مدينة الأُبيّض العطاء البرهاني والفيض النوراني
مسجد مولانا الحسين - القاهرة
مدينة الأبيض تلك المدينة الغرَّاء التى عرفت باحتفالاتها بالذكرى
السنوية بميلاد مولانا الإمام الحسين رضى الله وقد تزامن احتفالها
هذه المرة باحتفالات مدينة القاهـرة بالذكرى السنوية لمولانا الامام
الحسين أيضا فكان له مذاق خاص يكسوه ثوبٌ من مباهج الفرح والشوق
لصاحب المنـاسبة بزاوية الطريقة البرهـانية بالأبيض والتى لها فضل
الأسبقية بهذا الاحتفال السنوى ولا سيما بقية النشـاطات الاجتماعية
والروحية الخاصة بالطـريقة هناك فما كان أمامنا سـوى أن نقف برهةً
على تلك الأرض المعطاء ونسلِّط الضـوء عليها حتى نعرف كيف أصبحت هذه
المنطقة بؤرة يتجـه إليها الإخوان من كل مدن الـسودان حتى فاض منها
النور البرهانى إلى بقية المدن الاخـرى بغرب السودان وأصبحت قبلة
الأنظار لكلِّ محبى سيدنا ومولانا الإمام الحسين.
بعض ما جاء في الكتاب والسنة عن سيد الشهداء
(حسينٌ مني وأنا منه، أحبَّ الله من أحبَّ حسينا، الحسن والحسين
سبطان من الأسباط)
التخريج (مفصلا): البخــاري في الأدب الترمذي وابن ماجة والحاكم في
المستدرك عن يعلى بن مرة تصحيح السيوطي: حسن
حَدَّثنَا يعقوب بْن حميد كاسب. حَدَّثنَا يَحْيَى بْن سليم، عَنْ
عَبْد اللَّه بْن عُثُمَان بْن خثيم، عَنْ سَعِيد بْن أَبِي راشد؛
أَن يعلي بْن مرة حدثهم أنَّهُمْ خرجوا مَعَ الْنَّبِيّ إِلَى طعام
دعوا لَهُ. فَإِذَا حَسيَن يلعب فِي السكة. قَالَ: فتقَدْم
الْنَّبِيّ أَمَّام القوم، وبسط يديه. فجعل الغلام يفرُّ هاهنا
وهاهنا. ويضاحكه الْنَّبِيّ حتى أخذه. فجعل إحدى يديه تحت ذقنه،
والأخرى فِي فأس رأسه فقبَّله. وَقَالَ (حُسَيْن مني، وأَنَا من
حُسَيْن. أَحَبَّ اللَّه من أَحَبَّ حُسَيْنا. حُسَيْن سبط من
الأسباط) فِي الْزَوَائِدِ: إِسْنَادُهُ حَسَن. رِجَالَهُ ثِقَات.
رواه الترمذي وحسَّنه عن يعلى بن مرة الثقفي مرفوعا، ورواه أحمد وابن
ماجة في سننـه عن يعلى بن مرة باللفظ المذكور، وزاد أحبَّ الله من
أحبَّ حسينا، حسينٌ سبط من الأسباط. روى الترمذي وغيره عن عبدالله بن
بريدة عن أبيه قال: رأيت النـبي يخطب؛ فجاء الحسن والحسين - عليهما
السلام - وعليــهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران؛ فنزل فحملهما
بين يديه، ثم قال: (صدق الله عز وجــل إنما أموالكم وأولادكم فتنة.
نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي
ورفعتهما) ثم أخذ في خطبته.
من شجاعته
قال ابن إسحاق: تحامل الوليد بن عتبة على الحسين بن علي في مال له -
لسلطان الوليد؛ فإنه كان أميرا على المدينة - فقال له الحسين: أحلف
بالله لتنصفنّي من حقي أو لآخذن بسيفي ثم لأقومنَّ في مسجد رسول
الله ثم لأدعونَّ بحلف الفضول. قال عبدالله بن الزبير: وأنا أحلف
بالله لئن دعاني لآخذنَّ بسيفي ثم لأقومن معه حتى ينتصفَ من حقِّه أو
نموت جميعا، وبلغت المسور بن مخرمة فقال مثل ذلك؛ وبلغت عبدالرحمن بن
عثمان بن عبيدالله التيمي فقال مثل ذلك؛ فلما بلغ ذلك الوليد أنصفه.
