نيـل المـراد فـي شـرح الأوراد

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

رحيق أزهاري

همسة في أذنك

 

نيـل المـراد فـي شـرح الأوراد

ويبقى مِنْ مسائلِ هذا البابِ شيءٌ واحدٌ وهوَ الكلامُ في ( هلْ يجوزُ لأفرادِ العلماءِ والمسلمينَ إنشاءُ العبادةِ مِنْ ذاتِهمْ بحيثُ  لا يكونُ الواحدُ مسبوقاً في ذلكَ ؟ ) وهوَ موضوعُ النقطةِ التاليةِالإنشاءُ في العبادةِ ابتداءً سُنَّةٌ إقراريةٌ متى كانَتْ مِنْ جنسِها ، والآثارُ الصحيحةُ المتواترةُ في ذلكَ كثيرةٌ حيثُ ابتدأَ الصحابةُ الكثيرَ مِنَ الأدعيةِ والعباداتِ فأَقَرَّهَا النبيُّوصارَتْ أموراً تَتَعَبَّدُ بها وبمثلِها الأُمَّةُ المحمديةُ ؛ ومِنْ ذلكَ لفظُ(رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ ) عندَ القيامِ مِنَ الركوعِ حيثُ ابتدَأَهُ سيدُنا الصِّدِّيقُ أبو بكرٍ عندَما جاءَ متأخِّراً إلى الصلاةِ حتى أَدْرَكَ النبيَّعندَ الركوعِ فحمِدَ اللهَ فأُوحِيَ لِلنبيِّ ( مِنْ ربِّهِ أنْ يقولسَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه ) فرَدَّ عليها بذلكَ فأقَرَّها النبيُّوصارَتْ سُنَّةً مؤكَّدةً ، ومَتْنُ الحديثِ ذكرَهُ النوويُّ في الأذكارِ مَرْوِيّاً في صحيحَيِ البخاريِّ ومسلمٍ.. ومِنْ ذلكَ ما ذكرَهُ أيضاً مرويّاً في صحيحِ البخاريِّ عنْ سيدِنا رفاعةَ بنِ رافعٍ الزرقيِّ رضي الله عنه قال :(كُنَّا يَوْماً نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّفَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَال سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه فَقَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالالنبي مَنِ الْمُتَكَلِّم؟ قَالَ :أَنَا. قَالالنبي رَأَيْتُ بِضْعاً وَثَلاَثِينَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَ أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّل ) ..

ومنْها ما رُوِيَ في سُنَنِ أبي داودَ والترمذيِّ والنسائيِّ وابنِ ماجةَ عنْ سيدِنا بريدة أنَّ رسولَ اللهِسمعَ رجلاً يقول :( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد.) فقالَ النبيُّ: لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالاسْمِ ـ أوْ بِاسْمِهِ ـ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَاب ) ..ومِنْ أبدعِ ما في ذلكَ ما أَطْلَقَهُ النبيُّ�� في الأُمَّةِ كلِّها فيما رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ عنْ سيدِنا عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّعلَّمَهمُ التشهدَ ، ثمَّ قالَ في آخرِه ( ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاء )وفي روايةِ البخاريّ ( ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو ) وفي رواياتٍ لِمسلم ( ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاء ) ..

ومِنْ هذا البابِ جرى فعلُ ساداتِنا ومشايخِنا رضي الله عنهم أجمعينَحيثُ اقتبَسُوا بِنُورِ العلمِ النافعِ والفهمِ الثاقبِ والبصيرةِ النافذةِ والهباتِ النفيسةِ والفضلِ الإلهيِ الواسعِ والكرمِ النبويِّ العالي أنواراً وعلوماً أَوْدَعُوها في أذكارِهمْ حتى إنَّهمْ رُزِقُوا أسرارَ الحروفِ وآثارَها فرَكَّبُوها بما فتحَ اللهُ عليهمْ بهِ لِيَنتفِعَ بها مَنْ صَفَتْ سريرتُهُ وأرادَ ذلكَ ، وسبقَ ما ذكرْناهُ مِنْ قولِ العلاّمةِ الصاويِّ مِنْ أنَّ أورادَ العارفينَ لا تخلو مِنْ كونِها مِنَ الكتابِ أوِ السُّنَّةِ أوِ الفتحِ الإلهيِّ ولِذلكَ تُقَدَّمُ على غيرِها ؛ ومثلُهُ لا يُقِرُّ الفتحَ الإلهيَّ عبثاً في أمورِ العبادةِ ، بلْ ومثلُهُ يُؤْخَذُ منهُ ويُعتمَدُ على فعلِهِ وقولِهِ ويُعْتَدُّ بهِ ويُقْتَدَى.وبهذا نَصِلُ بفضلِ اللهِ إلى المقصودِ مِنْ كتابِنا هذا وهوَ عرضُ بعضِ ما أفاضَ اللهُ ورسولُهُ على لسانِ شيخِنا سيدي فخرِ الدينِ في دروسِهِ الفريدةِ مِنْ شروحٍ لأورادِ سيدي إبراهيمَ القرشيِّ الدسوقيِّ سائلينَ اللهَ عزَّ وجلَّ متوسِّلِينَ بأهلِ البيتِ الطاهرينَ وبرسولِ اللهِأنْ يجعلَ هذا خالصاً لِوجهِهِ الكريمِ وأنْ يُجَنِّبَنا مَواطِنَ الزَّلَلِ والْهَلَكَةِ .. آمين.

