إذا سـألــت فـاسـأل اللـه

هل من سائل فيجاب؟

 

إذا سـألــت فـاسـأل اللـه

كان سيِّدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه راكباً مع رسول الله  فقال له رسول الله : (ألا أوصيك يا غلام إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ). وقبل أن نشرع في شرح معنى الحديث يجب أن نُبيِّن أنَّ مقامات التقوى أربعة: التوفيق والتفويض والتوكُّل والتسليم وكان سيّدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه في مرتبة التسليم {إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنَّة} فيكون معنى الوصيّة: إذا نزلت من مقام التسليم إلى مقام التوكُّل فلا تتكَّل إلا على الله. وإذا فُهم من الحديث عدم الاستعانة إلا بالله فيكون الحديث مناقضاً للقرآن {واستعينوا بالصبر والصلاة} إنَّ السائل للمخلوق هو في الحقيقة سائلٌ لله تعالى. فالذي به مرض لا يسعه إلا أن يذهب للطبيب لأنَّ الله تعالى جعل الطبيب والدواء وسيلة للشفاء والذهاب إلى الطبيب واجب على المريض وللمريض أن يدعو فيقول عند دخوله للطبيب: اللهمَّ اجعل في يده الشفاء وألهمه الصواب ووفِّقه لمعرفة الدواء. ولا تنسَ أن مستعمل الدواء يقول عند تعاطيه: اللهمَّ اشفني أو بسم الله الشافي. وأما بعض الجهلاء فيفسِّرون هذا الحديث على أنَّ سؤال المخلوق من الشرك ويطبِّقون هذا الحكم على الصوفية في توسُّلهم بالأولياء والصالحين. وإليك بعض الآيات الكريمة التي بَّين فيها المولى عزَّ وجل أسراره في مكوِّناته ونفع العباد وضرُّهم لبعضهم البعض قال تعالى:{والله خلقكم وما تعملون.} وقال تعالى {وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى} وكلُّها تدلُّ على أن الله تعالى هو الفاعل. ثمَّ هاك قوله تعالى {قاتلوهم يعذِّبهم الله بأيديكم} وقوله {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتَّى إذا أثخنتموهم فشدُّوا الوثاق} وقال تعالى {ويُذيق بعضكم بأس بعض} وقوله {هو الذي يُسيركم في البرِّ والبحر} وهذه الآيات ذكر فيها الحقُّ عزَّ وجلَّ نسبة الأعمال إلى العباد ونقول للمنكرين أيضا: ما قولكم في كلام الله في قصَّة ذي القرنين عليه السلام عندما قال للقوم الذين لا يكادون يفقهون قولا {قال ما مكَّني فيه ربي خيرٌ فأعينوني بقوَّةٍ اجعل بينكم وبينهم ردما}. فظاهر الأمر أنه طلب العون منهم ولم يطلبه من المولى عزَّ وجلَّ وهو نبيٌّ من الأنبياء.أما الحديث فله معنىًّ آخر ومعناه: إذا سألت مخلوقاً فلا تنسى الخالق الذي بيده ملكوت كلِّ شيء وهو الخالق لك ولمن تستعين به ويقول رسول الله : (دع الناس في غفلاتهم يرزق بعضهم من بعض). وقال رسول الله : (أتدرون ما حـقُّ الجـار؟ إن استعان بك أعنته وإن استنصرك نصرته وإن استقرضك أقرضته) فانظر لقوله  (إن استعان بك أعنته) ولم يقل إذا استعان بالله وقوله (وإذا استنصرك نصرته) والناصر هو الله سبحانه وتعالى. وفي الصحيح: كنا في المدينة في بعض أهل العراق، فأصابتنا سنة(أي جوعٌ) فكان الزبير يرزقنا التمر والرازق هو الله سبحانه وتعالى. وفي الحديث: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) ففي ظاهر الأمر أنَّ الرزق والنصر بالضعفاء.فالإنسان هو خليفة الله في الأرض جعل بيده الأسباب وقد قال الخضر لموسى عليهما السلام {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردتُ أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كلَّ سفينةٍ غصبا} فنسب الإرادة لنفسه والمريد هو الله سبحانه وتعالى والغرض من هذا الحديث هو بيان أن الآيات القرآنية والأحاديث النبويَّة يجب ألا ينظر إليها منفردة وإنما يجب أن ينظر إليها في الصورة العامَّة للتشريع والأحكام وإلا ناقضت الأحاديث والآيات بعضها البعض. وأصحاب الأغراض الذين نظروا لهذا الحديث من جهة واحدة وأوَّلوه على وجهٍ واحد ذهبوا إلى رمي عامة المسلمين بالشرك فكلُّ من ذهب للطبيب ليعالجَه كان مشركاً وكلُّ من استعان بإنسانٍ ليعينَه على أمر كان مشركاً وكلُّ من سأل إنساناً حاجةً يقضيها له كان مشركا، ونعوذ بالله من ضعف العقل والدخول في مسائل الدين الكبرى بلا هادٍ ولا دليل إذ يسوقنا هذا إلى مثل هذه المنكرات التي يلبِّس بها هؤلاء على عقول العوام.