من مناقب أبيه
مجاهد والسدي، وحملهم على ذلك قوله تعالى: {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون} وذلك أن سائلا سأل في مسجد رسول الله فلم يُعطه
أحد شيئا، وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم، فأشار إلى
السائل بيده حتى أخذه.
من مناقب الزهراء
السيوطــي في الدر المنثور:أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {مرج
البحرين يلتقيان} قال علي وفاطمة {بينهما برزخ لا يبغيان} قال: النبي
{يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: الحسن والحسين.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال:
علي وفاطمة {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: الحسن والحسين
من روايته
وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال سمعت جدي رسول الله يقول: (أدِّ
الفرائض تكنْ من أعبد الناس وعليك بالقنوع تكنْ من أغنى الناس، يا
بني إنَّ في الجنة شجرةً يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء فلا
ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان يصبُّ عليهم الأجر صبَّا) ثم تلا
النبي {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب}. ولفظ صابر يمدح به
وإنما هو لمن صبر عن المعاصي، وإذا أردت أنه صبر على المصيبة قلت
صابر على كذا؛ قال النحاس. وقد مضى في البقرة مستوفى.
قال السدي: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكت عليه السماء؛
وبكاؤها حمرتها. وحكى جرير عن يزيد بن أبي زياد قال: لما قتل الحسين
بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما احمرَّت له آفاق السماء أربعة
أشهر. قال يزيد: واحمرارها بكاؤها. وقال محمد بن سيرين: أخبرونا أن
الحمرة التي تكون مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين بن علي رضي الله
عنهما.
وقال الشاعر:
وعلى الأفق من دماء الشهيدينِ
علـــيٍّ ونجلِه شاهــدانِ
وقال سليمان القاضي: مُطرنا دما يوم قتل الحسين.
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم والضياء، عن أبي
سعيد قال: قال رسول الله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ونختم بقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه في شراب الوصل:
واللؤلؤُ المكنونُ والمرجانُ من بنتِ
الرسول كلاهما الحسنانِ
وكانت لنا هذه السانحة الجميلة مع إحدى الشخصيات النشطة بالأبيض لأستاذ
سليمان الزين نائب رئيس الإرشاد بمدينة الابيض الغراء والآن إلى
مضابط الحوار.
متى بدأ تنظيم نشاط الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية؟
بدأَ العمل في عام 1960 بصورة واضحة ومرتبة واستمريت في هذا النشاط إلي
أن وصلت درجة مراقب إدارة في المصلحة التي كنت أعمل بها، ولم يكن
عددنا يجاوز الخمسة وعشرين رجلا مجتهدين متحابِّين مدركين لعلم
التصوف، ويعتبر أكبر نشاط في تلك الفترة كان بمدينة نيالا حيث
اشتركتُ في تشييد الزاوية بمرافقة الأخ العزيز المرشد أحمد دفع الله
وبحمد الله نحن على صلة بجميع الإخوان بغرب السودان حيث تقام الحضرات
في الفاشر ونيالا وقد خلق ذلك الترابط نوعا من التوسُّع في الطريقة
وانتشارها في شمال وجنوب دارفور حتى وصلت إلي غرب دارفور والجنينة
وجنوب دارفور وجنوب جنوب دارفور وحدث ذلك التوسع في الإعوام
1976-1982
ما هى الكيفية التى كانت تصلكم بها توجيهات مولانا الشيخ محمد عثمان
عبده البرهانى في ذلك الزمان، وهل كان لديكم تقسيم إدارى محدد؟
لدينا اتصالات مباشرة به من خلال التلفونات والزيارات الشخصية
للإخوان الذين يحضرون إلي الخرطوم و بعض الوفود التي تأتي للخرطوم
للمناسبات الكبيرة، منهم جميعا تصلنا ارشاداته من وقت لآخرولم يكن
هناك تسلسلٌ إداري ولكن تصلنا التعليمات من المرشد وتنفذ لأن العدد
محظور وأيضا نحن على صلات كبيرة وحميمة بإخوان العاصمة.
