كلمة
العدد
يقفُ
كالجبلِ
الشامخ،
يَمشي بتؤدة،
عليه جلابيب
السكينة
والوقار ،
دائمُ
الابتسام ولا يغضُّ
ابتسامُه من
مَهابتِه ،
يتبسَّطُ في
الحديثِ
ويمازحُ
مُريديه ورغم هذا
لا يجتريءُ
أحدٌ أن يرفعَ
بصرَه إليه من
هيبته ،
تَلِجُ دارَه
في كلِّ وقتٍ
وحين ، لا يزجرُك
البوَّابُ
ولا تسألُ : من
تكون ؟ تَحضرُ
طعامَه
مدعوَّاً كنت
أو غير مدعو،
لا يأكلُ
وحدَه قط إلا
أن يجِدَ من
يؤاكله ،
ترفعُ إليه
شكواكَ في
كلِّ ما
ينوبُك من� عِلَلِ
الجسدِ
والروح تجدُ
عندَه
الدواءَ الشافي
لكلِّ داء ،
يقرِّب لك�
البعيد،�
ويُيسِّرُ
لك العسير،� تدخلُ غاضباً
عابساً
وتخرجُ
راضياً
مُبتسماً،
تدخل سقيماً
وتخرج
معافىًّ . ، لا
يجهرُ بالسوء
، يَدفع بالتي
هي أحسن، يقبلُ
معاذيرَ من
أتاه
مُعتذراً ،
يحادثُك في
كلِّ أمر
أردتَ أن
تحدِّثه فيه
من أمور
الدنيا أو الآخرة
، يُجمل
المعنى�
الجليل في
العبارة
اليسيرة ، له
مع كلِّ مريدٍ
من مريديه شأن
، فمنهم من
يخاطب فيه
العقل، ومنهم
من يخاطب فيه
القلب،�
ومنهم من
يخاطب فيه
الروُّح ،
يخاطب الناس
حسب أحوالهم
وعلى قدر
عقولهم،
يسألُه اثنان
عن مسألةٍ
واحدة�
فيجيب هذا
بجواب�
وهذا بجواب ( أُمرْنا
أن نخاطبَ
الناسَ على
قدر عقولهم ) يزورُ
المريدين في
بيوتِهم ،
يُشاركُهم
أفراحَهم
ويُواسيهم في
أحزانِهم. كلُّ
مريدٍ يحسبُ
أنَّه الأثير
لديه والمقرَّب
إليه�
ولن تزالَ
سيِّدي الشيخ
إبراهيم� في
الصدور فلك في
كلِّ قلبِّ
محبٍّ صورةٌ
لا تَمَّحي� رضوان الله عليك في الملأ الأعلى.
أسرة التحرير
أزهارٌ بين أنهار
الأرواح
فــي
الـــبرزخ
جاء في
النفخة
العلوية أن
الأرواح في
البرزخ متفاوتة� في
مستقرِّها
أعظم تفاوت ،
وحينئذ تكون
أرواح
الأنبياء� عليهم
الصلاة
والسلام مع
كونها في
الملأ
الأعلى�
متفاوتة
فيه، وأرواح
المؤمنين غير
الشهداء أو
غير الأطفال
منها ما هو
سماوي، ومنها
ما هو أرضي� وأرواح
الأطفال في
حواصل عصافير
الجنة�
عند جبال
المسك ،
وأرواح
الشهداء منهم
من تكون روحه
على باب
الجنَّة ،
ومنهم من من
تكون في
داخلها ،
وحينئذ إما أن
تكون في جوف
طير أخضر� أو طير أبيض ، ومنهم من تكون روحه على هيئة
الطير.
..............................
عن جابر بن
عبد الله
رضـي الله
عنه قـال : أسـرعنا
إلى قتلانا
بأحـد� وذلك
حين
أجـرى
معاوية عين
الماء في وسـط
مقبرة شهداء
أحد ، وأمر
الناس بنقل موتاهم
،
فأخرجناهـم
رطاباً تنثني
أطرافهـم
، وذلـك على
رأس أربعين
سنةً�
وأصابت
المسحاة قدم
حمزة رضي الله
عنه فسال الدم
منها .وذكر
أنه فاح من
قبورهم�
مثل ريح
المسك لأن
الأرض لا تأكل
أجساد
الشهداء� وزاد
بعضهم : قاريء
القرآن�
والعالم� ومحتسب الأذان
( الذي لا يأخذ
أجراً على الأذان)
وقد نظم هؤلاء
الشيخ
التنائيي
فقال :
لا تأكلُ
الأرضُ جسماً
للنبيِّ ولا
لعالمٍ وشهيدٍ قتـلَ مـعـتـركِ
ولا لقاريءِ قرآنٍ ومحتـسـبٍ
أذانـَه لإلـهٍ مُجـرِيَ الفلَـكِ
أحمد
البدوي
شــراب الـوصــل
في
جَنَاحَيهِ� رحمتي
ولديه
عِوَضَ
الوالدينِ
يَلْقَى
اللَّطِيم
الجناح هو� اليد كما جاء في قوله تعالى { واضممْ إليكَ
جنَاحَكَ من الرَّهْبِ} ـ القصص
32�
قال
المفسِّرون
الجناح هو
اليد واليد
رمزٌ للعطاء�
والجناح
أشمل من اليد
