العـلـمانـيـة
والـديـن
الدين يشكل
عنصراً
أساسياً في
المجتمعات السودانية
في كل حقب
التاريخ ( كوش
، الحقبة
المسيحية ،
الحقبة
الإسلامية) والدين
هو مصدر
الهداية
للناس ومصدر
التشريع� و لكنه ليس مِحور سيادة دولة علي دولة أو تسلط
فئة علي مجتمع .
إن إسلام
أهل السودان
مدين بوجوده
إلى التصوف
الذي وجد
القبول عند
عامة الناس ،
ووحدت الطرق
الصوفية
الكثير من
القبائل و ذلك
لاعتمادهم
علي قيم
الإسلام التي
تساوي بين
البشر ، فإسلام
أهل السودان
هو ركن أساسي
في وحدتهم .إن
إسلام أهل
السودان
إنساب بلطف
عبر ثمانية
قرون ليس فيه
قسر ولا إكراه
ولا عنف . إن
إسلام أهل
السودان لا
يعرف الغلظة
ولا الفظاظة
ولا القسوة
ولا العنف ،
المسئولية في
الإسلام
فردية وليس
هناك وصاية من
أحد علي أحد أو
جماعة علي
الآخرين� .
العلمانية
الأوربية في
بداية عهدها
لم تكن معادية
للدين كدين و
إنما كانت
معادية لتسلط
رجال الدين و
الكنيسة علي
مقدرات
الآخرين .. إلا
أنها في أواخر
القرن
العشرين أخذت
معنيً مخالفاً� لما بدأت به إذ أصبحت ترمز إلـى إبعاد الدين عن
الحياة بل و معاداة الدين .
إن
العلمانية
بهذا المعني
لا مكان لها
في السودان ،
حيث أن الدين
متمكن من
وجدان
السودانيين
وهو ضرورة
اجتماعية و مصدر
للهداية و
مصدر للقيم
الفاضلة و
الأخلاق الكريمة
التي هي أساس
المعاملة ، بل
إن الدين هو
المعاملة ،
فالعبادات
ليست حركات
شكلية و إنما
أدوات لتزكية
الأخلاق� . الدين
يعمل لبناء
الشخصية
الإنسانية
السوية و
الإنسان الصالح
المتصف
بالصدق و
الأمانة و
العِـفـة و التواضع
،� هذه
الأخلاق
الفاضلة تأتى
نتيجة للقدوة
الحسنة ، لا
بالقهر
التشريعي و لا
العقاب
القانوني ولا
سلطان
الدولة�
ولكنها تأتى بالقدوة الحسنة من المرشد الذي يؤهله علمه و صلاحه نتيجة للتقرب
بالعبادة و الذكر .
لذا ليس
هناك معني
للعراك بين
دعاة
العلمانية و
الدينية ، و� أن تكون
المواطنة هي
معيار المشاركة
في الوطن ، هي
التي تعطي
الحقوق لكل سوداني
دون نظر إلى
عرقه أو لونه
أو دينه أو جهته
.. هي التي تعطي
الحقوق كاملة
و الحريات
كاملة أما
الدين فهو
باقٍ في وجدان
الناس و سيظل
مؤثراً علي
مجتمع أهل
السودان� و يرتقي بقيمهم و أخلاقهم التي تنعكس علي أرض
الواقع معاملةً راقية و سلوكاً كريماً ليس فيه تضارب بين القول والعمل.
الكل راع
والكل مسئول
عن رعيته ..إن
الحل يكمن في
إقامة دولة
ترتكز علي
العلم و تضع
الدين في
مكانه اللائق
كمصدر للتشريع
و للهداية
والإيمان و
الخلق الكريم
، وعلي الدولة
أن تؤكد علي
الحريات و
الحقوق و الواجبات
والحريات
لكافة
المواطنين و
تؤمّن علي
المساواة دون
تمييز علي
أساس عرقي أو
ديني� و
تقيم دولة
العدل .كما أن
بند مثل
المواطنة
كأساس للحقوق
والواجبات لا
نجد له بديلاً
آخر وهو أمر
يقره الدين
والمنطق ، وأي
رأي خلاف ذلك
يعني تمزيق
السودان
وانتهاك أبسط
حقوق الإنسان
..
ينطبق نفس
الشيء علي
الهوية لنجد
أن الهوية السودانية
هي الأساس� وأن� أي أمر خلاف
ذلك يعني
تمزيق
السودان وليس
فصل الجنوب
فحسب�
،
وإذا
تناولنا مبدأ
حيدة الخدمة
الوطنية
وارتكازها
علي العلم
والكفاءة والخبرة
لتعمل
وفقــاً
للمنهج
العلمي في إطار
القـرار
السيـاسي
للدولة
لوجدنا أن ذلك
أمر يسنده
المنطق
العلمي�
، حيث أن تحقيق
مصالح الدول
في العصر
القادم تتوقف
علي مدي
التفوق
العلمي
للدولة ، وهذا
يعني بالضرورة
أهمية وجود
جهاز تنفـيذي
يستطيع
مجاراة
التطورات العلمية
في العـالـم
وهـذا أمر لا
يمكـن أن يتم
إلا في ظل
خدمة مدنية
مستقرة تقوم
علي أسـاس
العلـم
والقانون
والكفاءة� لا علي
أساس حزبي أو
ديني أو جهوي ..وإذا
اعتمدنا
علمية الدولة
والإقرار بان
الدين هو� مصدر
للهداية
والتشريع� ، وإذا
اعتمدنا
المبدأ العلمي
الذي يدعوا
لإسناد العمل
للخبير أو المختص
(القوي علماً
وكفاءةً
وخبرة�
، والامين
صدقاً
وخُلُقاً
ونزاهة )�
والآية
الكريمة� الرحمن
فاسأل به
خبيراً
والآية��
{اسألوا أهل
الذكر إن كنتم
لا تعلمون } وإذا
استوعبنا بان
الدين ممارسة
وليس شعارات
او لافتات
نرفعها ،�
لسلمّنا� بان المؤسسات المدنية المتمثلة في الطرق الصوفية
والشيوخ هم الأقدر لهداية الناس وتزكية النفوس.
وان
المنهجية
العلمية هي
الوسيلة
الوحيدة لإدارة
البلاد
وتحقيق
المصالح
الاستراتيجية
العادلة لها
في الألفية
الثالثة �وحماية ثرواتها في نفس الوقت .
محمد
أبوصالح
|