رجبية سيدي إبراهيم الدسوقي

فرح الأفراح

تـجـديــد مـقــام
الــراشـد الخـامـس

المولد الرجبي لسيدنا البدوي

 

رجبية سيدي إبراهيم الدسوقي


أثر كف النبي صلى الله عميه وسلم في مقام سيدي إبراهيم الدسوقي

كان سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه يقول لقراء القرآن: إياكم والغيبة والتكلم بالكلام الفاحش، ثم تتلون القرآن، فإن حكم ذلك حكم من مس بألفاظ القرآن القذر ولا شك في كفره، وهذا أمر قد عم غالب قراء القرآن، فلا يكاد يسلم منه إلا القليل، حتى قال الفضيل بن عياض وسفيان الثوري: قد صار القراء يتفكهون في هذا الزمان بالغيبة وتنقيص بعضهم بعضا، خوفا أن يعلو شأن أقرانهم عليهم ويشتهرون بالعلم والزهد والورع دونهم وبعضهم يجعلها كالإدام في الطعام وهو أخفهم إثم. وقال سيدي الشعراني رضي الله عنه رأيت شخصا من المجاورين يقرأ كل يوم ختمة وهو مع ذلك لا يكاد يذكر أحدا من المسلمين بخير، إنما هو غيبة وازدراء، فنهيته عن ذلك، فتركهم واشتغل بغيبتي، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فعظم يا أخي سنة نبيك، واستغفر الله من استهانتك بتركها، فإنك لو صرحت بالاستهانة كفرت وحكم الباطن عند الله تعالى في ذلك حكم الظاهر. ﴿والله غفور رحيم﴾.

فرح الأفراح

فـي هذه الأيام التي عم فيها وجه الأرض الفرح وتزينت السماء بظهور الثريا كان مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم خير بداية للأفراح التي تلاها الفرح بحولية الإمامين الأمجدين سيدي فخر الدين وخليفته سيدي إبراهيم رضي الله عنهما ثم كان الفرح بزفاف الأمجد بن الأمجد بن الأمجد سيدنا الشيخ محمد إبراهيم محمد عثمان عبده البرهاني على السيدة ثريا التي ترعرعت وتربت منذ نعومة أظفارها في الزاوية البرهانية بمدينة هامبورج الألمانية فالتقى الشرق والغرب في هذا الزواج الميمون الذي جمع بين سليل الحسب والنسب الشريف بالحنطة التي بذرها جده في أقطار الأعاجم حيث قال:

وطفت بلاد الله شرقا ومغربا         بذرت بأقطارالأعاجم حنطتي

ويكرر التاريخ نفسه بالتقاء أبناء إسماعيل وإسحاق مرة أخرى، ثم تختم الأفراح في ساحة سيدي أحمد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنهما فتكون أفراحنا عميمة وبهجتنا عظيمة فاللهم بجاه أصحاب الأفراح اجعل كل أيامنا أفراح.

تـجـديــد مـقــام
الــراشـد الخـامـس

بدأ الأحباب في دمشق بتجديد مقام سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، قال ابن عساكر: أنبأنا أبو القاسم بن إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب حدثني محمد بن عبد العزيز حدثنا حمزة، عن السري بن يحيى، عن رباح بن عبيدة، قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه، فقلت فـي نفسي:إن هذا الرجل حافـي، قال: فلما انصرف من الصلاة قلت: من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا؟ قال: وهل رأيته يا رباح؟ قلت: نعم، قال: ما أحسبك إلا رجلاً صالحاً ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل، هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو حفص القرشي الأموي المعروف أمير المؤمنين، وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ويقال له: أشج بني مروان، وكان يقال: الأشج أعدل بني مروان. كان عمر تابعياً جليلاً، روي عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد، ويوسف بن عبد الله بن سلام، ويوسف صحابي صغير،وروى عن خلق من التابعين، وعنه جماعة من التابعين وغيرهم، قال الإمام أحمد بن حنبل: لا أدري قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز، وقال نعيم بن حماد: ثنا ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير، فبلغ أمه فأرسلت إليه فقالت: ما يبكيك؟ قال: ذكرت الموت، فبكت أمه. وكان قد جمع القرآن وهو صغير، وقال الضحاك بن عثمان الخزامي:

كان أبوه قد جعله عند صالح بن كيسان يؤدبه، فلما حج أبوه اجتاز به في المدينة فسأله عنه فقال: ما خبرت أحداً الله أعظم في صدره من هذا الغلام، وروى يعقوب بن سفيان أن عمر بن عبد العزيز تأخر عن الصلاة مع الجماعة يوماً، فقال صالح بن كيسان: ما شغلك؟ فقال: كانت مرجِّلتي تسكن شعري، فقال له: قدمت ذلك على الصلاة؟ وكتب إلى أبيه وهو على مصر يعلمه بذلك، فبعث أبوه رسولاً فلم يكلمه حتى حلق رأسه.

المولد الرجبي لسيدنا البدوي

قال سيدي عبد الوهاب الشعراني قد كنت مرة جالسا عند سيدي علي الخواص رحمه الله وهو يضفر الخوص،فقال لي قد ترك بعض الأكابر العذبة والسبحة وتربية الشعر ولبس الصوف والجلوس على السجادة ودخــلوا في غمار العامة فلا يكادون يتميزون عن العامة بهيئة، فإن هذه الأمور قد صارت علما على أن صاحبها من أهل الطريق، وأما من لبس الطيلسان وأرخى العذبة ولبس الصوف وجلس على سجادة بلا نية صالحة فكأن كل شعرة منه تقول للناس أنا من الصالحين، ومحك ذلك أنه إذا ترك تلك اللبسة ولبس ثياب العوام على الدوام يجد في نفسه استيحاشا، لأن هيئة المشيخة فارقته وما هو شيخ إلا بها، فصار كالحداد بلا فحم. قال: وقد طلبت مرة أن أعمل لي شملة حمراء كالأحمدية فشاورت سيدي عليا الخواص، فقال إن قدرت تقوم بواجبها فالبسها، فقلت له وما واجبها؟ قال أن تمشي على قدم سيدي أحمد البدوي، قال: فقلت له لا أطيق فقال: فاترك ذلك ثم قال وعزة ربي إني جعلت في زيق جبتي شرموطا أحمر محبة في سيدي أحمد وأنا مستحي من الله تعالى في لبسه، وكذلك القول في لباس كل خرقة من الخرق، إن لم يمشي الإنسان على قدم أصحابها وإلا فليتركها، وأين قدم الشيخ عبدالقادر الجيلي وسيدي أحمد الرفاعي، وسيدي إبراهيم الدسوقي مثلا من أقدام من يلبس خرقتهم اليوم.