ماهي الصعوبات التي واجهتكم في بداية العمل؟
لم نجد صعوبات سوى كيفية الحصول على قطعة أرض لقيام الزاوية بنيالا
ونسبة لمجهوداتنا الكبيرة ومعرفتنا لإداريين استطعنا ان نحصل على
قطعة أرض مساحتها 1500 متر وهي التي تمَّ فيها بناء زاوية نيالا
،وبعد عدة تنقلات من الخرطوم إلي دارفور واخيرا استقريت بالأبيض
وبدأنا في انشاء الزاوية والحصول على أرض تحت اشراف الأخ أحمد الهندي
ومن بعده الأخ محمد عامر وأصبحنا بفضل الله اصحاب زوايا معتمدة
ومعروفة.
ما هي التجربة العلمية التي تعلمتها من الشيخ محمد عثمان ونقلتها الي
الابيض؟
أقمت بزاوية الخرطوم (3) فترة لا تقل عن ثلاث سنوات تعلمت فيها تجارب
كثيرة وفوائد عظيمة توسعت فيها مداركي في مفاهيم التصوف من تلك
العلوم التي كنا نتلقاها منه بمنزله بالخرطوم.
حدثنا عن هذه العلوم وكيف استطعتَ المحافظة عليها ونقلها للأبيض؟
أولا تعلمتُ الفقه وكيفية قراءة القرآن والصًلاة والزكاة والصيام وبعض
الأحاديث وغيرها من العلوم التي تتعلَّق بالمعاملات وكنت أدوِّن تلك
الدروس في شكل مذكرات.وعندعودتي للأبيض جمعتُ الإخوان في شكل حلقات
كبيرة وتدارسنا ما كتبته وأ حياناً أستعين بالمراجع إذا صعب أمر في
الفقه وما وجدناه من علمٍ و معاملة حسنة ناتجة من عاطفة أبوية صادقة
جعلني أحس طيلة وجودي معه بأني أعيش بين أهلي وعشيرتي وأن أتعلم بعض
الآداب والمعاملات الإسلامية التي لم نكن نصادفها خارج الطريقة.
ما هي الأساليب المستخدمة في نشر الطريقة بالمنطقة؟
جميع الناس خارج الطريقة مسلمون ومعظمهم يدركون ما هو التصوف ولكن قد
تكون هناك عوامل هي التي تؤثر في تأخُّر انضمامهم لذلك في بداية
الأمر تحتاج الطريقة إلي التعريف بنفسها وذلك يعتبر من أبرز أعمالها
سوى أكان ذلك بالندوات أو المحاضرات أو المعاملات الخاصة وغالبا ما
يكون ذلك الإبراز في المناسبات والمساجد وهذا ما ساهم في نشر الطريقة
بغرب السودان بصورة واسعة.
هل لأجهزة الإعلام المحلية دور في هذا الجانب؟
يرجع الفضل في هذا المجال للإخوان المصريين الذين يعقدون لقاءات دورية
في المناسبات الرسمية الكبرى عند عودتهم للأبيض وبالفعل تمَّ تسجيل
عدد من الحلقات في الإذاعة والتلفزيون المحلي والتي تعتبرناجحة ساهمت
في نشر مفهوم التصوف ودخول عدد كبير مـن طلاب الجامعات خاصة جامعــة
القرآن الكريم وفي اجتماع للطـالبات البرهانيات اللاتي يقــلُّ عدد
هن عن ستين طالبةً استطعن أن يكوِّنَّ لجاناً إدارية بنــفس المستوى
العام في كل ما تحتـاجه المرأة ومن أجمل ما رأيته اهتمامهن بصلاتهن،
ومذاكرتهـن في جماعة.
