نيـل المـراد فـي شـرح الأوراد
الحمد لله الذى رضى وأرضى وطهَّر قلوب من اصطفى من عباده فلم يبق بها
من علل الشك والشبه مرضًا، وأضاء لهم سبيل الهدى وعرضهم لمباهاة
الملأ الأعلى عرضًا، حكَّمهم في العالم العلوى والسفلى فأورثهم سماءً
وأرضًا وقلَّدهم الأمر إبرامًا ونقضًا وصلى الله في كل المواطن على
من قيل له {ولسوف يعطيك ربك فترضى} صلاة دائمة لايجوز عليها انقضاء
وعلى آله وأصحابه المخصوصين بالرضا وعلى إخوانه المصدقين به في
المقام العلى المرتضى.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله {قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة
أنا ومن اتبعنى} ويقول تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة} ومن كان
قلبه ظاهرًا على نفسه دعاه بالحكمة ولوَّح له بمنح القرب وصفو
المعرفة وإشارة التوحيد فلما وجد التلويحات الحقَّانية والمعارف
الربانية أجابه بقلبه وروحه فاتبع بالأعمال وتحقق بالأحوال، فإجابة
الصوفية بالكل وغيرهم أجاب بالبعض.قال سيدنا عمر رضي الله عنه(رحم
الله صهيبا لو لم يخف الله لم يعصه) أى لو كتب له كتاب الأمان من
النار لحمله صرف معرفته بعظيم أمر الله على القيام بواجب العبودية
فإجابة الصوفية على اللذاذة وإجابة غيرهم على مجاهدة ومكابدة، ولما
كان حال القوم هكذا خير في خير في خير كان لابد للخير أن يتدفق
وينهمر صفاؤه لرواء المتعطشين المصطفين الذين صَبت أرواحهم الطيبة
المطيبة إلى العالم الأسنى فرارا إلى الله.
لكن كيف السبيل والطريق وعر وطويل ولابد للطريق من خبير وللسالك من
دليل قال تعالى {الرحمن فاسأل به خبيرا} ولما كان ذلك كذلك انتقى
أولاء السلوك من الكنوز أغلى جواهرها وتفرد بينهم السيد إبراهيم
القرشى الدسوقى فجمع من الجواهر الغالية أعلاها، جمع أورادًا هى
مفاتيح كنوز المعارف فلم يترك خيرًا متصلاً ولا سرًا موصلاً إلا
ودرجَّه فيها ليفرَّ بالمريد فرارًا حثيثًا إلى الله آمنًا من مزالق
الطريق ومهاويه، فإليك أيها الداخل إلى أعظم باب شرحًا موجزًا لأوراد
الطريقة البرهانية مدعمًا بالأدلة من الكتاب والسنة وما أجمع عليه
السادة الصوفية، والقصد كل القصد عموم النفع وشموله وازدياد اليقين
وفى اليقين خبر:
جاء رجل إلى سيدنا معاذ بن جبل قال: أخبرنى عن رجلين أحدهما مجتهد في
العبادة كثير العمل قليل الذنوب إلا أنه ضعيف اليقين؟ قال سيدنا
معاذ: ليُحبطنَّ شكه بر أعماله.
قال: فأخبرنى عن رجل قليل العمل إلا أنه قوى اليقين؟ فسكت سيدنا معاذ.
فقال الرجل: والله لئن أحبط شك الأول عمله، ليحطَنَّ يقين هذا ذنوبه
كلهاز.
فأخذ سيدنا معاذ بيده وقال: ما رأيت أفقه من هذا.
{ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
مسألة: ما الأصلُ في الأورادِ والأحزابِ وتعيينِ العَددِ في العباداتِ
وذكرِ الألفاظِ المعجماتِ وإنشاءِ العباداتِ على غيرِ ما أُثِرَ عنِ
الشارعِ ؟
والجواب: بفضلِ اللهِ أنَّ ذلكَ كلَّهُ عملُ النبي والصحابةِ والسلفِ
الصالحِ كلِّهم ، وما خالَفَ ذلكَ إلاَّ شاذٌّ أوْ مُضِل، والأصلُ في
ذلكَ آياتٌ عديدةٌ وأحاديثُ كثيرةٌ وآثارٌ جَمَّةٌ نذكرُ بعضَها على
سبيلِ الاختصار، فمنْها: قولُهُ تعالى {إِنَّ لَك في النَّهَارِ
سَبْحًا طَوِيلا
� وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّـِكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا} (سورةُ
المزمِّلِ 7، 8) .