نود أن ننبه أن الوارد في المنقول أن الراوي هو سيدنا عبد الله بن العباس رضي الله عنهما. 

علموا عني

 

هل من سائل فيجاب؟

ورد إلينا سؤال من القارئ يوسف نصار من دمشق الشام يقول فيه كثر الكلام عن معنى الإستواء على العرش فهلا تفضلتم بتوضيح ماهو العرش وما معنى الإستواء؟

بعد الحمد لله والصلاة منه على حبيبه ومصطفاه، العرش في اللغة يكون مصدراً كالتعريش ومعناه البناء أي وضع شئ فوق شئ على وجه الثبات والاستمرار ويكون غير مصدر ومن معانيه السرير الذي يُجلس عليه والملك والعزة والسلطان ونحوهما ومنه قولهم كما في أساس البلاغة (استوى على عرشه إذا مَلَكَ وثُلَّ عرشه إذا هَلَك.) والاستواء هو استقامة الشيء واعتداله وإذا قُرن بعلي اقتضى معنى الاستيلاء كما في قوله تعالى {ثم استوى على العرش}.

ثم إنَّ العرش قد جاء في القرآن الكريم مع وصف الاستواء في سبع سور هي سور الأعراف ويونس والرعد وطه والفرقان والسجدة والحديد وجاء بدونه في أحد عشر سورة وهى سورة التوبة وهود والإسراء والمؤمنين والنمل وتنزيل وغافر والزخرف والحاقة والتكوير والبروج.

وقد رأي بعض العلماء المحقِّقين من هذا أن بعض المعاني التي ذكرناها للعرش مستحيل على الله تعالى وهو السرير المألوف الذي يجلس عليه فانه يجب تأويله وصرفه عن ذلك الظاهر المحال وحمله على ما يوافق جلال الله وعظمته لأنَّ الدلائل النقلية والعقلية قد نطقت بتلك الاستحالة وأرشدت إلى المعنى الذي يوجبه الكمال الإلهي ويقضى به تنزيه الله العلي الكبير عن كل ما لا يليق بمقام الألوهية العظمى وحاصل ذلك التأويل أن العرش المذكور مع الاستواء هو الملك وأنَّ استواء الله عليه هو استقامة شأن ذلك الملك واعتدال أمر الله سبحانه واطراده فيه واستعلاؤه تعالى عليه استعلاء عزة وسلطان وقهر.

