شعـاع مـن بنـي النـور

جـلّ وصـف غـراسها

أصبح الكل حشدا تحت رايته


 


شعــاع مـن بني النور

 تعريف العلم

ذكرنا فيما قد سبق بعض أراء للكتاب المعاصرين حيث سبحنا معهم فـي كيفية استحداث الوصف والسرد واستخدامهم لبعض أساليب الخطاب المستحدثة فـي عرض الأحداث التاريخية واستخدم البعض منهم دروب العلوم الإجتماعية من فلسفة ومنطق وسيكولوجيا لإيجاد ما أسموه بمفاتيح الشخصية لمعرفة تفسير التصرفات التي كانت فـي الصدر الأول من الإسلام وذلك هو أسلوبهم فـي تحصيل العلم أما الآن فمع العلم والتحصيل ولكن من وجهة نظر صوفية قديمة وفـي ذلك قال السريُّ السقطي: كان شابٌّ يطلب علم الظاهر ويواظب عليه، ثمَّ ترك كلَّ ذلك وانفرد واشتغل بالعبادة، فسألت عنه فإذا هو قد اعتزل الناس وقعد فـي بيته يتعبَّد، فقلت له: قد كنتَ حريصاَ على الطلب لعلم الظاهر فما بالك انقطعت؟ قال: رأيت فـي النوم قائلاً يقول لي: كم تضيِّع العلم ضيَّعك الله ! فقلت: إنِّي لأحفظه. قال إنَّ حفظ العلم العمل به. فتركتُ الطلب وأقبلتُ على النظر فيه للعمل. وكان ابن مسعود يقول: ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العلم الخشية.وكان الحسن البصري يقول: اعلموا ما شئتم أن تعلموا، فوالله لا يؤجركم الله تعالى عليه حتى تعملوا به، فإنَّ السُّفهاء همَّتهم الرواية والعلماء هِمَّتهم الرعاية. وقيل: إنما العلم نور يقذفه الله تعالى فـي القلب، والإمام جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه قال: (إن الله خبَّأ ثلاثاً فـي ثلاث: رضاه فـي طاعته فلا تحتقروا منها شيئاً لعلَّ رضاه فيه، وخبَّأ غضبه فـي معاصيه فلا تحتقروا منها شيئاً لعلَّ غضبه فيه، وخبَّأ ولايته فـي عباده المؤمنين فلا تحتقروا منهم أحداً لعلَّه وليُّ الله تعالى وتحصيل العلم والعمل به طاعة فيا هل ترى ماذا خبأ الله فيها)   ا

غادة سليمان


 جـلّ وصـف غـراسها

ســـــكران

من الطبيعي عندما تجالس الصالحين أن تتوقع وجود المريدين يلتفون حول الشيخ بسبحهم وأورادهم يقرأون الأوراد ويلهجون بالأذكار والعبادات، وفـي إحدى زيارات الشيخ لأحبابه فـي برلين عاصمة ألمانيا، وفـي إحدى هذه الجلسات الروحانية بالزاوية البرهانية دخل أحد الأخوة القائمين على خدمة الزاوية وقال لمولانا مبتسما: هل تذكر يامولانا(فلان) فنظر إليه الشيخ فـي اهتمام بالغ وقال: نعم. فقال الأخ مستطردا: لقد أتى واستأذن فـي الزيارة،فقال الشيخ: أدخله على الفور! فقال الأخ: لقد طردته لأنه سكران وتفوح منه رائحة الخمر والعياذ بالله.فغضب الشيخ وفضَّ المجلس، وأمر الجميع بأن يذهبوا للبحث عنه وعدم العودة بدونه، فاستغرب الجميع وتباطأوا خارجين ودارت الخواطر تلعب بالبعض... ما هذا السكير الذي يطلب منا الشيخ اللحاق به والبحث عنه؟ وأتت كلمات الشيخ لتجيب على هذه التساؤلات غير المنطوقة فقال: أخبروني من منكم أتى إلينا من المسجد؟ وتدارى كلٌ منا فـي الآخر فلا شكَّ أن كلاً منا قد أتى من حيث لايريد أن يذكر، وتتابعت كلمات الشيخ: أليس عملنا هو هداية الناس إلى الصراط المستقيم... تذكروا دائما قول رسول الله  (لاتكن عونا للشيطان على أخيك) وقد قال الإمام عليٌ كرَّم الله وجهه (وعلى أهل الطاعات أن يرحموا أهل الذنوب والمعاصي)..... انتهى الدرس العملي من الأستاذ صاحب المعاني التي جلَّ وصف غراسها

فتى الوادي


أصبح الكل حشدا تحت رايته

أسارير الفرح تعلو وجوه الأحباب وهم يستقبلون الشيخ إبراهيم رضي الله عنه فـي مطار دبي فهذه زيارة حـرموا منها ما ينيف على العشـر سنوات متتاليات عجاف وإن قدومه يؤتي ثمار مالهن نظير، وقد دخلت الطريقة البرهانية إلى الإمارات العربية فـي أوائل السبعينات ولها زوايا عدة فـي أبو ظبي ودبي والعين وفـي أول أيام الزيارة قدم الشيخ إلى زاوية دبي التي لبست ثوبها الجديد وتحلت بسـرادق ضخم أمامها ليستقبل الشيخ ضيوفه الكرام الذين كان فـي مقدمتهم سعادة قنصل السودان فـي دبي ولفيف من رجالات الطرق الصوفية وبدأ البرنامج بالقصائد النبوية،ولأن الطريقة لها باع فـي العلم والذكر كما يقول سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي :

العلم بالذكر لاينفك مقترنا       والجهل صاحبه فـي غفلة وعنا

كان المجلس عامرا بدرس من علوم سيدي فخر الدين رضي الله عنه وقد استحسنه الحضور ووجدوا فيه ضالتهم ولاضير حين تهتكوا أو صاحوا لأن (النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة) وقام أحد أبناء سيدي عبد القادر الجيلاني وهو الشيخ عبد الرحمن عبد الرحيم أبو عاقلة ليرحب بالشيخ مرتجلا قصيدة قال فـي مستهلها:

يـاحنان يـــامنان       ياخالق الإنس والجـان

يــــامنزل القرآن      وشريعة العدنــــان

بـنبيك سيد الحـسان      بالزهرا والحسنـــان

بالصحبةوهم شـجعان      كالنجوم فـي اللمعـان

بالدسوقي بالجيلانـي      بالرفاعي والسمـــان

إلى أن قال مرحبا بالشيخ:

حين تراه تحس بأمان       ويملى قلـبك الإيمان

من أوروبا والسودان        من آسيا وكـل مكان

جاب العربي والألمان        ساواهم جميع إخوان

وبعد أيام قام الشيخ بزيارة أبنائه فـي أبو ظبي حيث وفد للترحاب به سعادة سفير السودان فـي دولة الإمارات العربية وسعادة سفير السودان لدى البحرين حيث اشادوا بالدور الهام والفريد الذي تقوم به الطريقة البرهانية فـي نشر الرسالة المحمدية، وختمت الجولة بزيارة مدينة العين حيس استقبل الشيخ بالحفاوة والترحاب وأخذ الكثير من الرجال والنساء العهد على يديه ولا عجب إذ يقول سيدي فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه:

يهدي إلى الله الهداة بعلمنا     لابالعواء وقطعت أسباب

صديق ابو هريرة




مولانا الشيخ يستمع لشرح مراحل طباعة رايات العز


مولانا الشيخ أثناء تجواله في مدينة أبوظبي