أولاً : خاتمُ الصلوات

فِعْلُ النبيِّ بعدَ الصلواتِ المكتوباتِ والترغيبُ في ختمِ الصلاة :

ـ عنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما قال :( كَانَ رَسُولُ اللَّهِإِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلاَتِهِ انْحَرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِوَجْهِهِ مُنْحَرِفاً إِلَى جِهَةِ مَنْ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ فِي الصَّلاَة.) ..

تحقيق : وفي هذا ترغيبٌ في المكثِ في موضعِ الصلاةِ لِلذكرِ ، ويُقَوِّي ذلكَ الأحاديثُ الكثيرةُ المرويةُ في الأذكارِ التي تَلِي الصلواتِ المكتوباتِ ؛ ومنْها:

ـ عنْ أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللَّهِقال ( إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ..اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. مَا لَمْ يُحْدِثْ ، وَأَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُه) ( رواهُ مسلم )�������
والبقية تأتي بإذن الله

د. إبراهيم دسوقي

 

وَلِي نَظْمُ دُرٍ

إن الحديث عن الحبيب حبيب

الحمد لله الذى اصطفى من البشر من يخدم أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وصلِّ اللهم على النعمة الكبرى الرؤوف الرحيم وآله المحتذين حذوه، سفن النجاة ، وصحبه نجوم الاهتداء وسلِّم تسليما كثيرا.

إن الحديث عن المحبة أمر يفرضه الدين ؛ فلقد ورد فى الأثر أن الله تعالى إذا أحب عبدا أمر أهل السماء وأهل الأرض أن يحبوه ؛ فيعرف بذلك أن كل من يجد القبول والحب من الناس يكون ممن رضى الله عنهم .

وها هو ناظم الدر ـ الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى ـ يتحدث عن الشيخ إبراهيم ويصفه بالحبيب ومن ثم يقول :

وله رجاء عندنا ومكانة������� وبه يلوذ المحتمى والرامى

إن فى تقديم الجار والمجرور(له) على المبتدأ (رجاء ) يدل على أن للشيخ إبراهيمرجاء خاص ومكانة خاصة عند شيخه وهذا لعمرى أبلغ فى وصفه بالحبيب من التصريح ؛ إذ يلزممن كونه رجاء غير مصرح به أن يكون سرا بين حبيبين ويلزم من المكانة الخاصة علوُّها . ولنتأمل معا لفظة (عندنا) فقد يظنُّ ظان أنها زائدة لا فائدة منها ولكننا نرى أنها واسطة العقد وكأن الشيخ يريد أن يقول إن للشيخ إبراهيم مكانة خاصة رفيعة عندنا ولا يهمنا غيرنا .

�� ويؤكد الشيخ محمد عثمان عبده على منزلة الشيخ إبراهيم فىعجز البيت الذىيجمع فيه بين ضدين مثيرا بذلك للتعجب ؛ فهو قد أتى بالطباق وذلك فى قوله( المحتمى والرامى )

ولكن كيف يلوذ به المحتمى والرامى ؟!

هل رأيتم يا سادتى أو سمعتم أنضدينِقطُّيجتمعان؟

إن فى قوله(وبه يلوذ المحتمى والرامى) كثيرا من المعانى التى تؤيد ما ذهبنا إليه ؛ فلتنظر ـ عزيزى القارئ ـ لمكانة من يأتى إليه المحتمى وكذا الرامى فيجدا عنده الأمان والحمى ...

