شعاع من بني النور
الزواج العرفى
لابد لنا في هذه الحياة المكتظة بالصعاب أن نتابع وبشغف شديد مواضيع
إنسانية شديدة الحساسية، لقد هزت هذه المواضيع ولمست أوتار دقيقة فـي
حياة كثير من الناس وشردت الكثير من الأسر بتصرفات الأبناء الهمجية
وإرضاء طموحاتهم وسعادتهم والمقابل صدمة الأباء والأمهات وانعزالهم
عن المجتمع ونحن إذ نخاطب هذه الفئة يجب علينا المصداقية في كل ما
نقول في الأفعال والأفكار حتى نخرج بحل سلمى لهذه القضية التى شغلت
الناس والمجتمع وهي قضية الزواج العرفى (الزواج في السر) وكل زواج قد
تلاعب بركن الإشهار فهو باطل كما قال العلماء ويقود هذا الزواج إلى
مشاكل جسيمة ويقع البعض في التهلكة لأسباب كثيرة، منها الاطفال كيف
ينتسبون فـي المجتمع بصورة طبيعية، ماذا يقول الناس عندما يرون هذا
الشخص يدخل منزلى ويخرج كل يوم أوبعض يوم ماذا يدور في مخيلتهم؟ من
المؤكد شئ لايحمدعقباه نود أن نقول للذين يؤيدون الزواج العرفـي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سؤل عن الإثم قال (ما حاك فـي
الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس) فما بالك من ان تفعل الذي تخشى أن
يطلع عليه الناس، وفى نهاية المطاف عندما يعرف الناس الحقيقة تطفو
تساؤلات كثيرة ومريرة ولانجد لها إجابة والذين يؤيدون هذا الزواج
نقول لهم ان مثل هذه الممارسات والافعال لا تاتى إلا لأغراض دنيئة
منها إشباع لذة أو احتياج النقود وكثيرا مايقع ضحية لهذا العمل
الشباب الماجن أوالكبار الغيرعاقلين، إن المخاطر من هذا الزواج كثيرة
منها على سبيل المثال لا الحصر عندما تكون الزوجة حبلى بأى عين ينظر
إليها المجتمع؟ وبأى وجه ترى الناس؟ وتيقن تماما أن هذا الزواج خطأ
وكل شيء يتأتى في الظلام فهو حرام كالسرقة تماما ونأتى للأهم موضوع
الحمل،من بعض أحاديث الشيخ الشعراوى رحمه الله إذا تزوج رجل من امرأة
زواج خفى (عرفى) وأراد أن يخرج معها وهي حامل فإنه لايستطيع بل أنه
يحاول إخفائها من أعين الناس حتى لا تكثر الاقاويل وتدخل هي في حالات
نفسية سيئة وقد تضطرلإجهاض هذا الحمل الذى يعوق سعادتها أو تخفى
الأبناء من الناس، قد تكون في خوف شديد من القيل والقال وكل صغيرة
وكبيرة يعنى حياة قلق، ومن تتزوج في الحلال والإشهار يتباهي بها
زوجها عندما تحمل ويخرج بها أمام الناس مرفوع الرأس يعنى قوة
وطمانينة،لاحظوا الفرق ماذا تقول (قطعت جهينة قول كل خطيب) المهم ما
أريد قوله أن الزواج العرفى يعرض الأبناء والأباء والأمهات لمشاكل
كثيرة لا حصر لها لذانقول إن اللجوء للحق عز وجل وكثرة الذكر مع
مداومة قراءة الاوراد والاذكار تحد من هذه الشهوات وتهدى الانسان إلى
تظويع نفسه لرضا ربه.
غادة سليمان الزين
جـل وصـف غـراسهـا
كاظم علمه
قرأت كثيرا عن سيدي موسى الكاظم رضي الله عنه ودرست سيرته لأبحث عن سبب
كنية الكاظم فلم أجد كلاما يشفي الصدور لأن كل من تحث عن الكظم ربطه
بالغيظ لقوله تعالى {والكاظمين الغيظ} ولكن سيدي موسى كان عالما ندر
أن يوجد مثله وندر أن يتحدث أو يقول لأن جده الإمام علي كرم الله
وجهه قال (ليس كل مايعرف يقال ولا كل مايقال جاء أوانه ولا كل ماجاء
أوانه حضر رجاله) وسيدي جعفر الصادق قد ملأ الأرض علما وشريعة
وحقائقا وأخفى فـي جفره ما غاب عن العقول وأتى بعده سيدي موسى الكاظم
رضي الله عنهم ليسأل الناس ما أفدتم بعد من علوم أبى وتدور دورة
الزمان والمكان حيث كثر الخطباء وندر العلماء فما جدوى الكلام لمن
لايسمع، ومن الناحية النفسية فإن الإنسان إذا حصل معلومة جديدة عليه
يظنها جديدة على كل الناس ولايطيق صبرا حتى يفرغها فـي وجه أول من
يلقى من الناس ولكن أوعية العلم
ليسوا هكذا يردهم العطشى ليغترفون و لا يسح ماءهم سح غروب في صحراوات
قاحلة إلا إذا أصلحوا تربتها و وضعوا بذورهم فيها سقوها و لم يبخلوا
عليها و ذلك هو كاظم علمه و نعم الكظيم صاحب المعاني التي جل وصف
غراسها.
فتى الوادي
|