الصحـابــي الجليــل بــلال الحبشــي

أدق الدقائق

 

الصحـابــي الجليــل بــلال الحبشــي



مقـام سيدنـا بلال بن رباح - دمشق

اسمـه وكنيتـه

هو بلال بن رباح المعروف ببلال الحبشي مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويكنى أبا عبد الله ولد بمكة واسم أمه حمامة وأخوه خالد بن رباح وغفرة اخته ولا عقب له.

صـفـتـه

 كان آدم شديد الأدمة نحيفا طُوالا له شعر كثير خفيف العارضين به شيب كثيرلا يصبغه، وكان من أفصح الناس لا كما يعتقده بعض الناس أن سينَهُ كانت شيناً حتى أن بعض الناس يروي حديثا في ذلك لا أصل له عن رسول الله  أنه قال إن سين بلال عند الله شين وكان سيدنا بلال نديَّ الصوت مشهوراً عند أهل مكة بصوته الحنون الصدَّاح.

خدمته لدين الله

كان مؤذِّن رسول الله  وأول من أذن لرسول الله حضراً وسفراً ولقد زاد سيدنا بلال في آذان الفجر الصلاة خير من النوم فأقرَّها رسول الله  وكان خازنه على بيت ماله ولم يكُ رضي الله عنه يَخرجُ في الآذان عن الوقت.

إسـلامـه

قال الوضين بن عطاء:إن رسول الله وأبا بكر اعتزلا في غار فبينما هما كذلك أن مرَّ بهما بلال وهو في غنم عبد الله بن جدعان وبلال مولَّد من مولَّدي مكة قال: وكان لعبد الله بن جدعان بمكة مائة مملوك مولَّد فلما بعث الله نبيَّه أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلالا يرعى عليه غنمه تلك فأطلع رسول الله رأسه من ذلك الغار فقال: يا راعي هل من لبن؟ فقال بلال: ما لي إلا شاة منها قوتي فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم فقال رسول الله: ائت بها. فجاء بها فدعا رسول الله بقعبه فاعتقلها رسول الله فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روي ثم حلب فسقى أبا بكر ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالا حتى روِيَ ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت! ثم قال: يا غلام هل لك في الإسلام فأتي رسول الله. فأسلم. وقال: أكتم إسلامك. ففعل وانصرف بغنمه وبات بها وقد تضاعف لبنها فقال له أهله: لقد رعيت مرعى طيبا فعليك به. فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ويتعلم الإسلام. وكان رضي الله عنه من السابقين الأوَّلين الذين عُذِّبوا في الله وكان مولى لأمية بن خلف آنذاك فاشتراه أبو بكر منه بمال جزيل لأنَّ أمية كان يعذِّبه عذابا شديدا ليرتدَّ عن الإسلام فيأبى إلا الإسلام رضي الله عنه فلما اشتراه أبو بكر أعتقه ابتغاء وجه الله. وكان واحداً من أول السابقين السبعة الذين أظهروا الإسلام وهم رسول الله  وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار وإلى ذلك أشار رسول الله  بقوله بلال سابق الحبشة فهو بذلك أول من أسلم من الموالي أيضاً.

هجرته إلى المدينة

هاجر سيدنا بلال حين هاجر الناس إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا وما بعدهما من المشاهد رضي الله عنه مع رسول الله  ، وهناك آخى رسول الله  بينه وبين أبي رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي ويقال بينه وبين سيدنا أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجرَّاح.

