الـســـير إلى الـلــه

هل من سائل فيجاب

شـراب الوصـل

أولياء الله على أرض مصر


الـســير إلى الـلــه

هذه هي أحوال السير عند الأولياء، وإذا سار المريد على هذا النحو لا يمكن أن يلتفت إلى الأغيار، أما الذي يضل عن هذا النهج السوي فهو ينزل الي أسفل وتطلع له العوالم السفلية فالذي يسير علي هواه ولا يتبع هذا الطريق لا يزيده الاجتهاد إلا ضلالاً. وحقائق التوحيد ثابتة وعلوم التوحيد ليس فيها ناسخ ومنسوخ فالناسخ والمنسوخ مقتصر على الأحكام.

والمولى عز وجل لم يطالبنا بالإكثار من أى شيْء سوى الذكرفمدح الذاكرين الله كثيراً فـي قوله{الذاكرين الله كثيراً والذاكرات} وأمر بالذكر فـي قوله {اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبِّحوه بكرة وأصيلا} فالمولى عزَّ وجل طالب بني آدم بكثرة الذكر، والكثرة من الذكر لا يمكن أن تحدث ما لم يصل المريد الي ذكر القلب، وإذا فعل المريد هذا فالله تعالى لا يخلف الميعاد قال تعالى{الذين قالوا ربنا الله} لمن يستقيمون فـي الذكر {تتنزَّل عليهم الملائكة}الملك المسخَّر للاسم الذي يذكره المريد، فهذا الملك يسجد عند العرش ويقول: إلهي وسيدي إن فلان ابن فلان ـ ليس بنسبه المعروف به بين الناس ولكن بنسبه الي شيخه فيقال فلان ابن السيد ابراهيم الدسوقي، أو ابن السيد عبد القادر الجيلاني أو ابن السيد أحمد الرفاعي ـ يقول الملك: قد ذكرك بالإسم الذي خلقتنا منه وأطعمتنا منه وسخَّرتنا به، فيقول لهم المولى عز وجل: إنزلوا وأعينوه على أمره وهذا معنى قوله تعالى {وما نتنزَّل إلا بأمر ربك} وهذه هي ملائكة الإسم الذي تذكر به، وقبل هذا كانت معه ملائكة الحفظ، وبعدها ملائكة البشرى {لهم البشرى فـي الحياة الدنيا} وملائكة البشرى يسمعون الخطاب الإلهي فمنهم من ينطمس فـي النور ومنهم من يُسحق وعندما ينصرف عنهم الخطاب {حتى إذا فزع عن قلوبهم} الخطاب{قالوا ماذا} قال رئيسهم {قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} فيأتون نازلين بالبشرى علي قلب العبد المؤمن فهذه هي أحوال السالكين.

 والسير الي الله إما بالاسم الإلهي المجرَّد أو بالشريعة المجرَّدة أو بالقَسَم المجرَّد أو بالمراقبة المجرَّدة والجمع بين هذه الأربعة يسمى السير الأقرب {ففروا الي الله}

هـذا الطريق الأقــرب       فـخذوا المدامـة واشربوا

الكأس فـي يد مـن بدا       وهــو المـليح الأشـنب

لا أمّ لي مـن غــيره        أبـــد الـزمـان ولا أب

يـتـلو مـقـالة أينما        ولَّــوا فأيـن المــهرب

يا غافلـــين تحـوَّلوا       عــن دربـنا وتنـكَّـبوا

فالملائكة أصناف : ملائكة الحفظ، وملائكة الإسم الذي أنت فيه، وملائكة التصريف،هَبْ أنك كنت مديراً للبريد، فلا بد أن تكون عندك لوازم البريد شباك طوابع شباك حوالات وغيرها، ثم نُقلت بعد هذا إلي وزارة المالية، هل تحتاج الي لوازم البريد، فهناك الحسابات والشيكات وفرز العملة والمرتبات فهذا المكان يختلف عن المكان الذي كنت فيه وهما عالمان مختلفان وكذلك الملائكة كل واحد يخدم فـي مرتبته ملائكة الحفظ، ملائكة التصريف، ملائكة البُشرى وكل الملائكة فـي المرتبة مقيدة بالخدمة المنوطة بها وليس لهم علم بالمراتب الأخرى

فالمريد ينسلخ عن المرتبة إذا نقل الي مرتبة ثانية أو وافاه أجله. أما العوالم التي نزلت عليك بالذكر فستظلُّ معك ويذكرون الإسم الذي كنت فيه، ويكتب أجره لك، فهذه المراتب تختلف عن بعضها وهذا هو معنى قولهم (أعارت معاني الكون حسن صفاتها) فالمولى عزَّ وجل مريد وقادر وعالم وحيٌّ وسميع وبصير ومتكلم فهذه سبع صفات وهذه الصفات مقسَّمة على الصنف البشري وكلُّ واحد من العباد له نصيب قليل من هذه الصفات على قدر اجتهاده.

