رســـــالـة مـن قـــارئ

بـالـحـقـائـق نـاطـقـيـن

الطــريقـة الإســماعـيليــة


رســـــالـة مـن قـــارئ

السلام عليكم ورحمة منه وفضل وبعد:ا

من خلال متابعتي لرايات العز التي ترفعونها وتنشرونها بين الناس، وما تطربوننا به من أحداث تدرجونها في كل الأبواب فقد كان لدي انطباع بأن من يقرأ أعداد الصحيفة باستمرار تعلمه علماً يدله على أبواب الخير ويقيه شر المكائد. وعلى هذا أراسلكم وأستأذنكم عسى أن تتيحوا لي فرصة المساهمة في هذه الخدمة الجليلة لأشارك في كل عدد قادم ولكم أول مساهمة:ا

فشأني تأليف القلوب وجمعها

بحمد الله وعونه وكرم من المشايخ الكرام، فالحضرة في دمشق تقام في أيام الأحد والخميس، ولكل حضرة طعم ومذاق ولكل حضرة شأن، لا توجد حضرة كسابقتها، فالجميع يأتي في مواعيد الحضرة لكي يرى أو يذوق نوعاً أو شيئاً جديداً، ليس كبرنامج في حياته فحسب، بل كشيء يتجدد، وفي كل حضرة نسمع الإنشاد بالطابع السوري، في أسمى الكلام من نفحات سيدنا فخر الدين التي تدخل إلى القلوب، فترقص الأرواح والأشباح طرباً، سوف أحاول أن أنقل لكم مشهداً يعبر بصدق عن معنى الإخاء في الله: كنت سائراً في طريقي متلهفاً لدخول الزاوية التي تبعد عن بيتي مسيرة ربع الساعة بالسيارة وعندما نزلت من السيارة،وعيناي تتأمل مبنى الزاوية من الخارج لأقطع الشارع إلى الجانب الآخر الذي تقع فيه الزاوية، وقعت عيناي على مدخل الزاوية من الخارج، وقعت عيناي على مدخل الزاوية فإذا بإخواننا الكرام من لبنان الشقيق الذين تعرفت عليهم أول مرة في أول حولية حضرتها في الخرطوم، وهم الذين يكرموننا دائماً عندما نذهب إليهم في لبنان، ونشاركهم في حضرتهم في زاويتهم الجميلة الجديدة في بيروت، وقد شغلوا حيزاً غير يسير من ذاكرتنا في أخلاقهم وكرمهم، ثم شاركونا في الحضرة التي لا تنسى أبداً،وبعدما انتهت الحضرة اتفقنا على برنامج يوم الجمعة وأن نكون معاً تلك الجمعة من فجرها إلى مسائها، وقد ظلت هذه اللحظات باقية في قلوبنا، فقد اجتمعنا الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وعندما وصلت الساعة التاسعة كانت دار سيدي إبراهيم الدسوقي عامرة بأحبابها فكل أبناء الطريقة في سورية حضروا لكي يشاركوا إخواننامن لبنان زياراتهم إلى المقامات الشريفة، وضعنا مائدة الإفطار علي بساط الزاوية المبارك وبكل تآخ ومحبة جلسنا نأكل وكأننا عائلة واحدة في منزل كبير، انتهينا من الإفطار، وانطلقنا أولاً إلى مقام سيدي محي الدين بن العربي قدس سره في طريق البر ومن الحدود الأردنية السورية وقد اتجه مباشرة إلى مقام سيدي محي الدين بن العربي، ثم ذهبنا إلي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا بلال بن رباح وبعد التأمين والفواتح بدأ المنشد بالقصيدة، وبعد انتهاء الحضرة توجهنا إلى مقام السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليهم السلام، فأكرمتنا بكرمها وكأنها كانت ترحب بهذا التآخي الأصيل، ثم ذهبنا لنختم زيارتنا إلي سيدي أبي يزيد البسطامي، وهناك في قمة ذلك الجبل الشامخ -الذي يفتخر على الجبال بأن فوقه سيدي أبا يزيد البسطامي- غردت وطربت القلوب بحضرة تعجز الألسن عن إدراك وصفها وتخشع لها القلوب وكأنه يختم زيارتنا بمسك الختام، ورجعنا إلى الزاوية ونحن على طريق العودة نتمنى أن تطول ساعات الوصال هذه، وأن نعيش أبداً فيها، وعند الزاوية كان ذلك الوداع الذي هو نار حامية، وداع الأخوان من لبنان.ا

