شــبـاب الـطـريـقـة

شعـاع مـن بنـي النـور

 

شــبـاب الـطـريـقـة

سئل أحد الأئمة الأربعة عن سرِّ بكاء المستمع لحديث أهل التصوُّف وعدم تأثُّره بأحاديث الوعَّاظ من أهل العلم الظاهر فردَّ بعبارة موجزة بليغة (ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة) وهذا ما لمسناه هذا العام في مولد الحبيب المصطفى.

فقد سألت أحد المواظبين على الدروس التي تُلقى في خيمة الطريقة البرهانية عن انطباعه فردَّ إنَّ هذه الدروس حديث القلب للقلب وتكلَّم رجل عند الحسن البصري بمواعظ جمَّة فلم يَرَ في الحسن رقَّةً ولا تأثرا، فقال الحسن: إما أن يكون بنا شرٌّ أو بك، أي أن المستمع ير على قدر رقة القائل.ولما كان الناس يعلمون أن هذه الدروس تلقى في خيمة الطريقة البرهانية وشيخها هو الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني علموا أن لهذه الطريقة شيخاً مرشداً واصلا ورَّث هذا العلم لمريديه وأتباعه:

فاتـبعـنـي يا مـريـدي        أهـدك الـعـلـم السـويَّا

وأورثهـم محبة الحبيب المصطفى :

وأرضعتُ أبنائي هوى آلِ أحمد       فأورثهم طهَ الصفاءَ ورحمتي

وقد صححت هذه الدروس كثيراً من المفاهيم الخاطئة بالدليل القاطع من الكتاب والسنَّة مثل ضرورة الاهتمام بمولده  مستشهدين بالآية {قل بفضل الله وبرحمته فبـذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون}. وفي المولد ذكرت القـلوب المُحِبَّةُ الحبيب المصطفى  فتحـرَّكت وإذا طرِبَ القلب ورقص وهو ربُّ البيت طربت الجوارح ورقصت فرحاً وكان أصحاب رسول الله  إذا ذكـروا الله يتمايلون ذات اليـمين وذات اليسار كما يتمايل الشجر وإلى أمامٍ وإلى خلفٍ كما يتمايل الشجر في الريح العاصف. وهم نجوم الاقتداء وأعلام الأهتداء بأيِّهم اقتدينا اهتدينا.

صديق أبوهريرة

 

شعـاع مـن بنـي النـور

مخاطر اقتناء الكلاب

ينطوي اقتناء الكلاب على مخاطر كبيرة تكمن في الأمراض التي يمكن أن تنتقل من خلال ولوغ الكلب في الإناء أو مداعبته عن قرب ولولا هذا لما حذَّر منه رسول الله  وأمر بغسل الإناء الذي يلغ فيه الكلب سبع مراتٍ آخرهنَّ بالتراب جاء في الصحيح حدثنَا سَوّارُ بنُ عبدِ الله العَنْبَرِيّ حدثنَا المعْتَمِرُ بنُ سليمانَ قال سَمِعْتُ أيّوبَ (يحَدّثُ) عنْ محمدِ بنِ سيرينَ عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النّبيّ  أنه قال: (يُغْسَلُ الإناءُ إذَا ولغَ فيهِ الكَلْبُ سبَع مراتٍ: أولاهُنّ، أو أُخْرَاهُنّ بالترابِ. وإذَا وَلغتْ فيهِ الهِرّةُ غُسلَ مرة).

قال أبو عيسى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح. ونحن نلاحظ أن شغف الناس باقتناء الكلاب بغرض الحراسة أو لرغبة الأطفال في اللعب معها قد ازداد في الآونة الأخيرة ونحن نرى لزاماً علينا أن نعيد هذا الحديث الشريف إلى الأذهان مذكِّرين الناس بالأخطار الكبيرة التي تكمن في اقتناء الكلاب ومداعبتها بالتقبيل والسماح لها بلعق الأيدي أو الوجوه وتجد أيضاً أن الصغار أحياناً يجعلون صغار الكلاب تنام معهم في أسرتهم أو يحملونها في حجورهم بل كثيرا ما تأتي إلى الموائد لتلعق فضلات الطعام في الصحون.

إن الخطر الحقيقي يكمن في الأخطار التي تهدد صحة الإنسان وحياته بسبب اقتناء الكلاب والاختلاط بها وربَّما دفع الإنسان حياته ثمناً لهذا. ونحن نذكُر هنا واحداً من أكبر الأخطار وهو الإصابة بالدودة الشريطية للكلاب التي تنتقل إلى الإنسان والحيوان المستأنس عن طريق الكلب وهي من الأمراض الخطيرة، إلى جانب داء السعر الذي يعدُّ ضربا من الجنون.

إن نبيَّنا محمداً  قد نبَّه إلى هذا الخطر الداهم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان والهدي وفي اتباع الهدي النبوي السلامة من الآفات النفسية والجسمية.

غادة سليمان الزين