قضيتُ سِـنِيًّا أرتجي ساعةَ اللِّقا          
          لِـذاكَ تعـانقـنا عنـاقَ الأحبَّة

ولد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنهما  بوادي حلفا 1938م ، ثم انتقل مع والده الشيخ رضي الله عنه إلى الخرطوم   وتلقَّى تعليمه بالخرطوم  إلى أن نال شهادة المحاسبة من المعهد الفني (جامعة السودان حاليا) ثمَّ عمل موظَّفا ببنك السودان ولما لحق والده رضي الله عنه بالرفيق الأعلى، استقال من العمل وتفرَّغ لشئون الطريقة وتربية المريدين وإرشاد السالكين تحقيقاً لقول والده عنه :

وصرحيَ باسم الله بوَّأتُ ركنَه      وآيـــةُ إبراهيمَ رفعُ القواعدِ

يطــهِّرُه للطـائفينَ  وأنـَّه      لقبلةُ قصَّادي وبيتُ  العقـائـدِ

 وانتظمت الطريقة تحت لوائه في بلاد العرب ، وإن سأل سائل ماذا يعني دخول الطريقة في بلد مسلم فنقول يعني تصحيح العقائد  وبيان وجوب محبَّة رسول الله  صلى الله عليه وسلَّم وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وكانت إمامتُه للطريقة خيراً وبركة فردَّ الشارد وألَّف النافر وجمع الشتيت وأيقظ الهمم ووحَّد الصف وشاد المقام الذي قضى الله أن يكون مرقده فيه يوم الجمعة
 
2003/10/24 بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى يوم الاربعاء الموافق 22/10/2003م وبنى المسجد الذي سيكون بإذن الله مدرسة الطريقة الكبرى، وأخرج رايات العز للوجود، وعلى صفحات الإنترنت تطالعك الطريقة البرهانية بصفحاتها بالعربية والإنجليزية والألمانية والروسية بالإضافة إلى موقع خاص بالسيرة النبوية بعنوان (النبي) ، وكلَّ يوم على شاشات تلفاز النيل الأزرق تطلُّ برامج (النبي الأمي)  و(في خيمة أم معبد) يقدِّمها أبناؤه وتلاميذه.  وطاف بأرض الله شرقاً ومغرباً مصر وسوريا ولبنان واليمن والحجاز والأردن وعمان والعراق حتى أقام الحضرة البرهانية في مقام القطب الكبير سيدي عبد القادر الجيلاني، متتبعا أحوال المريدين ناصحاً ومرشداً ومداويا، طبيبٌ دوَّار بطبِّه قد أحمى مواسمه وأحكم مراهمه على يديه يسري البُرءُ في السقم.

ثمَّ تنسَّم المغرب العربي العبير البرهاني فانتشر أرج الطريقة في ليبيا وتونس  والجزائر.

وزار الشيخ باكستان مبشِّراً باتشار الطريقة في تلك البلاد ووجهتها جنوب شرق آسيا ودول الشرق الأقصى.

وفي أفريقيا انتشرت الطريقة في الصومال وأرتريا  ووصلت جنوب أفريقيا.

أما أوروبا فقد كان لها نصيب كبير من انتشار الطريقة   في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكان لألمانيا قصب السبق  فنهضت الزوايا في هامبورج  وميونخ  وشتوتجارد وبرلين، وفي شنيدة شمخ الصرح البرهاني  الذي يشهد الاجتماعات  الدورية للجان  المختصَّة بإدارة شئون الطريقة  في كلِّ أنحاء أوروبا .

وفي الدول الإسكندنافية قام الشيخ رضي الله عنه بزيارة الدنمارك واستوكهولم .

أما شرق أوربا فقد عمت طلائع النور أستونيا وأكرانيا وفي روسيا البيضاء.

وتوجَّهت البشائر  إلى الولايات المتحدة وقامت الزوايا في عدد من المدن الأمريكية طاف بها الشيخ كلُّها .ثم مشارف القطب الشمالي في كندا في مونتريال  والعاصمة  أوتاوا لم يقعده الداء الذي لو على غير الشيخ لألزمه الدار فلم يبرحها وكان قليل التشكي لما يصيبه. وكان هذا تحقيقاً لقول سيدي فخر الدين  رضي الله عنه:

وذا بُنيَّ الذي تــمَّـت عطيَّتـه      قد اصطفيناه من صـافي عطيَّتنا

ليجمعَ الشملَ إمداداً ومـرحـمـةً      ويحــملُ الكـَلَّ مدوداً بهمـتنا

ويصبح الكلُّ حشداً تحت رايتــه       بلا جفاءٍ لمـن يسـعى بذمّـَتنا

وقـد تمّت مبايعـة نجلـه الأكبر الـذي اختاره ليكون خليفة له مولانا الشيخ محمد  الشيخ إبراهيم الشـيخ محمد عثمان عبده ليحمل الراية الخفاقة ويزيدها نوراً على نور وهو الذي قال فيه جدُّه الشيخ فخر الدين :

واعلم هُديتَ الحُجَّتين بأنني      أحبو خــبيَّاً والأمينُ مكينُ

 وقال فيه أيضاً :

يقالُ لأهلِ الدينِ هذا إمامُكم      وذلكَ عَبدٌ جاءنا وهْو نائبُ

وتتوجَّه الطريقة البرهانية بأسمى آيات الشكر والعرفان للسيد رئيس الجمهورية ونائبه والسادة الوزراء والمسئولين بالدولة والسيد  عبد الرحمن سوار الذهب وكلُّ السادة السفراء ومندوبي الدول والسادة مشايخ الطرق الصوفية ورؤساء الجمعيات الخيرية، فلهم منَّا الشكر ومن المولى الجزاء .