وقولُهُ تعالى {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّـِكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
�
وَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبّـِحْهُ لَيْلا طَوِيلا} (سورةُ
الإنسانِ 25،
26..)وقولُهُ تعالى {وَسَبّـِحْ بِحَمْدِ رَبّـِكَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ
�
وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبّـِحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُود} سورة ق 39، 40
..وقولُهُ تعالى {كَانُوا قَلِيلا مّـِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
�
وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون} (سورةُ الذاريات) 17، 18 ..
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(أَحَبُّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى
اللَّهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالأَظِلَّةَ لِذِكْرِ
اللَّهِ تَعَالَى) ذكرَهُ الغزاليُّ في الإحياءِ..وقولُهُ
أيضاً(اكْلُفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ
لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا).
وقولُهُ (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ
قَل)..وقولُهُ (مَنْ عَوَّدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادَةً
فَتَرَكَهَا مَلاَلَةً مَقَتَهُ اللَّهُ تَعَالَى)..وقولُهُ ( مَنْ
نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ بِاللَّيْلِ فَقَرَأَهُ
بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَالظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا
قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْل) رواهُ مسلم ..
وقولُ الإمامِ الحسنِ (أَشَدُّ الأَعْمَالِ قِيَامُ اللَّيْلِ
بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِك، وَمُدَاوَمَةُ الأَوْرَادِ مِنْ
أَخْلاَقِ الْمُؤْمِنِينَ وَطَرَائِقِ الْعَابِدِينَ وَهِيَ مَزِيدُ
الإِيمَانِ وَعَلاَمَةُ الإِيقَان).
أمّا عنِ الأورادِ عندَ الصوفيةِ فلقدْ قالَ فيها سيدي أحمدُ زروقٌ
(وبالجملةِ فأحزابُ المشايخِ صفةُ حالِهمْ ونكتةُ مقالِهمْ وميراثُ
علومِهمْ وأعمالِهم، وبذلكَ جَرَوْا في كلِّ أمورِهم لا بالهوى
فلِذلكَ قُبِلَ كلامُهمْ ـ وربّما جاءَ ـ بعدُ ـ مَنْ أرادَ محاولةَ
ذلكَ بنفسِهِ لِنفسِهِ فعادَ ما تَوَجَّهَ لهُ عليهِ بعكسِه؛ وما هوَ
إلاَّ كما يُحْكَى عنِ النَّحلةِ أنَّها عَلَّمَتِ الزنبورَ طريقةَ
النسجِ فنَسَجَ على منوالِها ووضعَ بيتاً على مثالِها ثمَّ ادَّعَى
أنَّ لهُ مِنَ الفضيلةِ ما لَها فقالَتْ له: هذا البيت، وأينَ
العسل؟!. فإنَّما السرُّ في السكّانِ لا في المنزل، فأحوالُهمْ
مؤيَّدةٌ بعلومِهمْ مُسَدَّدةٌ بإلهاماتِهمْ مصحوبةٌ بكراماتِهمْ).
(شرحُ حزبِ البحرِ لِسيدي أحمدَ زروق).
ويقولُ العلاّمةُ الصاويُّ في حاشيتِهِ على الشرحِ الصغير: أورادُ
العارفينَ لا تخلو مِنْ كونِها مِنَ الكتابِ أوِ السُّنَّةِ أوِ
الفتحِ الإلهي؛ ولِذلكَ تُقَدَّمُ على غيرِها...
والوردُ إجمالاً هو: إقامةُ الطاعاتِ في الأوقاتِ.. ومسكُ الختامِ
قولُ سيدي فخرِ الدينِ عندَما سُئِل هلْ أورادُ العارفينَ على غيرِ
ما وردَ نصاً في السُّنَّةِ المطهّرةِ مقبولة شرعا؟ هلْ هناكَ ما
يفيدُ بأنَّ ما وردَ عنِ العارفينَ مِنْ أوراد لمْ تُدَوَّنْ في كتبِ
السُّنَّةِ مقبولٌ ومعتمَدٌ في الدين؟ فأجاب: بما يفيدُ أنَّها
معتمَدةٌ ومقبولةٌ لأنَّها إجماع، وإجماع الناسِ على الخبيرِ مِنَ
الصالحينَ الذاكرينَ فيهِ الكفايةُ على الاتِّباعِ لِقولِهِ تعالى
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّـِهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا} (سورةُ النساءِ 115).