أي كرم هذا! أي وصال وأي تآخ! وكأننا لا نريد الفراق ولكن لم يكن منه بدّ، وفي هذا تحقيق لمعنى الإخاء كما أمر به المولى عز وجل وقد قال مولانا الشيخ إبراهيم في خطابه الذي وجهه إلى الأمة الإسلامية (ونحن هنا نثبت للعالم بأن التصوف علم وعمل).ا

أنس العقاد- سورية

هذه الرسالة التي وصلتنا من دمشق ننقلها للقارئ كما هي ليعيش معنا كيف (تعم المشرقين)ا

محمد صفوت جعفر


بـالـحـقـائـق نـاطـقـيـن

التوسل والوسيلة

نواصل ما كنا قد بدأناه في سياحتنا في علوم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني في سفره الجليل (انتصار أولياء الرحمن) ونكمل الحديث عن التوسل والوسيلة، ونتعرف على بعض الأسانيد القرآنية التي يظن البعض بأنها تنفي التوسل والوسيلة، وهي في حقيقة الأمر عين الإرشاد للتمسك بالوسيلة بنوعيها: الحسي والروحي كما عرفنا ذلك مسبقاً، فالبعض يستشهد بالآية الكريمة {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} والآية التي تقول {فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني} هما ضد التوسل والوسيلة، وهذا خطأ ناتج عن الفهم المغلوط لمعنى هذه الآيات فإذا أخذنا المعنى البسيط لهذه الآيات نجد كلمة (استجب) وكلمة (أجيب) وهما من الاستجابة وليست العطاء فالاستجابة من المستجيب أي المستمع (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لمايحييكم) والعطاء من الإسم المعطى فكيف تكون الاستجابة بمعنى اعطاء؟ لذا لا يحق لنا أن نجمع بينهما على أنهما شيءٌ واحد فهذه الآيات تُرشد للتوسل، لأنَّ الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور لا يحتاج إلى دعاء ولا طلب، هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن الدعاء والسؤال هو عين الوسيلة لمن ترجو منه حاجتك، قال الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني في كتاب الانتصار (هذه الآيات عين الرشاد لعباد الله إلي التوسل والوسيلة، والأخذ بالأسباب ظاهراً وباطناً هو سنة الله تعالى في مكوناته وهو عين التوسل، أما الآية التي تقول {واسألوا الله من فضله} هذه الآية الكريمة هي دعوة من الله تعالى للتمسك بالوسيلة، إذ فضله الذي وجَّهنا إليه هو مما قربه إلينا، وجعله بين أيدينا من نعم مخلوقاته، نجد أن السائل لمخلوقاته هو الحال ويبينُ المقال ضرب لنا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني مثلاً بالذهاب إلى الطبيب؛ يذهب المريض ليشكو علته للطبيب وهو في باطنه يقول (يا رب  اشفني على يديه) فهذا هو لسان الحال، وشرح علته هو لسان المقال، فالمقال هو القول والحال هو الكلام من غير حرف ولا صوت إذن فالقول هو وسيلة إلى إظهار الحال هنا نذكر حديث سيدنا رسول الله  عندما سئل عن كيفية إتيان الوحي له فقال (كان يأتيني في صلصلة جرس حينما ينفصم عني أعيه)، وكانت الأخرى (يأتيني في صورة رجل يكلمني به كلاما) فصلصلة الجرس لسان حال باطني لأنه يفهمه جيداً والكلام هو لسان المقال.ا

