ركن المرأة
أصلح ما
بينك وبين
نفسك
قال عبد الواحد بن زيد رحمه الله، سألت الله
تبارك وتعالى ثلاث ليال أن يرينى رفيقى فى الجنة، فرأيت كأن قائلاً يقول لى: يا عبد
الواحد، رفيقك فى الجنة ميمونة السوداء، فقلت: وأين هى؟ قال: فى آل بنى فلان
بالكوفة، قال: فخرجت إلى الكوفة وسألت عنها فقيل هى مجنونة بين ظهرانينا ترعى
غنيمات لنا، فقلت: أريد أن أراها، فقالوا: أخرج إلى الجبال، فخرجت فإذا هى قائمة
تصلى وبين يديها عكاز لها وعليها جبة من صوف مكتوب عليها لا تباع ولا تشترى، وإذا
الغنم مع الذئاب فلا الذئاب تأكل الغنم ولا الغنم تخاف من الذئاب، فلما رأتنى أوجزت
فى صلاتها، ثم قالت: ارجع يا ابن زيد ليس الموعد هاهنا إنما الموعد فى الجنة، فقلت:
يرحمك الله ومن أعلمك أنى ابن زيد؟ فقالت: أما علمت أن (الأرواح جنود مجندة ماتعارف
منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) فقلت لها: عظينى، فقالت: واعجباً بواعظ يوعظ، ثم
قالت: يا ابن زيد إنك لو وضعت معايير القسط على جوارحك لخبّرتك بمكتوم مكنون ما
فيها، يا ابن زيد إنه بلغنى أنه ما من عبد أعطى من الدنيا شئ فابتغى إليه ثانيًا
إلا سلبه الله عز وجل حب الخلوة معه، وبدله بعد القرب البعد، وبعد الأنس الوحشة،
فقلت لها: إنى أرى هذه الذئاب مع الغنم فلا الغنم تفزع من الذئاب ولا الذئاب تأكل
الغنم، فأى شئ هذا؟ فقالت: إليك عنى فإنى أصلحت ما بينى وبين سيدى فأصلح ما بين
الذئاب والغنم.
إن
مشكلة
الإنسان
دائما مع نفسه
وهو يتخيلها دائما
مع غيره ليهرب
من حقيقة
ثابته هي
إصلاح نفسك
والنظر في
عيوبها بدلا
من النظر إلى
عيوب غيرك
والتحدث
عنها، وقد ذهب
الناس إلى
سيدي جعفر
الصادق رضي
الله عنه
وسألوه مال
حالنا قد تبدل
ونحن قريبوا
العهد برسول
الله صلى الله
عليه وسلم؟
وانتظروا منه
إجابة مطولة ليسرد
فيها العيوب
وكيفية
الإصلاح ولكن
الحكيم سليل
الحكماء أجاب
بقولة موجزة: شغلتكم
عيوب الناس عن
عيوبكم،
وما
أوجز القول
وما أحكمه!. فعلى المرأة إن نشب
خلاف بينها وبين زوجها أن تراجع أخطاءها وعيوبها قبل أن تعدد عيوب زوجها ولابد أنها
سوف تجد الحل.
هدى عبد
الماجد
|