معنى الأوراد
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها (من ليس له ورد ليس له وارد) وقد ذكر
الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف رحمه الله في كتابه
(المدرسة الشاذلية) قول الإمام الجنيد:من ليس له ورد فهو قرد،
والأوراد في معناها اللفظى كثرة ذكر الله والصلاة على رسوله
والمداومة على هذه الكثرة في ذلك أو في قراءة شئ من القرآن أو في
دعاء، والآيات والأحاديث الواردة في الحث على كثرة الذكر لاحصر لها.
والأوراد تنقسم إلى قسمين أساسيين هما كما قسمها سلفنا الصالح رضوان
الله عليهم:
1- أوراد السير إلى الله وتتمثل في الذكر بالإسم الإلهى.
2- الأحزاب ويقرؤها المريدون للتحصينات وقضاء الحوائج.
ولما كان الصوفية هم أهل الصفاء وأهل المشاهدة فقد حرصوا كل الحرص على
الاستقامة في الذكر بالإسم الإلهى، ففُتحت لهم أبوابُ الغيوب
الإلهية، وتنزلَّت عليهم فيوضات الأنوار الأقدسية، متخذين من الأحزاب
حِرزًا يحميهم من شرور خلق الله أجمعين حتي تتفرغ قلوبهم لرشفات
الرحيق المختوم من حضرة العلي القيوم.
سعيد أمين
وَلِي نَظْمُ دُرٍ
من يفز بالوصل زلفى
مــن يفُــزْ بالوصــل زُلفــى كــانَ
بعــدَ المـــوتِ حيَّــا
الحمدلله الحى القيوم الذى خلق الموت والحياة والصلاة والسلام دائمين
على خير من وطئت الذرى قدماه وخير من تشرَّف بجسده الشريف باطن الأرض
وآله وصحبه.
من الأمور التى يُستدلُّ عليها بالمشاهدة اليومية ولا يمكن أن تخفى بأى
حال من الأحوال على كل ذى عقل ـ خطفة الموت التى هى ـ كما نرى أسرع
من طرفة عين؛إنه مجرد نفس يخرج من الرئتين ولا تستقبلان غيره إطلاقا
وهى خطفة تأتى دون سابق انذار ودون استئذان
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمتـه
ومـن تخطـئ يعَمـَّرْ فيهرمِ
وحينها ينتقل المرء من حياة إلى حياة أحيا ومن نوم إلى يقظة وفي الأثر
(الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا)
فالعيـش نـومٌ والمنيـةُ يقظـة
والمــرءُ بينهما خيــالٌ سارِ
ويُشبَّهون الجسد بالمدينة أو القرية والروح بالوالى وهو المحكم فيها
يدبَّر أمورها ويرعى مصالحها والموت هو عزل لهذا الوالى وفى عزله
إطلاق من قيد الحدود (فما الموت إلا انتقال مخصوص على وجه مخصوص) ابن
عربى. قال السهر وردى يتحدث عن حقيقة الموت:
قـل لأصحـاب رأونى ميـتـا فبكـونـى
إذ رأونــى حزنـا
لا تظنــونــى بأنـى ميـت ليـس ذا
المـيِّـت واللـه أنـا
أنا عصفــور وهـذا قفصـى طـرتُ عنـه
فتخلـَّى رهـنـا
فاخلعوا الأنفـس عن أجسادهـا فتــرون
الحـق حـقـا بينـا
لا ترُعْــكُمْ سكرة المـوت فمـا هــى إلا
بانتقـال مـن هنـا
والصوفية هم أكثر فئة
يحلو لها الحديث عن الموت بصدق فهم ينظرون إليه باشتياق وحنين وتتنفس
أرواحهم الصعداء عند مفارقة سجنها الرهيب وقدعلموا بضرورة الحياة بعد
الموت فعملوا بهمة عالية على قتل النفوس بتبريتها وتزكيتها:
موتُ
الـنـفـوس حـيـاتُهـا
مــن رام أنْ يـحـيـا يـموت
وينساب الحديث نظما عن النفس ممن فقه النفس وعلم جناياها الشيخ محمد
عثمان عبده البرهانى:
فمـن
يُرضيــه حكـم اللـه عبد
يصيـر الحـىَّ مـن بعـد الممـات
فكل من يرضيه حكم الله وهو يتلخَّص في جهاد النفس لتزكيتها وهو الغاية
من خلق الله للخلق{وما خلقت الجن الإنس إلا ليعبدون} ــ يصير الحىَّ
من بعد الممات والرضاء بحكم الله إنما يكون بطاعته وتنفيذ أوامره
ويكون المعنى ـ كما نرى ـ إن الذى يرضى بحكم الله ويذكره يصير حيا
بعد أن كان ميتا قبل ذكره لله وهذا وجه بدليل قوله {مثل الذى يذكرُ
ربه والذى لا يذكرُ ربَّه مثل الحيِّ والميت} والذكر ـ كما هو معلوم
ـ يتبعه علم فهو حياة والغفلة يقترن بها الجهل والجهل موت وهنا تشبيه
للذاكر لله بالحى والغافل عن ذكره بالميت.
