الذكر والإستقامة

كلمة العدد

من كلام الإمام علي كرم الله وجهه

حـقائق قـد سـطروا


الذكر والإستقامة

قال رسول الله (إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد، وجلاؤها الاستغفار) السيوطي الجامع الصغير ولكن ما الذي أتى بهذا الصدأ قال تعالى: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُون}، {كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُون} (المطففين14-15)  والران والصدأ هو من الذنب والغفلة وعلاج الذنب الاستغفار وعلاج الغفلة الذكر لأن الغفلة والذنب يؤديان إلى اتباع الشخص لهواه وكذلك قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28) فيصبح المتحكم فيه المسيطرعلى أفعاله وأحواله وأقواله الهوى بدلا من النص والأمر الإلهي أما إذا كان من أهل الذكر والاستغفار استقام القلب وانصلح وأدى ذلك إلى استقراره ودوام ذلك، فيكون الذكر صقالة تمنع تحكم الشيطان فيه لأن القلب سمي قلبا من التقلب وإلى هذا يشير رسول الله  فيما روى عبد الله عن عمرو رضي الله عنهما أن النبي  كان يقول: (لكل شيء صقالة وأن صقالة القلوب ذكر الله عز وجل)البيهقي السيوطي ولهذا قيل الذكر للقلب سبب إصلاحه وحياته كالماء للسمك سبب إصلاحه وحياته حتى أن الإنسان ليتجه إلى الله وتصبح إرادته كلها وحبه لله الكريم؛ فيتفضل الله تعالى عليه بأن يكون نصب عين رسول الله ، قوله تعالى{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُم} الكهف وهنا ترى كيف أن الله تعالى وَجَّهَ رسولَه  إلى صبر نفسه معهم وألا يعدو عينيه عنهم وهم أهل الصفة وألا يطع هؤلاء الذين يريدون زينة الحياة الدنيا أغفل الله قلوبهم عن ذكره وجعل أمورهم مترددة متشككة جزاءً لهم، وقد قال رسول الله  (الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له) مسند أحمد، فهؤلاء هم الصادقون المتقون.

الذكر سبب النجاة فـي الآخرة  

قال رسول الله: (ما عمل بن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) ابن أبي شيبه

الذكر سبب عمار الأرض

عن أنس قال: قال رسول الله (لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله) أحمد مسلم الترمذي..... قال العلامة علي القاري فـي كتاب (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) حين شرح هذا الحديث ما نصه: أي لا يُذكر الله فلا يبقى حكمة فـي بقاء الناس.

ذكر الله والأستقامة عليه سبب تنزل الملائكة والرحمة والسكينة

أخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله  (إن لأهل ذكر الله أربعا ينزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحف بهم الملائكة، ويذكرهم الرب فـي ملأ عنده)

بذكر الله تصيب خيرى الدنيا والآخرة

 أخرج ابن أبي الدنيا فـي كتاب الشكر والطبراني والبيهقي عن ابن عباس إن النبي  قال: (أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلب شاكر، ولسان ذاكر، وبدن على البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خونا فـي نفسها وماله) وهنا يجب أن ننوه أن الذكر المقصود فـي كل هذه الآيات والأحاديث إنما يُعنى به ترديد إسم المحبوب المعبود المشهود دون طلب لمنفعة أودفع لمضرة أي ترديد الإسم الله كما ورد فـي سورة المزمل {واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا}.

 الذاكرون هم الذين يباهى الله بهم ملائكتة

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن معاوية (أن رسول الله  خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا. قال آلله ماجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما أني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة).

هم أهل الكرم

أخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري (أن رسول الله  قال: يقول الله يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم. فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: أهل مجالس الذكر)

هم أهل معية الله

وأخرج ابن ماجه وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي  قال (إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه).

فهو مع من يذكره بقلب ومع من يذكره بلسانه ولكن معيته مع الذكر القلبي أتم وخص اللسان بإفهامه دخول الأعلى بالأولى ولكن محبته وذكره لما استولى على قلبه وروحه صار معه وجليسه ولزوم الذكر عند أهل الطرق من الأركان الموصلة إلى الله تعالى وهو ثلاثة أقسام: ذكر العوام باللسان وذكر الخواص بالقلب وذكر خواص الخواص بفنائهم عن ذكرهم عند مشاهدتهم مذكورهم حتى يكون حق مشهود فـي كل حال. قالوا وليس للمسافر إلى لله فـي سلوكه أنفع من الذكر المفرد القاطع من الأفئدة الأغيار وهو (الله) وقد ورد فـي حقيقة الذكر وآثاره وتجلياته ما لا يفهمه إلا أهل الذوق. أهـ. (من شرح المناوي فـي فيض القدير).

 وللحديث بقية
 أحمد عبد المالك


كلمة العدد

إن الإسلام دون سائر الأديان السماوية قد اهتم بتحقيق الأخوة الصادقة فـي أسمى معانيها، وهذه حقيقة يعترف بها كل أصحاب الرسالات السابقة على الإسلام، ويقرون بأن عاداتهم لا تعرف الأخوة بهذا المعنى الموجود فـي الإسلام، فالأوروبي يرى نفسه أرفع شأناً من العربي والأفريقي، وكذلك اليهودي الأوربي فهو فـي قمة الهرم فـي المجتمع اليهودي بينما يقبع الفلاشا فـي أسفله. أما الإسلام فلا يعترف بهذه الفوارق بين الطبقات والأجناس ويضع النصوص الصريحة (إنما المؤمنون إخوة) (ولا فضل لعربي على عجميٍّ إلا بالتقوى) وهذه الأخوة فـي جوهرها تتجلَّى فـي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فـي المدينة المنوَّرة بعد الهجرة وتتجلَّى فـي مظهرها كلَّ عام فـي موسم الحج، فـي اجتماع الناس فـي المكان الواحد والزي الواحد واللفظ الواحد (لبيك اللهم لبيك.) وبهذا يتحقق قوله تعالى (كنتم خير أمة أُخرجت للناس.)

