أصح
كتاب على وجه
الأرض بعد
كتاب الله.. موطأ
الإمام مالك
الإمام
الشافعي رضي
الله عنه
الحمد للَّه رب العالمين، والصَلاة
والسَلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه وكل من
اقتفى سنته واهتدى بهداه إلى يوم الدين،وبعد، قال اللَّه تعالى وهو أصدق القائلين:
﴿هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وقال سبحانه: ﴿إنما يخشى اللَّه من عباده
العلماء﴾ وقال النبي صَلى اللَّه عَليه وسَلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم أي وكل
مسلمة،وحسب بالعلم مناراً للسائرين في ظلم الحياة، يهديهم سواء السبيل، وينبوعاً
للحياة، وإذا كانت الحياة روضة فإن زهورها العلم، وإذا انتشر نور العلم في أمة
انجلت عنها ظلمة التخلف والاستبداد،وعلوم الدين من أهم ما يطلب من علم، لأنها مفتاح
لخيري الدنيا والآخرة.
�ولقد حث
اللَّه تعالى
الأمة بمجموعها،
ليتفرغ عدد
منهم للتفقه
في الدين فقال
سبحانه: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾.
ولذلك كان فرض
عين على
المسلم طلبُ
وتعلم ما يحتاج
إليه في حياته
وعبادته
ومعاملته،
وفرضُ كفاية
على الأمة وجودُ
علماء وفقهاء
يرشدون الناس
ويعلموهم أحكام
دينهم
ويبلغونهم ما
ورثوه عن
المصطفى صَلى
اللَّه عَليه
وسَلم
العلماء ورثة
الأنبياء وإن
الأنبياء لم
يورثوا
درهماً ولا
ديناراً
وإنما ورثوا
العلم فمن أخذ
به أخذ بحظ
وافر،ونهض
الصحابة
الكرام ومن
بعدهم ملبين
ذلك النداء
الرباني،
ومستجيبين
لأمر الرسول
صَلى اللَّه
عَليه وسَلم
في حجة الوداع:
ألا فليبلّغ
الشاهد منكم
الغائب،
فانصرفوا إلى
علوم الدين
التي تفرعت في
ما بعد إلى
علوم التفسير
والحديث
والفقه
وغيرها،
ونهضوا بأعباء
حملها إلى
الناس
وتعليمها
لهم،ونبغ في مدينة
الرسول عليه
الصَلاة
والسَلام
إمام جليل هو
الإمام مالك
بن أنس، والذي
كان أعظم من
أنجبته
المدينة المنورة
من الأئمة
الفقهاء بعد
جيل الصحابة والتابعين:
علماً
وعملاً،
تقوىً
وورعاً،
عبادة وخلقا، وكان
ذلك الرجل
الذي تحقق فيه
قول الرسول
صَلى اللَّه
عَليه وسَلم
فيما أخرجهُ الإمام
مالك في موطئه
والإمام أحمد
والترمذي
والنسائي
وغيرهم: يوشك
أن تضرب الناس
آباط المطي
وأكباد الإبل في
طلب العلم فلا
يجدون عالماً
أعلم من عالم
المدينة،وضرب
الناس أكباد
الإبل إليه،
وكان بإخلاصه
إماماً
ربانياً
وعلماً من
أعلام الإسلام
شهد له بذلك
شيوخه وأقرانه
وتلاميذه،
وتلقف
تلاميذه
العلم عنه وأخذوا
ينشرونه في
الأرض،
وألفوا في
فتاويه وأقواله
المدونات،
ولم تمض فترة
وفيرة على وفاته
إلا وأصبح
المذهب
المالكي،
مذهباً من مذاهب
جمهور أهل
السنة
يتبعونه
ويتعبدون
عليه، والمذاهب
كلها إنما
تستقي من عين
الشريعة المطهرة،
وقد قامت منذ
فترة في هذا
البلد دمشق
نهضة أقبل
الناس فيها
على تعلم
الفقه
المالكي، فكان
لي في الأسبوع
عدة حلقات
كلهم يتلقون
عليّ الفقه
المالكي،
وكانت مؤلفة
