وأصحابه فأذنت لهم وأرخت ستراً وجلست وراءه، فقال لها أصحابه: إنه قد مات بعلك ولابد لك من زوج وقد انقضت عدتك فاختارى من هؤلاء الزهاد من شئت منهم، فقالت: حبا وكرامة من هو أعلمكم حتى أزوجه نفسى، قالوا: الحسن البصرى، فقالت له: إن أجبتنى عن أربع مسائل فأنا لك أهل، فقال لها: سلى فأنا أجيب إن وفقنى الله تعالى، قالت: ما يقول الفقيه العالم إذا أنا مت هل خرجت من الدنيا مسلمة أم كافرة؟ فقال: هذا غيب والغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قالت: فما يقول إن وضعت فى القبر وسألنى منكر ونكير أفأقدر على جوابهما أم لا؟ قال: وهذا أيضا غيب، قالت: فإذا حشر الناس فى القيامة وتطايرت الكتب فيعطى بعضهم كتابه بيمينه ويعطى بعضهم كتابه بشماله أفأعطى كتابى بيمينى أم بشمالى؟ قال: وهذا أيضا غيب، قالت: فإذا نودى فى الخلائق فريق فى الجنة وفريق فى السعير فمن أى الفريقين أكون؟ قال لها: وهذا أيضا غيب ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل، فقالت له: فإذا كان الأمر كذلك وأنا فى قلق وكرب من هذه الأربعة فكيف أحتاج إلى الزوج وأتفرغ له، ثم أنشدت تقول:

راحتى يا أخوتى فى خلوتى       وحبيبى دائما فى حضرتى

قد ذكرت هذه القصة ونحن في شهر كريم ألا وهو شهر رمضان المعظم وذلك لأن كل ما تصبو إليه الفتيات هو فارس الأحلام أو شريك الحياة لكل إمرأة تبحث عن الحلال، ولكن هناك من الحب ما جعل سيدات النساء الكاملات العابدات القانتات تزهد حتى في الحب واللذة لإنشغالها بالحب الكبير الذي ولدنا من أجله وصمن حتى عن مطاب من الدنيا رغبة ورهبة فاللهم اقسم لنا من محبتك أن يكون كل شئ لأجلك واجعل تمتعنا بأزواجنا وأولادنا من أجل طاعتك وبعدا عن معصيتك فإنك عفو كريم حليم عظيم تحب العفو فاعفوا عنا.

هدى عبد الماجد

 ركن الطفل

على باب الله

أحبائي نحن اليوم على باب الله مع واحد هو من قدركم سنا ولكن علمه جعله في اول المصاف على باب الله لأنه أعتبر بما يرى ولم يلهه اللعب عن أن ينتبه لما يدور حوله فتعالوا معي ومع أحد أهل الله الصالحين ليروي لنا قصته مع أحد الأطفال على باب الله.

قال عبد الله بن واسان رحمة الله تعالى عليه: عبرت يوماً فى أزقة البصرة فوجدت صبياً يبكى وينتحب، فقلت له: يا ولدى ما الذى يبكيك؟ فقال: خوفاً من النار، فقلت: يا ولدى أنت صغير السن وتخاف من النار!! فقال: يا عم نظرت إلى أمى وهى توقد النار فرأيتها تقدم الحطب الصغار قبل الكبار، فقلت لها: يا أماه لم تقدمين الصغار قبل الكبار؟ فقالت: يا ولدى ما تشتعل الكبار إلا بالصغار، فهذا الذى أبكانى وهيج لوعتى وأحزانى، فقلت له: يا ولدى هل لك فى صحبتى فتتعلم ما ينفعك؟ فقال: على شرط إن قبلته فإنى أصحبك وأتبعك، قلت: وما هو؟ قال: إن جعت تطعمنى وإن عطشت تسقينى وإن زللت تغفر لى وأن مت تحيينى، فقلت له: يا ولدى لا أقدر على ذلك كله، فقال: يا عم فإنى على باب من يقدر على ذلك كله.

