واحة الثقافة والأدب

قصص

نفحات وعبر

أمثال وحكم

عذب الحديث

قصص

قرص شعير

قال سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فى معنى قوله تعالى ﴿يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا:

أن الحسن والحسين رضى الله عنهما قد مرضا وهما صبيان فعادهما ومعه أبو بكر وعمر،

فقال عمر لعلى: يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذراً؟ قال على: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله وقالت فاطمة: وأنا أيضاً أصوم ثلاثة أيام شكراً لله، وقال الصبيان الحسن والحسين: ونحن نصوم ثلاثة أيام، وقالت جارتاهما كذلك، فألبسهما الله العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق علىّ إلى جار لهما يعالج الصوف، فقال له: هل لك أن تعطينى قطعة من الصوف تغزلها لك بنت محمد بثلاث مكايل من الشعير، فأعطاها له، فأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت، ثم غزلت ثلث الصوف وأخذت مكيال شعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص، وصلى الإمام علىّ كرم الله وجهه مع النبى المغرب ثم أتى منزله وجلسوا أمام الطعام وعند تناول أول لقمة كسرها علىّ إذا بمسكين واقف على الباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة، فوضع الإمـام علىّ اللقمة من يده ثم قال:

ما ترى ذا البائس المسكين        جاء إلى الباب له حنيــن

فقالت فاطمة:

أمرك سمع يا ابن العم وطاعةٌ        مالى لوم ولا ضــراعــة

باللب غذيت وبالبـراعــة         أرجو إذا أنفقت من مجاعـة

أن ألحق الأبرار والجماعـة         وأدخل الجنة فـى الشفاعـة

فأعطوا المسكين وباتوا جياعا وأصبحوا صياما لم يذوقوا إلا الماء، وأعادت الكرة فى اليوم التالى وعندما جلسوا أمام الطعام إذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة، فوضع الإمام على اللقمة من يده وقال:

فاطمة بنت السيد الكــريـم         قد جاءنا الله بذا الـيـتـيـم

من يطلب اليوم رضا الرحيـم        موعده فى جنـة النـعـيـم

فقالت فاطمة:

فسوف أعطيه ولا أبــالى      وأوثر الله على عيـالــى

أمسوا جياعاً وهموا أمثالى          أصغرهم يقتل فـى القتال

فأعطوا اليتيم وباتوا جياعا وجاء اليوم الثالث، وعند أول لقمة فإذا بأسير من أسارى المسلمين بالباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد، أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا، فوضع الإمام على اللقمة من يده وقال:

فاطمة ابنة النبى أحمــــد        بنت نبى سيــد مســـود

هذا أسير جــاء ليس يهتدى        مكبل فى قيــده المقيـــد

يشكو إلينا الجـوع والتشـدد         من يطعم اليوم يجده فـى غد

عند العلى الواحد الموحــد          ما يزرع الزارع يوماً يحصد

فأقبلت فاطمة تقول:

لم يبق مما جـاء غير صاع           قد دبرت كفى مــع الذراع

وابناى والله ثلاثا جاعـــا          يا رب لا تهلكهما ضياعــا

وأعطت الأسير فأصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ فأقبل علي والحسن والحسين نحو رسول الله وهما يرتعشان من شدة الجوع فلما أبصرهما رسول الله قال: يا أبا الحسن، أشد ما يسوءنى ما أدرككم، انطلقوا بنا إلى ابنتى فاطمة،

فانطلقوا إليها، فلما رآها رسول الله قد غارت عيناها ضمها إلى صدره وقال: واغوثاه، فهبط جبريل وقال: يا محمد خذ ضيافة أهل بيتك، قال: وما آخذ يا جبريـل.

قال ﴿ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا إلى قوله ﴿إن سعيكم كان مشكورا.

فهؤلاء أهل بيت المصطفى أهل الحمى الذين اصطفاهم المولى تبارك وتعالى وذرياتهم إلى يوم الدين.

نفحات وعبر

نعم الرفيق ونعم الزاد

قال أبو الأشهل السائح رحمة الله عليه رأيت غلاما بطريق مكة شرفها الله تعالى قائما يصلى عند بعض الأميال قد انقطع عن القافلة، قال: فوقفت أنتظره، فأطال، فلما سلم قلت له: سلام عليك، قال: وعليك السلام: فقلت له: إنك قد انقطعت عن الركب، ألك رفيق يؤانسك حتى تلحقه؟ فبكى وقال: نعم، فقلت: وأين هو؟ قال: أمامى وخلفى وعن يمينى وعن شمالى، قال: فعرفت أنه عارف، قلت: أمعك زاد؟ قال: نعم، قلت: فأين هو؟ قال: فى قلبى إخلاص لربى، قلت: هل لك فى مرافقتى؟ قال: الرفيق يشغل عن الله تعالى ولا أحب أحدا يشغلنى عنه طرفة عين، فقلت: فمن أين تأكل؟ قال: الذى غذّانى فى ظلمة الأحشاء صغيرا قد تكفل برزقى كبيرا، فمتى احتجت إلى الطعام والشراب حضر بين يدى، قلت: فهل من حاجة؟ قال: نعم، إذا رأيتنى بعد هذا اليوم فلا تكلمنى، فقلت: ادع لى، قال: حجبك الله عن كل معصية وشغلك بما يقربك إليه، قلت: فأين اللقاء بعد هذا اليوم؟ قال: ما بقى بعد هذا اليوم لقاء، فإن كنت من أهل القرب فاطلبنى غدا فى منازل المقربين، ثم غاب عنى فلم أره بعدها، فأنا متأسف عليه طول عمرى.