هذا الكتاب من
بين أولئك
اللواتي أخذن
عني الفقه
المالكي وأصول
الفقه معا،
ونهضت - جزاها
اللَّه الخير
وأثابها - بجمع
هذا الكتاب،
فجاء بحمد
اللَّه
وتوفيقه كتاباً
مبسطاً في
العبادات سهل
العبارة قريب
المأخذ، رتبت
أحكامه وصيغت
بأسلوب حسن
ليكون في
متناول جميع
الناس عالمها
ومتعلمها،ونحن
الآن بصدد
تعدد النسخ
التي كتبت من
الكتاب
الشهير
الموطأ والذي
قال فيه
الإمام الشافعي
رضي الله
عنهما: أصح
كتاب على وجه
الأرض بعد
كتاب الله
موطأ مالك
وليس ما يطلقه
البعض على أن
هذه المقولة
جائت عن صحيح
البخاري وهذا
خطأ شائع بين
العامة والخاصة
ولكن الإمام
البخاري هو
أول من صنف تبويبا
وعرض كتابه
المسمى
بالصحيح على
إمام أهل
الحديث
ألاوهو
الإمام أحمد
بن حنبل
الشيباني رضي
الله عنه فاطلع
عليه وأقره
وقال هذا من
أصح الكتب
المصنفة
الموطأ
أوَّلُ ما
صُنِّف في
الصحيح
قال
العلامة
الزرقاني في
مقدمته لشرح
الموطأ
12:1: وأطلق
جماعة على
الموطأ اسم
الصحيح،
واعترضوا قول
ابن الصلاح: أوَّلُ
من صنَّف فيه
البخاري، وإن
عبر بقوله: الصحيح
المجرَّد،
للاحتراز عن
الموطأ، فلم يُجرد
فيه الصحيح بل
أدخل المرسل
والمنقطع والبلاغات،
فقد قال
الحافظ
مُغُلْطاي: لا
فرق بين
الموطأ
والبخاري في
ذلك، لوجوده أيضاً
في البخاري من
التعاليق
ونحوها،ولكن
فرَّق الحافظ
ابن حجر: بأن
ما في الموطأ
كذلك مسموعٌ
لمالك
غالباً، قال: وما
في البخاري قد
حَذَف
إسنادَه
عمداً، لأغراضٍ
قررتها في
التغليق،
تظهر أن ما في
البخاري من
ذلك لا يخرجه
عن كونه
جّرَّد فيه
الصحيح،
بخلاف الموطأ
بل قال الحافظ
مغلطاي: أوَّل
من صَنَّف
الصحيح
مالك،وقولُ
الحافظ: هو
صحيح عنده
وعند من يقلده
على ما اقتضاه
نظرُه من الاحتجاج
بالمرسل
والمنقطع
وغيرهما، لا
على الشرط
الذي استقر
عليه العمل في
حد الصحة: تعقَّبَهُ
السيوطي بأن
ما فيه من
المراسيل - مع
كونها حجةً
عنده بلا شرط،
وعند من وافقه
من الأئمة - هي
حجةٌ عندنا
أيضاً لأن
المرسل حجة عندنا
إذا اعتضد وما
من مرسل في
الموطأ إلا
وله عاضد أو
عواضد
فالصوابُ
إطلاقُ أن
الموطأ صحيح
لا يُستثنى
منه شيء،وقد
صنف ابن عبد
البر كتاباً
في وصل ما في
الموطأ من
المرسل
والمنقطع
والمعضل،
وقال: وجميعُ
ما فيه من
قوله: بلغني،
ومن قوله: عن
الثقة عنده،
مما لم يُسنده
أحدٌ وستون
حديثاً
كلُّها مسندة
من غير طريق
مالك، إلا
أربعةً لا
تعرف: أحدها: إني
لا أَنسى ولكن
أُنَسَّى
لأسُنَّ،
والثاني: أن
النبي صلى
الله عليه
وسلم أُرِيَ
أعمارَ الناس
قبلهُ أو ما
شاء الله من
ذلك، فكأنه
تقاصر أعمار
أمته أن لا
يبلغوا مثل
الذي بلغه
غيرهم في طول
العمر فأعطاه
الله ليلة
القدر خيراً من
ألف شهر
والثالث قول
معاذ: آخرُ ما
أوصاني به
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
- وقد وضعتُ
رجلي في
الغَرز - أن
قال: حَسِّن
خُلُقَك إلى
الناس،
والرابع: إذا
نشأت
بَحريَّةً ثم
تشاءَمَتْ
