انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان  - 7

افهموا وتفقهوا

 

انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان  - 7

تعريف الصحابي وعدد الصحابة وطبقاتهم رضي الله عنهم

ذكر الإمام القسطلاني في المواهب وغيره: أن الصحابي هو من صحب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أو رآه ولو ساعة وهو مؤمن به ومات على ذلك قال رحمه الله تعالى: والصحابة ثلاثة أصناف.

الأول: المهاجرون- الثاني: الأنصار- الثالث: من أسلم يوم الفتح. قال ابن الأثير في جامع الأصول: والمهاجرون أفضل من الأنصار وهذا على سبيل الإجمال وأما على سبيل التفصيل فإن جماعة من سُبَّاق الأنصار أفضل من جماعة من متأخري المهاجرين وإنما سباق المهاجرين أفضل من سباق الأنصار. ثم هم بعد ذلك متفاوتون، فرب متأخر في الإسلام أفضل من متقدم عليه مثل عمر بن الخطاب وبلال بن أبي رباح. قال القسطلاني وقد ذكر العلماء للصحابة ترتيباً على طبقات:

الطبقة الأولى: قوم أسلموا بمكة أول المبعث وهم سباق المسلمين: مثل خديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب وأبي بكر وزيد بن حارثة وبقية العشرة رضي الله عنهم.

الطبقة الثانية: أصحاب دار الندوة بعد إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمل النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين على الذهاب إلى دار الندوة فأسلم لذلك جماعة من أهل مكة.

الطبقة الثالثة: الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم من أذى المشركين منهم جعفر بن أبي طالب وأبوسلمة بن عبدالأسد.

الطبقة الرابعة: أصحاب العقبة الأولي وهم سباق الأنصار إلى الإسلام وكانوا ستة وأصحاب العقبة الثانية من العام المقبل وكانوا اثني عشر رجلاً.

الطبقة الخامسة: أصحاب العقبة الثالثة وكانوا سبعين من الأنصار، منهم البراء بن معرور، وعبدالله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وعبدالله بن رواحة.

الطبقة السادسة: المهاجرون الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته وهو بقباء قبل أن يبنى المسجد وينتقل إلى المدينة.

الطبقة السابعة: أهل بدر الكبرى قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي بلتعة (وما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) رواه البخاري ومسلم.

الطبقة الثامنة: الذين هاجروا بين بدر والحديبية.

الطبقة التاسعة: أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا بالحديبية تحت الشجرة قال صلى الله عليه وسلم (لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد) رواه مسلم.

الطبقة العاشرة: الذين هاجروا بعد الحديبية وقبل فتح مكة كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.

الطبقة الحادية عشر: الذين أسلموا يوم الفتح وهم خلق كثير.

الطبقة الثانية عشر: صبيان أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه يوم الفتح وبعده في حجة الوداع وغيرها كالسائب بن يزيد. انتهى كلام المواهب، ونسب هذا التقسيم إلى الحافظ أبي عبدالله الحاكم في كتاب علوم الحديث. قال الإمام الزرقاني في شرحه عليها. وقال ابن سعد: إنهم خمس طبقات.

الأولى: البدريون

الثانية: من أسلم قديماً ممن هاجر عامتهم إلى الحبشة وشهدوا أُحد فما بعدها.

الثالثة: من شهد الخندق فما بعدها.

الرابعة: مُسْلِمَةُ الفتح فما بعدها.

الخامسة: الصبيان والأطفال ممن لم يغز.

قال في المواهب: وأما عدة أصحابه صلى الله عليه وسلم. فمن رام حصر ذلك رام أمراً بعيداً ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الله تعالى لكثرة من أسلم من أول البعثة إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم وتفرقهم في البلدان والبوادي.

وقد روى البخاري أن كعب بن مالك رضي الله عنه قال في قصة تخلفه عن غزوة تبوك: وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ (يعني الديوان) لكن قد جاء ضبطهم في بعض مشاهده كتبوك.

وقد روى أنه سار عام الفتح لمكة في عشرة آلاف من المقاتلة وإلى حنين في اثني عشر ألفاً ويقال أكثر من ذلك. حكاه البيهقي، وإلى تبوك في سبعين ألفاً وقد روى أنه صلي الله عليه وسلم قبض عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً والله أعلم بحقيقة ذلك. (انتهى كلام المواهب).

وقال شارحها المذكور: وجاء عن أبي زرعة الرازي أنه قيل له أليس يقال حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟ فقال: ومن قال ذا؟، فلق اللّه أنيابه، هذا قول الزنادقة، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه وفي رواية: ممن رآه وسمع منه فقيل له هولاء أين كانوا وأين سمعوا منه؟ قال أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه حجة الوداع، كل رآه وسمع منه بعرفة.

