ركن المرأة
حتى لا نؤذي الآخرين
الكتابة عندي حياة كاملة وموقف من الحياة وصراع مرير وعمل وعرق ومعايشة
للدنيا، لا كمتفرجة فيما يدور حولي إنما هي مشاركة للمواطن البسيط
الذي يقضي يومه في معركة انتزاع القرش من فم الكفاح اليومي الشاق
وأذن صاغية لكل ما يدور من متاعب ومواقف مفرحة أو محزنة تشد الانتباه
لتأخذ مساحة من الوجدان،ولأن لحظات الفرح قصيرة أو تمرُّ دون أن نُحس
بها،فكذلك حالها عندما تُكتب تجد كل الرضا والقبول لدى القارئ،ولكن
لابد أن نعلم بأن الحياة أخذ وعطاء وفرح وحزن فكما فرحنا لابد من
مشاركة الآخرين الحزن متناولين قضية ربما تسببت في كثير من الأحيان
في إثارة غضب البشر التي تجلب السخط للفرد والطرد من رحمة الله
تعالى.
لا تكثرن يا عزيزاتي
القارئات من اللوم والعتاب إذا كنت قد تحدثت بقسوة عليكن في هذا
المقال لأنَّ القضية أكبر مما نتوقّع، وهي تتمثل في تلك المقدرة
الجبارة التي حباها الله لبعض النساء للكيد والمكر والحاق التهم
بالأبرياء من البشر وقد يسترسلن في الحديث وتحليل المواقف والعبارات
بذكاء خارق حتى يصل السامع إلى مرحلة اليقين أي لا يدعن مجالاً
للشكِّ في صحة الحديث وفي الغالب ما تكون المرأة هى ضحية هذا الفخ
لأنها تتعجل في الحكم وتسرع في نشر الخبر إلا فئة قليلة منهن تمتاز
بالتثبت والتروي والتحقق.
ولا أعاتب اللاتي يكِدن فهذا النهج أصبح صفة دائمة لهنّ ولكنا نسأل
الله أن يهديهنّ لترك هذه الصفة التي تغضب الله وتجلب لصاحبها البلاء
في الدارين، ولكنني أغضب و أعاتب الصنف الآخر من البشر الذي أصبح
مستقبلا لكل شاردة وواردة ومروِّجا لما سمع من غير دليل ولا سند، ولا
أدري هل هو ناسٍ أم متجاهلٌ لما جاء في قوله تعالى {يا أيها الذين
آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا
على ما فعلتم نادمين} ولكي لا نصيب الأبرياء ونندم على ما فعلنا حيث
لا ينفع الندم ونطلب السماح مما ألحقنا بهم من أذى ، فان سامحوا
وعفوا هذا هو المطلوب ولكن إذا أعرضوا ورفضوا السماح.. فسوف يعيش
الفرد حالة تأنيب الضمير كلما قابل ذلك الفرد هذا إذا كان له ضمير،
ويكون قد تسبب في تعذيب نفسه.والإنسان دائما ما يبتلى بما يرمي به
الآخرين فإن تحدَّث في أعراضهم ابتلاه الله بمن يتحدَّث في عرضه وإن
سخر من عيوبهم سلَّط الله عليه من يسخر من عيبه وكما تدين تدان هذا
غير ما يلقاه الإنسان من عقاب في آخرته.
لذلك لابد من التثبت والتأكد من كل ما يسمع واقلّ ما يمكن فعله هو
تحكيم العقل إذا اختلط علينا الأمر لذلك وقد قال واحد من أكبر أساتذة
الطب العقلي في ألمانيا يقول (إذا كنت لا تفهم عقلك جيدا ولا تستخدمه
بطريقة صحيحة.. فمن الممكن أن يضرَّ بك).. فعقلك في الحقيقة يمكن أن
يكون شيطاناً شريرا في نسج الأكاذيب، كما يمكن أن يكون ملاكك الحارس
فلابد من استخدامه بطريقة سليمة وبحكمة في التقاط الصالح وإبعاد
الطالح حتى لا تؤذي الآخرين.
هدى
عبدالماجد
|