ركن المرأة
غرس الأصول
يمرُّ الانسان فـي حياته بأطوارٍمختلفة، وفـي كلِّ مرحلة من هذه
المراحل يحتاج لنوع من الرعاية فـي شتى المجالات،الاجتماعية والبيئية
والنفسية وغيرها، كما يعتمد نجاح الأبناء على ذلك المنهاج الذي تسلكه
الاسرة فـي تربية الأبناء ولقد سرَّني ما سمعته من دكتور فـي علم
التربية عندما سألته الأم: كيف تُربي صغيرها الذي لم يتجاوز عمره
ثلاثة أشهر فأجابها بأنها قد تأخرَّت كثيرا.
فالطفل فـي بداية حياته يحتاج لمزيد من الرعاية والرحمة، وذلك قبل
السابعة من عمره وبعدها يجب أن تغرس فيه جميع الصفات التي تعتمد على
الأصول الإسلامية مثلاً كيف يصلي؟ ونحثُّه للذهاب إلي مجالس الذكر،
ونعلِّمه طرق المعاملة مع الآخرين واحترام من هو أكبر منه من أساتذة
وعلماء وصالحين حتى لا تسقط الاعتبارات فـي المجتمع.
و لابد للآباء أن يجتمعوا بأبنائهم أثناء اليوم ولو فـي إحدى الوجبات
لتوثيق روابط الصلة بينهم من خلال تلك القصص الإسلامية الرائعة التي
تتعلَّق بالأنبياء والأولياء والعلماء والحكماء وغيرهم، وما يكون
فيها من عبر ومعاني سامية لتتأصل عندهم منذ صغرهم، ولا تستطيع تلك
التيارات الثقافية والفكرية القادمة من الغرب أن تجرفهم، خاصةً أننا
أصبحنا فـي عصر اُزيلت فيه الحواجز وكما قال الزعيم الهندي غاندي (إن
بابي مُشرعٌ أمام كلِّ الرياح ولكني لن أسمح لواحدةً منها أن تقتلعني
من جذوري) وحتى لا ننسى الجذور لابدَّ من غرس الاصول.
ولهذا ينبغي على القائمين على أمر التربية مراعاةَ كلِّ ما يتعلق
بأبنائهم منذ الصغر ومساعدتهم على اختيار أصدقائهم والاستماع الى
آرائهم، وتجنُّب تهميشها فهذه التربية أشبه ما تكون بالبناء ومجرد
خطأ غير مقصود يمكن أن يؤدي الي سقوط البناء بأكمله.
هدى
عبدالماجد
|