يا أهــل بـدر يـا صحــابة أحـــمد

تميــيـز الـمـــراتب

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

ســـيـدنا إدريــس


يا أهــل بـدر يـا صحــابة أحـــمد

قال ابن الفارض رضي الله تعالى عنه : ز

فليصنع الركب ما شاءوا بأنفسهم     هم أهل بدر فلا يخشون من حرج

قال الشيخ النابلسي في شرحه وقوله هم أهل بدر الإشارة بأهل بدر إلى معْنيين: الأول أنهم أهل الغزوة المشهورة التي غزاها النبيُّ  قبل فتح مكَّة وبعد الهجرة والنصر ببدر هو المشهور الذي قتل فيه صناديد قريش وعلى ذلك اليوم بُنيَ الإسلام،وقوله فلا يخشون من حرج أي إثم إشارة إلى معنى ما ورد في صحيح البخاري من أنه لما أراد عمربن الخطاب رضي الله عنه ضرب عنق حاطب بن أبي بلتعة لكتابته للمشركين وقال: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه فقال صلى الله عليه وسلَّم: أليس من أهل بدر؟ لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنَّة وقد غفرت لكم فدمعت عينا عمر.وفي الطبراني بسند جيد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم اطَّلع الله على أهل بدر فقال: اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم، أو قال فقد وجبت لكم الجنَّة وعند الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن حفصة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأرجو ألا يدخل النار إن شاء الله تعالى أحداً شهد بدراً والحديبية. وفي الطبراني عن رافع بن خديج رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر (والذي نفسي بيده لو أن مولوداً ولد في فقه أربعين سنة من أهل الدين يعمل بطاعة الله تعالى كلِّها ويجتنب معاصي الله كلِّها إلى أن يُردَّ إلى أرذل العمر أو يردُّ إلى أن لا يعلم بعد علم شيئاً لم يبلغ ما بلغ أحدكم هذه الليل) وكان صلى الله عليه وسلَّم يكرم أهل بدر ويقدِّمهم على غيرهم، وجاء جماعة من أهل بدر للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في صُفة ضيقة، فسلَّموا ولم يجلسوا لأن المكان لم يتسع لهم فأمر صلى الله عليه وسلَّم جماعة أن يقوموا لهم وأجلسهم وخصَّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنازة أن يزادوا على أربع تكبيرات تمييزاً لهم لفضلهم، وقد نظم بعضهم فقال:ز

 

يـا بدرْ أهلك يقولوا لـك علـيَّ جُور

وعـلَّموك التـجافـي يا بهي النـورْ

فليصنعوا ما أرادوا يا شقـيق الحـور

    لأنَّهـم أهـلُ بـدرٍ ذنبهـم مغـفورْ

 

د. عبدالله محمد أحمد


تميــيـز الـمـــراتب

وكما تحدثنا عن التقوى فى كل المراتب فإن الذنب تختلف نوعيته باختلاف المرتبة فمثلا إذا ارتكب عبد ذنبا بسرقة أو زنا وأراد أن يتوب فيجب ألا نشجِّعه ونهوِّن عليه ذنبه ونقول له: قال النبى (لو لم تذنبوا وتتوبوا لأذهبكم الله وأتى بأناس يذنبون فيتوبون فيتوب الله عليهم) رواه أحمد فى الزهد، لأن هذا ليس موطن الحديث لأن ذلك يخالف قول الله تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل /90) ولكن نقول له (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ابن ماجه.   أو تقول له قول النبى  أيضا (إذا أذنب العبد نكتت نكتة سوداء فى قلبه فإن تاب مُحيت) ابن ماجه فى الزهد. لأن الحديث الأول إنما قاله رسول الله  للمؤمنين وللمحسنين لأنَّ ذنوبهم ليست ارتكاب المعاصى والموبقات ولكن ذنوبهم هى الغفلة عن ذكر الله أو الغفلة عن المشاهدة فيكون الحديث لو لم تذنبوا وتتوبوا أى تعودوا ثانية إلى الذكر والمشاهدة، وإلا اختلط الأمر على الناس وظنوا أن الله يأمرنا بعمل الذنب كما هو واضح من ظاهر اللفظ.ومن هذا نخلص أن تمييز مراتب الدين ومعرفة الآيات والأحاديث الخاصة بكلِّ مرتبة هو الأمر اللازم لعدم التعارض فى الفتوى، لأن الدين قرآن وسنة وهو يصدق بعضه بعضا، أما عن الاختلاف فى الفتوى فهو أمر وارد شرعا إذا كانت الفتوى مبنية على آية أو حديث صحيح فى مرتبته بغير خلاف كما أنه ليس هناك اختلاف فى حلال أو حرام.ز