على أن هذا التأويل لم ينفرد به القَفَّال بل ذكره غيره أيضا ومنهم البغوي والبقاعي وأبو السعود والآلوسي وغيرهم بل زاد الإمام الفخر تأويلا آخر ذكره في تفسير قوله تعالى {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} فقال وكل ذلك أي تشبيه الله سبحانه بخلقه وجعله محمولاً على العرش كما زعمه المشبهون كُفرٌ صريح فعلمناه أنه لا بد فيه من التأويل فنقول السبب في هذا الكلام هو أنه تعالى خاطبهم بما يتعارفونه فخلق لنفسه بيتاً يزورونه وليس لأنه يسكنه تعالى الله، وجعل في كلِّ ركنٍ من أركان البيت حجراً هو يمينه في الأرض إذ كان من شأنهم أن يعظِّموا رؤساءهم بتقبيل أيمانهم وجعل كل العباد حفظة، ليس لأنَّ النسيان يجوز عليه سبحانه لكن لأن هذا هو المتعارف عليه، فكذلك لما كان من شأن الملك إذا أراد محاسبة عماله جلس إليهم على سرير ووقف حوله وأحضر الله سبحانه وتعالى يوم القيامة عرشا وحضرت الملائكة وحفت به لا لأنه يقعد عليه أو يحتاج إليه، فأنت ترى أن الإمام فخر الدين قد أوَّل العرش في هذه الآية بغير ما أوَّل به القفال وجعله عرشا في الآخرة لا في الدنيا وأيَّاً ما كان من التأويلين فإنهما قاضيان بتنزيه الله تعالى عمَّا لا يليق به كذلك ننقل لك ما قاله الرازى في تفسير قوله تعالى {ثم استوى على العرش}. في سورة يونس عليه السلام قال: اتفق المسلمون على أن فوق السماوات جسما عظيما هو العرش، إذا ثبت هذا فنقول العرش المذكور في هذه الآية هل المراد منه ذلك العرش أم غيره ثم ذلك الفخر أقوالا ثلاثة أولها: إن العرش هو البناء أي بناء السماوات والأرض وتكوينه وأن الاستواء هو الاستعلاء عليهما بالقهر والعزة الرَّبانية وهذا القول لأبى مسلم الأصفهاني ثانيها أن العرش في آية يونس هو الجسم العظيم الذي فوق السماوات.

ثالثها أن المراد به هو الملك، تحصَّل مما ذكرناه أن عرش الرحمن صالحٌ لأن يفسر بأحد معانٍ أربعة بحسب مساق الآيات القرآنية وهي ذلك الجسم العظيم المُحيط بالأكوان، والملك، وبناء السماوات والأرض أي خلقُهُما وتسويتُهما وهذه الثلاثة في الدار الدنيا، والرابع عرشٌ يُحضره الله في الآخرة فكل هذا التأويلات صحيحة وحق لأن لفظ العرش لا يأباها لا من جهة اللغة ولا من جهة العقيدة الصحيحة ولا من جهة العقل السليم لأنَّ مبناها كلها على تنزيه الله تعالى وتقديسه عن مشابهته لخلقه في أن يكون له عرشٌ يستوي عليه استواءً بالكيفية المعلومة المعهودة فينا.

كلُّ هذا جرى على طريقة الخلف الذين يؤوِّلون ما قام دليل النقل والعقل على استحالة ظاهره، وعلى وجوب حمله على ما يوافق الدليلين المذكورين. أما إذا جرينا على طريقة السلف فأننا ندع التأويل جانبا، ثم نؤمن بما ورد إيمانا جازماً موفَّقا لما أراده الله تعالى من اللفظ الكريم، وندع تعيين المراد منه إلى علمه عزَّ وجل، لانه لم يكلفنا أن نعلمه علم التعيين، ولو أراد ذلك لعينَّه لنا، لأن تعيينه لا يعلم إلا منه سبحانه.

