�فما كل
من يسعى إلى
الله واصل����������� إلى
وجه من أهوى
صفاى ومروتى
شقيق، أبوعلي بن إبراهيم الأزدي البلخي قال:
كنت شاعراً، فرزقني الله التوبة، وخرجت من ثلاثمائة ألف درهم، ولبست الصوف عشرين
سنة، ولا أدري أني مراء حتى لقيت عبدالعزيز بن أبي رواد، فقال: ليس الشأن في أكل
الشعير، ولبس الصوف، الشأن أن تعرف الله بقلبك، ولا تشرك به شيئاً، وأن ترضى عن
الله، وأن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي الناس.
وعنه: لو
أن رجلاًعاش
مائتي سنة لا
يعرف هذه
الأربعة، لم
ينج: معرفة
الله، ومعرفة
النفس،
ومعرفة أمر
الله ونهيه،
ومعرفة عدو
الله وعدو
النفس، وقد
جاء عن شقيق
مع تألهه
وزهده، أنه
كان من رؤوس
الغزاة. وروى: محمد
بن عمران، عن
حاتم الأصم،
قال: كنا مع
شقيق ونحن
مصافو العدو
الترك، في يوم
لا أرى إلا
رؤوساً تندر،
وسيوفاً
تقطع، ورماحاً
تقصف، فقال لي:
كيف ترى نفسك،
هي مثل ليلة
عرسك؟ قلت: لا
والله. قال: لكني
أرى نفسي كذلك.
ثم نام بين الصفين على درقته، حتى غط، فأخذني تركي، فأضجعني للذبح، فبينما هو يطلب
السكين من خفه، إذ جاءه سهم عائر ذبحه.
وخرج شقيق البلخى حاجا، فنظر إلى شاب حسن
الوجه شديد السمرة، نحيف، فوق ثيابه ثوب صوف وفى رجليه نعلان وقد جلس منفردا، فقال
فى نفسه: هذا الفتى من الصوفية ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلً عليهم فى
طريقهم والله لأمضين إليه ولأوبخنه فدنوت منه، فلما رآنى مقبلا نحوه قال:
يا شقيق
﴿اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم﴾ ثم تركنى وولى فقلت فى نفسى إن هذا لأمر عجيب
تكلم بما فى خاطرى ونطق باسمى، هذا عبد صالح لألحقنه وأسألنه الدعاء واتحلله بما
ظننت فيه، فغاب عنى ولم أراه.
فلما نزلنا وادى فضة فإذا هو قائم
يصلى فقلت هذا صاحبى أمضى إليه واستحله فصبرت حتى فرغ من صلاته فالتفت إلى
وقال: يا شقيق أتل
﴿وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى﴾ ثم قام ومضى وتركنى فقلت: هذا من الأبدال قد
تكلم على سرى مرتين، فلما نزلنا بالأبواء، إذا بالفتى على البئر وأنا أنظر إليه
وبيده ركوة فيها ماء فسقطت من يده فى البئر فرفع طرفه إلى السماء يقول أنت
شرابى إذا ظمئت من الماء وقوتى إذا أردت طعاما ثم قال إلهى وسيدى مالى سواك فلا
تعدمنيها.
�فوالله لقد رأيت الماء قد ارتفع إلى رأس
البئر والركوة طافية عليه فمد يده فأخذها فتوضأ منها وصلى أربع ركعات ثم مال
إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويجعل فى الركوة ويحركها ويشرب فأقبلت نحوه وسلمت عليه
فرد على السلام، فقلت: أطعمنى من فضل ما أنعم الله به عليك؟ فقال يا شقيق: لم تزل
نعم الله علىّ ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك ثم ناولنى الركوة فشربت منها فإذا
فيها سويق بسكر (السويق طعام مدقوق بالقمح والشعير) فوالله ما شربت قط ألذ
منه ولا أطيب فشـربت ورويت حتى شبعت، فأقمت أياما لا أشتهى طعاما ولا
شرابا ثم لم أراه حتى نزلنا بمكة فرأيت خلفه جماعة أحاطوا به يمينا وشمالا ومن خلفه
ومن أمامه فقلت لأحدهم من هذا الفتى يا سيدى؟ فقال: هذا سيدى موسى الكاظم بن سيدى
جعفر الصادق بن سيدى محمد الباقر بن سيدى على زين العابدين بن الإمام الحسـين
رضى الله عنهم أجمعين.
فتى
الوادي
مسجد الإمام أبو حنيفة النعمان - بغداد |