ركن المرأة
بيـــن حياتيـــن
نعيش في هذه الأيام نهاية شهررمضان العظيم
ونتنسم عبير الختام، ويقلِّب كلُّ فرد مفكرة أيامه وحصيلة أعماله
ليرى مدى مقدرته الروحية على الطاعة والعبادة، وقد اكتشف نقاط
القوَّة والضعف في هذه النفس، ويغتنم هذه الفرصة ليهيِّء نفسه
لمواكبة الحياة العصرية بكلِّ ما تتسم به من تعقيد، فكلُّ يوم يطلع
علينا باكتشاف جديد من أجل خدمة البشرية، فنتأهَّب وتغمرنا الفرحة
بالحدث وما تحتويه جوانبه الإيجابية ، وقد يهوّن علينا ذلك الإكتشاف
بعض ما كنا نعاني منه في السابق، ونحسُّ أن كلَّ عمل يشرع فيه الفرد
يمكن أن يكتمل ويتحقق بسرعة مقابل دراهم معدودة. متناسين الجانب
الآخر وما قد يصحب هذا الاكتشاف من سلبيات، خاصـة وأن هذه الاكتشافات
تولد في البلاد الغربية وغالبا ما تحمل معها أفكارا غربية.ا
أصبحنا في كلِّ لحظة نستخدم فيها الجديد نخشى
من الخطوة التي تليها لأنها بلا شك قادمة بالأكثر جدة وحداثة،
ومواكبةً لهذا الأمر يرى الكلُّ أنه لابد له من تنمية مقدراته
ومواهبه وذلك بالتزوُّد بالعلم و المعرفة للمراحل المقبلة التي لا
ترحم الضعفاء، ويتطلب ذلك جهداً مادياً ومعنويا، خاصة في معظم البلاد
العربية التي تعاني من مشاكل اقتصادية ضخمة ومعظم سكانها من ذوي
الدخل المحدود، وصارت الحياة لُهاثاً لا ينقضي وراء الكسب وزيادة
الدخل لمواجهة متطلَّلبات الحياة المتزايدة، وأخذت الحياة تسرق كلَّ
وقتنا حتى عندما نأوي إلى الفراش نحسُّ أننا مشغولون بالغد وما قد
يأتي به من هموم ومتطلّبات.ا
ولا
ننسى أن لنا حياة أخرى يجب أن نلبي فيها حاجات الروح من عبادة وصلة
رحم وبر والد.ا
إذن فالمعادلة صعبة وليس في مقدور البشر أن
يصل فيها إلى حلول مرضية، إلا أن يلجأ إلى قوة عليا، فيرجع إلى خالقه
ليعينه، وليس في مقدوره كفرد أن يصل إلى المقصود بل يجب عليه أن يلجأ
إلى الجماعة، التي تتخذ منهاجا في الحياة يقود إلى الوصول إلى هذا
المقصد، ولا بدَّ لهذه الجماعة من مرشد واع يهديها سبل الرشاد،
ويدلّها بالإرشاد والدعاء الصالح حتى توفّق بين هاتين الحياتين
وحينئذ يمكننا من خلال هذه الجماعة وتحت إرشاد مرشدنا الواعي إلى أن
نصل لكلِّ ما نصبو إليه.ا
هدى
عبدالماجد
|