ركن الطفل
فى ليلة من الليالى القمرية كنا نلعب وكان أحد
الاطفال يبنى قصراً من الرمل وهوسعيد بهذه اللعبة الجميلة قام أحد
الأطفال مندفعاً من مكانه نحو هذا القصر الجميل وقام بهدمه تماما
فصاح الطفل صاحب القصر الرملى لماذا ياحاسد تهدم قصري؟ فحضر أخوهما
الاكبر وضمَّهما الى صدره وقال: ياأشقَّائى لاأريد أن يفرِّق بينكم
الحسد.
وجاءت الجده وهما متعانقان فما أبدع منظرهما
الجميل وجلست ثمَّ قالت: حدث مثل هذا المنظر فى عهد سيدنا يوسف على
نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام مع أشقائه كانو يُغارون منه لأن أباه
كان يحبُّه أكثر منهم . فقد كان سيدنا يعقوب يؤثره بحبِّه. وكان هو
حديث أسمارهم وكانوا دائما يخططون للكيد له والنيل منه. وفي يوم من
الأيام جاء سيدنا يوسف ليحكى رؤيا رآها وقال {وإذ قال يوسف لأبيه
ياأبت إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين} قال
سيدنا يعقوب يابنى لاتقصص ما رأيت على إخوتك كى لايكيدو لك ومن تلك
اللحظه أصبح اهتمامه بسيدنا يوسف اكثر واشتعلت نيران الغيرة والحسد
في إخوته وجلسوا يتآمرون عليه، طلبوا من أبيه أن يسمح لهم بأخذه
ليلعب معهم، فرفض أبوهم خوفاً عليه ولما الحوا سمح لهم فأخذوه ورموه
في البئر، وزعموا لأبيهم أن الذئب أكله، وذبحوا حيواناً ولطَّخوا
القميص بدمه. وقضى الله عزَّ وجلَّ أن ينجوا سيدنا يوسف، وأن يعيش في
قصر ملك مصر وتتابعت الأحداث حتى صار أميراً لمصر. وجاء إخوته في
تجارة لمصر فعرفهم ولم يعرفوه، ولما عرفوه طلبوا منه أن يسامحهم فما
كان منه إلا أن قال '' لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم
الراحمين '' هذا هو يوسف عليه السلام الذي خصَّه الله تعالى بالنبوة
فما أجمل العفو والتسامح الذي نبلغ به الدرجات العلية.
الجدة
فَتِيْ السَوَاعِدِ
البرهانية والبحث الجامعي
يمثل البحث الجامعى أداة فعالة في عمليات التنوير
العقلانى والتطور الابداعى للشعوب وهو وسيلة للمعرفة الحديثة التى
تقود الإنسانية نحو مرافئ التقدم والرقى فكل الإبتكارات التى توصَّل
اليها العقل البشرى هى نتاج طبيعى لبحوث ودراسات علمية منهجية وفق
رؤى محددة.
وتأتى أهمية البحث الجامعى متصاحبة مع
المتغيِّرات التى طرأت على العالم الذى أصبح غرفة صغيرة فبقدر تطور
هذه المتغيرات يتطور البحث الجامعى شكلا ومضمونا..فكرةَ وواقعاً
محسوساً غير أن ما يهمنا في هذا الأمر هو ما يتعلق بالبحث الجامعى في
مؤسسة البرهانية ذات الجواهر النفيسة والشموس الساطعة التى يتعامى
البعض عن رؤيتها لأسباب ذاتية هى أن التيار البرهانى قد يجرف ساحل
غوغائية التخلف البالى وربما يحطم ايضا جدران شوفونية شيوخ المصالح
والمنافع المتمرغين بتراب الحكام.
إن المؤسسة البرهانية سحابة سحَّاء تروى أرضاً
خصبة تنبت بحثا ومعرفة وهى تفيض بالعلوم البحثية كالبنية الاجتماعية
والفكرية للطريقة والدراسات الأدبية التى تعسكها مؤلفات صاحب الوقت
سيدى فخرالدين رضى الله عنه فمن ذا يجادل على أن ديوان شراب الوصل
يمثل الحبل الممدود مابين المدرسة الشعرية التقليدية والمدرسة
الشعرية التجديدية فهو مزيج من هذا وذاك وضع في إناء شعرى متميز
ومتفرد مكونا مدرسة شعرية عظيمة هى مدرسة سيدى فخرالدين رضى الله عنه
وفيهذا الديوان يطرح صاحب الوقت عددا من القضايا والمعتقدات التى
تمثِّل استراتيجية الطريقة، كذلك يطرح قضايا أقرب ما تكون لعلم
الفلسفة كقضية أنه يرى حقيقة ماينظمه من قصائد لايمثل شعرا وبالتالى
فهو ليس بشاعر وهذا يمثل بعدا فلسفيا شبيهاً بما يسميه الفلاسفة
فلسفة اللافلسفة إذن على الباحثين في علم الفلسفة أن يتطرقوا لهذه
القضية كذالك على طلاب كليات الآداب أن يهتموا بالشعر الصوفي وخاصة
شراب الوصل لتثرية التجربة الأدبية الإنسانية بهذا التفرد السامى.
لقد شهدنا تلك التجربة الرائعة التى قامت بها
الطالبة شيماء عوض الجاك بكلية الآداب جامعة ام درمان الأهلية عندما
كان بحث تخرجها للبكالريوس بعنوان (المبانى والمعانى من كلام السيد
البرهانى) وهو عبارة عن دراسة أدبية لديوان شراب الوصل ولقد نال هذا
البحث أعلى الدرجات العلمية الممنوحة للبحوث في كلية الآداب.إذن
سادتى طلاب كليات الآداب علينا أن نغوص في شراب الوصل لننتقى جواهر
علم لدنٍي نظهره للعالم فهذا هو الإبداع الحقيقى أو هو علم العلوم
إنها رسالة لكل الباحثين من اجل إظهار الحق الحقيقى لنضئ القلوب بنور
البرهان العظيم... ولنا عودة.
سامى حسب الرسول |