من مناقب
العارف بالله
الشيخ
إبراهيم
رضوان الله
عليه
دخلتُ
قلوباً لم ترَ
الله خالقا
في إحدى
زيارات
مولانا الشيخ
إبراهيم رضي
الله عنه
للعاصمة
الإيطالية
روما سأل إحدى
الأخوات عن
والديها
فأجابت هما في
صحة جيدة ولكن
للأسف ليس
لديهم عقيدة
في دين أو إله
أو نبي وإن
كان ظاهر
عقيدتهما� اعتناق المسيحية ولكن ليست لهم شعائر أو عبادات
فأجاب رضي الله عنه ولماذا لا نذهب لزيارتهم وندعوهم للإسلام؟ فقالت الأخت: ولكنهما
قد تجاوزا الثمانين من العمر ولا أدري هل يستوعبان الأمر أم لا؟ فقال مولانا فلنجرب
والله الموفق.
وبالفعل
قام مولانا
بارتداء
ملابس الخروج
وتحركت
السيارة صوب
منزل
الوالدين
ولكن الهواجس
والخواطر
كانت تسيطر
على خواطرها
خوفا من الحرج
الذي يمكن أن
يقع�
حين لا يستجيبان� لحديث مولانا أو أن يسئ أحد والديها التصرف مع
شيخها وقد حاولت أن تثني الشيخ عن عزمه ولكنه أصرَّ على هذه الزيارة والدعوة، ووصلت
السيارة وصعد الشيخ إلى المنزل وفتح الباب ودخل الشيخ إلى الصالون،ودخلت الابنة
لتقنع والديها بالسلام على الشيخ وبعد طول إلحاح وافقا ودخلا للسلام على الشيخ وقطع
الشيخ الصمت بالحديث عن النبي والرحمة لكل العالمين وضرورة العقيدة في الله
والأنبياء والمشايخ، كل هذا كان طبيعيا ولكن الشيخ كان يتحدث العربية بغير مترجم
وهما يصغيان في اهتمام بالغ وفي الختام طلب منهما ترديد الشهادة وفعلا الواحد تلو
الآخر والكل من حولهم في حيرة من المعاني التي جل وصف غراسها ولا عجب فهو وارث
المقام .
دخـلت
قلوبـاً
لــم
تـرَ اللــه
خالقا������ فصارت
بفضل الله من
أهل وحدتيِ
الحلم
سيِّد
الأخلاق
السيارة
تنهب الطريق
إلى بلد
الحديد
والنار في صيف
أغسطس القائظ
حيث أصر
مولانا الشيخ
إبراهيم
الشيخ رضى
الله عنه على
زيارة
الزوايا في
شمال البلاد
السودانية
التى أشك في
تقديرها
جغرافيا
بأنها مليون
ميل مربع فهذا
التقدير أقل
بكثير مما
نعانيه في رحلاتنا
مع الشيخ الذي
لا يعرف
الراحة إلا في
لقاء أبناءه
ومريديه
ومشاركتهم
ليس في
أفراحهم وأتراحهم
فحسب بل
يشاركهم حتى
في معاناتهم في
السفر وسوء
الطقس ، ومرت
السيارة
بمدينة شندي
وانعطفنا نحو
الزاوية لأخذ
قسط من الراحة
وخرج الأحباب
براياتهم
وطبولهم
ونسينا معاناة
الطريق مع
شراب الوصل
الذي استقينا
من قصائده حتى
رويت أرواحنا
وجاء دور شراب
الأجساد ليبتل
ريقنا الذي جف
وحمل الأخوة
شراب بنى اللون
فارتشفت رشفة
نهمة طويلة
ووضعت الكوب
وقلت للساقي
يا أخي مش تحط
شوية سكر في
العرديب فرد
قائلا إنه ليس
عرديب فقلت
إذا فهو حلو
مر فضحك وقال :وليس
حلو مر فسألته
في استغراب
فماذا يكون؟���� فقال هذه مياه الفيضان وهذا لون الطمي فضحكنا
جميعا وذهبنا للوضوء لنستعد لصلاة الظهر مع الشيخ ، وبعد أن فرغنا من الصلاة نظر
الشيخ إلى مسئول الحضرة وقال : أين أبناء (فلان) ونزل علينا السؤال كالصاعقة ففلان
هذا كم عادى وحارب الشيخ سنين طوال وتوفي الرجل وناهيك عما فعله الشيخ من العزاء
بإرسال مندوبين عنه لأنه كان خارج السودان وأمرهم بكل أنواع المشاركة المعنوية