أسرة التحرير


من كلام الإمام علي كرم الله وجهه

- عاتب أخاك بالإحسان إليه واردد شرَّه بالإنعام عليه

- آلة الرياسة سعة الصدر

- أحببْ حبيبَك هوناً ما عسى أن يكون بغيضَك يوما، وأبغضْ عدوَّك هوناً ما عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً

- الناس أبناءُ الدنيا ولا يلامُ الرجلُ على حبِّ أمِّه

- الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كلِّ داخلٍ فـي باطلٍ إثمان؛ إثمُ الرضى به وإثمُ العمل به.


حــقائق قـد ســـــطروا

عاقبة الاستسلام للقواطع عن اللـه

اجمع يأخي تلك الصفات المذمومة التي حازها أهل الهوى المذموم لتجد أنهم أهل ضلال بعيدون عن الحق أمرهم شتى، فإذا ما زين لهم الشيطان سوء عملهم فرأوه حسنا، وإذا ما أنشبت الدنيا مخالبها، ودخلت النفس بألوانها السبعة؛ فإنها الحرب من طرف واحد،والنتيجة تدور فـي عدة أفلاك: حب الرياسة والكبر وسوء الخلق والأدب مع العالي والنازل والجهــل

وهي كلها أفلاك شيطانية نعوذ بالله من سوء الخاتمة، تستطيع أن تلمح ذلك فـي أحوال بعضهم مع النبي  فها هو الحديث فـي صحيح البخاري وغيره من الصحاح:-

عن أبي سعيد قال: (بينما النبي  يُقسَّم، جــاء عبدالله بن ذى الخويصرة التميمي فقال: أعدل يــارسول الله، فقــال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه، فقال النبي  : دعه فإن له أصحابا يحْـقِرُ أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمَّية، يُنْظَرُ فـي قُذَذِه فلا يوجد فيـه شئ، ثم ينظر فـي نَصْلِه فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر فـي رَصَافِه فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر فـي نَضِيِّه فلا يوجد فيه شئ، قد سبق الفرثَ والدم آيتهم رجل إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدى المرأة، أو قال مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ يخرجون على حين فرقة من الناس)وفـي رواية:(يخـرج من ضِئْـضِـئِ هـذا (أي من صلبه أو نسله) قـوم يقرأون القرآن، لا يجاوز حناجرهم.... إلى أن قال طوبي لمن وجدهم فقتلهم أو قتلوه.) إنه سوء الأدب مع رسول الله  وهو الذي قال فيه ربه {لا تجعلوا دعاء النبي بينكم كدعاء بعضكم بعضا...} الآية  وقال: {ولاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}. وتلك هي الطامة الكبرى والعياذ بالله.. يعمل المسلم عملا يدخله فـي أعلى المراتب، ثم يسئ الأدب فلا يقام لعمله وزن، مع العلم أن أول من خوطب بهذه الآيات طبعا خير المسلمين من ابتداء الدنيا إلى إنتهائها وهم صحابة رسول الله . وهمُ اليومَ أجرأُ على رسول الله من ذلك الذي قال له اٌعْدِل. إنهم اليوم مخدوعون مُسْـتَدَرُجُونَ يظنون أنهم ببعض العبارات التي يقولونها فـي شأن النبي  ناجون أو بعيدون من الشرك. إنهم واهمون. كرهوا أن يُمْدَحَ الرسول  أو أن يُبَالغ فـي مدحه فقفزوا إلى الجانب الآخر يُنَقِّصون من قدره ، فوقعوا فـي الفتنة والتهلكة، حتى أني سمعت أحدهم يقول: أن محمدا لا يدري أيدخل الجنة أم النار، وهو إستدراج عظيم بدأ من دعوى أنه لايعلم الغيب إلا الله؛ وانتهى بسوء الأدب مع رسول الله. نعوذ بالله العظيم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.وإذا كان هذا هو الحال مع السيد الأعظم  فماذا عساه يكون مع من دونه من أهل بيته وصالحي أمته؟.ذات مرة اعْـتَـدَلَ أحدُهم وتأدَّبَ فسكت عن أن يقول مثل ما قالوا فـي الرسول، ثم امتطى صهوة فرسه، وأغْمَدَ سَيْـفَه فـي أهل البيت النبوي والأولياء ظنا منه أن الأمر هيِّنٌ ويسير. لمــاذا؟ ما اليسير فـي إيذاء قربى النبي . أيلزم أن يكون الغيورُ على دينه سئَ الأدب والخلق مع أكابر الناس؟. من قال هذا؟. ألم يعاتِبْ النبي فقال: مابال أقوام يؤذونني فـي قرابتي وكان هذا الحديث فـي من؟ فـي فاطمة بنت أبي لهب حيث شكت إلى رسول الله  أن بعض الناس ينادونها بابنة حمالة الحطب فغضب رسول الله  وقام فـي الناس خطيبا فقال (ما بال أقوام يؤذونني فـي أهل بيتي)، إن الرجوع إلى سيرة الصحابة وتتبع أحوالهم وأخبارهم مع النبي  وأهل بيته ليقدم الدليل القاطع على جهل هؤلاء بالدين الصحيح كتابا وسنة وهم يدعون زورا أنهم أنصارا لها.

وللحديث بقية
د.إبراهيم دسوقي