من الأشياء التى تشد الانتباه إنضمام عدد كبير من الشباب إلى الطريقة
في رأيك ماهو السبب الرئيسى في هذا الانضمام الشبابى الكبير؟
لأنها متنفسٌ للشباب يجد فيها حرية التعبير عن الإسلام ومعرفة التصوف
وقديماً ارتبط هذا العمل بالخواص ولكن حالياً بفضل التطور أصبح
التصوف للعامة ولأنه في حاجة لمعرفة دينه فإن هذا لا يتأتى إلا عن
طريق الطرق الصوفية لأنه مجتمع له أسس ونظم تختلف عن المجتمعات
الأخرى وبما يجده من علم في مختلف المجالات تكون بالنسبة له جاذباً
وهناك بعض الأشياء الأخرى التي لا يجدها خارج الطريقة مثل العلاقات
الاجتماعية.
هل تؤدي مثل هذه العلاقات الإجتماعية الي التكافل بين الإخوان؟
التكافل واضح في جميع أحوالهم ومناسباتهم الخاصة والعامة والزاوية
مهيئة بالدرجة التي تجذب الإخوان مهما بعد مكانهم فتجدهم يزورونها
باستمرار لذا نتفقَّد من يغيب وكذلك لدينا لجنة مالية واقتصادية
وخدمات واتصال جميعها تعمل بمستوى واحد ومن أبرز أعمالها معرفة أحوال
الإخوان من أجل التعاون والتكافل سواء أكان ذلك مادياً أم معنويا.
هل توجد برامج للإستفادة من طاقات الشباب؟
إننا نريد أن نبرز الطريقة بنفس الصورة التي عمل بها الشيخ إبراهيم رضي
الله عنه في ألمانيا وذلك بإنشاء ملاعب كأندية ثقافية إسلامية توضح
كيف تطبَّق الأحكام الشرعية عن طريق البرامج الرياضية مع دروس في شتى
المجالات الدينية ونحن وراء تصوف مرن يحبُّه كل إنسان ويعمل به وليست
الطريقة التقليدية الجافة.
كيف يمكنكم استيعاب الزيادة المستمرة في عدد الإخوان؟
توجد العديد من الخطط التي تهدف إلي توسيع مساحة الزاوية كذلك تمَّ
بناء الجامع الذي يعتبر من أكبر الجوامع بالمدينة وقد قام بدعم من
الإخوان وأحد الإخوة الظبيانيين والآن نحن بصدد تنفيذ مشروع لإنشاء
مكتبة ضخمة بالزاوية تحتوي على كتب ومؤلفات الشيخ محمد عثمان عبده
البرهاني رضي الله عنه بالإضافة للتفاسير وبعض الكتب الدينية
وغيرهاالتي تفيدنا في تدارسنا كمراجع ولكننا نطمع في توسيعها من
المكتبات الداخلية والخارجية، ولدينا أيضا مكتب للإنترنيت ونتمنى أن
تثمر هذه الإتصالات في ربطنا بالجريدة والمناطق الاخرى.
هل توجد أنشطة أخرى من أجل تطوير العمل؟
تكاد تكون الزاوية مركز لبقية الطرق الصوفية الأخرى فكل نشاط لها او
اجتماع لا يتم إلا في هذه الزاوية خاصة الإخوان الأحمدية يزاولون كل
أنشطتهم فيها وتعتمد علينا كل الطرق الصوفية باعتبار أن الطريقة
البرهانية مرتكزة ومتوسعة هذا إلى جاب المحبَّة التي تربط بيننا ونحن
نتعاون في كافة المناسبات حتى قررنا باتفاق مع تلك الطرق تكوين رابطة
شاملة تضـم كل الطـــرق ويكـون مركـزها الزاويـة والهدف من قيامها هو
الرد السريع على المحاربين للتصوف الذين يحاولون استقطاب الشباب
بعيداً عن التصوف حتى تصبح هذه الرابطة قوة تقتحم كل المجالات الأخرى
التي ليست لها علاقة بالتصوف حتى تمنع الشباب من التطرف الديني وعن
المفاهيم الخاطئة عن الإسلام
مقام مولانا الحسين - القاهرة
هل هنالك ثمة صعوبات تواجهكم في عملية الإرشاد؟
لا يوجد أى نوع من الصعوبات فنحن لدينا ما يسمى بلجان الإرشاد وهى
موزعة على الأحياء والمناطق وقد تم توزيع المدينة حتى أطرافها إلي
لجان ومرشدين يستمدون كل توجيهاتهم من المرشد العام والإرشاد علم
ثابت ومنهج متبع ومنفذ لأنه يصلنا من أعلى قمة وهو الشيخ إبراهيم فلم
نصادف صعوبات وإذا قدر أن عُين أحد الإخوان في لجنة أو عمل مهني هذا
التعيين لا يعتبر صادرا من أفراد إنما هو وارد من باطن الإدارة التي
بدورها تستقي الإرشاد من مولانا شيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان ولأن
الطاعة تعتبر من الأسس الكبرى لذلك نهتم بها وننفذ كل الأوامر.
