العدد الثامن  (سبتمبر)

 

بـرهـانيــات

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

الـصـراط المسـتـقـيـم


 

 

بـرهـانيــات

محـبـة

لا اذكر بالتحديد متى دخلت الطريقة  ولكنى عاصرت مولانا فخر الدين . وقد كان عدد الالمان فى الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية 4 فقط . واذكر اننى تخيلت أنَّ الشيخ الصوفى يعيش إما فى القصر أو فى الصحراء ولذا ارتديت ملابس طويلة وبسيطة عند لقائه والمشكلة انى لم اكن ألبس حجاباً وعندما قابلت مولانا وجدته رجلاً بسيطاً يعيش فى منزل عادى وشعرت بأن شيئا ما قد مسَّ قلبى وعلى الرغم من أننى رفضت فى أول الأمر تقبيل يد رجل فإننى بعد لقائه حرصت على تقبيل يد المشايخ من أهل البيت . طلب منا مولانا ان نغمض أعيننا ونفخ فى وجوهنا فأعطانى نشوة لم تفارقنى حتى الآن وعندما سألته عن ارتداء الحجاب لانه مشكلة فى المانيا قال اننا نقطع آلاف الأميال كى نتعلم الدين وهذا دليل أقوى على الايمان فضلا عن أن المرأة بطبيعتها الرقيقة قريبةٌ  إلى الله.

 ثم قالت (كم كان صعبا علىَّ رحيلُه).

كانت أول حولية لى هى أول حولية لمولانا وقد وفقنى مولانا للحصول على الإمكانات المادية لزيارة الحولية كل عام .

الفرق بين الحولية هنا والحولية فى المانيا أنه لايوجد فى المانيا مقام، ولكن وجود الشيخ محمد والشيخ حسين يساعدنا للغاية. فنحن نُولِّى مسألة تربية الاطفال على حبِّ الله عناية كبيرة ولذا حرصنا على أن يقدم  الاطفال مسرحية فى هذا العام .

اثارت هذه الحولية اهتمامي منذ أن كنت فى المانيا . فقد وجدت صعوبة في أداء عملى لأنني كنت افكر فى المسجد الذى اكتمل، وانا اعتبر هذه الحولية خطوة ناجحة مع بداية الالفية الجديدة .

اتوقع زيادة عدد المريدين فى المستقبل.

خطب مولانا أثارت خوفى ونشوتى. فبالرغم من عطف مولانا الواضح فانه رجل حاسم ينطلق نحو الهدف بصورة جادة  وجريئة.

المانيا - هامبورج


الـصــراط المسـتـقـيــم

تحدثنا عن الخلافة البعدية للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ووصلنا لخلافة الإمام المهدي

 فعن قيس بن جابر: قال قال رسـول الله  (سيكون من بعدى خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا) (الطبرانى من طريق الأوزاعى وللحديث طرق أخرى في التخريج تربو على التسعين حديثا منها الحسن والصحيح) وتواترت الأخبار أن المهدى سوف يولد بالمدينة ويخرج مجاهدا عند ظهور الدجال.

وقد استدل البعض على أن الخلفاء أربعة فقط وهم سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا على استدلالا بحديث رسول الله الذى رواه العرباض بن ســارية (وعظنا رسول الله  يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل هذه موعظة مودِّع فماذا تعهد إلينا يارسول الله؟ قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عَبْدً حبشى فإنه من يعش منكم يرَ اختلافا كثيرا وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك منكم فعليه بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليهـــــا بالنواجذ)(أبو داود - الترمذى) وهذا الحديث يدل على وجود الخليفة الراشد المهدى بعد رسول الله  ولم يقل أنهم أربعة فقط ولكن إذا رجعنا بالحديث السابق لهذا الحديث والذى قبله نجد أن الأمر في ظاهره ينتقل إلى الإمارة والملك ولم ينف وجود الخلافة لأن الخلافة ليست أمرا ظاهرا فحسب لإدارة شئون المسلمين سياسيا واقتصاديا ولكنه والأهم هو القيام بأمر الدين والإرشاد فيه والتجديد في الأحكام والمفاهيم وهذا ما عناه النبى  فى الحديثين التاليين عن أبى هريرة قال: قال رسول الله (إن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) (أبو داود)، وإذا تأملنا قول النبى  (إن الله يبعث) فالقضية اختيار من الله وبعث وليس اجتهـاداً ومذاكرة للعلوم وذلك يضيف تأييدا لمعنى السبع المثانى الذى أوردناه سابقا ولا يفهم من ذلك أنها رسالة بدين جديد أو رسول جديد فإن الدين قد أرسيت قواعده والرسالة قد ختمت بالنبى الأمى .

وهؤلاء الخلفاء نحن مطالبون بالبحث عنهم ومبايعتهم كما ورد في الحديث الذى رواه أبوهريرة عن النبى  قال (كانت بنى إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبى خلفه نبى وإنه لا نبى بعدى وسيكون خلفاء فيكثرون، قالوا فما تأمرنا يارسول الله قال أوفوا بيعـة الأول فالأول، أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم)(متفق عليه)، وهؤلاء الخلفاء هم الذين عناهم الله في قوله تعالى {وثلة من الآخرين} فى سورة الواقعة ولنرجع إلى أسباب نزول هذه الآية الكريمة: عن جابر بن عبد الله عن النبى  لما نزلت إذا وقعت الواقعة ذكر فيها ثلة من الأولين وقليل من الآخرين قال عمر يارسول الله ثلة من الأولين وقليل منا؟ قال فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزل {ثلة من الأولين وثلة من الأخرين} فقال رسول الله (ياعمر تعال فاسمع ما قد أنزل الله {ثلة من الأولين وثلة من الأخرين}ألا وإن من آدم إلىّ ثلة ولن تستكمل ثلَّتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن شهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له)(بن عساكر - بن كثير - الواحدى النيسابورى).

