جـلّ وصـف
غـراسها
النجاة من يوم حشر
أذكر عندما أتى الراوى بالقصيدة الرجيه إحدى قصائد ديوان شراب الوصل
لسيدي فخر الدين رضي الله عنه ووجدت المرشدين الكبار قد اجتمعوا مما
يدل على أن هناك أمر جلل يحجب عن النكرات مثلي، وبالفعل علمنا أن
القصيدة تحتوي على البيت القائل:
فاسألوه النجاة من يوم حشر يوم لايسأل الحميم حميم
وركب السادة الكبار الطائرة إلى الخرطوم وقابلوا مولانا الشيخ
إبراهيم وقالوا نسألك النجاة من يوم حشر، والشيخ كعادته لايرد الضيف
بل يكرم مثواه، وعاد الوفد من الخرطوم وبقيت أنا مع هواجسي ألعن قلة
ذات اليد التي حرمتني من النجاة، ومرت الأيام والسنين وأنا لا لأنسى
هذا الحدث إلى أن جاء الشيخ إلى القاهرة، وفي إحدى جلساته مع أحبابه
ومريديه سأل سائل فقال يامولانا كيف نسأل النجاة من يوم حشر ؟؟؟
وتقلبت مع مواجعي وجاء السؤال ليفتح الجرح القديم ولكن الإجابة كانت
كالبلسم الشافي إذ قال ببساطته المعهودة النبي صلى الله عليه
وسلم قال يحشر المرء مع من أحب إنتهت الإجابة الجامعة المانعة،
إذا فالقضية ليست سفر وطائرة وقدرة مالية ولكنها قدرة القلب على
الحب، فحبه هو السؤال والنجاة هي الإجابة، صدقت ياصاحب المعاني التي
جل وصف غراسها.
فتى الوادي
|