وقد يظن الناس أن اختلاف الطرق الصوفية فى الأوراد والمشارب وكذا اختلاف أئمة الشريعة فى الفقه والفتوى يرجع إلى خلاف بينهم، ولكن ذلك إذا رددنا كل شئ إلى أصله يرجع إلى زمن النبى  حينما قال (أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) كتاب فيض الوهاب جزء 4 /36 ولهذا الحديث قصة قد لا يعرفها البعض ؛ وهى أن أحد الصحابة قال لزوجته أنت طالق إلى حين وبعد فترة أراد أن يراجعها فذهب يسأل أهل الفتوى فقابل سيدنا أبا بكر وسأله، وأفتى سـيدنا أبو بكر بأن هذه المرأة محرمة عليه فى الدنيا والآخرة. فذهب إلى سيدنا عمر فسأله دون أن يخبره بفتوى سيدنا أبي بكر، فأجاب سيدنا عمر بأنها طالق ست سنوات وستة أشهر. وكرر الصحابى سؤاله لسيدنا عثمان فقال له تجوز لك المراجعة بعد عام كامل.فذهب إلى سيدنا على واستفتاه، فسأله الإمام منذ متى كان الطلاق؟ فأجاب الرجل منذ أول أمس، فقال الإمام تجوز لك المراجعة منذ أمس.فتعجَّب الصحابى من اختلاف الفتوى وهذا الاختلاف البين، فذهب إلى رسول الله  وقال له: يا رسول الله أتكون بين ظهرانينا ودينك يمزق ! وأخبره بالقصة كاملة، فأمره النبى  أن يخبر الصحابة الكرام بالحضور بين يدى النبى  فلما حضروا سأل سيدنا أبا بكر: علام استندت فى فتواك ؟ فأجاب أنه استند إلى قوله تعالى {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} (الإنسان /1) وهذا الحين لن يعود فى الدنيا ولا فى الآخرة، ولذلك حُرِّمت عليه.وأما سيدنا عمر فقد استند فى فتواه من جواز رجوعها إليه بعد ست سنوات وستة أشهر على قوله تعالى {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننَّه حتى حين} (يوسف/35) وذلك هو الحين الذى قضاه سيدنا يوسف فى السجن أما سيدنا عثمان فقد أجاز رجوعها بعد عام كامل وذلك من قوله تعالى {تؤتى أكلها كلَّ حين بإذن ربها}  (إبراهيم /25) وهذه الآية تتكلم عن النخل وهى تثمر كل عام.أما سيدنا على فقد بنى حكمه على قوله تعالى {فسبحان الله حين تمســــون وحين تصبحون} (الروم).ز

ومن هذا نجد أن الصحابة قد اختلفوا فى فتوى أساسية فى فقه المعاملات ولكن لِكُلٍ سـنده من القرآن، وكذلك الحال عند الأئمة نجد أن الأئمة الأربعة الإمام أبوحنيفة النعمان والإمام مالك بن أنس والإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهم قد اختلفوا حتى فى بعض الأصول فعلى سبيل المثال فى الصلاة عند المالكية فالركوع فرض والاعتدال فرض والطمأنينة فى الاثنين فرض ، أماالحنفية فعندهم الركوع فرض قدر الانحناء، والاعتدال ارتفاع قدر بسيط يســـمح بمرور الهواء، وعند المالكية فى تكبيرة الإحرام ترفع اليدين بحذاء المنكبين وتقول الله أكبر، أما الأحناف فأى اسم من الأسماء الإلهية يجوز فى تكبيرة الإحرام.وخطبة الجمعة عند المالكية باللغة العربية فرض ولا يجوز غيرها، أما عند الحنفية تقول الآية أو الحديث باللغة العربية وتجوز الخطبة بالرطانة أو بالإنجليزية.

واشترط المالكية والشافعية والحنابلة شروطا محددة لماء الوضوء، أما الأحناف فأجازوا الوضوء حتى بالشَّرْبَات مادام طاهرا

محمد صفوت جعفر


وَلِي نَظْمُ دُرٍ

الحمد لله الذي خصَّ عباده بالعلم وله الحمد قال في محكم تنزيله {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقال {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء} وصلى الله وسلَّم على ولد آدم الذي أُعطي جوامع الكلم والذي خُصَّ بذات العلوم وهو القائل (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقا إلى الجنَّة).ز

درج الصوفية رضوان الله عليهم على تسمية العطاء شراب وكذلك ذكر الله وكلِّ كلام طيب يعتقدون أنه يسمو بالإنسان، لاسيِّما العلم ولذا كانت تسمية مؤلفاتهم ولا سيما الدواوين الشعرية تحوم حول هذا السياق مثل شراب الوصل وشُرب الكأس و رشفات المدام وغيرها من الدواوين الشعرية.وربما يكون الجامع بين كلامهم وبين الشراب أنَّ كلاً منهما يروي الظمأ ؛ الظمأ الروحي مثل ما يروي الماء الجسد.فالعلم هو غذاء الأرواح، ويقول الشيخ رضوان الله عليه مؤكِّداً على هذا المعنى:ز