ذكر من روى عنه

روى عن النبي و روى عنه أبو بكر وعمر وعبد الله بن عمر وأسامة بن زيد وكعب بن عجرة وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي والأسود بن يزيد وأبو عامر عبد الله بن أخي الهوزني وأبو عثمان النهدي وأبو إدريس الخولاني وشداد مولى عاصم وسعيد بن المسيب وأبو زيادة عبيد الله بن زيادة البكري وعبد الرحمن بن أبي ليلى والحكم بن مينا المدني وامرأته هند الخولانية وهي من أهل داريا حكت عن زوجها بلال وروى عنها عمير بن هانئ وعاتكة اللخمية

مـنـاقـبــه

عن زيد بن أرقم قال رسول الله  (نعم المرء بلال وهو سيد المؤذنين)(الرياض النضرة ج: 1 ص: 147) وشهد له النبي  على التعيين بالجنة. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا رضي الله عنه وفيه قال بن التين يعني أن بلالاً من السادة ولم يرد انه أفضل من عمر، وبلغ بلالاً أن ناسا يفضلونه على سيِّده فقال: كيف وأنا حسنة من حسناته ويقال إنه رأى النبي  في المنام وهو يقول له: ما هذه الجفوة أما آن لك أن تزورني فانتبه وركب راحلته حتى أتى المدينة فذكر أنه أذَّن بها فارتجَّت المدينة فما رُؤي يوم أكثر باكيا بالمدينة من ذلك اليوم حكاها ابن الأثير وأنه ورد في خبر أنه لما قدمها قال له الحسن والحسين: نشتهي أن تؤذن في السحر فعلا سطح المسجد فلما قال: الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله زادت رجتها فلما قال:أشهد أن محمدا رسول الله خرجت النساء من خدورهن فما رؤي يومئذ أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم.

وعن أبي عبد الله الهوزني قال: لقيت بلالا فقلت يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله  فقال: ما كان له شيء كنت أنا الذي ألي له ذلك منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي وكان إذا أتاه الرجل المسلم فرآه عاريا يأمرني فأنطلق فأستقرض وأشتري البردة فأكسوه وأطعمه. وعن عبد الله قال: دخل النبي  على بلال وعنده صبرة من تمر قال ما هذا يا بلال قال يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك فقال: أما تخشى أن يكون له بخار في النار أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا. وعن أنس قال: قال رسول الله  لقد أُخِفْت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون ما بين ليلة ويوم مالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال رواه الترمذي

 وعن عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول أصبح النبي  فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت البارحة فسمعت خشخشتك قال ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين فقال رسول الله: بهذاحدثنا حسين بن واقد حدثنا ابن بريدة سمعت أبي يقول: أصبح رسول الله  فدعا بلالا فقال بم سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك أمامي وأتيت على قصر من ذهب فقلت لمن هذا قالوا لعمر فقال بلال: ما أذنت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث إلا توضأت ورأيت أن لله علي ركعتين أركعهما: فقال: بها:(صفوة الصفوة ج: 1 ص: 439-440) قال محمد بن إبراهيم التيمي: لما توفي رسول الله أذَّن بلال ورسول الله لم يقبر فكان إذا قال أشهد أن محمدا رسول الله  انتحب الناس في المسجد فلما دفن رسول الله  قال له أبو بكر أذن يا بلال فقال إن كنت إنما أعتقتني لأكون معك فسبيل ذلك وإن كنت أعتقتني لله فخلِّني ومن أعتقتني له فقال: ما أعتقتك إلا لله. قال: فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله  قال فذاك إليك قال: فقام حتى خرجت بعوث الشام فخرج معهم حتى انتهى إليها وسكنها مؤثرا للجهاد على الأذان إلى أن مات بها سنة عشرين(البداية والنهاية ج: 5 ص: 333)قيل عنه عن ابن إسحاق قال: بلغني أن عمار بن ياسر قال وهو يذكربلال بن رباح وأمه حمامة وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء وعتاقة أبي بكر إياهم فقال:

