الإيمـــان والقــــرآن
كيف
الأيمان قـبل القـرآن ؟
نهج
ساداتنا على طريقة رسول الله
،
فأسَّسُوا بنيان مريديهم على التقوى
بإحسان العقيدة من أوَّل يوم، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة فهم
يتعهدون المريدين بذلك منفقين مما جعلهم الله مستخلفين فيه فهم ورثة
الأنبياء وصحَّ عن رسول الله أنه قـــــال : (نحن معاشر الانبياء
لم نورِّث دينارا ولا درهما وإنما نورِّث نور النبــوة)، ثم رتَّبوا
للمريدين الأحزاب والوظائف والأوراد التي جمعوها بنور النبوة من
مشكاة النبوة :
وكلُّهم
من رسول اللهِ ملتمس غَرْفـاً من البحر أو رَشْـفاً من
الدِّيَم
وديدنهم
في ذلك حديث رسول الله : (اكلفوا من الأعمال ماتطيقون فإن الله عز
وجل لايملُّ حتى تملُّوا). رواه الديلمي وذكره سيدي أبو طالب المكي
في قوت القلوب.
وقوله
:(أحب الأعمال إلى اللـه عز وجل ما دِيم عليه وإن قل) رواه البخاري
ومسلم
يعلمِّون
المريدين أن لا ينشغلوا بسفاسف الأمور (إن الله تعــالى يحب معالي
الأمور ويكره سفسافها) رواه ابن حبان في صحيحه.
وجَعْلَ
همِّ المريد الأنشغالَ بذكر الله عن كل شئ إلا الفرائض فـفضيلتـه
تفوق كل الفضـائل وسيأتي بيان ذلك في بــاب الذكر إن شــاء اللــه
تعــالى.
ولايزال
هذا شأن المريد حتى يتمكن قلبه ويقوى فـيَـتَـعَـهَّـدوُنَـهُ
بالقرآن برفقٍ مصداقا لـقوله (إن هذا الدين لمتين فأوغلوا فيه
برفق) رواه أحمد في مسنده.
والأمر
كله يرجع إلى وجوب الشيخ الخبير.
{الرحمن
فأسأل به خبيرا} الفرقــان آيــة (59).
{ولا
ينبئك مثل خبير} فــاطر آيـــة (14).
هذا هو
بعض شأن الصوفية ؟ وكما يتضح لكل منصف إن طريقتهم بحق مشيدة بالكتاب
والسنة، ولكن الإنكار كذلك لابد وأن يكون لأن الوراثة كلية فكما
أنكروا على النبي لابد وأن ينكروا على ورثته.
ورثنـــا
عنـــه حــتى مارمــوه لذلـك مـن كفـاه فقـد كفـانــا
وإلى لقاء
قريب
د.
إبراهيم دسوقي
|