والمادية وظل على اتصال ليتأكد أن من كلف بهذه المهمة سوف يقوم بها على خير وجه ،
كل هذا من خلق الشيخ وفي عرفه جائز لأنه لاشماتة في الموت وأن السماح من شيم الكرام
والعفو عند المقدرة وكل ذلك ولكن من يرى معي الآن وجه الشيخ وهو غاضب من مسئول
الحضرة لأنه لم يهتم بأبناء ذلك الرجل وعليه الذهاب إليهم وإحضارهم إلى الزاوية
البرهانية لينشأوا نشأة سليمة تبعدهم عن الانحراف الأخلاقي أو الانخراط في جماعات
متطرفة يظن أن الشيخ يتحدث عن أبناء أحد أحبابه أو عائلته أومن يهمه أمرهم بالدرجة
الأولى.�� ��وكنت دائما أقرأ قول الرسول
الكريم عن مكارم الأخلاق (تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطى من حرمك) وأقول لنفسي
من يستطيع في كل البشر أن يفعل ذلك وإذا أنا أراه أمامي غاضبا من أجل أن يصل من
قطعه بل وحاربه وأراد أن يأخذ منه حقه كشيخ للطريقة ويغضب الشيخ ليصل أبناء هذا
الرجل بل ويحذر الناس أن يعاملوهم معاملة سيئة لماضي قد دفنه الشيخ قبل أن يدفن
الرجل، أهكذا يكون الخلق الكريم والله ما رأيت هذا من قبل إلا في سيدي فخر الدين
رضى الله عنه أو قرأناه في الحكايات التى كانت في الصدر الأول من الصحابة وأهل
البيت الكرام.
في جـناحيه
رحـمتي
ولديــه عوض
الوالدين
يلقى اللطيم
في
يمينيــه
قـوتي
ومراسـي�����
بلسانيــه
عالم وعليــم
ورياح
اللقـاح
لـو ذات
يــوم عدمت حبه
فريح عقيــم
يا سيدي� هأنذا أنحني إجلالا وتوقيرا لمثال يضرب كل يوم
بل في كل تصرف يصدر إن فهمناه كان خيرا لنا وإن لم نفهمه نسأل السماح وسعة الصدر
التى خبرناها على مدى السنين الطوال التي عشناها معك.
في جناحيه
رحمتي
�إن
الحديث عن
الرحمة لحديث
متسع الجنبات
متعدد
الأركان ونحن
هنا لا نريد
الحديث عن
الرحمة بمعنى
هداية الناس
وإنقاذهم من
ضلال الغفلة
وإلا لما
اتسعت صفحات
رايات العز
بكل أعدادها
للحديث في هذا
الباب ولكنا
نذكر موقفا
إنسانيا واحدا
لمولانا
الشيخ
إبراهيم
الشيخ محمد عثمان
عبده
البرهاني رضي
الله عنهما
جعل دموعي تنساب
على وجناتي
ليس حزنا ولكن
خجلا ، فإن من
أساليب
التعليم
اكتساب محاسن
الأخلاق بالقدوة
وليس بالدروس
والشرح
المستفيض.قد
يعلمك الشيخ
بل أقول يعلمك
الشيخ بتصرف
بسيط في مظهره
عظيم في مخبره
درسا لو جلست
إلى كل مؤدبي
الأرض ما
وعيته ، وها
نحن اليوم في
عطبره برفقة
الشيخ رضي
الله عنه
للقاء أحبابه
وبعد اللقاء
والحضرة
والمديح
خرجنا سكارى
بغير مُحَرَّم� نبحث عن فراش يأوينا لهجعة الليل لتعيننا على
يقظة الفجر ،ولا شك أن هذا الفراش سوف يكون في ساحة الزاوية لأن حرارة الغرف لا
تطاق لأنها امتصت حرارة شمس الصيف القائظ لتحتفظ لنا بها ظنا منها أنا قد افتقدناها
وما علمت أننا قد فارقناها طواعية في النهار فكيف الحال بالليل، المهم أعد كل منا
فراشه وانتظرنا حتى يبرد الفراش من حرارة الغرف وآوى كل منا إلى فراشه وبدأ بعض
الأحباب في ممارسة عزف السيمفونيات المصاحبة للنوم من جراء وعثاء السفر ، وعالجت
أذني بشيء يخفف من حدة تلك المعزوفات التي لا تعترف بالنوتة الموسيقية والتي أعلم
جيدا أنني بعد قليل سوف أصبح أحد العازفين.