فتلك عين غَدِيقة،وتعقَّب
الحافظ ابن
حجر أيضاً
الشيخُ صالحٌ
الفُلاَّنيُّ
فقال كما في
الرسالة
المستطرفة ص 5 - 6: وفيما
قاله الحافظ
ابن حجر من
الفرق بين
بلاغات
الموطأ
ومعلَّقات
البخاري: نظر،
فلو أمعن
الحافظُ
النظر في
الموطأ كما أمعن
النظر في
البخاري لعلم
أنه لا فرق
بينهما، وما
ذكره من أن مالكاً
سمعها كذلك،
غيرُ مسلَّم،
لأنه يذكر بلاغاً
في رواية يحيى
مثلاً أو
مرسلاً،
فيرويه غيرُهُ
عن مالك
موصولاً
مسنداً،
وما
ذكَرَ من كون
مراسيل
الموطأ حجةً
عند مالك ومن
تبِعَه دون
غيرهم: مردودٌ
بأنها حجة عند
الشافعي
وأهلِ الحديث،
لاعتضادها
كلِّها
بمسندٍ ذكره ابن
عبد البر
والسيوطي
وغيرُهما،
وما
ذكره العراقي
أن من بلاغاته
ما لا يعرف: مردودٌ
بأن ابن عبد
البر ذكر أن
جميعَ بلاغاته
ومراسليه
ومنقطعاته
كلَّها
موصولةٌ بطرق صحاح
إلا أربعة،
فقد وَصَل ابن
الصلاح الأربعة
بتأليف مستقل
وهو عندي
وعليه خطه،
فظهر بهذا أنه
لا فرق بين
الموطأ
والبخاري،
وصَحَّ أن
مالكاً أوَّل
من صَنَّف في
الصحيح، كما
ذكره ابن
العربي وغيرُه
وقد أورد بعض
أعيان دهلي هو
الشيخ عبد العزيز
المحدث
الدهلوي
المتوفي
1239
هجري، في
الاصل: الدهلي،
وهو تحريف في
كتابه بستان
المحدثين المؤلف
باللسان
الفارسي في
ذكر حال
الموطَّأ،
وترجمة
مؤلِّفه،
واختلاف
نسخه، تفصيلاً
حسنا، وخلاصة
ما ذكره فيه
معرّباً أن
نسخ الموطأ
التي توجد في
ديار العرب في
هذه الأيام
متعددة:
النسخة الأولى: المروجة في بلادنا، المفهومة من الموطَّأ عند
الإطلاق في عصرنا، هي نسخة يحيى بن يحيى المصمودي انظر ترجمته في الإنتقاء في فضائل
الثلاثة الأئمة الفقهاء ص،60
58 وشذرات
الذهب 2/83، هو
أبو محمد يحيى
بن يحيى بن
كثير بن وسلاس
بفتح الواو
وسكون السين
المهملة، ابن
شملل، بفتح
الشين
المعجمة
والللام
الأولى
بينهما ميم،
ابن منقايا،
بفتح الميم
وسكون النون،
المصمودي،
بالفتح نسبة
إلى مصمودة،
قبيلة من بربر
وأول من أسلم
من أجداده
منقايا على يد
يزيد بن عامر
الليثي، وأول
من سكن
الأندلس منهم
جده كثير،
وأخذ يحيى
الموطّأ
أولاً من زياد
بن عبد الرحمن
بن زياد
اللخمي
المعروف
بالشبطون،
وكان زياد أول
من أدخل مذهب
مالك في
الأندلس،
ورحل إلى مالك
للإستفادة
مرتين، ورجع
إلى وطنه واشتغل
بإفادة علوم
الحديث، وطلب
منه أمير قرطبة
قبول قضاء
قرطبة
فامتنع، وكان
متورعاً زاهداً
مشاراً إليه
في عصره،
وفاته في
السنة التي
مات فيها
الإمام
الشافعي، وهي
سنة أربع ومائتين،
وارتحل يحيى
إلى المدينة،
فسمع الموطّأ من
مالك بلا
واسطة إلا
ثلاثة أبواب
من كتاب الإعتكاف:
باب خروج
المعتكف إلى
العيد، وباب
قضاء الاعتكاف،
وباب النكاح
في الاعتكاف،
وكانت ملاقاته
وسماعه في
السنة التي
مات فيها
مالك، يعني
سنة تسع
وسبعين بعد
المائة، وكان
حاضراً في تجهيزه
وتكفينه،
وأخذ الموطّأ
أيضاً من أجل
تلامذة مالك
عبد الله بن
وهب وأدرك كثيراً
من أصحابه،
وأخذ العلم