جزى الله خيراً عن بلالٍ وصحـبـِه      عتيقاً وأخزى فاكهـا وأبـا جـهـلِ

عشيةَ همـَّا فـي بـلالٍ بـسـوءةٍ       ولم يحذروا ما يحذرُ المرءُ ذو العقلِ

بتـوحـيـدِه ربِّ الأنـامِ وقـولـِه       شهدتُ بأنَّ اللهَ ربِّي عـلى مـهـلِ

فإن تقتلـوني تقتلونـي ولـم أكـُنْ       لأشركَ بالرحمنِ مـن خيفةِ القـتـلِ

فيا ربَّ إبراهـمِ والعبـدِ يـونـسٍ       وموسى وعيسى نجَّني ثم لا تـُمـلي

لمن ظلَّ يهوى الغيَّ من آل غـالـبٍ      على غير برٍّ كانَ مـنـه ولا عـدل


مسجد سيدنـا بلال بن رباح - دمشق 

زوجـاتـــه

عن زيد بن أسلم أن بني أبي البكير جاءوا إلى رسول الله فقالوا:زوِّج أختنا فلانا. فقال لهم: أين أنتم عن بلال. ثم جاؤوا مرة أخرى فقالوا: يا رسول الله أنكح أختنا فلانا. فقال: أين أنتم من بلال ثم جاءوا الثالثة فقالوا: أنكح أختنا فلانا فقال: أين أنتم من بلال أين أنتم من رجل من أهل الجنة قال: فأنكحوه عن زيد بن أسلم أن النبي  زوَّج ابنة أبي البكير بلالا قال أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي معشر عن المقبري أن رسول الله زوَّج ابنة البكير بلالا قال: أخبرنا قتادة أن بلالا تزوج امرأة عربية من بني زهرة(الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 238) أما هند الخولانية فتزوجها في الشام.

مـرضــه

ومضت الأيام ومرض سيدنا بلال مرضا شديداً وتداعت صحته فقالت له زوجته تواسيه فقال: دنا الفراق فقالت: واحزناه.. واحزناه فقال لها: لا بل وافرحتاه غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه كيف لا وقد أخبره رسول الله  بذلك حين قال له: بمَ سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك أمامي وأتيت على قصر من ذهب فقلت: لمن هذا؟ قالـوا لعمر فقال بلال: ما أذنت قط إلا صليـت ركعتين وما أصابني حدث إلا توضـأت ورأيت أن لله عليَّ ركعتين أركعهما فقال: بها(صفوة الصفوة ج: 1 ص:440)

وفــاتــه

توفــي رضــي الـله عنه في خلافة سيدنا عمـر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشـرين للهجرة في دمشـق ودفن في مقبرة باب الصغير وقبره ظاهر فيها يزار.

لجنة الإعلام
بالطريقة البرهانية
  دمشق الشام

 

أدق الدقائق

الحلال والحرام

سؤل سيدي فخر الدين عن الحلال والحرام فقال: ذات مرة كنت أقوم بواجب العزاء في قريتنا والتفَّ حولي الناس وقالوا لقد سألنا (فلان) عن الخمر فقال: إن ربنا قال {فاجتنبوه} ولكنه ليس بحرام فما رأيك هل الخمرة حرام؟ فقلت: لا. فقال الناس: إذا أنت توافقه الرأي؟ فقلت: لا فاحتار الناس، فقلت لهم: أوَّلُ النهي(المكروه) وهو الفعل الذي تثابُ على تركه ولا تعاقب على فعله وبعد ذلك(الحرام) وهو الذي حرَّمه المشرِّع نصا وإذا فعلته تدخل النار وأعلى منه (الرِّبا) وإذا أكلته فحرب من الله ورسوله وأعلى منه (السحت) وهو إخفاء قوت المسلمين لحدوث أزمة ترفع الأسعار ومن يأكل السحت إنما يأكل النار فهى أولى به لامحالة ثم يأتي على القمة (الرجس) وهو الإبطان بالكفر مثل الخمر والميسر إذا فالخمر ليس حراماً كمرتبة نهي بل هي رجسٌ وهو أدهى وأمر لأنها خروج من الملة ولذا سميت بأم الكبائر، والمصيبة أن الناس قد أكلوا الرِّبا وأكلوا السُّحتَ ودخلوا في الرجس ويسألون عن الحرام مثل الكلب إذا أكل جيفة فيملأ بطنه بالنجاسة وإذا أراد أن يتبول رفع رجله مخافة أن تلحقها نجاسة البول.

 شيخ أبوه