ولكن
ما هذا الذي
يجري حولي فقد
خرج أحد الأحباب
يحمل فراش
الشيخ ليضعه
في الفناء
معنا ، صحيح
أنه على بعد
ولكن أي بعد
وكيف تنام
هكذا معه في
فناء واحد؟
ولكن�
قلت لنفسي تشجع وخذ قسطا من الراحة لتقوى على القيام مع الشيخ وقت السحر
وصلاة الصبح وهممت إلى اللحاف ولو أني أكره الغطاء في الصيف ألتف بها فلا تظهر
معالمي وأنام ، فإذا أنا بمشكلة أخرى فلا يمكن أن تكون قدميك في جهة القبلة وهذا
الاتجاه به فراش الشيخ رضي الله عنه وهذا الجانب يكره النوم عليه، فقلت لنفسي لا
مفر من قيام الليل كاملا ، ومجبر أخاك لا بطل أخرجت سبحتي وبدأت أورادي وكانت ليلة
من ليالي الاجتهاد والسهر مع لحظات من الإغفاء تمسح كل العناء.
وانتبهت من
أحد الغفوات
لأجد الشيخ
رضي الله عنه
جالسا في
فراشه ثم قام
إلى غرفته في
مشية على
أطراف أصابعه
يتحسس طريقه في
لطف لا يقتل
نملة إذا
وطأتها قدميه
، وأنا لا
أدري كيف
أتصرف! أأقوم
إليه أساعده
في فتح الغرفة
وتجهيز الوضوء؟
أم ماذا أفعل
لا أدري ؟��� وبينما أنا في حيرة من أمري قام أحد الأخوة
الموكلين بشرف الخدمة وقال بصوت مسموع لا تؤاخذني يا مولانا وأشعل نور البطارية وهم
بالسير أمام الشيخ ولكن الشيخ نهره بصوت خفيض (اطفي البطارية ولا تتحدث بصوت عال
ألا ترى الناس متعبين يرجون لحظات من الراحة) ثم سار الشيخ حتى وصل إلى باب غرفته
فأخرج المفاتيح وفتح الباب ودخل إلى غرفته ببطئ حتى لا تصدر المفاتيح ولا الباب
صوتا قد يقلق النائمين.����� أي رحمة هذه وأيما رأفة جل وصف غراسها.