*********

الأمن من الخوف

قال محمد بن السماك رحمة الله عليه: وُصِف لى عابد فى بعض جبال الشام، فسرت إليه وسلمت عليه، فرد على السلام وقال لى: يا ابن السماك ما أوردك إلى هذا المكان؟ قلت: سمعت بك فجئت أزورك، قال: غرك من أخبرك، أنا أعرف بنفسى من غيرى، فالعاقل يا ابن السماك من يجتهد فى الخلاص قبل الهلاك، فلما سمعت كلامه بكيت، فلما عزمت على الانصراف قلت هل لك من حاجة؟ قال: من جلس فى هذا المكان لم يبق له حاجة إلى إنسان، ثم قال: يا ابن السماك هل لك أنت من حاجة؟ فقلت له: سألتك بالله إلا ما أخبرتنى ما الذى تحب من الدنيا والآخرة؟ فبكى وقال: الله لولا أقسمت علىّ ما أخبرتك، فأما الذى أحبه من الدنيا فقوة على الطاعة، وزهد وقناعة ونفس بعيدة عن الهوى، وقلب حشوه الخوف والجوى، وأما الذى أحبه من الآخرة فسماعى من سيدى (اذهب فقد غفرت لك) ثم تأوه ووقع على الأرض ميتا، فبهتّ من حالة وحرت فى أمره وهممت لغسله وتجهيزه، فسمعت هاتفا من خلفى يقول: يا ابن السماك هون عليك فليس أمره إليك، ثم غُيب عنى، فسمعت صب الماء عليه وأنا لا أنظر إليه، وسمعت قائلا يقول: هنيئا لك أيها الولى المحبور بالأمن من الخوف يوم النشور.

 

أمثال وحكم

فوازير فقهية على مذهب المالكية
 السؤال

س1: ماذا تقول فى رجل مسلم عاقل بالغ غير جاهل أهديت له ميتة فأكل منها وهو غير جائع ولا مضطر وكان فى ذلك غير آثم؟

س2: ما تقول فى عبادة إذا فعلتها فى وقت لم يفعلها فى الوقت نفسه أحد على وجه الأرض غيرك، فإذا انتهيت من فعلها صح أن يفعلها شخص آخر بعدك، فإذا فعلها هو أيضاً لم يفعـلها أحد غيره على وجه الأرض حتى ينتهى منه.. وهكذا؟

س3: ما تقول فى شئ يجوز إهداؤه ولا يجوز بيعه؟

س4: ما تقول فى رجل مسلم قادر بالغ عاقل صلى ولم يسجد فى صلاته سجدة واحدة متعمداً وصحت صلاته ولم تأمره بالإعادة؟

س5: ما تقول فى طائر من الطيور يصاد ثم يشوى وهو حى ويؤكل من غير ذبح ولا تزكية ولا حرج فى ذلك؟

س6: متى تكون قراءة الإمام يوم الجمعة سرية؟

س7: رجل أمَّ المصلين وفخذه بادية وصلاته صحيحة كيف؟

س8: ما رأيك فيمن أكل بعدما أصبح وهو صائم وصيامه صحيح؟

س9: فى ليل رمضان يباح الأكل والشرب والجماع، فما تقول فى رجل يمنع من الجماع فى ليل رمضان؟

س10: ما تقول فى مصل ركع فى ركعة واحدة ركوعين ذاكراً ومتعمداً وصحت صلاته؟

الإجابة

ج1: أُهديت له سمكة وقد قال عن البحر (هو الطهور ماؤه الحل ميتته).

ج2: هى عبادة تقبيل الحجر الأسود.

ج3: هو لحم الأضحية فإنها يُهدى منها إلى الإخوان والأصدقاء ويتصدق ببعضها على الفقراء ولا يجوز أن يباع مـنها شيئاً بل ولا يعطى للذابح شئ من لحمها كأجرة للذبح إلا أن تكون هدية مجردة.

ج4: هذا رجل يصلى على الجنازة، وصلاة الجنازة ليس فيها ركوع ولا سجود.

ج5: هو الجراد فإنه لو طبخ أو شوى لا يلزم أن يُزكى قبل ذلك لأن ميتة الجراد حلال، وقد قال صلى الله عليه وسلم (أحلت لنا ميتتان ودمان أما الميتتان فالحوت والجراد) رواه ابن ماجة وغيره.

ج6: إذا وافق يوم الجمعة يوم عرفة، فإن صلاة الجمعة الجهرية تصلى ظهراً وهى سرية.

ج7: فخذه معناها عشيرته (الفخذ تطلق على العشيرة) وبادية أى يسكنون البادية.

ج8: نعم صيامه صحيح، أصبح أى استصبح بالمصباح.

ج9: ذلك صـائم معتكف فإنه يحرم على المعتكف الجماع لقوله تعالى ﴿ولا تباشروهن وأنتم عاكفون البقرة 187.. أو قل: فى مدة صيام الظهار ﴿شهرين متتابعين.

ج10: هذا فى صلاة الخسـوف والكسوف '' فإن كيفيتها أن يركع ركوعين لكل ركعة.