هل لديكم تنظيم إدارى محدد لممارسة أنشطة الطريقة؟
قبل ستة أعوام وصلتنا دراسة مكتملة عن التنظيم الإداري من الإدارة
بالخرطوم وتدارسناها دراسة عميقة وتم تطبيقها بصورة شاملة من لجان
الإدارة العليا الي آخر درجة قاعدية وقد شمل التنظيم لجاناً عليا
وفرعية تختص بالإرشاد والخدمات وحالياً أشغل نائب المرشد الإداري
والمسئول عن التنظيم ومدى تطبيقه في الشئون المالية بالذات بجانب
تدريب الإخوان على هذا التنظيم وتغيراته وتحولاته من لجنة الي أخرى.
من أهم المناسبات التى عرفتم بالاحتفال بها حولية سيدنا الحسين رضي
الله عنه متى كانت البداية؟
الحولية السنوية التي بدأت منذ عام 1964 بأمر من مولانا الشيخ محمد
عثمان بعد افتتاح الزاوية التي قامت بإمكانات محدودة وهي لفته جميلة
لم نكن نتوقعها واستمرت حتى يومنا هذا وأصبح روادها عدداً لا يوصف
يجتمع فيها جميع إخوان الدلنج، كادوقلي، رشاد، بارا باعتبارهم
مشاركين وليسوا مدعوين وتكاد تكون نسخة مصغرة من حولية الخرطوم
وللعلم مولانا سيدي فخر الدين قد أوصى الشيخ أحمد الهندي بهذه
الحولية واستمرارها وهي في ازدياد كل عام حتى صارت عرفا بين الناس
وها نحن نرى جيراننا من قبيلة الشويحات وهي من أعرق القبائل العربية
تشارك معنا في أستضافة إخواننا واستقبالهم على خير ما يرام وقد رأيت
بنفسك خروجهم بالإبل والرايات لاستقبال مولانا الشيخ إبراهيم رضي
الله عنه حين وفد للحولية فنعم الجيران ونعم الإخوة.
ما أجمل ما يسعدكم في هذه المناسبة؟
ما يسعدنا أن الشيخ إبراهيم يحرص على أن يحضر في كل عام للحولية وتعتبر
هذه الزيارة الصلة الروحية الحقيقية لانها تفسح المجال وتدعونا لكى
نعيش بالقرب منه فترة من الزمن لا تقل عن ثلاثة او أربعة أيام نصبح
فيها جزءاً منه وفيها يزوره كل القادمين إلى الحولية وقد تعلمنا منه
المعرفة في الأدب والأخلاق وكيفية التعامل وحسن الخلق وجميعها لم تكن
مغروسة في القلوب بالدرجة الحالية وبحمد الله وفضل المشايخ جميع ما
لدينا من مشكلات زالت وأيضا نتيجةً لكثرة الذكر الذي يُهذِّب النفس
ويجعلها راضية وقانعة بما تملك في كل وضع.