وللحديث بقية..ا

هادية محمد الشلالي


الطــريقـة الإســماعـيليــة

مؤسس الطريقة الإسماعيلية (وهى غيرالطائفه الإسماعيلية) هو الشيخ إسماعيل الولي وإسمه ونسبه بالكامل هو: الشيخ إسماعيل الولي بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحيم بابا بن الحاج حمد بن الفقيه بشاره الغرباوي بن الفقيه على بن برس بن محمد بن كبش بن حنين بن الملك ناصر بن صلاح بن الملك موسي الملقب بمسوه الكبير بن صلاح بن محمد بن دهمش بن بدير بن سره بن سرار جد الكل بن كردم بن أبي الديس بن بضاعة بن عبد الله حرقان بن أحمد الحجازي بن محمد اليمني بن إبراهيم الهاشمي الشهير بجعل جد جعل الشهير بن سعيد بن السيد الفضل بن السيد عبد الله الحبر بن السيد العباس عم النبي صلي الله عليه وسلم بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.ا

ولد الشيخ إسماعيل الولي بمدينة الأبيض عاصمة ولاية كردفان الكبري عام1207هـ 1787م وقد جاء والده الي الأبيض من منصور كتي بالشمالية.ا

حفظ الشيخ إسماعيل الولي القرآن وهو دون الثامنة من عمره وبدأ فى تعليم أبناء المسلمين القرآن والفقه وهو دون العشرين من عمره بمدينة الأبيض وعمل فى نشر الإسلام فى جبال النوبة بجبال كندكرو وكندكيرا بمحافظة الدلنج الحالية وهو أول من أسس خلوة للقرآن بجبال النوبة وأول مسجد.ا

لما حضر الشريف المكي الختم محمد عثمان من الأراضي المقدسة(مكه المكرمه) شهد بكمال الشيخ إسماعيل الولي فى الولاية وأخبر بنفسه الناس بما حصل من الفتح الرباني للشيخ إسماعيل الولي فرغب أن يأخذ الشيخ إسماعيل الولي من الطريقة الختمية منه وذلك فى شهر شوال من عام 1231هـ ـ 1811م. مكث الشيخ إسماعيل الولي فى الطريقة الختمية سبعة أشهر فقط وبعدها منَ الله عليه بالفتح وأحله فى ذروة السطح وصار من أكابر الرجال فجاءه الإذن النبوي بتأسيس الطريقة الإسماعيلية، فقام بتأسيسها فى العشر الأواخر من رمضان المبارك من عام1241هـ ـ1821 م. توفي الشيخ إسماعيل الولي بمدينة الأبيض فى يوم الأحد 16رحب عام 1280هـ ـ 1860م وعمره 73سنة. ا54

 وله عدة مؤلفات تفوق الأربعين منها: كتاب الإلتباس فى بعض عين التسليم لهؤلاء الناس عام1237هـ، وكتاب الواردات الدينية فى لعب العارفين بالدنيا الدنية، كتاب الصراط المستقيم الي حضرة العلي العظيم، وكتاب منية الطلاب فى تفسير قولهم علم الظاهر حجاب وله اكثر من اربعين مؤلفا في شتى العلوم الدينية. ا

ألف قصيدتين فى مدح الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وأحده رائيه والاخرى ميمية، كل قصيدة تزيد على المائه بيت، وكتاب ديوان الشطحات فى التحدث بأنعم ذي الجلال. ويقول فى احدي قصائده: ا

وفي  الحضرتين  لنا عزه            ومن نورنا يستضئ الصباح

ورب  الوري قد  تجلي لنا            ونعمنا   لالهدى    والرباح

وقد قال قولوا كما شئتموا          ففى القول ليس عليكم جناح

 

لجنة الإعلام
بالطريقة الإسماعيلية بالأبيض