أطلق
سراح القاتل
كان
إسحاق بن
إبراهيم بن
مصعب واليا
على بغداد
أيام أمير
المؤمنين
المتوكل،
وحدث ذات ليلة
أن رأى فى منامه
كأن النبى صلى
الله عليه
وآله وسلم
يقول له: أطلق
القاتل،
فارتاع لذلك
روعا عظيما
ونظر فى الكتب
الواردة
لأصحاب
السجون فلم
يجد فيها ذكر
قاتل، فأمر
بإحضار
السندى
والعباس فسألهما
هل رفع إليهما
أحد أدعى عليه
بالقتل؟ فقال
له العباس
نعم، وقد
كتبنا بخبره
فأعاد النظر
فوجد الكتاب
فى أضعاف
القراطيس،
وإذا الرجل قد
شهد عليه
بالقتل وأقر
به، فأمر إسحاق
بإحضاره،
فلما دخل عليه
ورأى ما به من
الإرتياع قال
له: إن صدقتنى
أطلقتك،
فابتدأ يخبره
بخبره وذكر أنه
كان وعدد من
أصحابه
يرتكبون كل
عظيمة
ويستحلون كل
محرم وأنهم
اجتمعوا بمدينة
المنصور
يعتكفون فيها
على كل بلية،
فلما كان هذا
اليوم جاءتهم
عجوز كانت
تختلف إليهم
للفساد ومعها
جارية بارعة
الجمال فلما
توسطت
الجارية
الدار صرخت
صرخة عظيمة
فبادرتُ إليها
من بين أصحابى
فأدخلتها
بيتا وسكنت روعها،
وسألتها عن
قصتها فقالت: الله
الله فى، فإن
هذه العجوز
خدعتنى
وأعلمتنى أن
فى خزانتها (حقا)
لم ير مثله
فشوقتنى إلى
النظر إلى ما
فيه، فخرجت
معها واثقة
بقولها فهجمت
بى عليكم،
وجدى رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
وأمى فاطمة
الزهراء وأبى
الحسين بن على
فاحفظوهم فى،
قال الرجل: فضمنت
خلاصها وخرجت
إلى أصحابى
فعرفتهم بذلك،
فكأنى
أغريتهم بها
وقالوا: لما
قضيت حاجتك
منها أردت
صرفنا عنها
وبادروا
إليها، وقمت
دونها أمنع
عنها، فتفاقم
الأمر بيننا
إلى أن نالتنى
جراح، فعمدت
إلى من كان
أشدهم فى
أمرها
وأكلبهم على
هتكها
فقتلته، ولم
أزل أمنع عنها
إلى أن خلصتها
سالمة،
وتخلصت الجارية
آمنة مما
خافته على
نفسها
فأخرجتها من
الدار
فسمعتها تقول:
سترك الله كما
سترتنى، وكان
لك كما كنت
لى، فسمع
الجيران
الضجة
فبادروا
إلينا
والسكين فى يدى
والرجل يتشحط
فى دمه، فرفعت
إليك على هذه الحالة،
فقال له إسحاق:
قد عرفت ماكان من حفظك للمرأة ووهبتك لله
ولرسوله، قال الرجل: فوحق من وهبتنى له لا عاودت معصية، ولا دخلت فى ريبة حتى ألقى
الله، فأخبره إسحاق بالرؤيا التى رآها وأن الله لن يضيع له أجر ما فعل وعرض عليه
برا واسعا فأبى قبول شئ منه.
هذا عبير التاريخ يحمل إلينا جزاء من يحفظ أهل
بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحمل إلينا حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع أمته فى كل ملمة، كما يحمل لنا اعتقاد الأمراء فى الحبيب واعتقادهم أن رؤياه حق،
ونحن نرى بعض أدعياء العلم يكذبون أو يقيدون رؤيا النبى صلى الله عليه وسلم بشكل
معين أو بصورة معينة مع أن رؤيا الحبيب على كل حال حق ولا يعلمه إلا الراسخون فى
العلم.
وقد حدثنا على بن محمدٍ عن وكيع عن سفيان عن
أبى إسحاق عن أبى الأحوص عن عبد الله عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (من رآنى فى
المنام فقد رآنى فى اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل على صورتى) مسند الإمام أحمد.
وقال أبو مروان العثمانى عن عبد العزيز بن أبى
حازمٍ عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (من رآنى فى المنام فقد رآنى فإن الشيطان لا يتمثل بى) صحيح البخارى وسنن
ابن ماجة.
وعن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول (من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة أو كأنما رآنى فى اليقظة ولا
يتمثل الشيطان بى).
وقال صلى الله عليه وسلم (من رآنى فقد رآى
الحق فإن الشيطان لا يترايا بى) صحيح البخارى عن أبى سعيد.
وقال صلى الله عليه وسلم (من رآنى فى المنام
فقد رآنى إنه لا ينبغى للشيطان أن يتمثل فى صورتى) صحيح مسلم عن جابر.
محمد
صفوت جعفر
صور من احتفالات الطريقة البرهانية في حولية 2006 |