لجنة التراث


هل من سائل فيجاب

س):ما معنى حديث (كان فـي الأمم محدَّثون فإن يكن فـي أمتي فعمر منهم)؟

ج) المحدِّثون هم المُبلِّغون للشريعة، وهم ورثة الأنبياء: سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم السلام ورثهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم {ولقد كتبنا فـي الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}

س) ما هي أصناف الرجال التي وردت فـي القرآن الكريم؟

ج) الصنف الأول {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} هؤلاء أهل المعرفة الإلهية.

الصنف الثاني {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} وهؤلاء هم الصحابة أهل بدر

الصنف الثالث {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} وهؤلاء هم العُبَّاد بذكر القلب

 الصنف الرابع {وأذِّن فـي الناس بالحج يأتوك رجالا} وهؤلاء هم أهل المحبَّة مترجلين للحج

س) هل تأكل الأرض أجساد الأنبياء؟

ج) الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء فهي محرَّمة عليها ولا تأكل أجساد المنافقين لأنها تعافها وإن كانت تأكل أجساد اليهود والنصارى.

س) ما سبب إسراء النبيِّ ؟

ج) حتى يتشرَّف الجسد بما تشرَّفت به الروح.

س) ما معنى قوله تعالى {والشمس وضحاها}

ج) القسم عند الصوفية ليس بالشمس ولكن بالأسماء الإلهيَّة التي خلقت منها الشمس.


شـراب الوصـل

اركبْ معي إنَّ العزيمةَ مركبي       تستوقفُ الغُرَّ الكرامَ الكاتبينْ

 يتحدَّث الشيخ رضي الله عنه عن إرشاده للمريدين ويشبِّه نفسه أو طريقته بسفينة نوحٍ عليه السلام وقد شبَّه  أهل بيته بالسفينة كما جاء فـي الحديث الشريف (آل بيتي كسفينة نوح...) وقال الشيخ رضي الله عنه فـي القمرية:

ورَكـبـنا العـزمَ والعـزُّ لنا       ونجونـا دونَ لـوحٍ أو دُسر

آل بيتِ المصطفى أهلُ الحمى        لو دعا الداعي إلى شيءٍ نُكُرْ

 وقد شبَّه القوم أيضاً الشيخ المرشد بالحادي أو سائق الأظعان قال:

عج على الوادي ـ سائق الأظعان      نغمة الحادي ـ هاجت الركبان

والعزيمة هي الثبات فـي الأمر، وما لفلان عزيمة أي لا يثبت على أمر، والعزيمة تكون فـي حمل النفس على المكاره فـي فعل الطاعات واجتناب المحرَّمات، قال بعض المتصوِّفة يصف الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس:(فخرجت فـي حرب النفس بسلاح الجد، فخرج مركب الهوى، فعلوته بسيف العزم، فما كان إلا ساعةٌ وفُتِحَتْ خيبر).

وخيبر بلد اليهود وشبَّه النفس فـي ميلها لحبِّ الدنيا واتَّباع الشهوات باليهود لحبِّهم للدنيا وتعلُّقهم بها وحرصهم عليها،وأصحاب العزم من الرسل هم ساداتنا موسى وعيسى وإبراهيم ونوح عليهم الصلاة والسلام. أما الكرام الكاتبون فهم الملائكة الموكلون بكتابة الأعمال قيل وهما ملكان؛ كاتب الحسنات وهو على العاتق الأيمن، وكاتب ماسواها وهو على العاتق الأيسر، والأول أمين على الثانى فلا يمكِّنُه من كتابة السيئة إلا بعض مضى ست ساعات من غير مُكَفِّر لها، ويكتبان كلَّ شيءٍ حتى الاعتقاد والعزم والتقدير، أمَّا أولياء الله الكُمَّل الذين يذكرون الله بكلِّ ذرةٍ من أجسادهم، فلا يعلم سرَّهم إلا هو وقد جاء فى بعض الآثار (ان لله عبادا تذهبُ صُحُفُهم مع الملائكة فُرُغا فيملأها الله من السرِّ الذى بينه وبينهم) كتم الله تعالى سرَّهم عن كلِّ حيٍّ سواه، رضي الله تعالى عنهم.ولذلك قال (تستوقف الغرَّ الكرام الكاتبين).

 د/ عبد الله محمد


أولياء الله على أرض مصر

الإمام الشافعي رضي الله عنه

 

هو محمد بن إدريس الشافعي، ويجتمع مع رسول الله  في عبد مناف.

 ولد رضي الله عنه بغزة سنة 150 هـ وتوفي بمصر سنة 204هـ أي عاش 54 عاماً.

 وقال الربيع: دخلت على الشافعي ليلة موته، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلاً ولإخواني مفارقاً ولكأس المنية شارباً ولسوء أعمالي ملاقياً وعلى الكريم وارداً ثم بكى.

من نظمه رضي الله عنه:

يا آل بيت رسول الله حبكم         فرض من اللّه في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم        من لم يصل عليكم لا صلاة له

 

ولد رضي الله عنه في غزة وتفقه في مكة على يد الشيخ مسلم بن خالد الزنجي ثم قدم المدينة ولزم الإمام مالك رضي الله عنه ثم رحل إلى  اليمن ثم إلى العراق ثم إلى مصر سنة 199هـ.

إشراف           
 الشيخ دسوقي الشيخ إيراهيم

 

 

التالي

السابق