وكـل فتى لو أمَّ داريَ يحــتمى������� يطيبُ بها عيشا وما خابَ قاصدى

وبالطبعلم يذهب إليه أحد فى حاجة ورجع خالى الوفاض وهذا ما تحلَّى به وعرف به طوال زمان ما نحن بينه وهو بيننا؛ قال الشاعر :

مـن تحلَّى بغيـر ما هـو فيـه�������� فضحته شـواهـدُ الامتـحـان

ويكفى أن ألوفاً من البشر قد شاركوا أبناءه فيه بل نازعوهم فى أبيهم الشيخ ـإبراهيم ـ

وفى قوله وبه يلوذ المحتمى والرامى إشارة إلى أنه بيت الأمان والرحمة ؛ وكأنى أرى أن المحتمى والرامى طفلان يلعبان ضرب أحدهما الآخر فاحتمى المضروب الذى لاخيار له سوى الاحتماء بصدر أبيه الحنون ولكن العجيب أن الضارب لم يتردد بل سرعان ما جاء إلى صدر أبيه يشتكي هو الآخر لأنه رأى أن لا مشتكى إلا إليه�� ولنتأمل معا ـ أخى القارئ ـ لفظة (المحتمى) ولتسأل نفسك لم قال المحتمى والرامىولم يقل المرمى والرامى ؟الجواب ـوالله أعلم ـليؤكد على أنه حقا ذو حمى وأن كل من يطلب الحماية عنده يجدها .

لقد كان الشيخ إبراهيم خير أب علم الناس الحكمة بالحكمة والموعظة الحسنة :

من علَّم الناسَ ذاك خير أبٍ�������� ذاك أبو الروحِ لا أبا النطف

يقول الشيخ محمد عثمان عبده فى قصيدته الرجية :

من أجــلِ إبـراهيمَ بعد رجائه��     هذا الحديثَ ومِنحتى وكلامى

فهو الحـبيب ولا يخيب رجـاؤه��     أورثتهسرا�� عليه�� لثامى

ولـهرجـاءٌ عندنـا ومكانـة       وبه يلوذُ المُحتمى والرامـي

ولله در القائل :

يا من يذكِّرنى بعهـدِ أحبتى������� طابَ الحديثُ بذكرِهم ويطيبُ

أعد الحديث علىَّ من جنباته������� إن الحديث عن الحبيب حبيبُ

وصلِّ اللهمعلى سيدنا محمد وآله وسلم .

الوسيلة إبراهيم درار

 

رحيق أزهاري

هذه الحياة مليئة بالعقبات والمشاكل التي لا تنفك تواجه الإنسان وأصبحت كسنة من سنن الحياة المفروضة على الانسان، وأصبحت قوة الإنسان على الاحتمال تضعف وتقل يوما بعد يوم وذلك من كثرتها وصعوبتها على العقل البشري ؛ ففي هذه الدنيا لا تأتيك المشاكل من الناس الغرباء بل أصبحت تأتى من القرباء بل من أقرب الاقربين وتكون أسبابها - عادة ـ الضغوط النفسية، أو الاحقاد الدنيوية، أو عدم فهم بعضنا البعض، وفهم مواقف الآخرين حسب أهواء النفس البشرية، و بصورة شخصية قد مررت بمواقف كثيرة منذ الصغر لم تعدـ معظمها ـ حاضرة في الذاكرة والحمد لله كانت كلها مشكلات قابلة للحل ، ولكن فى موضوعنا هذا أريد أن أقولإني واجهت مؤخرا كثيرا من الصعوبات التي لم أكن أتوقعها حتى أصبحت أشك في صدق نواياى تجاه هؤلاء القوم الذين يريدون أقحامي في مواقف صعبة وذلك كله نتيجة لتعليق بسيط أو تعقيب على موقف معين ؛ فمن فوري ذهبت إلى شيخنا ومولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه فسردت له المشكلة من دون الدخول في تفاصيلها وذلك لقناعتي الشديدة أنه أرفع من أن يستمع إلى مهاترات قومغافلين ولكنى كنت أريد منه النصح والمعونة�� في مواجهة المشكلة وأيضا أريد أن أتحقق من صدق سريرتى وعندما جلست�� بين يديه وأسردت له عناوبن المشكلة العريضة دون الدخول في تفاصيلها أوضح لى وبكل بساطة حقيقة هؤلاء القوم من دون أن أقول له شىء عنهم وهذا الشىء إن دل على شىء إنما يدل على أنه حاضر معي ومع كل الاخوان في كل لحظة من لحظات حياتهم ؛ لكنه كان رجل شريعة بحتة حيث أنه أعطانى مساحة من الزمن كى أقص له ما قصصت مع أنه عالم بكل شىء مسبقا وفي آخر اللقاء جبر خاطري ببعض كلماته الرقيقة التى تريح النفس وتهدىء الأعصاب. ثم تجددت مشاكلى بصورة متطورة حتى أصبحت لا أستطيع احتمال المواقف التي تجمعنى بهؤلاء القوم فأنفجرت من الغيظ في يوم من الايام وأصبحت أبكي وأصرخ على أن لا أحد يريد أن يقدر مشاعري ومن فوري ذهبت للشيخ إبراهيم ـ رضى الله عنه ـ في مواعيد لم يكن بابه مفتوحا على أساس أنني لم أرتاح إلا معه فجلست أنتظر لكى يفتح الباب وعندما فتح كنت قد هدأت قليلاودخلت عليه وتحدثت فى مواضيع عديدة لا علاقة لها بما جئت من أجله حتى أتى أبي لاحقا بي وقص للشيخما مررت به فقال لأبي: أنت الكبير ويجب عليك أن تتحمل. هؤلاء البنات مظلومات، والتفت نحوى وقال:( كونى صبورة يا بنتي، واعلمى أن هذه الحياة عبارة عن ممر تعبرينه إلى الحياة الأخرى والشاطر يعمل بكلام الله ويزيح الناس المؤذيين من وجهه كما تزيح الذباب عن عارضيك). ومنذ ذلك الوقت أصبحتأرى هذه الدنيا بالمنظار الذى وضعه الشيخبين عينى وفي حينها أدركت وبكل صدق أن الشيخ هو موطن الرحمة والمودة والعطف والأبوة التي لا حدود لها حيث أنه يمتص غضب الناس بكل بساطة لكى لا تتراكم فى قلوبهم الأحقاد فتشغلهم عن متابعة السير نحو الحق وتنهاهم عن طاعة الله وصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتشغل عقولهم وتشتتأفكارهم من التركيز في أداء الاوراد .