قال ابن فتحون في (ذيل الاستيعاب). وأجاب أبوزرعه بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم؟ قال الحافظ (يعني ابن حجر):ولم يحصل لجميع من جمع أسماء الصحابة العشر من أساميهم بالنسبة إلى قول أبي زرعة هذا، فإن جميع ما في الاستيعاب ثلاثة آلاف وخمسمائة وزاد عليه ابن فتحون قريباً من ذلك، بخط الحافظ الذهبي على التجريد: لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا. قال: يعني الحافظ ابن حجر: ورأيت بخطه أيضاً أن جميع من في (أسد الغابة) سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفساً.

وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب وأكثرهم حضروا حجة الوداع وعن الشافعي: قبض صلى الله عليه وسلم عن ستين ألفاً، ثلاثون بالمدينة وثلاثون في قبائل العرب وغيرها وعن أحمد: قبض صلى الله عليه وسلم وقد صلى خلفه ثلاثون ألف رجل كأنه عنى بالمدينة فلا يخالف ما فوقه والله أعلم بحقيقة ذلك فإن كل من قال شيئاً إنما حكاه على قدر تتبعه ومبلغ علمه أو أشار بذلك إلى وقت خاص وحال، فإذن لا تضارب بين كلامهم. وعن مالك مات بالمدينة نحو عشرة آلاف من الصحابة. (انتهى كلام الزرقاني رحمه الله تعالى).

القسم الأول

في نقل عبارات أكابر العلماء من أئمة المذاهب الأربعة

التي استدلوا بها عن الكتاب والسنة وإجماع الأمة: على فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجب في حقهم من حسن الاعتقاد ولزوم سبيل السداد ورتبتهم بحسب أزمانهم.

الإمام الطحاوي

قال رحمه الله تعالى في عقيدته: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، وبنغض من يبغضهم، وبغير الحق لا نذكرهم إلا بالجميل، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نشهد لهم بالجنة. كما شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: أبوبكر وعمر عثمان وعليّ وطلحة والزبير بن العوام وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف وأبوعبيدة بن الجراح وهو أمين هذه الأمة رضوان الله عليهم أجمعين.

ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وذرياته فقد برئ من النفاق. وعلماء السلف السابقين والتابعين ومن بعدهم من أهل الخير والأثر وأهل العفة والنظر لا يذكرون إلا بالجميل. ومن ذكرهم بالسوء فهو على غير السبيل (انتهت عبارة الإمام الطحاوي في عقيدته).

الإمام الغزالي

قال رحمه الله تعالى في كتاب الاقتصاد في الاعتقاد في شرح عقيدة أهل السنة من الصحابة والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم: اعلم أن للناس في الصحابة والخلفاء إسرافاً في اطراف. فمن مبالغ في الثناء حتى يدعي العصمة للأئمة. ومنهم متجهم على الطعن، يطلق اللسان بذم الصحابة، فلا تكونن من الفريقين واسلك طريق الاقتصاد في الاعتقاد.

واعلم أن كتاب الله تعالى مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار، وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بألفاظ مختلفة، كقوله (أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم) وكقوله (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم) وما من أحد إلا ورد عليه ثناء خاص في حقه يطول نقله فينبغي أن تستصحب هذا الاعتقاد في حقهم ولا تسيء الظن بهم وما يحكى عن أحوال تخالف مقتضى حسن الظن، فأكثر ما ينقل مخترع وما ثبت نقله فالتأويل متطرق إليه، ولم يجر ما لا يتسع العقل لتجويز الخطأ والسهو فيه، وحمل أفعالهم على قصد الخير وإن لم يصيبوه.

والمشهور من قتال معاوية مع عليّ وسير عائشة رضي الله عنهم إلى البصرة، فالظن بعائشة أنها كانت تطلب تطفئة الفتنة، ولكن خرج الأمر من الضبط، فأواخر الأمور لا تبقى على وفق طلب أوائلها، بل تخرج عن الضبط، والظن بمعاوية أنه كان على تأويل وظن فيما كان يتعاطاه، وما يحكى سوى هذا من روايات الآحاد فالصحيح منه مختلط بالباطل، والاختلاق أكثره اختراعات الروافض والخوارج وأرباب الفضول الخائضين في هذه الفنون فينبغي أن تلازم الانكار في كل ما لم يثبت، وما ثبت فاسنتبط له تأويلاً فما تعذر عليك فقل لعل له تأويلاً وعذراً لم أطلع عليه.