عنهم، ووقعت
له رحلتان من
وطنه، ففي
الأولى أخذ عن
مالك، وعبد الله
بن وهب، وليث
بن سعد
المصري،
وسفيان بن عيينة،
ونافع بن نعيم
القاري
وغيرهم، وفي
الثانية أخذ
العلم والفقه
عن ابن القاسم
صاحب المدونة
من أعيان
تلامذة مالك،
وبعدما صار جامعاً
بين الرواية
والدراية عاد
إلى أوطانه
وأقام
بالأندلس
يدرس ويفتي
على مذهب
مالك، وبه
وبعيسى بن
دينار تلميذ
مالك انتشر
مذهبه في بلاد
المغرب،
وكانت وفاة
يحيى في سنة
أربعة
وثلاثين بعد
المائتين،
وأول نسخته
بعد البسملة،
وقوت الصلاة،
مالك ابن
شهاب، أن عمر
بن عبد العزيز
أخر الصلاة
يوماً، فدخل
عليه عروة بن
الزبير
فأخبره أن
المغيرة بن
شعبة أخر الصلاة
يوماً، وهو
بالكوفة،
فدخل عليه أبو
مسعود
الأنصاري،
فقال: ما هذا
يا مغيرة؟
أليس قد علمت
أن جبريل نزل
فصلى معه رسول
الله صلى الله
عليه وسلم، ثم
صلى،،،
الحديث،
النسخة الثانية: نسخة ابن وهب أنظر ترجمته في: ترتيب المدارك
2/421
تهذيب
التهذيب 6/73
الديباج
المذهب
133
طبقات الحفاظ
ص
126: أولها: أخبرنا
مالك عن أبي
الزناد، وعن
الأعرج، عن أبي
هريرة عن رسول
الله صلى الله
عليه وسلم، قال:
أمرت أن أقاتل
الناس حتى
يقولوا لا إله
إلا الله،،،
الحديث، وهذا
الحديث من
متفردات ابن
وهب، ولا يوجد
في الموطآت
الأُخر إلاّ
موطأ ابن القاسم،
وهو أبو محمد
عبد الله بن
سلمة الفهري المصري،
ولد في ذي
القعدة سنة
خمس وعشرين
بعد مائة،
وأخذ عن أربع
مائة شيخ،
منهم مالك،
وليث بن سعد،
ومحمد بن عبد
الرحمن،
والسفيانان
وابن جريج،
وغيرهم، وكان
مجتهداً لا
يقلد أحداً،
وكان تعلم
طريق
الاجتهاد
والتفقه من
مالك وليث،
وكان في عصره
كثير الرواية
للحديث، وذكر
الذهبي وغيره
أنه وجد في
تصانيفه مائة
ألف حديث
وعشرون ألف من
رواياته، ومع
هذا لا يوجد
في أحاديثه
منكر فضلاً عن
ساقط وموضوع،
ومن تصانيفه
كتاب مشهور
بجامع ابن
وهب، وكتاب
المناسك
وكتاب
المغازي،
وكتاب تفسير
الموطأ،
وكتاب القدر
وغير ذلك،
وكان صنف كتاب
أهوال
القيامة،
فقُرئ عليه
يوماً، فغلب
عليه الخوف،
حتى عرض له
الغشي، وتوفي
في تلك الحالة
يوم خامس
شعبان سنة سبع
وتسعين بعد
مائة،
النسخة الثالثة: نسخة ابن القاسم، ومن متفرداتها: مالك عن
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: قال الله: من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري فهو له كلّه، أنا أغنى الشركاء، قال
أبو عمر بن عبد البر: هذا الحديث لا يوجد إلا في موطأ ابن القاسم وابن عفير،وهو أبو
عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد المصري انظر ترجمته في: وفيات الاعيان 1/276
الديباج
المذهب
146 حسن
المحاضرة 1/303
تذكرة الحفاظ 1/356
طبقات
السيوطي
148،،
ولد سنة
اثنتين وثلاثين
بعد مائة، أخذ
العلم عن كثير
من الشيوخ منهم
مالك، وكان
زاهداً،
فقيهاً،
متورعاً، كان
يختم القرآن
كل يوم
ختمتين، وهو
أول من دون
مذهب مالك في
المدونة
