من خصائصه صلى الله عليه وسلم

بـالـحـقـائـق نـاطـقـيـن

هـذه هـي الســنة الصحيحـة

 

من خصائصه صلى الله عليه وسلم

اختصاصه صلى الله عليه وسلم بفضيلة الصلاة عليه

اعلم ان الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم فريضة واجبة على الجملة غير مؤقتة بوقت معلوم ؛ قال الله تعالى ـسورة الاحزاب ـ {ن الله وملائكته يصلون على النبى ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }.

وهذا محمول عند العلماء قاطبة على الوجوب ؛ قال القاضى أبوبكر بن بكير المالكى رحمه الله تعالى على ما ذكره القاضى عياض فى كتاب الشفا :افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ويسلموا ولم يجعل لذلك وقتا معلوما فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها .

وأخرج مسلم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من صلى علىّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا . وأخرج أحمد عن ابن عمر قال : من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وملائكته بها سبعين صلاة فليقل عبد فى ذلك أو ليكثر. وأخرج الحاكم عن أبى طلحة فى كتابى السادة المتقين وكنز العمالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتانى ملك فقال إن ربكيقول أما يرضيك أن لا يصلى عليك أحد من أمتك إلا وصليت عليه عشرا و لا سلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا . وعن عمر بن الخطابأن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل أتانى فقال من صلى عليك صلاة صلى الله عليه عشرا ورفع له عشردرجات . وأخرج الترمذى وابن حبان عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم علىّ صلاة . وأخرج أحمد والترمذى عن الحسين بن على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البخيل من ذكرت عنده فلم يصلى علىّ .

وأخرج ابن ماجة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نسى الصلاة علىّ خطئ طريق الجنة . وأخرج القاضى إسماعيل والأصبهانى فى الترغيب عن أبى هريرة قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :صلواعلىّ فإن صلاتكم علىّ زكاة لكم. وأخرج الترمذى عن عمر بن الخطاب قال الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شئ حتى تصلى على نبيك.وعن الأصمعى قال : سمعت المهدى على منبر البصرة يقول :إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته فقال في الاحزاب :{إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} .آثره الله بها من بين الرسل وأتحفكم بها بين الأمم فقابلوا نعمة الله بالشكر .

قال ابن عباس إن الله وملائكته يباركون على النبى : إى يدعون له بالبركة اللائقةبمقامهوشرف قدره . وقال صاحب كتاب الفجر المنير فى الصلاة على البشير النذيرالشيخ تاج الدين عمر بن على بن سالم : وقد فسرت البركة فى الحديث بالزيادة من الخير والكرامة والتكثيروقد تكون بمعنى التطهير والتبرئة من المصائب وكما قال تعالى في الاحزاب :{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} .

أنشد الحافظ أبو الحسن المصرى:

ألا أيها الراجـى المثوبـة والأجـرا���   وتكفيرذنب سالف أثقل�� الظهـرا

عليك�� باكثار الصلاةمـواظـبـا       على أحمد الهادى شفيع الورى طـرا

وأفضل خلـق الله فـى نـسـل آدم      وأزكاهم�� فرعا��� وأشرفهـم نجـدا

فقـد صـح ان الله جـل جـلالـه       يصلىعلى�� منقاله�� عـشـرا

صلى عليه الله ما جـنـت الـدجـا      واطلعت الافلاك من بحرها نـجـدا

وقد أورد مولانا الشيخ محمد عثمان فى كتاب تبرئة الذمة فى نصح الأمة: قال ابن عبد البر : لا يجوز لاحد إذا ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن يقول رحمه الله لأنه قال : من صلى علىّ ولم يقل من ترحم علىّ ولا من دعا لى ، وإذا كان معنى الصلاة الرحمة ولكنه خص بهذا اللفظ تعظيما له فلا يعدل عنه إلى غيره ويؤيده قوله تعالى في النور :{لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } . قال ابن حجر فى شرح البخارى وهو بحث حسن وقد ذكر نحو ذلك القاضى أبوبكر بن العربى فى المالكية والصيدلانى فى الشافعية فقال أبوالقاسم الأنصارى شارح الإرشاد: يجوز ذلك مضافا للصلاة ولا يجوز مفرداوفى الذخيرة من كتب الحنفية عن محمد بكره :ذلك لايهامه النقص لأن الرحمة غالبا إنما تكون لفعل مما يلام عليه .

الحمد لله على رحمته المهداة والصلاة والسلام على رسول الله فى بدء وختم.