واعلم أنك في هذا المقام بين أن تسيء الظن بمسلم وتطعن عليه وتكون كاذباً، أو تحسن الظن به وتكف لسانك عن الطعن وأنت مخطئ مثلاً، والخطأ في حسن الظن بالمسلم أسلم من الصواب بالطعن فيه، فلو سكت إنسان مثلاً عن لعن إبليس أو لعن أبي جهل، أو أبي لهب، أو من شئت من الأشرار طول عمره لم يضره السكوت، ولو هفا هفوة بالطعن في مسلم بما هو برئ عند الله تعالى منه فقد تعرض للهلاك، بل أكثر ما يعلم في الناس لا يحل النطق به لتعظيم الشرع الزجر عن الغيبة، مع أنه إخبار عما هو متحقق في المغتاب، فمن يلاحظ هذه الفصول ولم يكن في طبعه ميل إلى الفضول، آثر ملازمته السكون وحسن الظن بكافة المسلمين، وإطلاق اللسان بالثناء على جميع السلف الصالحين، هذا حكم الصحابة عامة. فأما الخلفاء الراشدون فهم أفضل من غيرهم، وتريبهم في الفضل عند أهل السنة كترتيبهم في الإمامة: أي الخلافة وهذا لمكان أن قولنا فلان أفضل من فلان معناه أن محله عند الله تعالى في الآخرة أرفع وهذا غيب لا يطلع عليه إلا الله ورسوله إن أطلعه عليه ولا يمكن أن يدعي نصوصاً قاطعة من صاحب الشرع متواترة مقتضية للفضيلة على هذا الترتيب، بل المنقول الثناء على جميعهم واستنباط حكم الترجيحات في الفضل من دقائق ثنائه عليهم، رمي في عمامة واقتحام أمر خطر أغنانا الله عنه. وتعرف الفضل عند الله تعالى بالأعمال مشكل أيضاً، وغايته رجم ظن، فكم من شخص محروم الظاهر وهو عند الله بمكان لسرٍّ في قلبه، وخلق خفي في باطنه، وكم من مزين بالعبادات الظاهرة وهو في سخط الله لخبث مستكن في باطنه، فلا مطلع على السرائر إلا الله تعالى، ولكن إذا ثبت أنه لا يعرف الفضل إلا بالوحي ولا يعرف من النبي إلا بالسماع وأولى الناس بسماع ما يدل على تفاوت فضائل الصحابة الملازمون لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم، وهم قد أجمعوا على تقديم أبي بكر، ثم نصَّ أبوبكر على عمر ثم أجمعوا بعده على عثمان، ثم على  علي رضي الله عنه وليس يظن منهم الخيانة في دين الله تعالى لغرض من الأغراض وكان إجماعهم على ذلك من أحسن ما يستدل به على مراتبهم في الفضل، ومن هذا اعتقد أهل السنة هذا الترتيب في الفضل، ثم بحثوا عن الأخبار فوجدوا فيها ما عرف به مستند الصحابة، وأهل الإجماع في هذا الترتيب. (انتهت عبارة كتاب الاقتصاد).

وقال الإمام الغزالي أيضاً في (إحياء علوم الدين): الإمام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ، رضي الله عنهم، ولم يكن نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إمام أصلاً، إذ لو كان لكان أولى بالظهور من نصبه آحاد الولاة والأمراء على الجنود في البلاد ولم يخف ذلك، فكيف خفى هذا، وإن ظهر فكيف اندرس حتى لم ينقل إلينا، فلم يكن أبوبكر إماماً إلا بالاختيار والبيعه، وأما تقدير النص على غيره فهو نسبة للصحابة كلهم إلى مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرق الإجماع، وذلك مما لا يجترئ على اختراعه إلا الروافض، واعتقاد أهل السنة تزكية جميع الصحابة والثناء عليهم، كما أثنى الله سبحانه وتعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما جرى بين معاوية وعلي رضي الله عنهما كان مبنياً على الاجتهاد لا منازعة من معاوية في الإمامة، إذ ظن عليّ رضي الله عنه أن تسليم قتلة عثمان مع كثرة عشائرهم واختلاطهم بالعسكر يؤدي إلى اضطراب أمر الإمامة في بدايتها، فرأي التأخير أصوب، وظن معاوية أن تأخير أمرهم مع عظم جنايتهم يوجب الإغراء بالأئمة ويعرض الدماء للسفك.

وقد قال أفاضل العلماء: كل مجتهد مصيب، وقال قائلون: المصيب واحد ولم يذهب إلى تخطئة عليّ ذو تحصيل أصلاً، وفضل الصحابة رضي الله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة إذ حقيقة الفضل ما هو فضل عند الله عز وجل وذلك لا يطلع عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ورد الثناء على جميعهم آيات وأخبار كثيرة، وإنما يدرك دقائق الفضل والترتيب في المشاهدون للوحي والتنزيل بقرائن الأحوال ودقائق التفصيل، فلولا فهمهم ذلك لما رتبوا الأمر كذلك، إذ كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يصرفهم عن الحق صارف.

