ركن المرأة
إختلافنا جوهري
إن عداوة إبليس لإبن آدم منذ القدم ولقد تحدث القرآن الكريم فى كثير
من المواضع عن هذا الأمر ويمكن أن نقول أنه لما علم بأن نبي آخر الزمان يكون من
العرب فأوعذ إلى الناس بعبادة الأصنام حتى يكونوا على دين وعبادة قبل مجىء الرسالة
لهذا فإننا كمسلمين نتوقع هذه العداوة فى كل زمان ومكان ومن جهل شىء عاداه ولكن ما
يؤلم حقاً عداوتنا كمسلمين وإختلافنا فيما بيننا وليت الأمر حول أمور ثانوية ولكن
إختلافنا حول الأصل نفسه وهو ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم وتمزقنا إلى فئات
تنكر مقامه الشريف وكل ذلك ناتج عن جهلنا لكون بشريته وإنتهاء دوره بعد إنتقاله
إلى الرفيق الأعلى حتى أثر هذا الإختلاف على أجيال المسلمين وجعل ثقافتهم الدينية
ضعيفة ولقمة سائغة للغزو الفكرى المعادى للإسلام وذلك لعدم وجود رابط المحبة الصادقة
القوية للرسول صلى الله عليه وسلم والتى تجعل الفرد ذو همة عالية للإقتداء به فى
كل أقواله وأفعاله حتى يكون فى حصن متين ولا تؤثر فيه الأهواء مهما إختلفت قوالب
الغزو وعلى سبيل المثال فإن البعض يرفض الإحتفال والمديح للنبي صلى الله عليه وسلم
بحجة الحديث (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم) ويقولون أن المديح نوع من
الإطراء والغلو ونحن نقول ها هنا إختلافنا جوهرى لأن الإطراء وصف المسيح بأنه إبن
الله ولكن المديح إنما يصف النبي ووصفه سنه كما قال سيدنا أبو طالب:
وأبيض يستسقى
الغمام بوجهه� كفيل اليتامى عصمة للأرامل
وكما مدحه سيدنا حسان إبن ثابت فقال فيه النبى صلى الله عليه وسلم (إن
روح القدس ينفث فى حسان ما نافح أو فاخر عن رسول الله) وكما مدحه الله جل وعلا
﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ وهذا هو الإختلاف بين المديح والإطراء ولذا فإختلافنا جوهرى.
هدى عبد الماجد
|