ومعنى آخر هو أن من يرضى بحكم الله فيعلم ويعمل بما علم على الدوام
يصير حيا ولو بعد الموت ولن يكون هذا الا بذكر الله وهنا تشبيهٌ
للميِّت والذى كان ذاكرا لله في حياته الدنيا بالحى ووجه الشبه هو
العمل واستمرار الاجر والفوز بالوصل:
مـن يَـفــُزْ بالـوصــلِ زُلفـى
كــان بـعـدَ الـمــوتِ حـيَّـا
ولعله يشير ـ أيضا ـ إلى بعض حديث للنبي صلى الله عليه وسلم (إذا مات
ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية وعلم ينتفع به أو ولد
صالح يدعوله)
الوسيلة ابر اهيم
حــــوار
قال القاضي ابن شبرمة دخلت أنا وأبو حنـيفة رضـي الله عنـه على الإمام
جعفر بن محمد بن علي الصادق رضي الله عنه فسلَّمت ثمَّ أقبلت على
الإمام جعفر فقلت له: أمتع الله بك هذا رجلٌ من أهل العراق له فقه
وعلمٌ يقيس الدين برأيه، فأقبل علي وقال: هو النعمان بن ثابت، قال
ابن شبرمة: ولم أعرف اسمه إلا ذلك اليوم،فقال له أبو حنيفة رضي الله
عنه: نعم أصلحك الله.فقال له جعفر رضي الله عنه: اتق الله ولا تقسِ
الدينَ برأيِك. فإن أوَّلَ من قاسَ إبليس إذ أمرَهُ الُله بالسجودِ
لآدم فقال: أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقتَه من طين. فقال الإمام
رضي الله عنه: هل تُحـسن أن تقيسَ رأسَك من جسدك؟ قال: لا. فقال:
أخبرني عن الملوحةِ في العينين وعن المرارةِ في الأذنين، وعن المـاءِ
في المِنخرين، وعن العذوبة في الشفتين؟ قال: لا أدري. قال الإمام رضي
الله عنه: إنَّ الله تعالى خلق العينينِ فجعلَهما شحمتين،وجعل
الملوحـة فيهما مَنَّاً على ابن آدمَ ولولا ذلك لذابتا، وجعل المرارة
في الأذنيــن ولولا ذلك لهجمت الدوابُّ فأكلت دماغه، وجعل الماء في
المنخرين ليصعد منهـما النفس وينزل ويجد منه الريـح الطيبة من الريح
الرديئة، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذَّة مطعمه ومشربه،
ثمَّ قال لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة أوَّلها شركٌ وآخرها إيمان؟
قال: لا أدري.قال: قول الرجل (لا إلهَ إلا الله)، فهذه كلمةٌ أوَّلها
شـركٌ وآخرها إيمان. ثمَّ قــال: ويحك.أيُّهما أعظـم عند الله تعالى
قتل النفـس التي حرَّم اللــه تعالى، أم الزنـا؟ قال: قتل النفـس.
قال: إنَّ الله تبارك وتعالى قد رضي وقَبِلَ في قتل النفـس بشاهدين،
ولم يقبلْ في الزنا إلا أربعة. فكيـف يقومُ لك قيـاس ! ثمَّ قال:
أيُّهما أعظم عند الله الصوم أم الصلاة. قال: بل الصـلاة. قـال: فما
بال المرأة إذا طُهرت من الطمث تقضي الصيامَ ولا تقضـي الصلاة؟ اتق
الله يا عبد الله، لا تقس نقف نحن وأنت ومـن خالفنا بين يدي الله
تعالى فنقــول: قال الله تعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم
وتقول أنت وأصحابك.
من معرض الحولية
بقلم الشيخ الحسين الشيخ
محمد عثمان |