كلام الإمام الغزالي

التالي

السابق

 

افهموا وتفقهوا

 ما هى أنواع الصعيد الطاهر الذى يجوز استعماله فى التيمم؟

 قال الإمام مالك حين سئل عن الصعيد: (إن الصعيد هو ما ظهر على وجه الأرض منها) أى جميع أجزائها ؛ مادامت على هيئاتها لم تغيرها صنعة آدمى بطبخ ونحوه وهى كالآتى:

1- التراب: سواء وجد على سطح الأرض أو أخرج من باطنها، وهو الأفضل فى التيمم من غيره من أجزاء الأرض عند الفقهاء ما لم ينقل من موضعه عليها، أما عند نقله: فغيره أفضل منه على المشهور.

2- الرمـل: هو الرمل المعروف، ويقصد به أيضاً الأحجار الصغيرة كأحجار السن ونحوها.

3- الحجارة: وإن لم يكن عليها تراب ؛ كالصَّـفَا: وهى الحجر الأملس (جمع صُفَاة)، أو لو نحتت بالقدوم:كالأحجار الجيرية التى تستخدم فى تكسية الواجهات المعمارية أو البلاط، ولو نقلت من موضعها إلى موضع آخر لكن بشرط عدم الطبخ. لذا جاز التيمم على الرحَى والعُمُد وبلاط المسجد المصنوعة من الحجر.

4- الرخـام: سواء كان منحوتاً أو منقولاً من موضعه أو على غير هيئته الحجرية، بشرط عدم وجود حائل فوقه: كشمع أو ورنيش أو مواد التلميع الكيميائية، وبشرط أيضاً عدم طبخه أو تغيير مكوناته الأصلية لإضافة خواص أخرى جديدة له كما فى الرخام الصناعى وبعض انواع بلاط الألباستر.

5- الثـلج: لأنه وإن كان ماءاً متجمداً إلا أنه أشبه الحجر الذى هو من أجزاء الأرض، فاعتُمِد صعيداً باعتبار صورته لا أصله. وروى عن الإمام مالك (أنه وسع له فى أن يتيمم على الثلج، وقال على بن زياد عن مالك: (إنه يتيمم على الثلج) ؛ أى الثلج الصخرى المتكون بفعل الطبيعة والملازم للأرض أو الجبال - وإن نقل منها - وليس الثلج المصنوع المتداول بين الناس.

6- الملح المعدنى: كالشب والكحل وأملاح الكبريت والحديد والنحاس والزرنيخ والمغرة وسائر المعادن فى صورتها الملحية الأولية، كالأكاسيد الفلزية والأملاح الكبريتية ونحو ذلك مما هو من أجزاء الأرض وليس بمصنوع من ترابها أو نباتها. ولكونها ملح: فلا يصح التيمم عليها إلا فى موضعها الأصلى، أو لو نقلت إلى موضع آخر ولكن لم تصر فى أيدى الناس كالتى تدخل فى صناعة الأدوية، أو لم يدخلها الطبخ والتحولات الكيميائية ؛ فيصح التيمم بها ولو جعل بينها وبين الأرض حائل. أما المعادن الصلبة المستخرجة من هذه الأملاح والأكاسيد الفلزية: كمعدن الحديد المعروف المستخرج من أكاسيد الحديد: بعد طبخه بأفران الصهر والتحويل، وكل ما شابهه من معادن كالنحاس والرصاص والقصدير: فإنه لا يصح التيمم عليها جميعها لتغيرها عن هيئاتها الأصلية الملحية التى تصعد بها على وجه الأرض كجزء من أجزائها ولدخول الطبخ عليها والصناعة.

7- الخضخاض: هو الطين المختلط بماء كثير حتى صار مائعا. فكما ذكر الإمام مالك (فى المدونة: إذا عدم التراب ووجد الطين فيضع يديه برفق عند الضرب عليه ويجففهما عقب رفعهما - بالشمس أو الهواء - تجفيفاً لا يخل بالموالاة.

8- الأرض السبخة: وهى الأرض المالحة التى لا تكاد تنبت. ويجوز التيمم بها لقول الإمام مالك: (لا بأس بالصلاة فى السباخ والتيمم منها). ودليله من السنة هو حديث النبى  قبل الهجرة: (أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ سَبْخَةَ ذَاتَ نَخْلٍ - يعنى المدينة - قَال: وَقَدْ سَمَّاهَا طِيبَـة) فدلَّ أن السبخة داخلة فى الطيب أى فى الصعيد الطيب.

محمد الحسن ود الفكي