رانيا الشيخ حمد

 

همسة في أذنك

جاء أحد أبناء سيِّدي فخر الدين رضي الله عنه في صحبة أحد الإخوان إلى مكتب صحيفة رايات العز ولكن ابن الشيخ امتنع عن الدخول ، فسأله المريد عن سبب امتناعه من الدخول فأشار إلى لافتة (لا يسمح بالدخول لغير العاملين) وقال للأخ البرهاني: لستُ من هيئة العاملين لذا فلايحقُّ لي الدخول. ورجع . ولما قصَّ عليَّ الأخ هذه القصَّة تفكَّرتُ في هذا الخلق الرفيعالذي نحن في أشدِّ الحاجة إليه، لما نرى من الفوضى في دخول الناس إلى المرافق العامة بسبب وبغير سبب وما يسبِّبونه للموظفين الذين يزورونهم من إزعاج. والزيارات في المكاتب يجب أن تكون في حدود الضرورة القصوى ، وإذا كان هناك غرض يوجب هذه الزيارة،ويجب على الزائر أن ينصرف بمجرد قضاء الغرض الذي جاء من أجله. وبعض الإخوان يزورون إخوانهم الموظَّفين في المكاتب ويجلسون للحديث عن الشيخ أو الطريقة وغالباً ما يكون الأخ المزور غير قادر على الانخراط في الحديث ونقل نفسه من جوِّ العمل بما فيه من مسؤوليات وكدر وتعب إلى جوِّ التصوُّف بما فيه من صفاء ونقاء وراحة، فتراه يبدو غير مرتاح إلى هذا وقد يفاجئه رئيسه ويتهمُّه بالتقصير.وقد تؤدي الزيارات لموظِّف ما لفقدانه عمله وأذكر أن أحد الإخوان التحق بالعمل كموظَّف في سفارة دولة أجنبية ، وفي يوم من الأيام زاره أحد الإخوان وجلس يحادثه في المكتب فدخل الموظَّف المسؤول في السفارة وفوجيء برؤية الضيف ـ والسفارات عادةً لا تسمح لأحد بدخولها إلا بإذنٍ مُسبق فما كان مُنه إلا أن استدعى الموظَّف الجديد وأخبرهبأنه مفصول من العمل!فانظرإلى الضرر الذي أصاب هذا الأخ بسبب هذا الزيارة ونحن نتمنَّى أن يتخلَّق جميع الإخوان بهذا الخلق الرفيع(ولا ضرر ولا ضرار)

أمين قاسم