بـالـحـقـائـق
نـاطـقـيـن
خصوصية سيدنا رسول الله في العبادة
مازلنا نواصل مسيرنا في مبحث خصوصية حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه
وسلم نتزود بالمعرفة التامة في متعة المحبة الروحية بسيد البشرية،
وكنا مسبقا قد توصلنا إلى انعدام المثلية بين ذاته الشريفة وبين
الخليقة واليوم يستوقفنا الحديث عن خصوصية سيدنا النبي في العبادة
وهي محورين.
المحور الاول: عبادته تساوى عبادة كل الامة.
نعود لاية المثلية قال تعالى {انما انا بشرٌ مثلكم} في المعنى البسيط
للاية نجدان كلمة مثلكم انما المقصود بها انه يساوى كل الامة أي ان
قدره يساوى قدر كل الامة قاطبة فهو لم يقل انا مثل واحد منكم ولكنه
قال انا مثلكم أي انتم باكملكم نستشهد هنا بحديث سيدنا اباذر رضي
الله عنه عندما سأل رسو ل الله صلى الله عليه وسلم،متى علمت انك نبي
حتى استيقنت.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:بينما أنا أسير ببعض
بطحاء مكة نزل علىّ ملكان وقال احدهما للاخر:زنه برجلٍ من امته فرجحه
ثم قال زنه بعشر ثم بمائة ثم بالف فرجحهم، فقال احدالملكين للاخر لو
وزنته بأمته اكملها لرجحها. في الفهم البسيط للحديث يتضح لنا جليا ان
قدره الشريف يساوى قدر الامة بأكلها أي مثلكم،ولا سيما عبادته
المتواصلة منعدمة النظير.
المحور الثاني:عبادته ليست كعبادتنا.
عبادة حضرةالنبي صلى الله عليه وسلم ليس كعبادتنا،على سبيل المثال وليس
الحصر فقد كان صلى الله عليه وسلم يواصل الصيام فلما ارادوا ان
يقلدوه قال لهم (انى لست كهيئتكم انى ابيت عند ربى فيطعمنى ويسقينى)
ويكفينا ماورد من تورم اقدامه لطول قيامه صلى الله عليه وسلم على انه
مغفورٌ له.
وخلاصة القول هنا ان عبادة الناس مئالها إلى الاسماء الالهية وعبادته
صلى الله عليه وسلم مئالها إلى الذات الالهية،ولذا صلى عليه السادة
الرؤساء بقولهم (اللهم صلى على عبد الذات ورسول الاسماء والصفات)
ويقول الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني في ديوان سراب الوصل:
يا كاملا من علوم الله اجمعهـا
يا أحمد ايها المخصوص بالذات
فاين المثلية فهى منعدمة
تماما حتى في العبادة.
هادية محمد الشلالي
الصبر فـي الشعر
يقولون لي صبراً وإِني لصـابر
على نائباتِ الدهرِ وهي فواجـعُ
سأصبرُ حتى يقضيَ اللّه ماقضى
وإِن أنا لم أصبرْ فما أنا صانعُ؟
أمية بن أبي الصلت
عوّل على الصبر واتخذ سببـاً إِلى
اللـيـالـي فإِنـهـا دُوَلُ
البحتري
ما أكرمَ الصبرَ وما أحسنَ الصد
قَ ومـا أزيـنــهُ للـفـتـى
الخـرقُ شــؤمٌ والتُّقى جـنةٌ
والرِّفْقُ يمنٌ والقنـوعُ الغـنـى
أبو العتاهية
تلقَّ بالصبرِ ضيفَ الهمِّ حيثُ أتـى
إِن الهمومَ ضيوفٌ أكلُها المـــهج
فالخطبُ إِن زادَ يوماُ فهـو منتقص
والأمرُ إِن ضاق يوماً فهو منفـرجُ
فروِّحِ النفسَ بالتعليلِ ترضَ بــه
واعلمْ إِلى ساعةٍ من ســاعةٍ فرجُ
الحسين بن عبدان البغدادي
أحسنُ بالواجدِ من وجــدِه صبرٌ
يـعـيـدُ النــارَ فــي زنـدِهِ
الصبرُ يوجدُ، إِن باءٌ له كـسـْرت
لكنه، بسُكونِ البـاءِ ـمفـقــودُ
ويحمَدُ الصابر الموفي على غرضٍ لاعاجزٌ، بعرى
التقصيرِ معـقـودُ
المعري
أنفقْ من الصبرِ الجمــيلِ فإِنه
لم يخشَ فقراً منفقٌ من صبـرِهِ
واحلمْ وإِن سَفِهَ الجليسُ وقل له
حسنَ المقال وإِن أتاكَ بهجـرِهِ
والمرُ ليس ببالغٍ فـي أرضـهِ
كالصقرِ ليس بصائد فـي وكرِهِ
أبو فراس الحمداني
ومن البليةِ أن يسامَ أخو الأسى
رَعْيَ التجلُّدِ وهو غيرُ جمـادِ
سامي البارودي
إِذا لم تستطعْ للرزءِ دَفْعــــاً
فصبراً للرزيةِ واحتـســابــا
فمتى نالَ المنى فـي العـيشِ إِل
غبيَّ القوم أو فَطِنٌ تغــــابى
هي الدنيا نغَرُّ بها خدوعــــاً
ونورَدُها على ظمأٍ سرابــــا
وهـــــل أحياؤنا إِلا ترابٌ
بظهرِ الأرضِ ينتظـرُ التـرابا
الشريف المرتضى
صبرت لحكم الله بل أنا شـاكـر
فما الصبر إلا عن عظيم المصيبة
وصبري صبر لم ير الناس مثله
سهامي نور والضلال رميـتـي
سيدي فخر الدين
اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ
وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتـدبـيرُ
وللمهيمنِ فـي حالاتِنا نظـرٌ
وفوقَ تقديرِنا للّهِ تــقديـرُ
سيدنا
علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه
سوسن حسين |