ألا إنَّ
نكران الجميل
كبيرةٌ
�في إحدى
حدائق دمشق
الغناء جلس
الشيخ إبراهيم
رضي الله عنه
على مائدة
الإفطار في رمضان
مع مريديه
الذين
انشغلوا بما
لذ وطاب من الطعام
الذي اشتهر به
أهل الشام مع
كرم الضيافة
الذي يجعل المعدة
أكثر اتساعا
فبدأ الشيخ
يشاغلهم بمداعباته
التي يتستر
وراءها ليزيل
الرهبة من النفوس
ويزيح الصمت
عن الطعام ،
وبعد تناول الإفطار
وتوابعه من
الحلويات
الشامية� دخلت
سيدة وقورة في
عقدها السادس
وسلمت على الشيخ
فرحب بها أيما
ترحاب كعادته
وسألها عن حالها
وأخبارها وكل
أفراد
أسرتها،
فأجابت
السيدة برنة حزن
مع تجلد ثم
ابتدرت الشيخ
بسؤال أ صحيح
يا مولانا أنك
غاضب مني،
فقال مولانا
الشيخ ولم أغضب
منك وأنا لم
أر منك إلا كل
الخير ، ثم
استرسل قائلا
وهل أنا الذي
يغضب بغير سبب
في الله ، هل
أنسي لك خدمتك
للطريقة أنت
وزوجك وجميع
أفراد أسرتك
في بلدك أكثر
من عشرين سنة ؟
هل أنسى أنك
آويت الحضرة
في منزلك سنين
طوال تخدمين
الأحباب
وتعدين
الطعام
والشراب وتمدين
يد المساعدة
لكل من أتى
إلى دارك ؟
ثم سكت الشيخ برهة وقال أنا لم أنسَ جميل قدّمه لي رجل وأنا في طريقي
إلى مدني وتعطلت السيارة عند قرية (التكينة) فخرج إلينا رجل بسيط قد علق مسبحته في
رقبته وأصر على أن أنزل عنده في بيته وكان معي ضيوف من القاهرة وأعد لنا أسْرِّة
وقدم لنا الشراب في ذلك الحر القائظ من الصيف ثم بعد أن تم إصلاح السيارة وكنا قد
أخذنا قسطا من الراحة هممنا بالخروج ولكنه أصر علينا لنتناول معه طعام الغداء
وشربنا الشاي وانصرفنا ونحن له شاكرين هذا الجميل لا أنساه له طوال حياتي ، فكيف
أنسي جميلك علينا هذه السنين الطوال .
فانفرجت
أسارير
السيدة وتهلل
وجهها بالبشر وقالت
وأنا سوف أظل
خادمة
الطريقة
والأحباب ما
حييت ،
وانصرفت
السيدة
مجبورة
الخاطر تكاد
تطير فرحا
وكدت لأطير معها
وأنا أردد
حديث النبي
الكريم عليه
أفضل الصلاة
وأتم التسليم (ما
عبد الله بشيء
أحب إليه من
جبر الخواطر)
الجميل
يحفظه أهله
اجتمع
الأخوة حول
الشيخ
وصدورهم
مكتظة بالغيظ
من أحدهم ولم
يكن معهم في
تلك اللحظة،
الشيخ يحاول
أن يضاحكهم
كعادته لكي
يخرجهم مما هم
فيه ولكن
الغيظ كان
متمكناً منهم
فسألهم الشيخ
عن سبب مجيئهم
فظلوا يدفع
بعضهم البعض
لكي يبدءوا
الحديث
وتشجيع أحدهم
وبدأ في سرد
عيوب ذلك الأخ
الغائب الذين
جاءوا
لشكايته، ثم
تدخل آخر
ليكمل الحديث
ليزيد الطين
بلة، والشيخ
منصت لكلامهم
لا تستطيع أن
تستبين ملامح
وجهه من الحزن
ولكن لا تدري
أي حزن أمن
الدائرة، وفجأة
صمت الجميع
وطال سكوت
الشيخ ثم نظر
إليهم وقال: ولكن
هذا الأخ
حينما كان
عائداً من
سفره بالخارج
أحضر معه
ثلاجة
للزاوية وأنا
لا أستطيع أن
أنسى له هذا
الجميل كما
أنني لا أنسى