 

صالح

يحكى أن

مولده صلى الله عليه وسلم - 19

قريش تظهر عداوتها للمسلمين

قال ابن إسحاق: ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا معه، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم، ويفتنونهم عن دينهم، ومنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم منهم بعمه أبي طالب، وقد قام أبو طالب، حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب، فدعاهم إلى ما هو عليه، من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقيام دونه، فاجتمعوا إليه، وقاموا معه، وأجابوه إلى ما دعاهم إليه، إلا ما كان من أبي لهب.

خبر الصحيفة
ائتمار قريش بالرسول

قال ابن إسحاق: فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا وقرارا، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر قد أسلم، فكان هو وحمزة بن عبدالمطلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وجعل الإسلام يفشو في القبائل، اجتمعوا وائتمروا بينهم أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا يُنكحوا إليهم ولا يُنكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم، وكان كاتبَ الصحيفة منصورُ بن عكرمة بن عامر ابن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي - قال ابن هشام: ويقال: النضر بن الحارث - فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشُلّ بعض أصابعه فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب بن عبدالمطلب، فدخلوا معه في شعبه واجتمعوا إليه، وخرج من بني هاشم أبو لهب، عبدالعزى بن عبدالمطلب، إلى قريش، فظاهرهم قال ابن إسحاق: وبنو هاشم وبنو المطلب في منـزلهم الذي تعاقدت فيه قريش عليهم في الصحيفة التي كتبوها، ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش على بني هاشم وبني المطلب نفر من قريش، ولم يبل فيها أحد أحسن من بلاء هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حُبيب بن نصر بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وذلك أنه كان ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه، فكان هشام لبني هاشم واصلا، وكان ذا شرف في قومه، فكان - فيما بلغني - يأتي بالبعير، وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلا، قد أوقره طعاما، حتى إذا أقبل به فم الشعب خلع خطامه من رأسه، ثم ضرب على جنبه، فيدخل الشعب عليهم ثم يأتي به قد أوقره بزا، فيفعل به مثل ذلك.

وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة، فطاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس فقال: يا أهل مكة، أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى لا يُباع ولا يُبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تُشق هذه الصحيفة القاطعـة الظالمة.

قال أبو جهل: وكان في ناحية المسجد: كذبت والله ولا تشق، قال زمعة بن الأسود: أنت والله أكذب، ما رضينا كتابها حيث كتبت، قال أبو البختري: صدق زمعة، لا نرضى ما كتب فيها، ولا نقر به، قال المطعم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى الله منها، ومما كتب فيها، قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك.

فقال أبو جهل: هذا أمر قُضي بليل، تُشُوْوِرَ فيه بغير هذا المكان. وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها، فوجد الأرضة قد أكلتها، إلا (باسمك اللهم).

عام الحزن
وفاة أبي طالب سنة
620 م

كان أبو طالب بن عبد المطلب من أشد الناس دفاعا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم روى أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ما زالت قريش كاعة عني حتى مات عمي وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يحب أن يسلم عمه لأنه هو الذي كفله وذاد عنه إلى أخر لحظة من حياته. ولما أشتد مرضه قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا عم قلها أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة (يعني قل الشهادة) فقال له أبو طالب يا ابن أخي لولا مخافة المسبة وأن تظن قريش إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها وروى محمد بن اسحاق ان العباس كان حاضرا وخرج خلف النيي وقال قالها يارسول الله وقد وردت الشهادة أكثر من مرة في الأشعار التي قالها سيدنا أبو طالب قي كل كتب السيرة.

وفي أسد الغابة لما أشتد بأبي طالب مرضه دعا بني عبد المطلب فقال إنكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره فأتبعوه وصدقوه ترشدو.

وفاة خديجة سنة 620 م

توفيت خديحة زوجة رسول اللّه بعد أبي طالب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك. قبل الهجرة بثلاث سنين ولها خمس وستون سنة وكان مقامها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد ما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر ودفنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالحجون ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ.وحزن عليها النبي ونزل في حفرتها وتتابعت على رسول اللّه بموت أبي طالب وخديجة المصائب لأنهما كانا من أشد المعضدين له المدافعين عنه. فأشتد أذى قريش عليه حتى نثر بعضهم التراب على رأسه وطرح بعضهم عليه سلى الشاة وهو يصلي. سمي العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة عام الحزن.