هل تجدب الأرواح وهو الماء

وقد قضى الشيخ رضي الله تعالى عنه كلَّ حياته في طلب العلم وعندما تولَّى الإرشاد كان يحثُّ أبناءه على طلب العلم، مردداً قول السيد إبراهيم الدسوقي رضي الله تعالى عنه:ز

العلم بالـذكر لا ينفكُّ مقتـرنا        والجهل صاحبه في غفلة وعنا

ويقول الشيخ محمد عثمان عبده:

العلم كـنز والصدور مـنازل           وبغيره تبدو الصدور قفارا

في كلِّ مرقى تستقيه منابـع            عطشى إليه صغائراً وكبارا

وربط رضي الله عنه العلم بالقلب وجعله حياةً له، ولم يُشر إلى ضرورة نظافة القلب لأنه معلوم بالضرورة أن القلوب لا تكون مستودعا للعلم الذي هو كنز إلا إذا تعهَّدها صاحبُها بالصقل والنظافة وذلك بالذكر.ونرى في تشبيه العلم بالكنز من البلاغة ما لا يخفى لأنَّ الكنز يتعب الإنسان في جمعه فإذا جمعه صار ضنيناً به شديد المحافظة عليه وإلا عاد صدره قفراً لا حياة فيه.ز

الوسيلة  إبراهيم


ســـيـدنا إدريــس

سئل الشيخ محمد عثمان عبده عن الـ 124 ألف علم التي كانت عند آدم عليه السلام هل هى العلوم التى يتوارثها الخلفاء ؟

مولانا الشيخ: نعم، كان آدم عليه السلام هو الجد التاسع لسيدنا ادريس واسم إدريس الحقيقي أخنوخ، وكان فى زمن رئاسة سيدنا شيث فسأل عن العلوم الـ 124 ألف، قال له شيث: إنَّ آدم عليه السلام لما أحسَّ بدنوِّ أجله ذهب إلى الصين وجعل يكتب هذه العلوم في ألواح من الطين ويقوم بدفنها وكان يكتب علي كلِّ لوح فناً من الفنون، ويردم عليه بالتراب إلى أن كتب كلَّ العلوم، وجمع الحطب وأحرق الألواح ودفنها فى غار فى الصين،ذهب إدريس عليه السلام إلى الصين ودرس هذه العلوم، والفلاسفة سموا سيِّدنا ادريس أرسططاليوس أرسطو تلميذه، أفلاطون تلميذ أرسطو، وسيدنا الخضر من تلامذة أفلاطون.ثم إن إدريس فى نهاية عمره عمل قبة من الرخام مضلعة،  كتب على كلِّ ضلع منها فنَّاً من هذه الفنون وكتب عليه طلسماً يخفيه عن أعين الناس، والأولياء يقرأون هذه العلوم وهذا هو أصل علم الفلسفة، والفلسفة هى أن يعرف الإنسان كل العلوم الحيَّة والمندرسة.والفيلسوف يعرف الدين، أىَّ دين، يعرف اللغة، يعرف الفلك، يعرف الجيولوجيا، يعرف الكيمياء، ويعرف العلوم المندرسة.، فأبونا آدم لما تجلَّى عليه تبارك وتعالى بنور الاسم الله إكتسب منه: 124ألف علم، 124 ألف لغة، 124 ألف لون، 124 ألف صنعة.ز

ويواصل الشيخ رضي الله تعالى عنه حديثه: كلُّ المثقَّفين متفقون على أنَّ افلاطون إغريقى، وكلُّ المدارس والجامعات تدرس الناس أنَّ أفلاطون إغريقى، وأنا أقول لهم بأن أفلاطون موحِّد وجادلوني كثيرا في هذه المسألة وأخيراً قلت لهم:تعالوا غداً إلى منزلي لتصلوا معي الظهر ولما جاؤوا، أحضرت لهم كتاباً واحداً من كتب أفلاطون، وعندى له كتب كثيرة، وقلت لهم أنتم تعرفوا أفلاطون من حيث السياسة.وتعرفوا فيثاغورث من حيث التاريخ،وتعرفوا دقلينوس من حيث الطب، أليس صحيحاً؟ قالوا: نعم  قلت لهم أنتم مخطئون،وأحبُّ أن أفيدكم بأن أفلاطون عنده كتاب اسمه (عين الله الجامع لصفات الله) عين الله يعنى نفس الاسم الله أصله اسم واحد، لفظة ياالله ياحى ياقيوم يابديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام لا الــه إلا أنت وهذا كلام موحدين، مش كلام ملحدين، وقد كان مكتوباً باللغة العبرية وترجمه الصحابة إلى اللغة العربية.ز

لجنة التراث