نريد معرفة معنى الطريقة من خلال زاويتك الخاصة؟
تعتبر الطريقة مدرسة عظيمة بالنسبة للدين الإسلامي وتكاد تكون قلبه
أو شريانه النابض لأنها هي العلوم الحقيقية التي استمدها المسلمون من
حبيبنا المصطفى وأصحابه الكرام جداً فجد أباً فأب كما قال الشيخ إلي
أن وصلت إلى هذا المجال وأصبحت الطرق الصوفية لها اليد الطولى في
تنظيم الإسلام وكل ما لدينا من فهم للإسلام كان مصدره هذه الطريقة
.أيضا دروس مولانا الشيخ محمد عثمان أثمرت عن التحول في نفسي من
شخصيتي الأولى غير المدركة لمفاهيم الإسلام الحقَّة الي شخصية متصوفة
مدركة لمفهوم الإسلام الصوفي الصحيح عن طريق التربية التي لا نجدها
في مجال آخر تعلمنا عدداً من الصفات الإسلامية الكبيرة مثل حسن الخلق
وحسن المعاملة مع الآخرين والأدب والطاعة والإيثار وكثير من الصفات
التي ينادي بها الإسلام أصبحت لدينا مغروسة بحكم الممارسة والتعلم و
جميع هذه الصفات لم نكن نجدها في البيت أو المجتمع ولا تتأتى إلا بعد
عدة سنوات.
ما هو رأيكم حول صحيفة رايات العز؟
نشأت في فترة وجيزة وقد وصلتنا جميع الأعداد ونتمنى أن لا ينحصر نشاطها
في طريقتنا فقط بل يمتدُّ ذلك حتى تصبح صحيفة التصوف الأولى ولم يكن
لدينا سابق اتصال بإدارتها والعاملين بها لأنها وصلتنا شاملة الي أن
تمكنا من معرفة ذلك وأصبح لدينا الاستعداد الإعلامي وسوف نتعاون من
أجل التوسع والإنتشار وتعتبر المدينة من أول المدن التي تصلها
الصحيفة ويتم توزيعها وتعليقها في لوحة بجانب صحيفة محلية تنشر فيها
بعض الموضوعات ومقترحات الإخوان.
هل لديكم ملاحظات ومقترحات حول الصحيفة؟
لا زالت الصحيفة شبه محلية الموضوعات ولكن لابد أن تكون شاملة وعالمية
الموضوعات وقد حدث أن نشر مؤخراً بعض أخبار الطرق الأخرى مما كان له
الأثر الاكبر عندهم وبهذا يزداد الترابط بين الطريقة البرهانية وبقية
الطرق، أيضاً حدث توسع في عدد من الموضوعات لكنه حتى الآن لم يصل الي
طموحنا لأننا نريد أن نخترق المجال من البرهانية الي التصوف الحقيقي
الذي يوضح الإسلام من أجل أن يستفيد كل شخص غير برهاني من تلك العلوم
وبذلك تصبح صحيفة المسلم المتصوف الحقيقي أما الاقتراح فيتمثل في
تكوين مكاتب في بعض المدن الرئيسية بالبلاد كالأبيض، ودمدني، كسلا،
الفاشر نيالا بمراسلين رسميين وأن يفتح المجال واسعاً للإخوان
للإدلاء بارائهم ومقترحاتهم مهما تكن حتى إذا لم تكتمل الفكرة لابد
أن تهتم بها الجريدة ولا تهمل لأن إهمال الرأى يؤدي إلى سقوط
العزيمة.
كلمة اخيرة
الجريدة هي مرآة لأنفسنا ونتمنى أن تكون الرائد الأول لنشر الدين
الإسلامي الصوفي في السودان والعالم أجمع وأن يفتح المجال للإخوان
حتى من خارج القطر للمشاركة خاصة الإخوان المصريين لأنني ارى فيهم
التقارب الفكري الناتج من التداخل بين الدولتين كذلك جميع الإخوان من
بقية الأقطار الاخرى ومن خلالهم يمكن ان نعرف كيف يسير نشاط
البرهانية في ذلك البلد واحياناً نسمع بعض الأخبار التي لا نتأكد من
صحتها في تلك الدول نريد ان نقف على مثل هذه الحقائق وان ينعكس كل
ذلك في الصحيفة وأتمنى لكم السعادة
والتقدم.
هدى عبدالماجد |