وصية الوالد
سيدي فخر
الدين رضي
الله عنه حينما
قال (لو عددت
لأخيك تسعين
عيبا وبعته
ندمت) أو كما
جاء في الحديث
الشريف وهذا
الأخ عددتم له
خمسة أو ستة
عيوب فاتقوا
الله ولا
تكونوا عوناً
للشيطان على
أخيكم، ما
أحلى شمائلك
فمن جدك رسول
الله قد تحليت
بأخلاق جل وصف
غراسها
هذا مقامٌ
قد ورِثنا
كابراً عن
كابر
كنت في
حضرته
للتشاور في
بعض الأمور
ودخل عليه
ولده يستأذن
في السفر إلى
القاهرة لأنه
يدرس فيها
ويقيم وبعد أن
سلم عليه
الشيخ قال له:� عليك
بالإخوان
ومعاملتهم
بالحسنى
وإياك أن تظن
أنك أفضل منهم
ولا تستغلهم
في أمورك
الشخصية أو
تتعالى عليهم
ظنا منك أنك
ابن الشيخ وهم
مريدون فهكذا
أوصاني
الوالد في
حياته بأن
أعامل
الأخوان
معاملة تقوم
على اعتقاد ثابت
أن أي ابن
طريقة أفضل
مني، انتهي
الموقف وتقبل
الإبن
المسافر
النصيحة بعقل
وقلب مفتوحين
وغادر المكان
وبقيت أنا
أعيش الموقف ،
هذا هو الشيخ
يتكلم مع ابنه
عن أشياء لم
نرها من قبل
بل قرأناها في
الكتب فقط
وأنا أتذكر ما
قرأته عن
الإمام الحسن
السبط وهو
يخاطب شيعته
حينما بدأ
أتباعه في
معاملة
أبناءه
معاملة فيها
خنوع وخضوع
مفتعل لا ينم
عن حب ولكن
يوحي بالخوف
والرهبة فقال
لهم السبط
الكريم رضي
الله عنه لا
تعبدونا
عبادة أصنام
بل عاملونا
معاملة إخوان.
كما قال جدي(ص) (كونوا
عباد الله
إخوانا) وتذكرت
أنني أعمل مع
الشيخ منذ
سنين طوال لم
يصدر إليّ
أمرا واحدا بل
أن كل ما يريد
كان يظهر منه
في صورة مشورة
أو رجاء
بالرغم من أنه
الوحيد الذي
يملك الأمر
وعليّ الطاعة
لله وللرسول
ولأولي الأمر
ولكن التصوف
الذي يدعو
إليه الشيخ
إبراهيم رضي
الله عنه ليس
تصوف السادة
والعبيد ولكن
تصوف الحب والإتباع
وهكذا قال
سيدي فخر
الدين رضي
الله عنه :
قوام طريق
القوم حب
وطاعة��
وكل مقـام
قـــام
بالإسـتقامة
وهكذا نري بأعيننا ما قد قرأناه في الكتب من معان جل وصف غراسها.
فـرح
الأحـبَّـة
�رافقت
مولانا الشيخ
إبراهيم رضي
الله عنه في
عمرة للحرم
النبوي
والحرم
المكي، وبعد
العمرة عدنا
إلى جدة حيث
مقام الجدة
حواء عليها
وعلى أبينا
آدم السلام
وأثناء
الإقامة في
منزل أحد
الأحباب جاء
بعض الأحباب
لزيارة الشيخ
واصطحبوا معهم
أطفالهم لأن
أهل بيت الشيخ
رضي الله عنهم
كانوا معه
وبصحبتهم
أطفالهم،
وكان الشيخ
يجلس في هدوئه
المعتاد يجر
مسبحته ببعض
أوراده، وخيم
الهدوء على
المكان،
وفجأة قطع
السكون صياح الأطفال
وهم يغنون
الأغنية
المعتادة في
الأعراس (العريس
وصل...العريس
وصل) فسأل
الشيخ
مستغربا ما
هذا الضجيج
الذي قطع عليه
خلوته،فهمَّ
البعض بنهر
الأطفال
وطردهم ولكن
الشيخ ناداهم
فدخلوا عليه
وهم مازالوا
يرددون
أغنيتهم،وانفرجت
أسارير الشيخ
وبدأ يصفق
معهم ويردد (العريس
وصل...العريس