من قول مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى :

ما من عبيديرتجـيـه وآلـه       إلاّ رجا يوم اللـقـا يـلـقـاه

هو صاحب الذكر الرحيـم وإنه      سر التـنـاجـى ربـه ربـاه

هو من ثنيات الكـمـال وإنـه      يأبى ثنـاء والـثـنـا يـابـاه

هو جابر وهـو الجـواد وإنـه     يسعى إليه الجود كى يـرعـاه��

وصل ربى على سيدنا محمد وآله وسلم

ستنا عبدالرحمن سيد احمد

 

بـالـحـقـائـق نـاطـقـيـن

كمال العطاء

الحب حقيقة واقعية نحيا ونعيش بها وقد لاننتبه إلى قيمتها إلا بعد ظهور المحبة بصورة واضحة من تعلق صادق بالمحبوب وكما علمنا مسبقا فالمحبة لله ولرسوله الأمين ولآل بيته الأكرمين فرض إلى أن تقوم الساعة وثمرة المحبة دائما هى الطاعة كما قال الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى :

قوام طريق القوم حب وطاعة

فلا بد أن ننتبه بأنه لايفرض مالا وجود له ،لذا فالحب حقيقة يشترك الناس فى حاجتهم له لاشتراكهم فى أصله ولكنهم يتفاوتون فى المعرفة بالحب والمحبة فالحب هو ميل الطبع إلى المحبوب والمحبة فى الغالب الأعم لا تتحقق إلا بالمعرفة والإدراك وعندما تتحققويقوى هذا الميل يسمو ويعلوويصبح عشقا ويكون الشوق ثمرة العشق لذا لا يتصور الشوق إلا إلى المحبوب المعشوق لأن الشوق فى حقيقته طلب وحاجة مستدامة لوجود المحبوب وقربه ، كل هذه الحقائق لم أدرك حقيقة معناهاتماما إلا بعد معرفة ومحبة الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى ــ هذا من خلال رؤيتى الخاصة المحدودة ــ الأب الروحى والمربى الكريم الرحيم الذى احتوى الكل وخاصة المريدين روحيا وأبويا فهو الذى تحمل المشاق لأجل حب الخير للاخرين وإبقائهم سعيدين ،فكل من عرفه أحبه حتى حقيقة الجمالوحسنه لا تدركها إلا وأنت معه سواء أ كان جمالا ظاهرا أو جمالا باطنا متمثلا فى الصورة الشكلية والجوهريةوأنت معه تشعر بشدة الشوق و استمرارية الحاجة له وعند مفارقته تشعر بلوعة الوجد وحرارة الشوق وفى كلتا الحالتين تجد لسان حالك يردد بكل صدق :

الشــوق نـار حـاميـــة��    ولــقــد تـزايد مـا بــى

وتباعا لهذه الرحمة المتدفقة نرى أن دخول الكثيرين من الأجناس والأعراق والثقافات المختلفة إلى الطريقة على يديه خير دلالة على قدرته الفائقة على الإصلاح بالإرشاد والسياسة والبساطة والعملية واللباقة .فهوالذى قال فيه الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى :

من كمال العطاء من فيض وهب����� أيها النــاس جــاءكم إبراهيم

ومن شدة رحمته بنا وعظمة قوته واهتمامه بأمر أتباعه أجزل علينا من كمال عطائه ولم يتركنا بل خلف فينا ابنه الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الآهل والجدير بأن يكون خير خلف له وهو أهل لذلك . يكفينا فخرا قول الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى عنه :

يقال لأهل الدين هذا إمامكم������� وذلك عبد جاءنا وهو نائب

ولكم منى يا أحبائى وأشياخى تحية مشتاق إليكم متيم .

هادية محمد الشلالي

هـذه هـي الســنة الصحيحـة

(حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، فإذا أنا مت كانت وفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم: فإن رأيت خيرا حمدت الله، وإن رأيت شرا استغفرت لكم)

تصحيح السيوطي: حسن تصحيح المناوي: ورواه البزار من حديث ابن مسعود؛ قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.

(حياتي خير لكم، وموتي خير لكم.)

رواه الديلمي عن أنس وعزاه في الجامع الصغير للحارث عن أنس، وفيه عند ابن سعد عن بكر ابن عبد الله مرسلا بلفظ حياتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم، تعرض عليّ أعمالكم، فإن رأيت خيرا حمدت الله، وإن رأيت شرا استغفرت لكم،

وذكره ابن حجر الهيثمي في فتاواه.

(حياتي خير لكم تحدثون ويُحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض عليّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم)

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

قال الإمام أحمد حدثنا حسين بن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأسود الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني قد بليت قال إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام) وهكذا رواه أبو داود عن هارون بن عبد الله وعن الحسن بن علي والنسائي عن إسحاق بن منصور ثلاثتهم عن حسين بن علي به ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي عن جابر عن أبي الاشعث عن شداد بن أوس فذكره قال شيخنا أبو الحجاج المزي وذلك وهم من ابن ماجة والصحيح أوس بن أوس وهو الثقفي رضي الله عنه .

قلت وهو عندي في نسخة جيدة مشهورة على الصواب كما رواه أحمد وأبو داود النسائي عن أوس ابن أوس ثم قال ابن ماجة حدثنا عمرو بن سواد المصري ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو ابن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة وإن أحدا ليصل عليّ إلا عرضت عليّ صلاته حتى يفرغ منها قال قلت وبعد الموت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام نبي الله حيّ ويرزق) وهذا من أفراد ابن ماجة رحمه الله وقد عقد الحافظ ابن عساكر هاهنا بابا في إيراد الأحاديث المروية في زيارة قبره الشريف صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين وموضع استقصاء ذلك في كتاب الأحكام الكبير إن شاء الله تعالى.

لجنة التراث