فكلٌّ من السلف والخلف قد رفض المعنى المستحيل على الله تعالى، ولكن بعد اتفاقهما على ذلك لم يتعرض السلف للمعنى المراد بتعيينٍ ما، بل وكلوا علمه وتعيينه إلى الله جلَّ شأنه. وأما الخلف فإنهم تعرَّضوا ببيانٍ ما، متبَّعين في ذلك استعمال العرب وأساليبهم في لغتهم التي جاء القرآن الكريم على أصولها وقواعدها. فأنت ترى أنَّ كل من طريقتي السلف والخلف قد أُسِّس على تنزيه الله عز وجل وتقديسه عما لا يليق بمقامه الأسمى سبحانه.

بقي بعد هذا كله كلمات:

الكلمة الأولى : قد عرفت من صدر كلامنا المعنى المستحيل على الله تعالى لكلمتي الاستواء والعرش، فإذا فُسِّر العرش بأحد معانيه الصحيحة أي بالجسم الأعظم المحيط بالعالم في الدنيا، أو بالعرش الذي يكون في الآخرة فان ذلك التفسير يكون تأويلاً صرفاً لكلمتي الاستواء والعرش عن ظاهرهما المستحيل، وانتقالاً إلى معنى آخر خفي بالنسبة إلى ذلك المعنى الظاهر وذلك المعنى الآخر الخفي الجائز المنتقل إليه هو الجسم الأعظم أو عرش الآخرة الذي هو تحت استيلاء الله تعالى عليه بالقهر السلطان والعزة الإلهية.

فثبت بهذا أن تفسير العرش بما ذكر هو تأويلٌ له بلا ريب، وحينئذ يكون أصحاب هذه المعاني الأربعة التي ذكرناها للعرش جميعهم مؤوِّلون، أي أنهم قد جروا على طريقة الخلف الذين يؤوِّلون بما يوافق تنزيه الله العزيز.

الكلمة الثانية: قد علمنا أن التأويل هو انتقال من المعنى الظاهر إلى معنى خفى بالنسبة إلى ذلك الظاهر، فلأجل هذا الانتقال من الظاهر إلي الخفي ترى المؤوِّلين يقولون حينما يؤوِّلون: أن العرش مثلاً كناية عن كذا، لا يريدون أن المعنى المؤوَّل به المُننتقل إليه هو معنى وهمي خيالي لا حقيقة له كما لو أوَّلوا العرش بالملك مثلا، بل يريدون أنه معنى مدلول عليه بلفظ العرش مثلاً دلالة كنائية، أي دلالة خفية بالنسبة إلى الظاهر بواسطة القرينة الدالة على ذلك المعنى الجائز على الله تعالى كما هو شأن الكناية في المقرر في علم البيان.

وقد أرشد الإمام فخر الد ين الرازي إلى ذلك فيما نقلناه عنه في الصفحة الثالثة بعد المائة من العدد الثاني للسنة الثانية إذ يقول: ونظيره قولهم للرجل الطويل: فلان طويل النجاد إلى آخر كلامهم، فعلى هذا لا يكون قول الإمام القفال وصاحب الكشاف وغيرهما: ان العرش مثلاً كناية عن كذا، معناه انه ليس للرحمن سبحانه عرش حقيقة، بل معناه ان لفظ العرش لفظ عبر الله تعالى به تعبيراً كنائياً عن معنى حقيقي ثابت في نفسه موافق لواقع. والحكمة في التعبير به هو المتعارف والمألوف في تخاطب الناس، لأنهم عهدوا في ملوكهم أن لهم عروشاً يستوون عليها، اى أسرة يجلسون عليها حينما ينظرون في تدبير الملك.

الكلمة الثالثة: ـ ننقل لك ما ذكره الإمام الفخر الرازي في تفسيره لقوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا} عن الإمام الواحدى، وعبارته: قال الواحدى: روى عن ابن مسعود انه قال: يُقعد الله محمداً  على العرش. وعن مجاهد أنه قال: يُجلسه معه على العرش. ثم قال الواحدى: وهذا قول رذلٌ موحشٌ فظيع ونصُّ الكتاب ينادى بفساد هذا التفسير، ويدلُّ عليه وجوه الأول أن البعث ضد الإجلاس يقال بعثت النازل والقاعد فانبعث. ويقال: بعث الله الميت أي أقامه من قبره فتفسير البعث بالإجلاس تفسير للضد بالضد وهو فاسد.