وعليها اعتمد
فقهاء مذهبه،
وكانت وفاته
في مصر سنة
إحدى وتسعين
بعد مائة،
النسخة الرابعة: معن بن عيسى، ومن متفرداتها: مالك، عن سالم
أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من
الليل، فإذا فرغ من صلاته، فإن كنت يقظانة تحدث معي، وإلاّ اضطجع حتى يأتيه
المؤذن،وهو أبو يحيى معن له ترجمة في: الانتقاء لابن عبد البر ص،61 تهذيب
التهذيب
10/252
والديباج
347،
بالفتح، ابن
عيسى بن دينار
المدني
القّزاز،
يعني بائع
القز،
الأشجعي،
مولاهم، من
كبار أصحاب
مالك،
ومحققيهم،
ملازماً له،
ويقال له: عصا
مالك، لأن
مالك كان يتكئ
عليه حين
خروجه من
المسجد بعدما
كبر وأسن،
وتوفي
بالمدينة سنة
ثمانية
وتسعين ومائة
في شوال،
النسخة الخامسة: نسخة القعنبي، ومن متفرداتها: أخبرنا مالك عن
ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد
فقولوا عبده ورسوله، وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي
له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 1/383 والديباج المذهب،131 والعبر 1/382،
بفتح القاف
وسكون العين،
نسبة إلى جده،
كان أصله من
المدينة،
وسكن البصرة،
ومات بمكة، في
شوال سنة إحدى
وعشرون بعد
المائتين،
وكانت ولادته
بعد ثلاثين
ومائة، وأخذ
عن مالك
والليث وحماد
وشعبة
وغيرهم، قال
ابن معين: ما
رأينا من يحدث
لله إلا
وكيعاً،
والقعنبي، له
فضائل جمّة،
وكان مجاب
الدعوات،
وعُدّ من الأبدال
النسحة السادسة: نسخة عبد الله بن يوسف له ترجمة في: تهذيب
التهذيب 6/88 تقريب التهذيب 1/463 الدمشقي
الأصل
التِّنِّيسي
المسكن إلى
تنّيس، بكسر
التاء
المثناة
الفوقية وكسر
النون الممشددة
بعدها ياء
مثناة تحتية
آخره سين
مهملة، بلدة
من بلاد
المغرب، وذكر
السمعاني
أنها من في
الأصل: من
بلاد، وهو خطأ
بلاد مصر،
وثقه البخاري
وأبو حاتم،
وأكثر عنه
البخاري في
كتبه، ومن
متفرداتها
إلاَّ
بالنسبة إلى
موطّأ ابن وهب:
مالك عن ابن
شهاب عن حبيب
مولى عروة عن
عروة: أن
رجلاً سأل
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم: أي
الأعمال
أفضل؟ قال: إيمان
بالله،،،
الحديث،
النسخة السابعة: نسخة يحيى بن يحيى بن بكير أبو زكريا المعروف
بابن بكير المصري له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 2/420 حسن
المحاضرة 1/437
شذرات الذهب 2/71،
أخذ عن مالك
والليث
وغيرهما،
وروى عنه البخاري
ومسلم بواسطة
في صحيحيهما،
ووثقه جماعة،
ومن لم يوثقه
لم يقف على
مناقبه، مات
في صفر سنة
إحدى وثلاثين
بعد
المائتين،
ومن متفرداتها:
مالك عن عبد الله
بن أبي بكر عن
عمرة، عن
عائشة أن رسول
الله صلى الله
عليه وسلم،
قال: ما زال
جبريل يوصيني
بالجار حتى
ظننت أنه ليورثنّه،
قلت: هذا
الحديث موجود
في موطّأ محمد
أيضاً برواية
مالك عن يحيى
بن سعيد، عن
أبي بكر بن
حزم، عن عمرة،
عن عائشة كما
ستقف عليه إن
شاء الله تعالى
رقم الحديث
935،