ومن هذا يتضح أن الثلة الأولى بدأت بسيدنا آدم وختمت برسول الله  إنما هم أنبياء ورسل وثلة من الآخرين هم الخلفاء الذين يسوسون أمة النبى  ويكون ختام هذه الخلافة من السودان من رعاة الإبل ممن شهد بأن لا إله إلا الله وسوف يأتى تفصيل ذلك في كتاب التصوف إن شاء الله.

ويقول سيدي فخر الدين؟

عــم الســــؤال ومـا النبــا        ومــــن العظيـــــم بالإجتبــــا

ومـــن الخلافـــة فيهــــم       تربـــو علــى كــــل الـربـــا

نكــرع التوحـيد إمـدادا وفضـلا       الخلافــة إن أردت الحـــق فينــــا

خلافــة قبـل البعـث تالله إنهــا         تقـوم عـلى إتيـان خــرق العوائــد

وللحديث بقية

محمد صفوت جعفر


وَلِي نَظْمُ دُرٍ

الحمد لله الذي فضلنا بأعظم النبيين دعوة وأوضحهم درجة وأقربهم منزلة خير الخلق سيدنا محمد اللهم صلِّ عليه وآله وسلم تحدث مادحون فى مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام مبينين استحالة إدراك كنه ما يتصف به صلى الله عليه وسلم :

  فـلو أن أعضـائي غـدت ألســنا إذن      لما بلغـت في المـدح بعـض الـمـآرب

ولـو أن كــل الـعارفيـن تـألـبـوا      عـلى مدحـه لم يبلغـوا بعــض واجـب

ويقول الإمام البصيرى :

     كـــــلُّ البلاغة عـــىٌّ فى مناقبه      اذا تفكـــرت والتكــثير تقليـــل

   لو أجمـع الخـلق ان يحصـوا محاسـنه     أعيتهمـو جملــة مـــنه وتفصـيل

هاهو الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى يمدحه صلى الله عليه وسلم ولاغنى ويعود آلي مثل قوله

وتالله ما رمـت المــديح وإنمــا        بــدا الحسـن غلابا وما اللب حاضــر

ويختم بمثل قوله

هـذى نفيــحات ولســت بمـادح      مــن أن يــرام بـمــادحٍ حـاشـاه

اللّهم صلِّ عليه وآله وسلم.

وهكذا كان أهل المعرفة والبيان فبالرغم من أنهم طوَّعوا الكلمات في مدحه صلى الله عليه وسلم إلا أنها كانت تفصح بانها عاجزة.

يقول الشيخ محمد عثمان عبده ا لبرهاني فى مدح خير الورى

سيِّــدا لـم تــزل وغـيرك زالـوا        وجـميعــا إلى جنابـــك آلــوا

نغم في نظم ما أحلاه من نغم وجمال التصريع وروعة الجناس فى قوله (زالوا - وآلو)

ويتكون البيت من ثلاثة جمل؛ اثنتان منها فى صدر البيت أعطتا معنى أُكِّد بالجملة الثالثة فى عجز البيت فهو السيِّد الذى لايزال مستمرَّا وعلى الدوام سيِّدا غيره أو سواه زالوا فقد انتهى ذكرهم أحياء وأمواتا كما كان المعنى المؤكِّد فى الجملة الأخيرة حيث آل الجميع إلى جنابه صلى الله عليه وسلم إذ هو السيد.

وليس السيد من اسماء الله تعالى فقد وردت لفظ السيد فى وصف سيدنا يحيى عليه السلام فى قوله تعالى {أن الله يبشرك يحيى مصدقا بكلمه من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} 39 آل العمران.

ونلاحظ فى قول الشيخ محمد عثمان عبده السابق الذكر انه فاجأنا بقوله سيِّدا حيث قدَّم خبر مازال فلم يقل لم تزل سيِّدا وهذا التقديم يحمل فى طيا ته الكثير من المعاني فهو يريد إثبات السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم فهو قبل كل شي سيدا وتقديمه يفرح ويبهج السامع يسرُّه لاسيما إن كان من محبيه صلى الله عليه وسلم فأراد الشيخ بذلك أن يعجِّل بالمسرة للسامع وإذا كان السامع من المنكرين عليه السيادة ففي تقديم سيدا أيضا من البلاغة ما لا يخفى فهو أراد أيضا أن يعجِّل باغاظة السامع المنكر المحصور ونلمح الطباق الذي أرى انه زاد من روعة المعنى بين لم تزل وزالوا فالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى الدوام لم يزل سيِّد ولد ادم وغيره قد انطوت سيادتهم وذهبوا (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) وكان التقديم جميعا على قوله (آلو)مآب الجميع آلي جنابه العظيم.

اللّهم صلِّ عليه وسلم تسليما.

الوسيلة ابراهيم