 الثاني أنه تعالى قال: مقاماً محمودا ولم يقل مقعدا، والمقام موضع القيام لا موقع القعود. الثالث ولو كان تعالى جالساً على العرش بحيث يجلس عنده محمداً عليه الصلاة والسلام لكان محموداً متناهيا، ومن كان كذلك فهو محدث. الرابع يقال: ان جلوسه مع الله على العرش ليس فيه كثير إعزاز لأن هؤلاء الجهلة الحمقى يقولون في كل أهل الجنة: أنهم يزورون الله تعالى وأنهم يجلسون معه وانه تعالى يسألهم عن أحوالهم التي كانوا فيها في الدنيا. وإذا كانت هذه الحالة حاصلة عندهم لكل المؤمنين لم يكن لتخصيص محمد صلى الله عليه وسلم بها نسبة شرف ورتبة. الخامس أنه إذا قيل: السلطان بعث فلاناً فهم منه أنَّه أرسله إلى قوم لإصلاح أمورهم ولا يفهم منهم أنه أجلسه مع نفسه فثبت أن هذا القول رذلٌ سقطٌ لا يميل إليه إلا إنسان قليل العقل عديم الدين.

قلنا: قد صرحت هذه العبارة التي نقلناها عن هذين الإمامين بإنكار أمرين: إنكار صلاحية هذه الرواية أن تكون دليلاً على أن للرحمن عرشاً يوم القيامة وإنكار إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش في ذلك اليوم. ودليل هذين الإنكاريين هو الوجوه الخمسة المذكورة لكن هذا الإنكار من هذه الجهة الباطنة لا ينافى أن الإمامين المذكورين وسائر المسلمين يؤمنون بأن للرحمن عز وجل عرشاً يوم القيامة، كما هو تأويل قوله تعالى: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية كما سبق عن الإمام الرازى.

ثم أننا قد بينا لك فيما سبق معنى الكناية التي عبر بها الإمام القفال وغيره من الخلف، ومنه تعلم ان عرش الرحمن جل ثناه شئنا مذعوماً وهمياً بل هو حقيقة ثابتة بنص الكتاب العزيز سواء أول العرش بالملك ام بغيره من المعاني الأربعة المتقدمة.

ففي ذلك يكون ما قاله القفال وغيره هو عين ما قاله حجة الإسلام الغزالى وغاية الأمر أن ما قاله القفَّال وغيره هو طريقة الخلف، وما قاله الغزالى هو طريقة السلف وكل الفريقين قد نزَّه الله العلي الكبير عما لا يليق به سبحانه، ومن هذا نعلم أنه كان يحسُن أيضاً عدم ذكر عبارة الغزالى لأنها لا تناقض كلام القفال. ولعل فيما قلناه شرحاً وافياً لهذه العقيدة الإسلامية حتى لا يبقى هناك مجال لشكِّ الشاكين، كما جاء في السؤال.والله وليُّ التوفيق.

وقد أوضح مولانا الشيخ في دروسه كثيراً أن العرش هو موطن تجلي الصفات الإلهية وقد تنزل منها الإسم الرحمن ليتجلى في العرش ومن ثم يكون قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} أي الاسم الرحمن وليس الذات ويقول رضي الله عنه في شراب الوصل

جلت صفات الذات فهي منيعة       بجلالـها لاتقـبل الأوصـاف

ونختم بقولنا أن المتشابه في القرآن لابد من رده إلى محكم التنزيل وكل هذه الآيات ترد إلى قوله تعالى {ليس كمثله شئ وهو السميع البصير} سورة الشورى 11  {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}.

محمد صفوت جعفر