وصل) والأطفال
يرددون
ويضحكون هكذا
الشيخ الأب الرحيم
الذي له معان
جل وصف غراسها
الحكمة
والموعظة
الحسنة
بلاد واق
الواق كنا
نسمع عنها في
الأساطير وحكايات
ألف ليلة
وليلة ولم
أتخيل يوما أن
يجمعني الله
برجل من تلك
البلاد التي
وجدتها بالفعل
على أرض
الواقع في هذا
السودان
الشاسع وتتبع إداريا
محافظة واو في
جنوب السودان
وصديقي هذا قد
أخذ الطريقة
على يد سيدي
فخر الدين رضى
الله عنه وحضر
دروسه
ومحاضراته،
وصحبني صديقي
للسلام على
مولانا الشيخ
إبراهيم رضي
الله عنه
وتجاذبنا
أطراف الحديث
وروى صديقي
بعض كلام سيدي
فخر الدين
الذي سمعه
منه،وقاطعه
الشيخ
إبراهيم رضي
الله عنه في
لطف وأدب جم
بقوله (إحنا
ما قولنا كدا
ولكن قولنا
كدا كدا كدا)فقفز
صديقي
مستغربا
ومسرورا في آن
واحد وقال يا
سلام والله
قولك هذا هو
الذي قاله
سيدي فخر
الدين بالحرف
الواحد وأنا
قد اختلط عليّ
الأمر في
كلامي السابق
يا سلام،
أنتهي الموقف
وأنا عادة لم
يقف بي الحد
ولكن سرحت
بفكري في
الطريقة التي
قاطع بها
الشيخ مريد� له لم
ينهره ولم
يكذبه وصحح�
المعلومة التي
اختلطت في ذهن
صاحبي واثبت
علما قاله سيدي
فخر الدين رضي
الله عنه مع
أنه في ظاهر
الأمر لم يكن
موجودا في
الحين الذي
ألقي فيه
الدرس.....من أين
تبدأ أو إلى
أين تنتهي
أيها الباحث
عن الصفات
التي جل وصف
غراسها
النجاة من
يوم حشر
أذكر
عندما�
أتى الراوي
بالقصيدة
الرجيه إحدى
قصائد ديوان
شراب الوصل
لسيدي فخر الدين
رضي الله عنه
ووجدت
المرشدين
الكبار قد اجتمعوا
مما يدل على
أن هناك أمر
جلل يحجب عن
النكرات
مثلي،
وبالفعل
علمنا أن
القصيدة
تحتوي على البيت
القائل:
فاسألوه
النجاة من يوم
حشـر��������
يـوم لا�
يسـأل
الحـميم
حمـيم
وركب
السادة�
الكبار
الطائرة إلى
الخرطوم
وقابلوا
مولانا الشيخ
إبراهيم
وقالوا نسألك
النجاة من يوم
حشر، والشيخ
كعادته لا يرد
الضيف بل يكرم
مثواه، وعاد
الوفد من
الخرطوم
وبقيت أنا مع
هواجسي ألعن
قلة ذات اليد
التي حرمتني
من النجاة،
ومرت الأيام
والسنين وأنا
لا لأنسى هذا
الحدث إلى أن
جاء الشيخ إلى
القاهرة، وفي إحدى
جلساته مع
أحبابه
ومريديه سأل
سائل فقال يا
مولانا كيف
نسأل النجاة
من يوم حشر ؟؟؟
وتقلبت مع
مواجعي وجاء
السؤال ليفتح
الجرح القديم
ولكن الإجابة
كانت كالبلسم
الشافي إذ قال
ببساطته
المعهودة� النبي
صلى الله عليه
وسلم قال يحشر
المرء مع من
أحب�
انتهت الإجابة الجامعة المانعة، إذا فالقضية ليست سفر وطائرة وقدرة مالية
ولكنها قدرة القلب على الحب، فحبه هو السؤال والنجاة هي الإجابة، صدقت يا صاحب
المعاني التي جل وصف غراسها.
هذه وقفةٌ اقتضاها الوفاء نقتبس فيها من نور الشيخ إبراهيم متَّبعين
خطاه راجين إمداده مؤمِّلين رضاه.
فتى الوادي
|