النسخة الثامنة: نسخة سعيد بن عفير له ترجمة في: تذكرة الحفاظ
2/427
وتهذيب
النهذيب 4/74
وميزان
الاعتدال 2/155،
وهو سعيد بن
كثير بن عفير
بن مسلم
الأنصاري،
أخذ عن مالك
والليث
وغيرهما،
وروى عنه
البخاري
وغيره، ولد
سنة ست
وأربعين بعد
مائة، توفي في
رمضان سنة ست
وعشرين بعد
المائتين،
ومن متفرداتها:
مالك عن ابن
شهاب، عن
إسماعيل بن
محمد بن ثابت
بن قيس بن
شمّاس، عن
جده، أنه قال: يا
رسول الله،
لقد خشيت أن
أكون قد هلكت،
قال: لم؟ قال: نهانا
الله أن
نُحمَد بما لم
نفعل، وأجدني
أحب أن
نحمد،،،
الحديث، قلت:
هذا موجود في
موطّأ محمد
أيضا،
النسخة التاسعة: نسخة أبو مصعب الزهري له ترجمة في: شذرات
الذهب 2/100
والانتقاء ص،62
وترتيب
المدارك 3/347،
أحمد بن أبي
بكر القاسم بن
الحارث بن
زرارة بن مصعب
بن عبد الرحمن
بن عوف
الزهري، من
شيوخ أهل
المدينة
وقضاتها، ولد
سنة خمسين
مائة، ولازم
مالكاً
وتفقَّه،
وأخرج عنه أصحاب
الكتب الستة
إلاَّ أن
النسائي روى
عنه بواسطة،
توفي في رمضان
سنة اثنتين
وأربعين بعد المائتين،
وقالوا
موطّأه آخر
الموطآت التي عرضت
على مالك،
ويوجد في
موطّئه
وموطّأ أبو حذافة
السهمي نحو
مائة حديث
زائداً على
الموطّأت
الأخر، ومن
متفرداتها: مالك
عن هشام بن
عروة، عن
أبيه، عن
عائشة: أن
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم سئل عن
الرقاب أيها
أفضل؟ قال: أغلاها
ثمناً،
وأنفسها عند
أهلها، وقال
ابن عبد البر: هذا
الحديث موجود
في موطّأ يحيى
أيضا،
النسخة العاشرة: نسخة مصعب بن عبد الله الزبيري له ترجمة في:
ترتيب المدارك 3/170 -172
توفي سنة
236 هـ،
وطبقات ابن
سعد 5/439، قال
بعضهم من
متفرداتها: مالك
عن عبد الله
بن دينار، عن
عبد الله بن
عمر، أن رسول
الله صلى الله
عليه وسلم قال
لأصحاب الحجر:
لا تدخلوا على
هؤلاء القوم
المعذّبين
الإ أن تكونوا
باكين،،،
الحديث، وقال
ابن عبد البر: هذا
موجود في
موطّأ يحيى بن
بكير وسليمان
أيضاً، قلت: وفي
موطّأ محمد
أيضا،
النسخة الحادية عشر: نسخة محمد بن مبارك الصوري له ترجمة في:
تهذيب التهذيب 9/424 تقريب التهذيب 1/204،
النسخة الثانية عشرة: نسخة سليمان بن برد له ترجمة في: ترتيب
المدارك 2/460،
النسخة الثالثة عشرة: نسخة أبي حذافة السهمي أحمد بن إسماعيل تهذيب
التهذيب 1/16
وميزان
الاعتدال 1/83،
آخر أصحاب
مالك موتاً،
كانت وفاته
ببغداد سنة
تسع وخمسين
بعد المائتين
يوم عيد
الفطر، لكنه
لم يكن
معتبراً في
الرواية،
ضعّفه الدارقطني
وغيره،
النسخة الرابعة عشرة: نسخة سويد بن سعيد أبي محمد الهروي تهذيب
التهذيب 4/272، روى عنه مسلم وابن ماجه وغيرهما، وكان من الحفاظ المعتبرين، مات سنة
أربعين بعد المائتين، ومن مفرداتها: مالك عن هشام عن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن
عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يقبض العلم
إنتزاعا،، الحديث،
النسخة الخامسة عشر: نسخة محمد بن حسن الشيباني تلميذ الإمام أبي