ومنه { واخفض
لهما جناح
الذلِّ من
الرحمة } وهو
التواضع لهما
، ومنه جناح� الطائر،
انظر كيف يحوط
به البيض
ويحفظه�
حتى تدبَّ فيه الحياة فإذا خرجت الفراخ حامت حول أمِّها فإذا أفزعها شيءٌ
جرت واحتمت بصدر أمِّها وهكذا كان الشيخ إبراهيم رضي الله تعالى عنه يخفض جناح
الذلِّ لمريديه ويرعاهم ويربِّيهم ويدلُّهم على طرق الخيرات.� واللطيم
هو الذي فقد
والديه . فالشيخ
الواصل نعم العوض
عن الوالدين� بل هو
أقربُ منهما
نسباً كما قال:
نسبٌ أقرب
في شرع الهوى
بيننا من نسبٍ مـن أبـوي
وقال�
:
أنــا
للســـالـك
أمٌّ وأب
فتمــتَّع بعلومـي يابُنـي
وهذا حال
الشيخ
إبراهيم رضي
الله عنه مع
كافَّة
مريديه
يحوطُهم
بالعناية كما
يحوط الوالد
الرحيم
أبناءه
يتفقَّد
أحوالهم
ويعودُ
مرضاهم ويواسي
مُصابهم
ويسهرُ
لراحتهم
ويعوِّذهم
بالله تعالى
أن يصيبهم
مكروهٌ أو نصب
هناك حيث يشتكي
الوالد ولده
والولد والده
والزوج زوجته فالشيخ
أقرب إليه من
هؤلاء وشيجةً
، يسافر بالسيارة
في طولِ
البلاد
وعرضها رغم
الجُرح الدامي
في قدمه لا
يبالي بالألم
ولا بالنزف
ولا يتشكَّى
قد أسلم رجله
للطبيب
ينظِّف الجرح
غير مبالٍ وهو
يستمعُ�
لشكوى مريد
أو يصف دواءً
لمريض، أو
يردُّ على
سؤال أو يؤانس
أصحابه ولو
كان هذا الجرح
في قدم شخص
آخرغير الشيخ
لألزمه سرير
المرض لا
يبارحه
ولعادَهُ
الناس بدلا من
أن يعودَهم
ولواسَوه
بدلا عن أن
يواســيَهم ،
ضرب مثلا أعلى
في الصبر على
المكاره والحرص
على راحة
المريدين
والجدِّ في
قضاء حوائجهم
والبذل
والسخاء في
غير تذمُّر� ( كفٌّ
كريمٌ أرضُه
وسماه )� ( لنا
أكفُّ السخا
نُعطي ولا
حرجٌ )� ولنا
العزاء
الأكبر في
وارث المقام
الشيخ محمد
رضي الله عنه
قد ألقت إليه
الخلافة
مقاليدها،
تخلَّق
بأخلاق والده
الشيخ
إبراهيم يقوم
مقامه ويلزم
سمته�
ويهتدي
بهديه :
هذا مقامٌ
قد ورِثنا
كابراً عنْ
كابرِ
نسأل الله تعالى أن يحفظَ لنا كلَّ آل بيت الشيخ محمد عثمان عبده
البرهاني أوعيةَ العلم وآنيةَ الإمداد.
د. عبد الله محمد أحمد
فـقــه
الـلغــة
(عنِ
اللّيثِ وأبي
عَمْرٍ و
المؤرج وأبي
عبيده وغيرِهم)
*�كلُّ
بُقْعةٍ
لَيسَ فِيها
بِناء فَهيَ
عَرْصَةٌ
*�كلُّ
جَبَل عظيم
فهو أخْشَبً
*�كلُّ
موضع حَصِينٍ
لا يُوصَلُ
إلى ما فيهِ
فهو حِصْن
*�كلُّ
شيءٍ
يُحْتَفَرُ
في الأرْضِ
إذا لم يكُنْ
من عَمَلِ
النَاسِ فهو
جُحْرٌ
*�كلُّ
بَلَدٍ واسع
تنخرق فيه
الرّيح فهوَ
خَرْق
*�كلُ
مُنْفَرج
بينَ جبال أو
آكام يكونُ
مَنْفذاً لِلسَّيلِ
فهو وَادٍ
*�كــلُّ
مدينةٍ
جامعـةٍ
فهيَ
فُسْطــَاطً
، ومنهُ قيلَ
لِمدينةً مصرَ
التي بناهَا
عَمْرُو بنُ
العاص: الفُسْطَاطُ
. ومنه
الحَدِيث: (عليكمٍ
بالجماعةِ
فإنَّ يدَ
اللّه على
الفِسْطاط) ،
بكسرِ
الفَاءِ
وضَمِّها
*�كل
مقَام قامَهُ
الإِنسان
لأمرٍ مَا فَهوَ
مَوْطِن ،
كقولِكَ: إذا
أتيتَ مكةَ
فوقفتَ في
تِلكَ
المَواطِنِ فادْعُ
الله لِي ،
وُيقالُ: المَوطنُ
المشْهدُ منْ
مَشَاهِدِ
الحربِ ، ومنه
قولُ طَرَفَة:
(من الطويل):
على مَوطنٍ
يَخْشَى
الفَتَى
عِنْدَهُ
الرَّدَى
مَتَى تَعْتَرِكْ فِيهِ الفرائِصُ تـُرْعـَد
عن كتاب
الثعاليبي في
فقه اللغة
تحت إشراف
قسم اللغة
العربية
جامعة
الخرطوم��
|