حنيفة، ومن مفرداته على ما سيأتي ذكره حديث إنما الأعمال بالنية، هذا خلاصة ما في
البستان مع زيادات عليه، وقد ذكر في البستان أيضا،
النسخة السادسة عشر: وهي نسخة يحيى بن يحيى التميمي، وقال إنّ آخر
أبوابه باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فيه مالك، عن ابن
الشهاب، عن محمد بن جببير بن مطعم، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لي خمسة
أسماءٍ: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر
الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب،
وهو
يحيى بن يحيى
بن بكير بن
عبد الرحمن
التميمي
الحنظلي
النيسابوري
المتوفَّي
سنة اثنتين
وعشرين بعد
المائتين قال
الحافظ في
تهذيب التهذيب
11/296: مات في آخر
صفر سنة ست
وعشرين بعد المائتين،
وله ترجمة في
المدارك 2/408
والديباج،349
والانتقاء ص
13
وتذكرة
الحفاظ 2/415، قال
السيوطي في
االتنوير: ويحيى
بن يحيى هذا
ليس هو صاحب
الرواية
المشهورة
الآن، مقدمة
أوجز المسالك 1/39،
روى عنه
البخاري
ومسلم
وغيرهما، قلت:
هذا هو آخر أي
آخر أبواب
نسخة المصمودي
أيضاً نسخة
المصمودي
الأندلسي
المتعارفة في
ديارنا وشرح
عليها
الزرقاني
وغيره كما لا
يخفى على من
طالعه، وقد
ذكر السيوطي
في تنوير
الحوالك 1/10
أربعة عشر
نسخة، حيث قال
في مقدمة
تنوير الحوالك:
قال الحافظ
صلاح الدين
العلائي: روى
الموطأ عن
مالك جماعات
كثيرة، وبين
رواياتهم
اختلاف في
تقديم
وتأخير، وزيادة
ونقص،
وأكثرها
زيادةً رواية
القعنبي، ومن
أكبرها
وأكثرها
زيادة رواية
أبي مصعب، فقد
قال ابن حزم: في
موطأ أبي مصعب
زيادة عن سائر
الموطآت نحو مائة
حديث، وقال
الغافقي في
مسند الموطأ
أي أبو القاسم
عبد الرحمن بن
عبد الله بن
محمد الفقيه
المالكي،
المتوفي سنة
إحدى وثمانين
بعد ثلاث مائة
تزين الممالك
ص،48 الديباج
المذهب ص
148: اشتمل
كتابنا هذا
على ستمائة
حديث وستة
وستين حديثا،
وهو الذي
انتهى إلينا
من مسند موطأ
مالك، وذلك
أني نظرت
الموطأ من
ثنتي عشرة
رواية رويت عن
مالك وهي رواية
عبد الله بن
وهب، وعبد
الرحمن بن
القاسم، وعبد
الله بن مسلمة
القعبني،
وعبد الله بن
يوسف
التّنيسي،
ومعن بن عيسى،
وسعيد بن
عفير، ويحيى
بن عبد الله
بن بكير، وأبي
مصعب أحمد بن
أبي بكر
الزهري،
ومصعب عبد
الله
الزبيري، ومحمد
بن المبارك
الصوري،
وسليمان بن
برد، ويحيى بن
يحيى
الأندلسي،
فأخذت الأكثر
من رواياتهم،
فذكرت
اختلافهم في
الحديث
والألفاظ،
وما أرسله
بعضهم، أو
أوقفه،
وأسنده غيرهم،
وما كان من
المرسل
اللاحق
بالمسند وعدة
رجال مالك
الذين روى
عنهم في هذا
المسند خمسة
وتسعون، وعدة
من روي له فيه
من رجال
الصحابة خمسة وثمانون
رجلاً، ومن
نسائهم ثلاث
وعشرون إمرأ
ةً، ومن
التابعين
ثماني
وأربعون
رجلاً، كلهم
من أهل
المدينة إلا
ستة رجالٍ: أبو
الزبير من أهل
مكة، وحميد
الطويل وأيوب
السختياني من
أهل البصرة،
وعطاء بن عبد
الله من أهل
خراسان، وعبد
الكريم من أهل
الجزيرة، وإبراهيم
بن أبي عبلة
من أهل
الشام،، هذا
كله كلام
الغافقي،قلت: وقد
وقفت على
الموطأ من
روايتين
أخريين سوى ما
ذكره
الغافقي،
أحدهما: رواية
سويد بن سعيد،
والأخرى
برواية محمد
بن الحسن صاحب
أبي حنيفة،
وفيها أحاديث
يسيرة زائدة
على سائر
الموطآت،
منها حديث
إنما الأعمال
بالنيات،
وبذلك تبين
صحة قول ما
عزا روايتة
إلى الموطّأ،
ووهم من خطّأه
في ذلك، وقد
بنيت في الشرح
الكبير على
هذه الروايات
الأربعة عشر،
انتهى كلام
السيوطي،قال
الزرقاني في
مقدمة شرحه 1/6
بعد نقل قوله: وفيها
أحاديث
يسيرة،،، إلخ:
مراده الرد
على قول فتح
الباري: هذا
الحديث متفق
على صحته،
أخرجه الأئمة
المشهورون
إلا صاحب
الموطأ في
الأصل: إلا
الموطأ، وهو
خطأ، ووهم من
زعم أنه في
الموطأ
مغتراً
بتخريج
الشيخين له،
والنسائي بطريق
مالك، انتهى،
وقال في منتهى
الأعمال: لم
يهم، فإنه وإن
لم يكن في
الروايات
الشهيرة،
فإنه في رواية
محمد بن الحسن،
أورده في آخر
كتاب النوارد
قبل آخر الكتاب
بثلاث ورقات،
وتاريخ
النسخة التي
وقفت عليها
مكتوبة في صفر
سنة أربع
وخمسين
وخمسمائة،
وفيها أحاديث
يسيرة زائدة
عن الروايات المشهورة،
وهي خالية من
عدة أحاديث
ثابتة في سائر
الروايات،
وانتهى كلام
الزرقاني،وفي
كشف الظنون عن
أسامي الكتب
والفنون
لمصطفى بن القسطنطيني
عبد الله
الشهير بملاّ
كاتب الجلبي المتوفي
سنة
1067 هجري،
قال أبو القاسم محمد بن حسين الشافعي كشف
الظنون 2/1908: الموطآت المعروفة عن مالك إحدى عشر معناها
متقارب، والمستعمل منها أربعة: موطأ يحيى بن يحيى، وابن بكير، وأبي مصعب الزهري،
وابن وهب، ثم ضعف الإستعمال إلا في موطأ يحيى، ثم في موطأ ابن بكير، وفي تقديم
الأبواب وتأخيرها اختلاف في النسخ، وأكثر ما يوجد فيها ترتيب الباجي، وهو أن يعقب
الصلاة بالجنائز ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم اتفقت النسخ إلى الحج، ثم اختلفت بعد
ذلك، وقد روى أبو نعيم في حلية الأولياء عن مالك أنه قال: شاوَرَني هارون الرشيد في
أن يعلّق الموطأ على الكعبة، ويحمل الناس على ما فيه، فقلت: لا تفعل، فإن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في البلدان، وكلٌّ مصيب،
فقال: وفقك الله يا أبا عبد الله، وروى ابن سعد في الطبقات عن مالك أنه لما حجّ
المنصور قال لي: عزمت على أن آمر بكتبك هذة التي وضعتها، فتُنسخ، ثم أبعث إلى كل
مصر من أمصار المسلمين منها نسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ولا يتعدوا إلى غيرها
فقلت لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم الأقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات،
وأخذ كل قوم بما سبق إليهم، ودانوا به، فدع الناس وما اختار أهل كل بلد منهم
لأنفسهم، كذا في عقود الجمان.
�(تحت
إشراف اللجنة
الفقهية
بالطريقة
البرهانية)
|